الصحابي
الصحابيّ لغةً: مشتق من الصحبة، فكل من صحب غيره قليلاً كان أو كثيراً فهو صحابي، وله معنيان في الاصطلاح، فهو عند جمهور المحّدثين: كل من لقي النبيr ومات على إسلامه، سواء طالت صحبته أم لم تطل، أو هو كل مسلم رأى رسول اللهr، وعند جمهور علماء أصول الفقه هو: كل من لقي الرسولr مؤمناً به، ولازمه زمناً طويلاً. وأهمية هذا التعريف الأخير تظهر في مدى حجية مذهب الصحابي واجتهاده، بينما التعريف الأول يظهر أثره في رواية الحديث عن النبيr وبيان ميزته وتوصيفه الدائم.
درجات الصحابة
التصنيف المشهور للصحابة هو ما ذكره أبو عبد الله (محمد بن عبد الله) الحاكم النيسابوري: أنهم اثنتا عشرة طبقة، وهم السابقون إلى الإسلام بمكة كالخلفاء الراشدين الأربعة، والذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة، ومهاجرة الحبشة، وأصحاب بيعة العقبة الأولى، وأصحاب بيعة العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار، وأوائل المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقُباء قبل أن يدخل المدينة، وأهل بدر، والذين هاجروا بين بدر والحديبية، وأهل بيعة الرضوان في الحديبية، ومن هاجر بين الحديبية وفتح مكة، كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبي هريرة، ومسلمة الفتح الذين أسلموا في فتح مكة، والصبيان الذين رأوا النبيr يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها.
أهم الصحابة
العشرة المبشرون بالجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، وطلحة ابن عبيد الله، والزبير ابن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح ثم يضاف إليهم خالد بن الوليد، وعبادة ابن الصامت، وعبد الله بن عمر، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عمرو، وأنس ابن مالك وغيرهم كثير. فقد حجَّ مع رسول اللهr تسعون ألفاً من المسلمين، وكان مصدر المعرفة عندهم القرآن [ر] والسنة النبوية[ر]، وكان آخر الصحابة وفاة على الإطلاق أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الذي توفي سنة (110هـ) بمكة.
دورهم مع النبيr وبعده
بادروا إلى إعلان قبول الإسلام ديناً ودستوراً ومنهج حياة، وأقاموا دولة الإسلام، وحملوا الشريعة الحنيفية وصانوها للأجيال طاهرة نقية ناصعة أمينة، وحفظوا القرآن الكريم، والسنة النبوية من الضياع، ولم يخلطوا أحدهما بالآخر، وبلَّغوا كل ما عرفوه لمن بعدهم، وجاهدوا مع النبي جهاد الشجعان الأبطال الأفذاذ دفاعاً عن الدين الجديد وديار الإسلام وحرماته، وجادلوا بالحق كل من حاول التصدي لحرمات الإسلام وشرائعه وأحكامه وآدابه، وأطاعوا نبيهم طاعة مطلقة، وامتثلوا توجيهاته وأحبوه وآثروه على كل شيء لديهم في الدنيا، وتميزوا بالتضحيات النادرة لنصرة الإسلام، وكانوا مفخرة الدنيا، وتعاون بعضهم مع بعض على البر والتقوى، وصانوا وحدة الأمة من الانقسام الديني والسياسي بقدر الإمكان، واستنبطوا أحكام الحوادث الطارئة في الدين والدنيا.
أهميتهم في التاريخ الإسلامي والإنساني
رسّخوا معالم الإسلام وأعلوا شأنه في كل مجال، ونشروا دعوتهم العالمية، وفتحوا الدنيا بأخلاقهم وشمائلهم العالية، ورَوَّوا الأراضي بدمائهم الزكية، وأظهروا شرف الإسلام في العزة والثبات على الحق والمبدأ، وإعلاء شأن الحرية والعدالة والتكافل والشورى والإيثار والمساواة والتسامح، وأبانوا عظمة العلم والمعرفة والتفكير والتخطيط السديد، وترجموا الإسلام في قضاياه الكبرى والصغرى إلى واقع عملي مشرِّف ومتميز، وجاهدوا في الله حق جهاده في المشارق والمغارب، والأمة الإسلامية على مدى التاريخ مدينة لفضائلهم وأعمالهم الخالدة وصدقهم، فهم العدول الشرفاء إلى الأبد، والمثل الأعلى للناس. قال الله تعالى في شأنهم:)والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، ذلك الفوز العظيم( [ التوبة:100]. وقال النبيr في بيان منزلتهم العليا فيما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري: «لاتسبّوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه».
وهبة الزحيلي
الصحابيّ لغةً: مشتق من الصحبة، فكل من صحب غيره قليلاً كان أو كثيراً فهو صحابي، وله معنيان في الاصطلاح، فهو عند جمهور المحّدثين: كل من لقي النبيr ومات على إسلامه، سواء طالت صحبته أم لم تطل، أو هو كل مسلم رأى رسول اللهr، وعند جمهور علماء أصول الفقه هو: كل من لقي الرسولr مؤمناً به، ولازمه زمناً طويلاً. وأهمية هذا التعريف الأخير تظهر في مدى حجية مذهب الصحابي واجتهاده، بينما التعريف الأول يظهر أثره في رواية الحديث عن النبيr وبيان ميزته وتوصيفه الدائم.
درجات الصحابة
التصنيف المشهور للصحابة هو ما ذكره أبو عبد الله (محمد بن عبد الله) الحاكم النيسابوري: أنهم اثنتا عشرة طبقة، وهم السابقون إلى الإسلام بمكة كالخلفاء الراشدين الأربعة، والذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة، ومهاجرة الحبشة، وأصحاب بيعة العقبة الأولى، وأصحاب بيعة العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار، وأوائل المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقُباء قبل أن يدخل المدينة، وأهل بدر، والذين هاجروا بين بدر والحديبية، وأهل بيعة الرضوان في الحديبية، ومن هاجر بين الحديبية وفتح مكة، كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبي هريرة، ومسلمة الفتح الذين أسلموا في فتح مكة، والصبيان الذين رأوا النبيr يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها.
أهم الصحابة
العشرة المبشرون بالجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، وطلحة ابن عبيد الله، والزبير ابن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح ثم يضاف إليهم خالد بن الوليد، وعبادة ابن الصامت، وعبد الله بن عمر، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عمرو، وأنس ابن مالك وغيرهم كثير. فقد حجَّ مع رسول اللهr تسعون ألفاً من المسلمين، وكان مصدر المعرفة عندهم القرآن [ر] والسنة النبوية[ر]، وكان آخر الصحابة وفاة على الإطلاق أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الذي توفي سنة (110هـ) بمكة.
دورهم مع النبيr وبعده
بادروا إلى إعلان قبول الإسلام ديناً ودستوراً ومنهج حياة، وأقاموا دولة الإسلام، وحملوا الشريعة الحنيفية وصانوها للأجيال طاهرة نقية ناصعة أمينة، وحفظوا القرآن الكريم، والسنة النبوية من الضياع، ولم يخلطوا أحدهما بالآخر، وبلَّغوا كل ما عرفوه لمن بعدهم، وجاهدوا مع النبي جهاد الشجعان الأبطال الأفذاذ دفاعاً عن الدين الجديد وديار الإسلام وحرماته، وجادلوا بالحق كل من حاول التصدي لحرمات الإسلام وشرائعه وأحكامه وآدابه، وأطاعوا نبيهم طاعة مطلقة، وامتثلوا توجيهاته وأحبوه وآثروه على كل شيء لديهم في الدنيا، وتميزوا بالتضحيات النادرة لنصرة الإسلام، وكانوا مفخرة الدنيا، وتعاون بعضهم مع بعض على البر والتقوى، وصانوا وحدة الأمة من الانقسام الديني والسياسي بقدر الإمكان، واستنبطوا أحكام الحوادث الطارئة في الدين والدنيا.
أهميتهم في التاريخ الإسلامي والإنساني
رسّخوا معالم الإسلام وأعلوا شأنه في كل مجال، ونشروا دعوتهم العالمية، وفتحوا الدنيا بأخلاقهم وشمائلهم العالية، ورَوَّوا الأراضي بدمائهم الزكية، وأظهروا شرف الإسلام في العزة والثبات على الحق والمبدأ، وإعلاء شأن الحرية والعدالة والتكافل والشورى والإيثار والمساواة والتسامح، وأبانوا عظمة العلم والمعرفة والتفكير والتخطيط السديد، وترجموا الإسلام في قضاياه الكبرى والصغرى إلى واقع عملي مشرِّف ومتميز، وجاهدوا في الله حق جهاده في المشارق والمغارب، والأمة الإسلامية على مدى التاريخ مدينة لفضائلهم وأعمالهم الخالدة وصدقهم، فهم العدول الشرفاء إلى الأبد، والمثل الأعلى للناس. قال الله تعالى في شأنهم:)والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، ذلك الفوز العظيم( [ التوبة:100]. وقال النبيr في بيان منزلتهم العليا فيما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري: «لاتسبّوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه».
وهبة الزحيلي