أم درمان Omdourmanمدينة سودانية ذراع الثالثة للعاصمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أم درمان Omdourmanمدينة سودانية ذراع الثالثة للعاصمة



    ام درمان

    Omdurman - Omdourman

    أم درمان

    أم درمان مدينة سودانية هي الذراع الثالثة للعاصمة السودانية المثلثة، المؤلفة من الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، وتعد العاصمة الوطنية بسبب طابعها الشعبي.
    تقع أم درمان عند تقاطع خط العرض 15 درجة و41 دقيقة شمالاً، وخط الطول 32 درجة و37 دقيقة شرقاً، على الضفة الغربية لنهر النيل قبالة مقرنه مع رافده النيل الأبيض، وقبالة كل من الخرطوم والخرطوم بحري اللتين ترتبط بهما بجسر النيل الأبيض وبجسر شمبات. والراجح أن أم درمان كانت قرية تقع إلى الجنوب من موقع المدينة اليوم مع أنها لم تكن متصلة بها عند بداية نشأتها.
    تتلقى أم درمان التي ترتفع 280 متراً فوق سطح البحر مطراً سنوياً يهطل صيفاً بمعدل 181ملم. ومتوسط حرارة كانون الثاني فيها 63.6 درجة مئوية وحرارة تموز 31.7 درجة مئوية.
    النشأة والتاريخ
    بعد مقتل القائد البريطاني غوردون باشا، ودخول محمد أحمد المهدي الخرطوم في 26/1/1885م، أراد المهدي أن تكون له عاصمته الخاصة به بعيداً عن الخرطوم التي أسسها الحكم الأجنبي، فاختار لها موقع أم درمان، ولهذا سميت "بقعة المهدي" واختصاراً "البقعة"، ونمت المدينة بسرعة، ودخلها في السنوات الثلاث الأولى من عمرها نصف مليون من أتباع المهدي لتصبح المدينة الأولى في السودان، ومن أكبر المدن الإفريقية. لكن مجاعة حلت بها سنة 1889 دفعت كثيراً من الناس إلى العودة إلى أريافهم، وكان إهمال الإنتاج الزراعي سبباً من أسباب تلك المجاعة المشهورة. ثم استقرت الأحوال بعد ذلك بضع سنوات، وواصلت المدينة نموها، غير أن الخليفة عبد الله التعايشي وريث المهدي استحدث سياسة تجنيد شباب المدينة، لإرسالهم إلى أطراف الدولة مما أدى إلى خلو المدينة تقريباً. ولما دخل الجيش الإنكليزي عام 1899م أم درمان لم يكن فيها سوى 25 ألف مواطن. ومع أن الإنكليز أعادوا العاصمة إلى الخرطوم، فقد واصلت أم درمان نموها إلى جانب الخرطوم حتى الوقت الحاضر.
    كانت المباني السكنية في أول عهد أم درمان بيوتاً من اللبن (قطاطي)، وكانت المباني الحكومية من الحجر، وما يزال بعضها قائماً حتى اليوم. كما كان للمدينة عدد من الأبواب على نسق المدن الإسلامية التقليدية. وقد اندثرت تلك الأبواب تقريباً إلا الباب المعروف اليوم "ببوابة عبد القيوم" في الجنوب الشرقي. وقد قام مخطط المدينة على أساس استيطان كل مجموعة من المجموعات القبلية في حي خاص بها في أغلب الأحيان؛ غير أن بعض الأحياء أسست لأغراض خاصة، لكنها توسعت بقيام أحياء لأمراء المهدية وكبار الموظفين، وأحياء أخرى جنوب قبة المهدي وجنوب غربيها، ثم حي المسالمة وهو حي الداخلين الجدد في الإسلام، كما رافق ذلك توسع في أحياء القبائل غرباً، وظهور أحياء جديدة مثل حي المهدية (الثورة) عام 1959م، وأحياء وضواحٍ أحدث منها في السبعينات من القرن العشرين. ومع أن البناء المتواضع هو الغالب على المدينة، فإن فيها الكثير من المباني الراقية موزّعة على أحيائها المختلفة.
    وقد توسعت أم درمان في الوقت الحاضر حتى غطت تقريباً المسافة بين خورشمبات شمالاً والفتيحاب جنوباً، وبين شاطئ النيل شرقاً والقسم الغربي من جبال المرخيات غرباً، وظهر فيها عدد من الأحياء المخالفة (أحياء البؤس) كمرزوق والقماير وغيرها.
    ومع قرب المدينة، أم درمان، من النيل فهي فقيرة بالمساحات الخضراء إلا حديقتي الموردة والريفيرا بل تبدو صحراوية المنظر كما هو الحال في الأجزاء الغربية والشمالية منها.
    السكان ونموهم
    سكان المدينة الأوائل هم من أتباع المهدي وخلفه عبد الله التعايشي المؤسس الحقيقي للمدينة. وأكثرهم من قبائل البقارة من غربي السودان، وتحديداً بطن التعايشة الذين حشدهم التعايشي في أم درمان، ثم استجلب جيرانهم من قبائل وبطون أخرى من غربي السودان ومن جنوب النيل الأبيض. كما كان في أم درمان مجموعة أخرى تعرف بأبناء البحر، وهم أقلية من وسط السودان وشماليه إضافة إلى مجموعة الأشراف، وهم أبناء عمومة المهدي من إقليم دنقلة الشمالي. وكان السكان إما جهادية (جنداً)، وإما ملازمين وهم موظفو الدولة إضافة إلى طبقة الأمراء.
    ومع مطلع القرن العشرين وفدت إلى أم درمان مجموعات من قبائل النوبة في غربي السودان، والشلك والدنكا والنوير من جنوبي السودان، للعمل بالجيش (قوة دفاع السودان) الذي أسسه الإنكليز. كما وفدت في أوقات مختلفة إلى المدينة مجموعة من الأقباط النجادة من صعيد مصر وسكنوا حي الاسبتالية. وفي أثناء الحكم الاستعماري، جاءت إلى المدينة أقليات من أرناؤوط ومغاربة ومماليك (أتراك وشراكسة) وهنود وإيطاليين وأرمن، ومجموعة من أهل الشام وحضرموت سكنوا الأحياء القديمة من المدينة وظلوا مسيطرين على الحركة التجارية فيها زمناً طويلاً.
    كان وفود قبائل شمالي السودان العربية التي لم تكن على ود مع الدولة المهدية إلى أم درمان متأخراً نسبياً، ولكن بعد سقوط تلك الدولة وفي العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين وفدت جماعات من هذه القبائل إلى المدينة فوصلت إليها جماعات من الجعليين والرياطاب والشايقية والبديرية والركابية وغيرهم، وسرعان ما أصبح لديهم تأثير واضح في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وغدا هؤلاء زعماء المدينة وقادتها حتى الوقت الحاضر.
    العمران
    امتدت مدينة أم درمان في عهد الخليفة التعايشي مسافة عشرة كيلومترات بمحاذاة شاطئ النيل من الشمال إلى الجنوب، وكان عرضها في الوسط خمسة كيلومترات من الشرق إلى الغرب.
    وقد خطط خليفة المهدي عام 1886م أربعة شوارع رئيسة بالمدينة هي شارع الأربعين الذي يشق المدينة من الشمال إلى الجنوب، وسمي بذلك نسبة إلى طريق درب الأربعين المشهور الذي يربط السودان بمصر. والشارع الثاني هو شارع العرضة ذو الاتجاه الغربي الشرقي في وسط المدينة، وقد سمي بذلك لأن الخليفة كان يسير فيه بموكبه. وما يزال هذان الشارعان يحتفظان باسميهما. أما الشارعان اللذان تغير اسماهما فهما شارع الموردة الموازي لشاطئ النيل، وقد اتخذ الخليفة عليه وقريباً منه مبنى الحكم وقصره والسجن وعدداً من مباني الدولة. ومايزال هذا الشارع من أكبر شوارع المدينة ومنفذها الأساسي إلى مدينة الخرطوم. والشارع الرابع هو شارع الثورات، وقد تغيرت معالمه كثيراً وكان أقصر الشوارع الأربعة وأقلها حركة لكنه في الوقت الحاضر مطروق بكثافة. ويغلب على المدينة المخطط الشطرنجي والشوارع والحارات المتعامدة.
    شهدت أم درمان هجرات متأخرة من غربي السودان أهمها هجرات 1974 - 1984 إثر موجة الجفاف الكبرى التي اجتاحت إفريقية. وأقام المهاجرون في أطراف المدينة وقد بلغ عدد سكان أم درمان في السنوات الثلاث الأولى لنشأتها بين العامين 1885- 1888م نحو نصف مليون نسمة ولكنه انخفض للأسباب المذكورة إلى 25 ألفاً عام 1900م. ثم عاد فارتفع إلى نحو 271403 نسمة عام 1997.
    وظائف المدينة
    أُسست أم درمان لتكون عاصمة البلاد، إلا أنها سرعان ما فقدت هذه الوظيفة عام 1899م عندما انتقلت العاصمة إلى الخرطوم. ولكن أم درمان اكتسبت وظائف جديدة، فتحولت إلى مركز تجاري مهم ترتاده القوافل من مصر من درب الأربعين، وتأتيها البضائع القادمة من كردفان وغربي البلاد وغربي إفريقية. كما أصبحت مركزاً للصناعات الشعبية من جلدية وفخارية ومعدنية تجتذب السائحين، مثلما تجتذبهم آثار الحقبة المهدية كقبة المهدي وبيت الخليفة وغيرهما. وكان لأم درمان أثر بارز في الحركة الوطنية فقد تأسس فيها مؤتمر الخريجين العام في عام 1946م ومنه انبثقت شتى صفوف المقاومة للاستعمار، وكان أيضا نواة للتنظيمات الحزبية المختلفة. وقاد مؤتمر الخريجين المحاولات الجادة لتوسيع قاعدة التعليم بإدخال نظام التعليم الأهلي. وأنشئت في أم درمان أولى مؤسسات التعليم الأهلي بالسودان، كما أنشئت فيها أول مدرسة ثانوية للبنات بالسودان. وقد تطور المعهد العلمي بأم درمان إلى جامعة أم درمان الإسلامية عام 1965م، كما افتتح فيها عام 1961م معهد المعلمين العالي الذي تطور عام 1974م إلى كلية للتربية بجامعة الخرطوم.
    وهي مقر الإذاعة والتلفزيون السودانيين والمسرح القومي، وفيها مكتبة مركزية عريقة وحركة أدبية نشطة. وهي مقر مساعد معتمد محافظة الخرطوم التي تتبع لها أم درمان.
    مصطفى حمزة كوكو

يعمل...
X