القصة بدأت من هنا . بلاد الرافدين
٢٨ مارس، الساعة ٤:٤٣ م ·
لعل اعظم اكتشاف حققته الذات الانسانية الباحثة عن اشتراطات وجودها، هو تكييف مادة الطين في تشييد كُتل تلك البيوت السكنية ، فقد عُولجت الاطيان بدقائِق التِبن ، لتعديل مواصفاتها الطبيعية ، وإكسابها تغيُراً أزاحها من طبيعتها لتكون خامة ملائِمة تُعرف بالطوف ، تلبي حاجة المهندسين المعماريين في عملية تشييد الجدران والدعائم المعمارية .
بُنيت جدران تلك البيوت الفلاحية عن طريق رصف كتل الطوف أحداهما فوق الأُخرى ، وتسوية سطوحها الخارجية والداخلية باليدين لجعلها ناعمة الملمس ، وكان لكل منها بابٌ خشبية للدخول والخروج ، وعدداً من النوافذ للتهوية وضم كل منزل غرفة واحدة او غرفتين حسب حجم العائلة الفلاحية وأُلحق بكل منها حظيرة للماشية أما سقوفها فكانت ( جملونية ) الشكل وشُيدت من رصف جذوع الأشجار وأغصانها ، وكُسيّت بطبقة من الحصران وطُليت بطبقة سميكة من الطوف لمنع تسرب الأمطار خلال فصل الشتاء ، لذلك كانت تُجدد بإستمرار قبل موسم سقوط الأمطار .
ملحمة العراق
زهير صاحب
وسام هاتف
عرض أقل