نقدم لكم..مقطع من رواية " الشرنقة ".. للأديبة اللبنانية: دلال موسى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقدم لكم..مقطع من رواية " الشرنقة ".. للأديبة اللبنانية: دلال موسى

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1691533963747.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	43.5 كيلوبايت 
الهوية:	143475

    مقطع من رواية " الشرنقة "
    دلال موسى / لبنان

    طفلة حزينة الملامح تتربع على عرشها الذهبي، ترمقني بنظرات مخيفة وعينين شاردتين.
    صقيع الليل بتر كل أصابعها ورياح الوحدة انتشلتها من بين الركام إلى ذروة السماء....
    حولتني المجرد دمية بلاستيكية ضائعة في دوامة الخوف التي استقرت في عينيها....
    أي درب علي أن أسلك للنجاة منها ؟
    وأنا التي لن تستطيع المحاولة أصلا للهروب .
    أقف مذهولة أتأمل كل ما يجري حولي، لا أرى شيئا سوى تلك التي جمعني بها القدر ليريني بأنه قد رسم روحي أمامي على هيئة ملاك مذبوح مشغلى يعزف الأمنيات والأحلام.
    حاولت أن أصرخ ما استطعت ذلك....
    استلقت الطفلة على ظهرها متوسدة اليدين إلى جانب وحش الظلام الذي لا يرحم وسادتها القلق وتلتحف ثلج الحاضر الأليم.

    كان حُلمًا أليما فعلا....
    موجع أن تقتل روحك وتعذبها من غير إدانة
    . أنا السجينة رقم 171....
    أقر وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية والجسدية بأنني أقدمت وعن سابق تخطيط وإصرار بقتل روحي وتعذيبها بأشد وسائل الحرمان والتنكيل....
    لذلك يتوجب عليكم أيها القاضي : إنزال أشد العقوبات علي في سجن كبير يتجسد على هيئة حياة شاقة، وتقييدي داخلها كما سبق وفعلت بروحي البريئة قصدا...
    لم أعد أكترث الآن بحفيف أجنحة الذكريات الموجعة، وما عاد الصباح الحزين لأسراب الآهات المنبعثة من داخلي يقيدني.
    ففي كل ليلة كان يقودني النعاس بها إلى الفراش، كنت أنهزم أمام رغبته وألبيها فتتعرى قدماي من الريش ليلاما سريرا تغلغل البرد في كل أطرافه.
    أستسلم للأمر وأندس فيه، لكن سرعان ما أسمع صوتًا قائلا : هادئا يتغلغل في مسمعي أرجو المعذرة يا سيدتي أنت في قرية القلق الآن، إلى أين تريدين الذهاب بالتحديد؟
يعمل...
X