حصانه الخشبي . ومع ذلك ، حتى في لوحة ( ١٤ تموز في طولون ) حيث يهتم شاستل بأن يوحي للناظر الموسيقى الصادحة التي تعزفها الاوركسترا ، وجو المرح واللهو الذي يتميز به العيد القومي ، وحيث يرينا أجساما يصدم بعضها بعضاً ، ويزحم بعضها بعضا ويدخل بعضها نراه يستبعد الفوضى في الكثافة ويترفع عما هو صارخ . فالألوان تخلو من الابتذال الصادم ، وليس في الرسم وفي ترتيب اللوحة شيء ينجو من سيطرة الفنان .
وهناك مجموعة ثانية تضم أعمالاً تتميز بهدوء خطوطها المستقيمة أو المنسابة ، وبرصانة ألوانها الشقراء أو الضاربة الى السمرة أو الرمادية المائلة الى السواد ، وبوضوح طريقة اخراجها . وفي هذه المرة ، يعالج شاستل مواضيع مثل ( لعبة الورق ) و ( البيانو ) و ( الرسالة ) . وهي مصورة بين ١٩٥٤ و ۱۹۶۲ . . . وجدير بالذكر أنه يعالج بعض موضوعاته عدة مرات وبطرق مختلفة بمعنى أنه يدخل عليها سلسلة من التطويرات تنقيها وتخضعها في نهاية الأمر خضوعا تاما الى ترتيب اللوحة . حتى أن الصورة الأخيرة من المجموعة ، يبدو فيها الموضوع وقد تحول تماما لدرجة أنه يكاد لا يعرف الا بفضل بعض الدلالات . فاذا به يصبح حقيقة تصويرية صافية ، وتركيبا ذا أشكال متسطحة ، وألوان متخيلة ، وأضواء وظلالا لها حياة مستقلة خاصة بها . واذا كان النور في ( لعبة الورق ) صافياً منتشراً ، فانه أكثر تركز أو تأملا في ( الرسالة ) ، فهو ينساق موجها بغطاء المصباح العاكس ، ويهبط الى الطاولة ، وينعكس في المحبرة ، ويلمس ويخفف اليد التي تكتب ويلهم الفكر ويصطدم بالظلال التي تقاومه ، أو تتركه يغزوها بحنان وان القليلين جدا من المصورين المحدثين يستعملون طريقة التضاد في النور والظل القديمة ، بمثل الابداع الذي يتميز به شاستيل . وليس يكفينا أن نقول أن الضوء عند شاستيل يتميز بعذوبة تثير النشوة ، بل يجب أن نذكر أيضاً أن هذا الضوء يتجسد في مادة ليست شفافة بل بالعكس كثيفة ولذيذة .
أما ( مونتانيه Montanier ) من شاستيل بالبحث عن مادة جميلة ونادرة . وكما فعل شاستیل ، مارس مونتانيه أول الامر التصوير الواقعي . وحوالي ١٩٤١ ، بدأ يحور العالم بحرية مازالت تتزايد ، وأصبحت اليوم كبيرة الى درجة انه توجد بعض الصعوبة في تبيان العلاقة بين اللوحة واسمها . ولكن ، مهما كان الموضوع الذي تنطلق منه اللوحة ، سواء أكان جسماً عارياً أم منظراً طبيعياً ، أم شجرة أم طبيعة صامتة فان مونتانيه يظهر قبل كل شي ، وبصورة أكيدة أنه بناء . فليس لديه أية رخاوة ، وليس لديه أيضاً قسوة ، والأشكال عنده واضحة ، تتأرجح وتتضاد بصراحة تكسوها الألوان المنسجمة المتناغمة ، ولاسيما الألوان الزرقاء التي تجمع بين الأناقة والتنوع وهناك أيضاً ألوان خضراء وبنفسجية ، وسوداء ، ورمادية جليلة ثم أن العجينة تكون تارة دسمة وطورا مخملية ، وهي تزيد في جمال تناغم الألوان . وان مونتانيه بجديته وتذوقه للرصانة والتوازن ، وبما يمتاز به تعبيره من صدق وتهذيب ، يمكن أن يذكرنا ببراك الا أن تلوينه في جملته ليس أقل شخصية من رسمه ومن تكوينه للوحة .
وهناك مظاهر أخرى للتصوير الحديث تلاحظ لدى المصورين الذين نذكر منهم على الاخص بورتن Burtin و موزيك Music و براسينوس ، Brassinos » و ودایز Dayez ، Lagrange C و و غار Garbell ، ، و ( سیلر Seiler ) ، و « لاغرانج سارتو ( Sarthou تايو Taiueux ) ، كما نذكر بين المصورين الأصغر سنا من اولئك : بولن Bolin » ، و كوتافوز Cottavoz ) ، و ( ليسيور Lesieur )، و « ماریان Maryan » . وقد انتهى الأمر عند بعضهم بأن أصبح الموضوع مستترا . ومن هؤلاء موزيك و بورتن ، علما بأن هذا الأخير ظل برهة من الزمن يتأرجح بين بينيون و جيشيا وبقي الموضوع ظاهرا لدى البعض الآخر ومن أمثلة ذلك أنه عندما يصور دايز قوارب على شواطىء أتريتا الرملية أو مشهدا من مشاهد الطبيعة في مقاطعة البروفانس فهو يميز بين الأشياء لا بالتلوين فحسب (وهو يزخر بالرماديات ) بل يحولها الى كتل مسطحة ويحيطها بخطوط تحددها الا أن هذه الخطوط لا تتوقف كثيراً عند التفاصيل ، كما أن سيرها يتخذ أحيانا أطوارا غريبة .
ولا ينتبه سياره Seiler الى الملموس بقدر اهتمامه بالمائع
والأثيري . وفي مايصوره من ( مخادع ) منزلية ، ومشاهد من الريف العميق المغروس بالأشجار ، ومناظر من السماء التي ترتفع عاليا جدا فوق الشاطيء أو فوق السهل الهولندى ، في كل هذا ، لاتكاد الأشياء تظهر الا تلميحاً ، بوساطة خطوط فيها بعض التصلب ، وتخلع على اللوحة هيكلا واضحا رقيقا . وقد نميل الى القول هنا بأن الأشكال مفتوحة كالصقالة المعدنية . فاللون والضوء يدخلان اليها من كل جهة . وبوجيز العبارة ، فان العالم في لوحات سيلر مغمور في تدرجات ناعمة من اللون الرمادي اللؤلؤي ، واللون الأمغر والأشقر ، والأزرق الفضي ، تطبع عليها نثيرات من النور الناعم بقعا رقيقة .
أما ملونة سارتو فهي أكثر حيوية ، يتجاور فيها الأصفر مع البنفسجي الباهت والرمادي مع الأزرق الصافي والأحمر المشبع . وفي كل صورة نجد لبقع الألوان أهمية أكبر مما للخطوط . واذ هو فنان مولع باللون المتموج ، فانه وكثيرا ما يستوحي مستنقعات الكامارغ لكي يعبر عن انعكاسات نهار هادىء صاف أو مغيب ملتهب . وفي فنه نكهة من المزاج الهانىء والاندفاع الحيوي ، حتى أن الحريق يصبح في لوحته مشهدا يقتصر على بهر الانظار ، وليس فيه شيء مأساوي. كما تصبح شجرات الصنوبر التي أتت عليها النيران مجرد عشيبات سوداء تحيط بها الألوان الرمادية والزرقاء ذات الطراوة اللذيذة . واذا كان ثمة بعض مايؤثر ويحزن في تلوى جذورها الساقطة، فان تلوين اللوحة يفتن بما فيه من عذوبة ورقة . أما الصورة في فن كوتافوز فهي تستمد مافيها من ابتكار من استعمال مادة كثيفة ، يحول بها الفنان الأشياء . فالبحر والجبال والأشجار والمنازل والسماء الصافية، أو الغائمة. . كل هذه الأشياء يمثلها كوتافوز بأن يفرش لوحته بعجائن كثيرة حتى يخيل للمرء أنه يبني اللوحة بناء فالخطوط فيها أخاديد عميقة ، أو حوافي حادة ، والألوان الموحدة ترتصف بعضها فوق البعض كالآجر في البناء. وهكذا يتخلى كل شيء عن قسم من حقيقته العادية لصالح حقيقة تصويرية ، ، ويبلغ هذا التحول أحيانا درجة تجعل اللوحة تتخذ مظاهر تجريدية، خصوصاً وأن كوتافوز قليلا ما يميز بين الأشياء . ثم أن التضادات في الألوان والأشكال نادرة في لوحاته في حين تكثر فيها ضروب تدرجات اللون الواحد علما في العادة ألوان تعوزها الحيوية كالزهري الباهت والرمادي ، والبني الصافي والأخضر الأصم .
أما بولن فان ما يحفل به أمام مشهد طبيعي هو بقع الألوان والايقاعات البنية . وسواء أكان يعالج جبل الألبي أم الغيوم فوق البحر ، فانه لا يهدف الى اظهار الأشياء بوضوح بقدر ما يهدف الى ادماجها في تكوين اللوحة . واذا كان رسمه الاهليلجي يميل الى التقعر - والتماوج عنده تتميز بطراوة فيها حنان وشيء من الحموضة في نفس الوقت ، فان الألوان . ففي هذه الألوان على الغالب شيء ربيعي يثير نشوة ناعمة.
وكذلك نجد الحنان عند لوسيور ، وهو يمتاز بحب الأضواء الملونة وبالجو المفعم بالتفاؤل . ولذلك يبدو خليفة لـ بونار . كل مافي تصويره الى الفتنة ، من توافق الألوان الى العجينة ( وهي قليلة الكثافة بيد أنها حلوة طيبة ) ، الى الصفاء المنعش في الجو.
أما ماريان فهو بعيد كل البعد عن هذا الميل الصبو نحو اللذة الآنية . فهل على كونه يهوديا بولونيا ، قد ذاق الآم معسكرات الاعتقال النازية التي طبعته بطابعها ، الى آخر حياته . وان صور الأشخاص التي يزخر بها فنه مستمدة من الانسان النكرة الممكنن بصورة سخيفة ومن المهرج ومن الشهيد . فهم مشوهون عجزة ، يهجيهم الألم والضيق النفساني . ومن حين إلى آخر يكشف اسلوب ماريان ، وهو اسلوب تعبيري ، عن تأثير شاغال أو بيكاسو ، بيد أن في أسلوبه من الشدة المرة ومن العنف المستميت ما هو خاص به ويتوافق مع صفات تصويرية حقيقية.
وهناك مجموعة ثانية تضم أعمالاً تتميز بهدوء خطوطها المستقيمة أو المنسابة ، وبرصانة ألوانها الشقراء أو الضاربة الى السمرة أو الرمادية المائلة الى السواد ، وبوضوح طريقة اخراجها . وفي هذه المرة ، يعالج شاستل مواضيع مثل ( لعبة الورق ) و ( البيانو ) و ( الرسالة ) . وهي مصورة بين ١٩٥٤ و ۱۹۶۲ . . . وجدير بالذكر أنه يعالج بعض موضوعاته عدة مرات وبطرق مختلفة بمعنى أنه يدخل عليها سلسلة من التطويرات تنقيها وتخضعها في نهاية الأمر خضوعا تاما الى ترتيب اللوحة . حتى أن الصورة الأخيرة من المجموعة ، يبدو فيها الموضوع وقد تحول تماما لدرجة أنه يكاد لا يعرف الا بفضل بعض الدلالات . فاذا به يصبح حقيقة تصويرية صافية ، وتركيبا ذا أشكال متسطحة ، وألوان متخيلة ، وأضواء وظلالا لها حياة مستقلة خاصة بها . واذا كان النور في ( لعبة الورق ) صافياً منتشراً ، فانه أكثر تركز أو تأملا في ( الرسالة ) ، فهو ينساق موجها بغطاء المصباح العاكس ، ويهبط الى الطاولة ، وينعكس في المحبرة ، ويلمس ويخفف اليد التي تكتب ويلهم الفكر ويصطدم بالظلال التي تقاومه ، أو تتركه يغزوها بحنان وان القليلين جدا من المصورين المحدثين يستعملون طريقة التضاد في النور والظل القديمة ، بمثل الابداع الذي يتميز به شاستيل . وليس يكفينا أن نقول أن الضوء عند شاستيل يتميز بعذوبة تثير النشوة ، بل يجب أن نذكر أيضاً أن هذا الضوء يتجسد في مادة ليست شفافة بل بالعكس كثيفة ولذيذة .
أما ( مونتانيه Montanier ) من شاستيل بالبحث عن مادة جميلة ونادرة . وكما فعل شاستیل ، مارس مونتانيه أول الامر التصوير الواقعي . وحوالي ١٩٤١ ، بدأ يحور العالم بحرية مازالت تتزايد ، وأصبحت اليوم كبيرة الى درجة انه توجد بعض الصعوبة في تبيان العلاقة بين اللوحة واسمها . ولكن ، مهما كان الموضوع الذي تنطلق منه اللوحة ، سواء أكان جسماً عارياً أم منظراً طبيعياً ، أم شجرة أم طبيعة صامتة فان مونتانيه يظهر قبل كل شي ، وبصورة أكيدة أنه بناء . فليس لديه أية رخاوة ، وليس لديه أيضاً قسوة ، والأشكال عنده واضحة ، تتأرجح وتتضاد بصراحة تكسوها الألوان المنسجمة المتناغمة ، ولاسيما الألوان الزرقاء التي تجمع بين الأناقة والتنوع وهناك أيضاً ألوان خضراء وبنفسجية ، وسوداء ، ورمادية جليلة ثم أن العجينة تكون تارة دسمة وطورا مخملية ، وهي تزيد في جمال تناغم الألوان . وان مونتانيه بجديته وتذوقه للرصانة والتوازن ، وبما يمتاز به تعبيره من صدق وتهذيب ، يمكن أن يذكرنا ببراك الا أن تلوينه في جملته ليس أقل شخصية من رسمه ومن تكوينه للوحة .
وهناك مظاهر أخرى للتصوير الحديث تلاحظ لدى المصورين الذين نذكر منهم على الاخص بورتن Burtin و موزيك Music و براسينوس ، Brassinos » و ودایز Dayez ، Lagrange C و و غار Garbell ، ، و ( سیلر Seiler ) ، و « لاغرانج سارتو ( Sarthou تايو Taiueux ) ، كما نذكر بين المصورين الأصغر سنا من اولئك : بولن Bolin » ، و كوتافوز Cottavoz ) ، و ( ليسيور Lesieur )، و « ماریان Maryan » . وقد انتهى الأمر عند بعضهم بأن أصبح الموضوع مستترا . ومن هؤلاء موزيك و بورتن ، علما بأن هذا الأخير ظل برهة من الزمن يتأرجح بين بينيون و جيشيا وبقي الموضوع ظاهرا لدى البعض الآخر ومن أمثلة ذلك أنه عندما يصور دايز قوارب على شواطىء أتريتا الرملية أو مشهدا من مشاهد الطبيعة في مقاطعة البروفانس فهو يميز بين الأشياء لا بالتلوين فحسب (وهو يزخر بالرماديات ) بل يحولها الى كتل مسطحة ويحيطها بخطوط تحددها الا أن هذه الخطوط لا تتوقف كثيراً عند التفاصيل ، كما أن سيرها يتخذ أحيانا أطوارا غريبة .
ولا ينتبه سياره Seiler الى الملموس بقدر اهتمامه بالمائع
والأثيري . وفي مايصوره من ( مخادع ) منزلية ، ومشاهد من الريف العميق المغروس بالأشجار ، ومناظر من السماء التي ترتفع عاليا جدا فوق الشاطيء أو فوق السهل الهولندى ، في كل هذا ، لاتكاد الأشياء تظهر الا تلميحاً ، بوساطة خطوط فيها بعض التصلب ، وتخلع على اللوحة هيكلا واضحا رقيقا . وقد نميل الى القول هنا بأن الأشكال مفتوحة كالصقالة المعدنية . فاللون والضوء يدخلان اليها من كل جهة . وبوجيز العبارة ، فان العالم في لوحات سيلر مغمور في تدرجات ناعمة من اللون الرمادي اللؤلؤي ، واللون الأمغر والأشقر ، والأزرق الفضي ، تطبع عليها نثيرات من النور الناعم بقعا رقيقة .
أما ملونة سارتو فهي أكثر حيوية ، يتجاور فيها الأصفر مع البنفسجي الباهت والرمادي مع الأزرق الصافي والأحمر المشبع . وفي كل صورة نجد لبقع الألوان أهمية أكبر مما للخطوط . واذ هو فنان مولع باللون المتموج ، فانه وكثيرا ما يستوحي مستنقعات الكامارغ لكي يعبر عن انعكاسات نهار هادىء صاف أو مغيب ملتهب . وفي فنه نكهة من المزاج الهانىء والاندفاع الحيوي ، حتى أن الحريق يصبح في لوحته مشهدا يقتصر على بهر الانظار ، وليس فيه شيء مأساوي. كما تصبح شجرات الصنوبر التي أتت عليها النيران مجرد عشيبات سوداء تحيط بها الألوان الرمادية والزرقاء ذات الطراوة اللذيذة . واذا كان ثمة بعض مايؤثر ويحزن في تلوى جذورها الساقطة، فان تلوين اللوحة يفتن بما فيه من عذوبة ورقة . أما الصورة في فن كوتافوز فهي تستمد مافيها من ابتكار من استعمال مادة كثيفة ، يحول بها الفنان الأشياء . فالبحر والجبال والأشجار والمنازل والسماء الصافية، أو الغائمة. . كل هذه الأشياء يمثلها كوتافوز بأن يفرش لوحته بعجائن كثيرة حتى يخيل للمرء أنه يبني اللوحة بناء فالخطوط فيها أخاديد عميقة ، أو حوافي حادة ، والألوان الموحدة ترتصف بعضها فوق البعض كالآجر في البناء. وهكذا يتخلى كل شيء عن قسم من حقيقته العادية لصالح حقيقة تصويرية ، ، ويبلغ هذا التحول أحيانا درجة تجعل اللوحة تتخذ مظاهر تجريدية، خصوصاً وأن كوتافوز قليلا ما يميز بين الأشياء . ثم أن التضادات في الألوان والأشكال نادرة في لوحاته في حين تكثر فيها ضروب تدرجات اللون الواحد علما في العادة ألوان تعوزها الحيوية كالزهري الباهت والرمادي ، والبني الصافي والأخضر الأصم .
أما بولن فان ما يحفل به أمام مشهد طبيعي هو بقع الألوان والايقاعات البنية . وسواء أكان يعالج جبل الألبي أم الغيوم فوق البحر ، فانه لا يهدف الى اظهار الأشياء بوضوح بقدر ما يهدف الى ادماجها في تكوين اللوحة . واذا كان رسمه الاهليلجي يميل الى التقعر - والتماوج عنده تتميز بطراوة فيها حنان وشيء من الحموضة في نفس الوقت ، فان الألوان . ففي هذه الألوان على الغالب شيء ربيعي يثير نشوة ناعمة.
وكذلك نجد الحنان عند لوسيور ، وهو يمتاز بحب الأضواء الملونة وبالجو المفعم بالتفاؤل . ولذلك يبدو خليفة لـ بونار . كل مافي تصويره الى الفتنة ، من توافق الألوان الى العجينة ( وهي قليلة الكثافة بيد أنها حلوة طيبة ) ، الى الصفاء المنعش في الجو.
أما ماريان فهو بعيد كل البعد عن هذا الميل الصبو نحو اللذة الآنية . فهل على كونه يهوديا بولونيا ، قد ذاق الآم معسكرات الاعتقال النازية التي طبعته بطابعها ، الى آخر حياته . وان صور الأشخاص التي يزخر بها فنه مستمدة من الانسان النكرة الممكنن بصورة سخيفة ومن المهرج ومن الشهيد . فهم مشوهون عجزة ، يهجيهم الألم والضيق النفساني . ومن حين إلى آخر يكشف اسلوب ماريان ، وهو اسلوب تعبيري ، عن تأثير شاغال أو بيكاسو ، بيد أن في أسلوبه من الشدة المرة ومن العنف المستميت ما هو خاص به ويتوافق مع صفات تصويرية حقيقية.
تعليق