السرياليون .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السرياليون .. كتاب الفن في القرن العشرين

    السرياليون

    غادر تانغي ودالي وأرنست وماسون وميرو هم أيضاً فرنسا عند اقتراب الحرب أو أثناء نشوبها فعاد ميرو إلى أسبانيا، بينما ذهب الآخرون إلى الولايات المتحدة حيث كان لإقامتهم فيها آثار غير متوقعة . جاؤوا إليها يحملون معهم خميرة السيريالية ، فأسهموا في توجيه بعض الشبان الأميريكيين من الفنانين (ولا سيما بوللوك Pollock ) وهؤلاء سيؤثرون فيما بعد على بعض التعبيريين التجريديين في أوروبا . علماً بأن ماسمي : " action painting أو التصوير الحركي كان ماسون قد مارسه في تصويره على الرمل ، وذلك منذ ۱۹۲۷ . كما أن الآثار التي أنتجها حوالي ١٩٤٢ مليئة بالاشارات الشديدة التعبير . وهنا وهناك تنبع الأشكال في غمرات من الألوان المحمومة المدماة . على أن ماسون يظل مسيطراً على تركيب الصورة . وحتى عندما يذكرنا رسمه بضربات السوط ، يظل في فنه نواح من فن الخط الكتابي الجميل . وتبرز هذه الميزة أيضاً في اللوحات الحديثة حيث يعود الفنان إلى العنف والمأساة ، بعد أن أتيحت له فترة من هدأة النفس في اكس آن بروفانس تجوس خلال هذه اللوحات حركات لاحد لها . كما أن الخطوط تتفجر فيها كأنها سهام ، فتتمدد ، وتنحل بسرعة وتعجل ، تارة مستقلة قائمة بذاتها. وهي طوراً توحي بوجه ، أو وهي بجزء من جسم أو بحيوان أو كائن بشري ، في الغالب خرافي أكثر مايكون حقيقي مثل ربات الجحيم Les Parques ، دافع الصخرة Sisyphe ، ملكة الأمازونات Penthésilee ويقول ماسون إن اندفاع الصورة لا يأتي متعمداً ، وليس إلا من قبيل المصادفة أن تكون الصورة ذات علاقة بنموذج معين . أو ببطل اسطوري ( أو بطل من الأدب ) . ولذلك كان من الممكن أن تسمى هذه اللوحات بأسماء عادية مثل : الذي لا يدرك و بين النبتة والعصفور و ( جسم سحري ) ، بحيث لا تكشف إلا عن أساطير شخصية . وعلى سبيل المثال ، فإن لوحة سيزيف دافع الصخرة Sisyphe كانت في البدء استعارة من أحد الهموم .
    الهم موجود بشدة في اللوحات التي صورها ماكس أرنست عام
    ١٩٤٠ .
    قبل أن يستطيع الابحار إلى أميركا. فلوحته المسماة « أوربا بعد صورة لليأس ، ولانتصار الموت الذي جفف كل شيء وأيبس كل شيء ، ولم يخلف الموت وراءه سوى ركام من العظام المتحجرة التي يتشابك بعضها ببعض كأنها أشواك . أما اللوحات الأولى التي صورها في الولايات المتحدة فليست أكثر إيحاء بالعزاء . وحوالي عام ١٩٤٥ علماً بأن أرنست لم يعد لأوربا إلا بعد خمس سنوات هذا التاريخ بدأ فنه يبتعد قليلاً عن المآسي وعن الشيطانية . وكذلك تحول اسلوبه أيضاً ، فابتعد عن الواقعية ، وصارت الأشكال لديه هندسية ، ثم آل أمرها إلى الانبساط ، وأصبحت الألوان أكثر طراوة ، وأصبح التنفيذ أكثر حرية . وبكلمة موجزة ، فإن أرنست اختار وسائل أكثر حداثة من تلك التي كان يؤثرها من قبل على أن مناخه العام ظل مناخاً سيريالياً. وإذا تضاءلت لديه الرغبة في صدمنا أو ترويعنا ، فلايزال لديه قصد اشعارنا بالاغتراب والأسماء التي اختارها للوحاته ( لوحة اعلان لمدرسة طيور البحر ) - ( البارون الذي ظله وزوجاته ) ترمي إلى هذا الهدف بقدر ما ترمي إليه لوحاته نفسها .

    أما تانغي فلم يتغير لديه شيء تغيراً محسوساً : لا المناخ ولا الاسلوب ولا المواضيع . وقد ظل مقيماً في الولايات المتحدة حتى وافاه الأجل فيها . في حين أن دالي قدعاد بعد الحرب إلى اسبانيا حيث يعالج مواضيع دينية ، بدءاً من عام ١٩٥٠ . وهذا بالطبع أمر لم يكن يتوقعه أحد منه. ولكن ، أليس أن هدفه الأول هو أن يثير فينا الدهشة والعجب والحيرة ؟

    وهكذا ، نراه يصور لوحات مثل « العذراء والطفل » و « الصعود الالهي » و « المسيح على الصليب » و « العشاء السري » باسلوب يبدو وكأنه أن يجمع بين بعض حريات السيريالية وبين المسايرات التافهة فن حي سان سولبيس .

    وفي هذه الأثناء كان مواطنه ميرو لا يفتأ يبدي الجرأة والتفنن فمن ١٩٤٠ إلى ١٩٤١ نراه يزرع لوحاته بهذه الاشارات التي اخترعها لتمثل رجلاً أو امرأة ، والتي يرسمها بخطوط رفيعة حادة . وفي بعض الأحيان ، نجد أشكالاً يستعيرها من هندسة تقريبية تلتصق بهذه الخطوط أو تتعارض معها ، بحيث تنبعث في تكوين الصورة حيوية تتأتى من بقع حمراء وسوداء وخضراء وزرقاء تبرز أمام خلفية صافية .

    أما الاسلوب فلم يعد اسلوب لوحته « كرنفال آرلكان » التي صورها في ١٩٢٤ – ١٩٢٥ . ومع ذلك فإن المرء ليتذكر حتماً هذه اللوحة عندما ينظر إلى اللوحات الجديدة اللعوب ، المتخابثة ، والتي يبدو كل شيء فيها وكأنه يتحرك ويرقص ويصعد ويهبط . وإذا كان الكائن البشري فيها ظل مثلما كان في اللوحات الماضية، أي كائناً مبتسراً لم يستكمل نموه ، فهو هنا أقل شراً . وربما كان ذلك لأن وجوده في اللوحة أقل ظهوراً من ذي قبل ، إذ أنه يكاد يضيع بين البقع والنقاط والواقع ، بعد بضع سنوات ، عندما أخذ ميرو يعزل الكائن البشري عن هذه البقع والنقاط ، ويعطيه قامة أكبر ، عادت إليه ملامح البلاهة والقسوة اللتين يتميز بهما الجرذ النهم. وقد يحدث أحياناً أن طرف الفنان يخلع عليه ، مظاهر أكثر بهجة وتسلية ، فإذا بالرقبة تتمدد وتنحني كأنها ساق نبات وإذا بالجسم يبدو كعرق البراصيا بينما يمثل الرأس رأس من البطاطا تغطيه عيون متفتحة إلى أقصى ما يمكن ، دهشة وحباً للاستطلاع . وقد يحدث أن يجعل للطائر وجهاً بشرياً ، وقد لا نجد أي فرق بينه وبين المرأة التي يقول اسم اللوحة أنها موجودة بجانبه .

    وحوالي ١٩٥٠ يفقد الخط عند ميرو تلك الصلابة التقاطعة تميز بها حتى ذلك الحين. وقد يحملنا هذا على القول بأنه أصبح أكثر طفولة . وعلى كل حال ، فهو يبدو أقل مهارة وأقل علماً أن الفنان يتحاشى العمل الرتيب الروتيني ويحس بين الفينة والفينة بالحاجة إلى أن يضحي بما أكتسب من علم وتجربة ، وإلى أن يخفف سلطان بده على فنه . وبكلمة موجزة ، يحس بالحاجة إلى أن يعود إلى نوع من البدائية الأصلية. وقد أدت به هذه الحاجة في عام ١٩٦٢ إلى أن يغطي بلون واحد لوحات كبيرة ، ولا يضيف إلى هذا التي اللون الأوحد إلا ، نقطتين سوداويين في إحدى الجهتين ، وثلاثة خطوط تكاد تكون متوازية ، وهي تمضي في استرخاء وتردد ، في الجهة الثانية . إلا أن هذا الفراغ العاري لم يرق طويلاً لخياله المتهكم والسريع التنقل . ولذلك نرى أن اللوحات التي عرضها في سنة ١٩٦٥ رجعت إلى التعقد . وعاد فيها ميرو إلى قريحته اللذيذة .

    وإن هذا المنحنى السيريالي الذي يجسده هذا المعلم الاسباني الكبير بشكل متنوع أخاذ .... هذا المنحنى موجود أيضاً ، وبمظاهر مختلفة ، لدى مصورين مثل ( بالتوس Balthus » و « لابيس Labisse ) و برونر Brauner » و « كوتو Coutaud و « يفريدو لام Wifredo Lam » و «ماتا Matta و هنري ميشو Henri Michaux ». إلا أن هؤلاء الفنانين لم يكونوا كلهم على اتصال بالحركة التي أحياها بريتون Breton) ، و ، وأساليبهم بعيدة عن التشابه. فقد تبنى بالتوس ولابيس الطريقة الواقعية، لكي يضعا المشاهدين أمام الغريب العجيب . وأما الآخرون فلم يتجاهلوا معطيات بيكاسو أو كلي ، بل ان ماتا يدنو كثيراً . التصوير التجريدي . في حين أن الشاعر هنري ميشو يعبر عن عالمه الخيالي باسلوب يبرر تصنيفه إلى جانب وولز بين دعاة الفن اللاشكلي. وبكل حال فهناك ثمة علاقات لا يمكن نكرانها فيما بين هذا الاتجاه الفني وبين السيريالية التي أقل مايقال عنها أنها اسهمت في اشاعة الشغف باللاعقلاني ، هذا الشغف الذي كثيراً ما تمارسه دون تحفظ ، كما من سنری .



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.34_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	67.7 كيلوبايت 
الهوية:	143435 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.35_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	71.8 كيلوبايت 
الهوية:	143436 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.35 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	76.9 كيلوبايت 
الهوية:	143437 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.36_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.2 كيلوبايت 
الهوية:	143438 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.36 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	77.3 كيلوبايت 
الهوية:	143439

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.37_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	38.1 كيلوبايت 
الهوية:	143441


    The surrealists

    Tanguy, Daly, Ernest, Masson and Miro, too, left France when war approached or during its outbreak. Miro returned to Spain, while the others went to the United States, where their stay had unexpected effects. They came to it bringing with them the yeast of surrealism, and they contributed to the guidance of some young American artists (particularly Pollock), who would later influence some of the abstract expressionists in Europe. Noting that my name: “action painting” or kinetic photography, Mason had practiced his painting on the sand, since 1927. The effects he produced around 1942 are full of highly expressive references. Here and there the shapes spring forth in floods of frantic, bloody colours. However, Mason remains dominating the composition of the image.Even when his drawing reminds us of the blows of a whip, his art still has aspects of beautiful calligraphy.This feature is also evident in modern paintings, where the artist returns to violence and tragedy, after he had had a period of calm in Aix-en-Provence during Guess. These paintings have unlimited movements, just as the lines explode in them as if they were arrows, so they expand and dissolve quickly and precipitate, at times independent and self-contained. Body 6 or an animal or a human being, often mythical, more real, such as (Les Parques, the rock motive Sisyphe, the Queen of the Amazons Penthésilee) and Mason says (the impulse of the image does not come deliberately, and it is only a coincidence that the image is related to a model A certain, or a mythical hero (or a hero from literature), so these paintings could have been called by ordinary names such as: “who does not realize” and “between the plant and the bird” and “a magical body”, so that they only reveal personal legends. For example, the painting of Sisyphus pushing the rock, Sisyphe, was initially a metaphor for a caress.

    Carefree is very much present in the paintings of Max Ernst in 1990

    .192.

    rain) is before he can sail to America. His painting called “Europe after a picture of despair, and the victory of death that dried everything and withered everything, and death left behind only a heap of petrified bones that intertwine with each other as if they were thorns.” The first portraits he painted in the United States are no more consoling. Around the year 1945 (noting that Ernst did not return to Europe until five years after this date), his art began to move away from tragedies and Satanism. Likewise, his style also changed, so he moved away from realism, and his shapes became geometric, then they turned to simplicity, and the colors became softer, and the execution became more free. In a nutshell, Ernest He chose more modern methods than those he used to influence before, although his general atmosphere remained surreal. And if he has little desire to shock or terrify us, he still has the intention of making us feel alienated. The names he chose for his paintings «Billboard of the School of Sea Birds» - (The Baron in His Shadow and His Wives) aim at this goal as much as his paintings themselves. His name is Saturday

    As for Tanguy, nothing had perceptibly changed for him: neither the climate, nor the style, nor the subjects. He remained residing in the United States until his death. While Dali returned after the war to Spain where he deals with religious topics, starting in 1950. This, of course, was something no one expected of him. However, isn't his first goal to arouse astonishment, wonder and confusion in us? Taking

    Thus, we see him depicting paintings such as “The Virgin and Child”, “The Divine Ascension”, “Christ on the Cross” and “The Secret Supper” in a manner that seems to combine some surrealist freedoms with the frivolous quips of the art of Saint-Sulpice

    In the meantime, his compatriot Miro continued to show boldness and artistry, and from 1940 to 1941 we see him planting his paintings with these signs that he invented to represent a man or a woman, which he draws with thin, sharp lines. Sometimes, we find forms that he borrows from rough geometry that adhere to these lines or conflict with them, so that the formation of the image emits vitality that comes from red, black, green and blue spots that stand out against a clear background.

    As for the style, it is no longer the style of his painting “Arlacan Carnival”, which he photographed in 1924-1925. Yet one inevitably remembers this painting when looking at the new playful, clingy paintings, in which everything seems to move and dance, up and down. And if the human being in it remained as it was in the previous paintings, that is, a premature being that did not complete its growth, then it is less evil here. Perhaps this is because his presence in the painting is less visible than before, as he is almost lost between spots, dots, and reality. A few years later, when Miro began isolating the human being from these spots and dots, and giving him a greater stature, the features of the idiocy and cruelty that characterize the rat returned to him. insatiable It may happen sometimes that the artist's side takes on more joyful and entertaining appearances, so the neck stretches and bends as if it were the stem of a plant, and then the body looks like a leprechaun's vein, while the head represents a head of potatoes covered by eyes open as much as possible, astonishment and curiosity. It may happen that the bird has a human face, and we may not find any difference between it and the woman whom the name of the painting says is next to it.

    Around 1950, Miro's line loses that intersecting solidity that distinguished it until then. This may lead us to say that he has become more childish. In any case, it seems less skilled and less knowledgeable that the artist avoids the monotonous and routine work and feels from time to time the need to sacrifice what he has acquired of knowledge and experience, and to reduce the authority of his country over his art. In short, he feels the need to go back to some kind of original primitivism. This need led him, in the year 1962, to cover large paintings in one color, and not to add to this that The only color, except for two black dots on one side, and three lines that are almost parallel, and they proceed in relaxation and hesitation, on the other side. However, this naked emptiness did not live long in his cynical and fast-moving imagination. Therefore, we see that the paintings he displayed in the year 1965 were due to complexity. Miro returned to his delicious crust.

    And this surreal curve, which this great Spanish master embodies in a variety of striking ways... This curve is also present, in different guises, among photographers such as Balthus, Labisse, Brauner, Coutaud, and Efredo Lam. Wifredo Lam and Matta and Henri Michaux. However, these artists were not all connected with the movement revived by Breton), and their styles are far from similar. Baltus and Lapis adopted the realistic method, in order to put the viewers before the strange stranger. As for the others, they did not ignore the data of Picasso or Klee, but that they died very close. Abstract photography. While the poet Henri Michaux expresses his imaginary world in a manner that justifies his classification, along with Walls, among the advocates of informal art. In any case, there are undeniable relationships between this artistic trend and surrealism, which, to say the least, contributed to spreading the passion for the irrational, this passion that is often practiced without reservation, as we shall see.

    تعليق

    يعمل...
    X