من الطراز الإيوني . وهما يمسكان بأيدهما أو يحملان على ركبتيهما / عصابة / وبر كارا وكوبا ومجسماً الجسر ، أي أنهما يحملان أشياء ترمز إلى العلم ، وإلى سلطان الانسانية غير أن وضعية الشخصين تخلو من التفاؤل ، ، فالمرأة ذات حنان وأكتئاب ، تلجأ إلى صدر الرجل الذي يبدو ذا ارادة وتصميم ، وذا قلق وتردد في نفس الوقت . ولذلك فإن هذه الرائعة الفنية بما تعبر عنه من شعور وإحساس ، تذكرنا قليلاً برائعة دورر المسماة الكآبة وفي أعمال أخرى لزادكين تبدو الميول الأدبية بنفس الوضوح . وربما حدث أن طغى الطابع « الأدبي على الميزات النحتية البحتة .
أما البلجيكي ( أوسكار جسبر Oscar Jespers ) فليس في آثاره شي من كل ذلك . مع أن عدداً من آثاره ، ولا سيما « الرؤوس » المصنوعة عام ۱۹۳٠ ليست بعيدة عن آثار زادكين. وهو من رفاق التعبيريين الفلمنكيين. ولذلك يكشف لنا في العشرينات عن أنه لا يجهل التكعيبية ، ولا الفن الزنجي، وهو في ذلك الزمن ، يؤثر أن ينحت في الحجر والغرانيت. ويشدد على ناحية القساوة والضخامة في الكتلة التي ينحتها . ولذلك نجد أن شخوصه العارية وصوره المنحوتة ذات حجوم هندسية الصفات وكثيفة ، وثقيلة . لكنه يخفف من هذة الشدة عام ١٩٣٥ ويصبح أكثر واقعية حتى أنه اقترب من مايول بضع سنوات .
وكذلك فإن الجسم البشري هو الذي يستوحيه الفنان الانكليزي Moore في أكثر أعماله وإذا كان هذا الفنان قد ظل غير معروف في القارة الأوربية قبل عام ١٩٤٨ ، فإن أولى منحوتاته
المسماة ( نساء في ضجعة ) ترجع إلى ۱۹۲۹ . وأن هذا الموضوع هو موضوعه المفضل الأثير لديه .
وقد ساعد مور في تطوره تأثيرات مختلفة كتأثير بيكاسو ، وتأثير ارشیبینکو و « برنکوزى Broncusi » إلا أن شيئاً من كل هذه التأثيرات لم يثر فيه انطباعاً حاسماً كذلك الانطباع الذي تركه فيه فن النحت على الحجر في المكسيك في العهد الذي ماقبل الكولومبي يمارس النقش المباشر . فإذا كان ينحت في الصخر ، أخذ يقارب مابين الجسم الانساني وبين قطعة من الصخر . وإذا كان ينحت في الخشب، جعل الجسم الانساني قريباً من غصون الأشجار . وقد نجم عن ذلك كله بعض التشويهات . وليس هذا فقط ، بل نشأ أيضاً عن ذلك بعض التحولات فجاء هذا الفن . الذي يلفت الأنتباه ، لأنه ينم عن خيال خصب ويتميز برصانة تقرب من رصانة العبادة والطقوس ، وذلك رغم ماقد يكون في الحجوم من افتقار إلى الثبات المكين .
وللنحت الحديث في أنكلترا ممثل آخر تجاوزت شهرته حدود بلاده . ونعني به الفنانة بربارة هيبورث Barbara Hepworth » زوجة بن نيكولسون Ben Nickolson وقد ثأرت بمور ولكنها تأثرت أكثر بـ برانكوزي وآرب فأبدعت أشكالاً بسيطة غالباً ما تجعل كتلتها مفرغة وتعبر فيها أكثر فأكثر عن تذوقها الشديد للنقاوة الهندسية .
أما فيما يتعلق بتطور برانكوزي ، فنقول انه سواء أعالج موضوع آدم وحواء » ( ۱۹۱۷ - ۱۹۲۱ ) أم ( الأسماك » ( ۱۹۱۸ - ۱۹۲۸ ) أم موضوع « ليدا » ( ١٩٢٤ ) أم ( الصبية المتحذلقة ) ، فهو لاينفك أبداً. راغباً في اعطاء الشكل النقاوة الكبرى وأقصى التكثيف . وهذا وصفاء ماحدا به عام ١٩٢٤ إلى أن ينحت في المرمر ضرباً من ( البيضة ) مسماة بدء العالم . . وهذه ان تكن أكثر منحوتاته اثارة فهي التي ترمز بأحسن شكل إلى اتجاه بحوثه. أما منحوتته و العصفور ، فلا تقل عنها نقاوة ، ولكنها أكثر منها خفقاناً . وهو عبارة عن ساق شاقولي لايزال ينتفخ ثم يرفع بلطف ونعومة . وليس من شك مطلقاً في أن أحداً لم يعبر بمثل هذه الصيغة الموجزة الشديدة التعبير عن فكرة الطيران ، وعن الخفة الديناميكية في الحركة المنزلقة في الفراغ ، صاعدة نحو الأعالي ، في انطلاقة سريعة تبهر الأنظار .
وبصورة عامة ، فإن برانكوزي يمنح فن النحت كثافة ودقة لم يكن له بهما عهد إلا في النادر القليل : خلال تاريخه . ولا شك في أن شيئاً كهذا لم يكن ليتم إلا على يد رجل لاتؤثر فيه اضطرابات العالم الحديث . وتقل لديه أهميتها على كل حال عن أهمية التأمل في بضع حقائق أزلية ، وفي فضائل ومزايا فن حرفي موروث. وهو في الواقع لا يحفل بتحديد موضوعاته وتنويعها ، فهي موضوعات قليلة العدد. وإنما يؤثر الحرص على أن يصل بكل عمل من أعماله الفنية إلى غاية الكمال ، ومن جهة ثانية يحب أن ينفذ هذه الموضوعات بمواد مختلفة فقد صنع ( النسخة ، الأولى من النسخ الخمس لتمثاله « العصفور » من المرمر ( ۱۹۲۲ ) وصنع النسخة الأخيرة منه من مادة البرونز المصقول . ( ١٩٤٠ )
وبالطبع فهو لا يغير المواد الأولية لمجرد الرغبة في التغيير . بل لأنه يحصل من كل مادة على تأثيرات خاصة . ومن أمثلة ذلك ، أنه يصقل المرمر ، ويصقل البرونز أيضاً ، ولكنه يجعل منحوتته المرمر مغلقة ومغلفة بنور ناعم ، في حين يجعل البرونز اللامع كصفحة المرآة يبدو وكأن صور الأشياء المجاورة تكتسح صفحة البرونز اكتساحاً و تزدان بانعكاسات ضوئية تتألق وتبهر . أما المنحوتات الخشبية فهي أكثر تعقيداً من غيرها ، مع أنها تتألف من أشكال ابتدائية . ولهذه المنحوتات التي تكتسب النحت المباشر في خشب السنديان.
ويقدم لنا آرب حجوماً مليئة ناعمة الملمس ، فيها لين ومرونة ، وذلك فيما ينتجه من فن تماثيل كاملة مجسمة Ronde Bosse حوالي ۱۹۳۰ إلا أن الرسوم النافرة التي صنعها قبل هذا التاريخ وبعده تشهد على أنه يقوم ببحوث متعددة الاتجاهات، فهو يتخلى عن القولبة ، ولا ينتج ! إلا أشكالاً مسطحة يقتطعها في الخشب أو في الورق المقوى هذا إذا لم يرسمها مجرد رسم بسيط بواسطة قطع من الخيطان ، وغالباً ما يكسو كل ذلك بالألوان ، وبصورة عامة يجعل ملامح أطرافها متماوجة بحيث تذكرنا بالصدور أو البطون أو بالقوارير الهيفاء ، أو بشوك الطعام . وبعبارة أخرى ، فإن كل ما في الدادائية من والنزوات اللطيفة ، في خلق هذه المنحوتات كما يسهم في الجمع بينها وفق قوانين ذلك فتركيب المنحوتة منزه عن اللامعقول والاختلاط ، ولا يخلو من اثارة وتوتر .
وتدخل النزوة اللطيفة في التماثيل ( الكاملة المجسمة ) المجاورة للرسوم النافرة والتي تليها ، ويحدث هذا في منحوتات ( ثلاثة أشياء كريهة على وجه ) ، (۱۹۳۰ ) أو ( رأس عفريت يعرف باسم غاسبار ) ( ۱۹۳۰ ) و « بذرة جبارة » ( ١٩٣٦ ) و اكليل من البراعم ( ١٩٣٦ ) . على أن ما يميز هذه المنحوتات قبل كل شيء هو أنها قريبة قرباً شديداً من الأشياء الطبيعية . فهي تنتفخ كالثمار ، وتستدير كالأثداء، وتنحني كالارداف . واذن، فليس عدم في تسمية بعض المنحوتات تخثر انساني . فهذه الآثار التي ابتدعت بكاملها ابتداعاً محضاً تحتوي على واقعية أكثر دفاً وخفقاناً مما نجده في العديد من ثمة شيء ء من الغرابة أو الملائمة اعمال الواقعيين .
وكما أن ارب استطاع أن يكون باعثاً للحياة في الدادائية دون أن يتنكر لفضائل الفن ، كذلك استطاع أن ينضم إلى السيريالية حتى ۱۹۲۸ دون أن يضحي بالقيم التشكيلية في سبيل الاعتبارات ( الأدبية ) وثمة نحات آخر انضم إلى جماعة السير يالية في ١٩٣٠ . وهو السويسري
أما البلجيكي ( أوسكار جسبر Oscar Jespers ) فليس في آثاره شي من كل ذلك . مع أن عدداً من آثاره ، ولا سيما « الرؤوس » المصنوعة عام ۱۹۳٠ ليست بعيدة عن آثار زادكين. وهو من رفاق التعبيريين الفلمنكيين. ولذلك يكشف لنا في العشرينات عن أنه لا يجهل التكعيبية ، ولا الفن الزنجي، وهو في ذلك الزمن ، يؤثر أن ينحت في الحجر والغرانيت. ويشدد على ناحية القساوة والضخامة في الكتلة التي ينحتها . ولذلك نجد أن شخوصه العارية وصوره المنحوتة ذات حجوم هندسية الصفات وكثيفة ، وثقيلة . لكنه يخفف من هذة الشدة عام ١٩٣٥ ويصبح أكثر واقعية حتى أنه اقترب من مايول بضع سنوات .
وكذلك فإن الجسم البشري هو الذي يستوحيه الفنان الانكليزي Moore في أكثر أعماله وإذا كان هذا الفنان قد ظل غير معروف في القارة الأوربية قبل عام ١٩٤٨ ، فإن أولى منحوتاته
المسماة ( نساء في ضجعة ) ترجع إلى ۱۹۲۹ . وأن هذا الموضوع هو موضوعه المفضل الأثير لديه .
وقد ساعد مور في تطوره تأثيرات مختلفة كتأثير بيكاسو ، وتأثير ارشیبینکو و « برنکوزى Broncusi » إلا أن شيئاً من كل هذه التأثيرات لم يثر فيه انطباعاً حاسماً كذلك الانطباع الذي تركه فيه فن النحت على الحجر في المكسيك في العهد الذي ماقبل الكولومبي يمارس النقش المباشر . فإذا كان ينحت في الصخر ، أخذ يقارب مابين الجسم الانساني وبين قطعة من الصخر . وإذا كان ينحت في الخشب، جعل الجسم الانساني قريباً من غصون الأشجار . وقد نجم عن ذلك كله بعض التشويهات . وليس هذا فقط ، بل نشأ أيضاً عن ذلك بعض التحولات فجاء هذا الفن . الذي يلفت الأنتباه ، لأنه ينم عن خيال خصب ويتميز برصانة تقرب من رصانة العبادة والطقوس ، وذلك رغم ماقد يكون في الحجوم من افتقار إلى الثبات المكين .
وللنحت الحديث في أنكلترا ممثل آخر تجاوزت شهرته حدود بلاده . ونعني به الفنانة بربارة هيبورث Barbara Hepworth » زوجة بن نيكولسون Ben Nickolson وقد ثأرت بمور ولكنها تأثرت أكثر بـ برانكوزي وآرب فأبدعت أشكالاً بسيطة غالباً ما تجعل كتلتها مفرغة وتعبر فيها أكثر فأكثر عن تذوقها الشديد للنقاوة الهندسية .
أما فيما يتعلق بتطور برانكوزي ، فنقول انه سواء أعالج موضوع آدم وحواء » ( ۱۹۱۷ - ۱۹۲۱ ) أم ( الأسماك » ( ۱۹۱۸ - ۱۹۲۸ ) أم موضوع « ليدا » ( ١٩٢٤ ) أم ( الصبية المتحذلقة ) ، فهو لاينفك أبداً. راغباً في اعطاء الشكل النقاوة الكبرى وأقصى التكثيف . وهذا وصفاء ماحدا به عام ١٩٢٤ إلى أن ينحت في المرمر ضرباً من ( البيضة ) مسماة بدء العالم . . وهذه ان تكن أكثر منحوتاته اثارة فهي التي ترمز بأحسن شكل إلى اتجاه بحوثه. أما منحوتته و العصفور ، فلا تقل عنها نقاوة ، ولكنها أكثر منها خفقاناً . وهو عبارة عن ساق شاقولي لايزال ينتفخ ثم يرفع بلطف ونعومة . وليس من شك مطلقاً في أن أحداً لم يعبر بمثل هذه الصيغة الموجزة الشديدة التعبير عن فكرة الطيران ، وعن الخفة الديناميكية في الحركة المنزلقة في الفراغ ، صاعدة نحو الأعالي ، في انطلاقة سريعة تبهر الأنظار .
وبصورة عامة ، فإن برانكوزي يمنح فن النحت كثافة ودقة لم يكن له بهما عهد إلا في النادر القليل : خلال تاريخه . ولا شك في أن شيئاً كهذا لم يكن ليتم إلا على يد رجل لاتؤثر فيه اضطرابات العالم الحديث . وتقل لديه أهميتها على كل حال عن أهمية التأمل في بضع حقائق أزلية ، وفي فضائل ومزايا فن حرفي موروث. وهو في الواقع لا يحفل بتحديد موضوعاته وتنويعها ، فهي موضوعات قليلة العدد. وإنما يؤثر الحرص على أن يصل بكل عمل من أعماله الفنية إلى غاية الكمال ، ومن جهة ثانية يحب أن ينفذ هذه الموضوعات بمواد مختلفة فقد صنع ( النسخة ، الأولى من النسخ الخمس لتمثاله « العصفور » من المرمر ( ۱۹۲۲ ) وصنع النسخة الأخيرة منه من مادة البرونز المصقول . ( ١٩٤٠ )
وبالطبع فهو لا يغير المواد الأولية لمجرد الرغبة في التغيير . بل لأنه يحصل من كل مادة على تأثيرات خاصة . ومن أمثلة ذلك ، أنه يصقل المرمر ، ويصقل البرونز أيضاً ، ولكنه يجعل منحوتته المرمر مغلقة ومغلفة بنور ناعم ، في حين يجعل البرونز اللامع كصفحة المرآة يبدو وكأن صور الأشياء المجاورة تكتسح صفحة البرونز اكتساحاً و تزدان بانعكاسات ضوئية تتألق وتبهر . أما المنحوتات الخشبية فهي أكثر تعقيداً من غيرها ، مع أنها تتألف من أشكال ابتدائية . ولهذه المنحوتات التي تكتسب النحت المباشر في خشب السنديان.
ويقدم لنا آرب حجوماً مليئة ناعمة الملمس ، فيها لين ومرونة ، وذلك فيما ينتجه من فن تماثيل كاملة مجسمة Ronde Bosse حوالي ۱۹۳۰ إلا أن الرسوم النافرة التي صنعها قبل هذا التاريخ وبعده تشهد على أنه يقوم ببحوث متعددة الاتجاهات، فهو يتخلى عن القولبة ، ولا ينتج ! إلا أشكالاً مسطحة يقتطعها في الخشب أو في الورق المقوى هذا إذا لم يرسمها مجرد رسم بسيط بواسطة قطع من الخيطان ، وغالباً ما يكسو كل ذلك بالألوان ، وبصورة عامة يجعل ملامح أطرافها متماوجة بحيث تذكرنا بالصدور أو البطون أو بالقوارير الهيفاء ، أو بشوك الطعام . وبعبارة أخرى ، فإن كل ما في الدادائية من والنزوات اللطيفة ، في خلق هذه المنحوتات كما يسهم في الجمع بينها وفق قوانين ذلك فتركيب المنحوتة منزه عن اللامعقول والاختلاط ، ولا يخلو من اثارة وتوتر .
وتدخل النزوة اللطيفة في التماثيل ( الكاملة المجسمة ) المجاورة للرسوم النافرة والتي تليها ، ويحدث هذا في منحوتات ( ثلاثة أشياء كريهة على وجه ) ، (۱۹۳۰ ) أو ( رأس عفريت يعرف باسم غاسبار ) ( ۱۹۳۰ ) و « بذرة جبارة » ( ١٩٣٦ ) و اكليل من البراعم ( ١٩٣٦ ) . على أن ما يميز هذه المنحوتات قبل كل شيء هو أنها قريبة قرباً شديداً من الأشياء الطبيعية . فهي تنتفخ كالثمار ، وتستدير كالأثداء، وتنحني كالارداف . واذن، فليس عدم في تسمية بعض المنحوتات تخثر انساني . فهذه الآثار التي ابتدعت بكاملها ابتداعاً محضاً تحتوي على واقعية أكثر دفاً وخفقاناً مما نجده في العديد من ثمة شيء ء من الغرابة أو الملائمة اعمال الواقعيين .
وكما أن ارب استطاع أن يكون باعثاً للحياة في الدادائية دون أن يتنكر لفضائل الفن ، كذلك استطاع أن ينضم إلى السيريالية حتى ۱۹۲۸ دون أن يضحي بالقيم التشكيلية في سبيل الاعتبارات ( الأدبية ) وثمة نحات آخر انضم إلى جماعة السير يالية في ١٩٣٠ . وهو السويسري
تعليق