اشعاع التكعيبية ١_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشعاع التكعيبية ١_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    اشعاع التكعيبية

    رأينا أن التكعيبية لا تمس فقط الفنانين المتصلين بها مباشرة ، بل تتجاوزهم الى سواهم أيضاً. وهذا ما رأيناه عندما تكلمنا عن الفنانين البنائين والتعبيريين والسيرياليين. بيد أن تأثير هذا المذهب التكعيبي يظهر أيضاً عند غير هم من الفنانين . من بينهم مثلا دوفرين Dufresne وهو من جيل الفنانين و الوحشيين ، ويحب اللون والحركة ، وقد اتخذ من الفن الجمالي التكعيبي درسا في النظام كما في الحرية ، ويظهر ذلك بينا في المشاهد الغريبة التي توحي له بها ذكريات اقامته في شمالي أفريقيا كما يظهر ذلك أيضاً في لوحاته ومنها ( حوريات المارن ) . فان موضوعها عادي مألوف رجل جالس الى مائدة القهوة ومستحمات ذوات أجساد بضة الا أن هذا الموضوع المألوف أنتج لوحة وصفية وذات بنية واضحة بآن واحد.

    الا أن الفكر التكعيبي انما يوجه بصورة خاصة أبحاث بعض الفنانين الشبان الذين لم تبدأ حياتهم الفنية الا بعد ۱۹۲۰ . ومنهم «بودان Beaudin .» الذي كان على اتصال بـ خوان غري ولكنه ، رغم هذا الاتصال لا يفكر بتقليده. وهو أكثر منه احتفالا بالضوء الذي يغلف الأشياء أو يستر ملامحها بعض الستر ، أحياناً . وهو لا يهتم بتصوير الأشياء والطبيعة ، الصامتة خط متموج أما أشكال الأشخاص الذين يرسمهم فتمتاز بأنها تجمع بين الاجتزاء والاختصار من جهة والتضخيم والتكبير من جهة ثانية . كما تمتاز بخلوها من القسوة والجفوة ان الخط الذي يرسم. هذه الاشياء ، هو تموجاً واسعاً ، ولكنه يكاد يغرق أحياناً في ضباب طفيف ، واذا كان من المستطاع أن نصف هذا الخط بالمظلم – المنير ، فمن الواجب أن نذكر أيضاً أن الفنان يشدد على لطف الانتقال وعذوبته أكثر مما يشدد على التناقض بين الأضواء والظلال وينتج من كل ذلك جو حالم يتفق مع تعبير الوجوه المتأملة ، ومع تعبير الأيادي التي تتسم بطابع الحنو .

    وفي عام ۱۹۲۹ ، راحت الخطوط تتسع ، وأخذ الضوء يشتد ، بينما أصبح الظل أكثر عمقاً . ولم يمض طويل زمن حتى صار بودان يصور في لوحته بحرية كاملة الأيادي والأزاهير ، وينيرها بحيث تبدو وكأنها أشياء تبرز من عالم الغيب .

    ومع ذلك ، فليس في فنه شيء من السيريالية . ولم يحدث له قط أن مال الى الاستسلام لقوى الظلام . وفي ١٩٣٣ أخذ يهتم بالرقص فاذا بالأجسام العارية ترسم رقوشها العربية الصفراء أو الوردية فوق لون أخضر أو أزرق ، وكلاهما لا يمثلان أشياء معينة . وانما تذكر الناظر بطراوة الريف في أيام الربيع. وقد يحدث الا يكون للاجساد حدود واضحة ، وقد يحدث أيضاً أن يحل محل الخطوط العادية تظليل بالخطوط رسمت بألوان أرضية اللوحة نفسها ، بحيث ترتبط شخوص اللوحة بأرضيتها ارتباطا أفضل ، وتبدو وكأنها تبرز من الارضية وتستطيع أن تتلاشى فيها .

    أترى بودان يخشى أن الأمر بهذه الشخوص الى أن تصبح مائعة ؟ على كل حال ، عندما بدأ بعد سنتين ، يصور أجساماً عارية ، واقفة أو جالسة ، عاد الشكل إلى دقته السابقة ، وربما عمد بعض الأحيان إلى التشديد على هذه الدقة بواسطة ما يشبه الحالة . أما في الأجسام فالتعارض بين الضوء والظل يعبر عنه بواسطة اختلاف الألوان ، بعضها عن بعض . فهنالك ألوان برتقالية ووردية وحمراء وزرقاء وبنفسجية ، كلها مخترعة اختراعا لايقل عن اختراع التأثيرات الضوئية. وبعد هذه الفترة ، ومهما كان موضوع اللوحة ، سواء أكان كائنا بشريا ، أم جوادا أم بقرة ، فالرسم يظل ثابتا قوياً . وتبدو الأشكال وقد فصلت بحزم واعتبارا من عام ۱۹۳۸ صار الخط متصلبا ، .. وراح بودان يظهر أكثر من كل وقت مضى متابع للتكعيبية . ولكنه متابع ، وهو كثير الابتداع والاختراع ، سواء في انتقاء المواضيع أم في طريقة معالجتها .

    أما الاسباني بوريس Borés الذي قدم الى باريز في عام ١٩٢٥ ، فهو أقل من بودان قربا الى المفاهيم التكعيبية . بيد أن من يخاله غير مهتم بها يخطىء ظنا وحسبانا. ونجد أن الخطوط المنحنية هي المسيطرة على فنه ، وكذلك الأشكال غير المنتظمة. وهو يحب شيئاً قليلاً من الغموض الذي يفتح الباب للسرية والالتباس أكثر مما يحب الدقة في التحديد فاذا مارسم خطوطا دقيقة ، سره أن يغرقها بعض الشيء في غمار اللون . وهو يحب أن يوجه النور بحيث تلصق بالأشياء بقعا نيرة تنقذها من الابتذال و تخلع عليها مظهرا مستغربا هذا وان سعيه وراء الحصول على تأثيرات غير متوقعة يسوقه الى أن يضع أشخاصه في مواجهة النور أو في التظليل . كما أن هذه الرغبة في الاتيان بالمدهش المفاجيء يقوده الى أن يمنح الألوان نوعا . الاستقلال الذاتي . بحيث لا تقتصر على تجاوز الرسم ، بل أنها لا تحسب أي حساب للاشياء التي يوحي بها هذا الرسم . .

    هذا وان انتاج بوريس متنوع تنوعا لا بأس به . وتتراوح لوحاته بين هذه المواضيع : عشاء الجنود » ، « السيدة ذات المشد » ، « لاعبو الورق » ، « من سباق الثيران » ، « الكلاب في القنص » ، « قاطفات البنفسج الصبي الذي يرسم . عصفورا ، واذا كان الخط السريع سريعا لينا رشيقا في الفترة بين ۱۹۲۷ و ۱۹۲۸ ، فقد أصبح حوالي ۱۹۳۳ أبطأ وأثقل . ثم عاد ينساب بسهولة . ثم يتصلب مرة ثانية ، ان لم يكن في كل لوحاته ، ففي بعضها . وربما كان اللون لديه متماسكا. لكن الألوان قلما تعرض متناقضات عنيفة ، وبصورة عامة ، فان عدد الألوان التي يستعملها قليل . وقد نراه يلون بنفس اللون مناطق كبيرة من اللوحة ، لكنه يخلع عليها بعض الاختلاف بواسطة استعمال تدرجات نادرة .

    واذا كان للتكعيبية دخل ما في اعداد و دينوايه Desnoyer ، فهي لم تلق لديه فكراً بحاثا ، يميل الى الابحاث الثورية في مجال النظر والرؤية . انما دينوايه هو رجل حواس . فاذا امرأة أو مدينة فهو يقول لنا بصورة خاصة ماهي النواحي التي تمس بها المرأة أو المدينة ومع أنه لا يجهل قيمة الشكل ، ومع يهتم بالغ الاهتمام بأن يعطي لوحته بنيانا متينا، فمن الطبيعي أن يولي أكبر الأهمية والاهتمام الى اللون ، فألوانه حادة ، حية . أما بنيانه للصورة فواسع ، وعجينة التصوير سخية . . . . وبعبارة موجزة ، نقول إنه ينتمي الى جماعة الوحشيين بقدر انتمائه الى التكعيبيين .

    وفي انكلترا مصور من هذا الجيل نفسه ، اسمه « نيكولسون Nicholson وهو يبدو في صوره للطبيعة الصامتة وكأنه الوارث المباشر للتكعيبية والصفائية . ومن جهة ثانية ، فان ثمة عددا من اللوحات والرسوم النافرة التي بدأ صنعها عام ۱۹۳۳ تجعله قريبا جدا من مندريان لا تمثل الا توازن عدد صغير من الدوائر والمربعات والمستطيلات .

    هذا. ولما كان نيكولسون يصور أيضاً مناظر طبيعية فيها القدر الوافي من الواقعية ، وكانت كل الأساليب المتباينة تتعايش في نفس الفترة من الزمن ، فان ذلك قد يحمل على التساؤل عما اذا كنا نجد نفس الشخصية في كل منها . . . . والواقع أنه ليس من العسير أن نلاحظ الثبات الكامن في تعبيراته المتنوعة . فسواء أكان الخط عريضاً أم رفيعا ، وصفيا وحرا أم مستقلا ومنتظماً ، وسواء أكان الشيء المرسوم شجرة أم زجاجة ماء أم دائرة بحتة ، ففيه نفس الحساسية الناعمة اللطيفة . وهذه الحساسية نفسها تشاهد أيضا في الألوان ، بما فيها من ضروب الرمادي والكحلي


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 00.57_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	60.5 كيلوبايت 
الهوية:	143339 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 00.57 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	78.4 كيلوبايت 
الهوية:	143340 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 00.58_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	72.5 كيلوبايت 
الهوية:	143341 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 00.58 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	77.0 كيلوبايت 
الهوية:	143342 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 00.59_1.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	79.1 كيلوبايت 
الهوية:	143343

  • #2

    radiant cubism

    We have seen that Cubism does not only affect the artists directly related to it, but also transcends them to others. This is what we saw when we talked about constructivists, expressionists, and surrealists. However, the influence of this cubist doctrine also appears among other artists. Among them, for example, Dufresne (who is from the generation of artists and savages), loves color and movement, and he took from cubist aesthetic art a lesson in order as in freedom, and this appears clearly in the strange scenes that suggest to him the memories of his stay in North Africa, as this also appears In his paintings, including (Nymphs of Marne). Its subject is ordinary and familiar (a man sitting at the coffee table and bathing women with white bodies), but this familiar subject produced a painting that was descriptive and structured at the same time.

    However, Cubist thought specifically directs the research of some young artists whose artistic career did not begin until after 1920. Including «Beaudin». Who was in contact with Juan (Grey), but despite this connection he does not think of imitating him. It is more than him a celebration of the light that envelops things or conceals their features with some veils, sometimes. He is not interested in photographing things and nature, The silent line is a wavy line. As for the forms of the people he draws, it is distinguished by the fact that it combines partiality and abbreviation on the one hand, and amplification and enlargement on the other hand. It is also characterized by being devoid of harshness and stupidity, that the line that is drawn. These things, it is a wide wavy, but it is sometimes almost drowned in a slight haze, and if it is possible to describe this line as dark - luminous, it must also be mentioned that the artist stresses the gentleness and sweetness of the transition more than stresses the contrast between lights and shadows that results from each That is a dreamy atmosphere consistent with the expression of the contemplative faces, and with the expression of the hands that are characterized by a kind nature

    Figure 82 Bodan: (the two kisses)

    In 1929, the lines began to widen, and the light became intensified, while the shadows became deeper. And it was not long before that Bodin began to freely depict in his painting full hands and flowers, and illuminated them so that they looked like things emerging from the world of the unseen.

    However, there is nothing surreal in his art. It never occurred to him that he was inclined to surrender to the powers of darkness. In 1933 he began to take an interest in dancing, so he saw naked bodies whose Arabic inscriptions were painted yellow or pink over green or blue, neither of which represented specific things. Rather, it reminds the beholder of the freshness of the countryside in the days of spring. It may happen that the bodies do not have clear borders, and it may also happen that the place of the regular lines is replaced by shading with lines drawn in the colors of the ground of the painting itself, so that the characters of the painting are better linked to its ground, and it appears as if it emerges from the ground and can fade into it.

    It ends. Do you think Bodin feared that it would be so fluid for these characters to become fluid? However, when, after two years, he began to depict naked bodies, standing or sitting, the figure returned to its previous accuracy, and he may sometimes have emphasized this accuracy by means of a semblance of a pose. As for bodies, the opposition between light and shadow is expressed by the difference of colours, one from the other. There are orange, pink, red, blue and violet colors, all invented no less than the invention of light effects. After this period, whatever the subject of the painting, whether it is a human being, a horse or a cow, the drawing remains steadfast and strong. The shapes seem to have been firmly separated, and as of 1938 the line has become rigid, and Bodin began to appear more than ever as a follower of Cubism. But he is a follower, and he is a lot of innovation and invention, whether in selecting topics or in the way of dealing with them. engineered .

    As for the Spaniard (Boris Borés, who came to Paris in 1925), he is less close than Bodin to cubist concepts. A little bit of mystery that opens the door to secrecy and ambiguity more than he likes accuracy in delineation, so if he draws precise lines, he is pleased to drown them somewhat in the thick of color, and he likes to direct the light so that it sticks to things with bright spots that save them from vulgarity and give them a surprising look. Obtaining unexpected effects leads him to put his subjects in the face of the light or in shading, and this desire to come up with surprising surprise leads him to give the colors a kind of autonomy, so that they are not limited to going beyond drawing, but rather they do not take any account of the things that Suggested by this drawing... of

    And Boris's output is quite varied. His paintings range from these subjects: (Soldiers' Dinner), "The Lady in the Corset", "The Card Players", "Of the Bull Run", "The Dogs in the Hunt", "The Violet Pickers, The Boy Who He paints a bird, and if the fast line was fast, soft and graceful in the period between 1927 and 1928, it became slower and heavier around 1933. Then it began to flow easily, then harden again, if not in all of his paintings, then in some of them. Perhaps the color was solid for him. However, the colors rarely display violent contrasts, and in general, the number of colors he uses is small, and we may see him coloring large areas of the painting with the same color, but he adds some difference to them by using gradients.

    He drew his senses, and if Cubism had something to do with Desnoyer's preparation and religion, it did not meet with him a researcher's thought, inclined to revolutionary research in the field of sight and vision. But his religion is a man of senses. So if a woman or a city, he tells us in particular what are the aspects that touch the woman or the city, and although he is not ignorant of the value of form, and with great care to give his painting a solid structure, it is natural that he gives the greatest importance and attention to color, because his colors are sharp and vivid. As for the structure of the image, it is wide, and the dough for photography is generous. . . . In short, we say that he belongs to the group of brutalists as much as he belongs to the Cubists.

    In England, a photographer from this same generation, named “Nicholson,” appears in his pictures of silent nature as if he was the direct inheritor of Cubism and Puritanism. On the other hand, there are a number of paintings and reliefs that began to be made in 1933, which make it very close to the Mandarin, representing only the balance of a small number of circles, squares and rectangles.

    this. And since Nicholson also depicted landscapes with a sufficient amount of realism, and all the different styles coexisted in the same period of time, this may lead to the question whether we find the same personality in each of them. . . . In fact, it is not difficult to notice the stability inherent in his various expressions. Whether the line is broad or thin, clear and free or independent and regular, and whether the thing drawn is a tree, a water bottle, or a pure circle, it has the same soft and gentle sensitivity. This same sensitivity is also seen in colours, including shades of gray and navy

    تعليق

    يعمل...
    X