أمين قاسم Amin (Qasim-) كاتب وباحث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمين قاسم Amin (Qasim-) كاتب وباحث

    امين (قاسم)

    Amin (Qasim-) - Amin (Qasim-)

    أمين (قاسم - )
    (1279 - 1326هـ/1863 - 1908م)

    قاسم بن محمد أمين المصري، كاتب وباحث، ولد بقرية طُرّة بمصر لأب كردي الأصل استطاع أن يرقى إلى رتبة أميرلاي في الجيش المصري، وأم مصرية.
    كان قاسم بكر أبيه، نشأ بالاسكندرية وتعلم فيها ثم انتقل إلى القاهرة، وأتمّ تعليمه في مدارسها الوطنية. أوفدته الحكومة المصرية إلى مونبلييه Montpellier في فرنسة لدراسة الحقوق، فأتمها بتفوق، ولما عاد إلى مصر عمل في القضاء ثلاثاً وعشرين سنة، وتدرّج في مناصبه حتى غدا مستشاراً في محكمة الاستئناف الأهلية في القاهرة، وقد امتاز في عمله بالعدل والنزاهة والصدق والشهامة، كما عرف عنه الوفاء لأصدقائه. وكان وثيق الصلة بالإمام محمد عبده وسعد زغلول وواحداً ممن اتصلوا بجمال الدين الأفغاني، وتأثروا بأفكاره. وقد انضم إلى جمعية العروة الوثقى التي ألفها محمد عبده والأفغاني وكتب مدة قصيرة في جريدتها عندما كان في فرنسة.
    اشتهر قاسم أمين بمناصرته للمرأة ودفاعه عن حريتها، وقد بدأ نشاطه عندما ردّ بالفرنسية على الدوق داركور الذي انتقد البيوت المصرية وسوء حال النساء المسلمات، وكان قاسم أمين في ردّه يبين ما للحجاب من فوائد، كما عرّض بما في الغرب من الابتذال والتهتك وقد نشر رده في كتاب أسماه «المصريون». لكنه بعد ذلك أخذ يفكر بروية ويقرأ ما كتبه الغربيون في شأن النساء، فكان أن أصدر في عام 1899 كتابه الأول بالعربية «تحرير المرأة» وفيه يدعو إلى عدم المغالاة في حجب المرأة الذي جعلها أداة من الأدوات أو متاعاً من المقتنيات وحرّم عليها المزايا العقلية والأدبية. وكان في دعوته إلى تحرير المرأة وتعليمها يخطو خطوة جريئة جداً في زمنه. ومن هنا كانت الضجة الشديدة التي رافقت ظهور الكتاب الذي هزّ مصر وأثار جدلاً عنيفاً بين مؤيّد مقرِّظ ومعارض يتصدى له بقسوة ويتهمه بالمروق من الدين. كما اشتعلت المعركة في الشام والعراق على صفحات الجرائد، وألفت الكتب في الردّ على دعوته حتى بلغت نحو ثلاثين كتاباً.
    ومنذ ذلك الوقت بدأ قاسم أمين يبحث عن عيوب المجتمع ومشكلاته، وبدأ يضع أصابعه على كثير من النقاط التي أثارها الدوق داركور ليعيد البحث فيها بتأنّ، فكتب سلسلة مقالات، جمعها في كتاب بعنوان «أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ»، وقد تضمن الكتاب تسعة عشر مقالاً تتناول النواحي الاقتصادية وأسس التربية السليمة لتربية النشء والأسرة والمرأة ومستوى موظفي الدولة. ثم ألف كتابه «المرأة الجديدة» يردّ فيه على معارضيه فيذكر أن ما جاء به من دعوة لا يناهض الإسلام بل يتصدى للعادات وطرق المعاملة التي تؤخر تقدم الحياة العامة، وقد وجد أن أي تقدم في مصر يتوقف على نظام الأسرة المصرية، وأن المرأة هي الأساس الأول لبناء الأسرة وأن على الناشئة أن يتخلصوا من العادات السخيفة والتعصب والجهل، ولذلك دعا بإخلاص إلى العلم، وكان من أكبر المهتمين بإنشاء الجامعة المصرية. وكان يؤمن بالنمو التدرجي للتطور الذي هو نظام الحياة ومبدؤها.
    ولقاسم أمين كتاب خامس هو «كلمات في الأخلاق» ألحقه بكتاب «كلمات في الأخلاق أو مداواة النفوس» لابن حزم، وكان في كلماته هذه يردّ أيضاً على من هاجم كتابه «تحرير المرأة».
    وعلى اتهام بعض معاصريه له بأنه أنكر ما حرّم الله فقد انتهت قوة المعارضة مع الأيام، وعرف الناس أساس فكرته التي يدعو فيها إلى الخير، ويحثّ على التقدم، ليكون الناس كلهم في بلده قوة عاملة تستطيع أن تتجاوز الضعف وتدخل في طور الرقي.
    وقدّم قاسم أمين أفكاره بقالب مفهوم، اعتمد فيه على الحجة والإقناع الهادئ، فدعم أفكاره ببراهين من الدين والعقل وواقع الحياة الاجتماعية، ومن ذلك قوله: «سيقول قوم: إن ما أنشره اليوم بدعة فأقول: نعم إني أتيت ببدعة، ولكنها ليست في الإسلام، بل في العادات وطرق المعاملة التي يحمد طلب الكمال فيها... والذي أراه في هذا الموضع أن الغربيين قد غلوا في إباحة الكشف للنساء إلى درجة يصعب معها أن تتصون المرأة من التعرض لمثارات الشهوة، ولما لا ترضاه عاطفة الحياء. وقد تغالينا نحن في طلب التحجب والتحرج من ظهور النساء لأعين الرجال حتى صيّرنا المرأة أداة من الأدوات أو متاعاً من المقتنيات، حرمناها كل المزايا العقلية والأدبية التي أعدت لها بمقتضى الفطرة الإنسانية، وبين هذين الطرفين وسط هو الحجاب الشرعي وهو الذي أدعو إليه».
    وقد اتصف أسلوبه بالجزالة والسهولة والبعد عن الخطابة والصنعة والمبالغة.
    رثاه بعد موته كثير من الشعراء، كان من أبرزهم حافظ إبراهيم الذي يقول فيه:
    الحكمُ للأيام مَرجعُه فيما رأيتَ، فنَمْ ولا تَسَلِ
    وكذا طُهاة الرأي تتركه للدهر يُنضجه على مهل
    نهلة الحمصي

يعمل...
X