■ في أحد ايام صيف بغداد الحاره وتحديدا في منتصف عام ٢٠١٥ تقريبا لفت نظري ردة فعل أحد سائقي التاكسي .. !
توقف بعد إشارة مني وكانت الوجهة على بعد مسافه ليست بالقصيره ..
وكنت حينها متعجلا جدا للوصول إلى موعد هام ..
نفسياً كنت مستعد لشرح أهمية الموعد وإقناع السائق بأنني سوف أضيف له بقشيشاً مجزياً إذا قبل القيام بالرحلة المذكوره، لكنه لم يسألني السؤال المعتاد "ما هي وجهتك.. وكم ستدفع ..؟"
ببشاشة أشار إلي مرحبا بالركوب وقام بإمالة جسده إلى اليمين ليفتح باب السيارة لي فسألته بحذر :
- ألا تريد أن نتفق على الرحلة الأجرة أو ما شابه؟
واصل الابتسام قائلا :
- طالما كانت الرحلة ضمن حدود بغداد لا مانع لدي .. !
وحينها بادلته الابتسام مع شعور بالراحة لحس الدعابة الذي أبداها ..
جلست في المقعد يمين السائق، وربطت حزام الأمان،هذه الحركة التي كانت تثير سخرية معظم السائقين حين يقول لي :
الحزام لا يعمل،لكن ضعه على صدرك لتشعر بالأمان ..المهم ..
أخبرت السائق عن الوجهة المطلوبه فتحرك بكل بساطة، تعارفنا بشكل سريع ثم سألته مباشرة :
- لفت نظري عدم قلقك من وجهه الرحلة أو أننا لم نتفق على الأجره مقدما .. ؟
فهل يمكنك أن تشرح لي لماذا .. ؟
بدون أن يبعد عينه عن الطريق،شرح لي العم الطيب سائق التاكسي وجهة نظره بلغته البسيطة :
- لقد قضيت في هذه المهنة ما يزيد على ٣٠ عاما، تعلمت منها أنني لو لم آخذ الزبون الذي يدفع دينارين لن أصل إلى الزبون الذي سيدفع مائة دينار .. !
ارتفع حاجباي عاليا من بساطة وقوة المنطق الذي يشاركه معي، فطلبت منه مثالا، ليستأنف قائلا :
- ذات مره استوقفتني امرأة تحمل أغراضاً كثيرة ومعها طفلة لكي أوصلها إلى نهاية الشارع،كانت يائسة لأنها حاولت كثيراً فيما يبدو ولكن لم يعرها أحد السائقين انتباهه لرقة حالتها المادية والتي تبدو جلية،ألقى نظرة سريعة في المرآة ليقوم بالانعطافة الأخيرة للوصول إلى وجهتي ثم أكمل قائلا :
- أوصلتها حتى نهاية الشارع وساعدتها على إنزال الأغراض، وأعطتني دينارين فأخذتهما راضياً، وعندما هممت بالتحرك بالسيارة وإذا بشخص يحمل حقيبة سفر ينزل من البناية المواجهة لي، بدا متعجلا لدرجة كبيرة وقال لي :
- إلى المطار لو سمحت، سأعطيك مائة دينار إذا وصلنا في الموعد .. !
ثم قال لي مفسراً :
- لو لم أقبل أن أوصل المرأة صاحبة الاثنين دينار وتأخرت قليلا لمساعدتها في إنزال أغراضها من السيارة لما التقيت مع الشخص الذي دفع لي مائة دينار لإيصاله إلى المطار ..
رددت في انبهار :
- سبحان الله العظيم ..
- ولذلك أقول لا تتردد في صنع المعروف مهما كان بسيطا فإنك لا تدري أثره الكبير على غيرك، فلا تدخر جهداً في مساعدة الناس مهما كانت المساعدة بسيطة لأن بانتظارك قدر جميل ومفاجآت سارة ستحدث لك.
عندما تضع نفع الناس ومساعدتهم بما تستطيع هدفا رئيسيا لك في الحياة
توقف بعد إشارة مني وكانت الوجهة على بعد مسافه ليست بالقصيره ..
وكنت حينها متعجلا جدا للوصول إلى موعد هام ..
نفسياً كنت مستعد لشرح أهمية الموعد وإقناع السائق بأنني سوف أضيف له بقشيشاً مجزياً إذا قبل القيام بالرحلة المذكوره، لكنه لم يسألني السؤال المعتاد "ما هي وجهتك.. وكم ستدفع ..؟"
ببشاشة أشار إلي مرحبا بالركوب وقام بإمالة جسده إلى اليمين ليفتح باب السيارة لي فسألته بحذر :
- ألا تريد أن نتفق على الرحلة الأجرة أو ما شابه؟
واصل الابتسام قائلا :
- طالما كانت الرحلة ضمن حدود بغداد لا مانع لدي .. !
وحينها بادلته الابتسام مع شعور بالراحة لحس الدعابة الذي أبداها ..
جلست في المقعد يمين السائق، وربطت حزام الأمان،هذه الحركة التي كانت تثير سخرية معظم السائقين حين يقول لي :
الحزام لا يعمل،لكن ضعه على صدرك لتشعر بالأمان ..المهم ..
أخبرت السائق عن الوجهة المطلوبه فتحرك بكل بساطة، تعارفنا بشكل سريع ثم سألته مباشرة :
- لفت نظري عدم قلقك من وجهه الرحلة أو أننا لم نتفق على الأجره مقدما .. ؟
فهل يمكنك أن تشرح لي لماذا .. ؟
بدون أن يبعد عينه عن الطريق،شرح لي العم الطيب سائق التاكسي وجهة نظره بلغته البسيطة :
- لقد قضيت في هذه المهنة ما يزيد على ٣٠ عاما، تعلمت منها أنني لو لم آخذ الزبون الذي يدفع دينارين لن أصل إلى الزبون الذي سيدفع مائة دينار .. !
ارتفع حاجباي عاليا من بساطة وقوة المنطق الذي يشاركه معي، فطلبت منه مثالا، ليستأنف قائلا :
- ذات مره استوقفتني امرأة تحمل أغراضاً كثيرة ومعها طفلة لكي أوصلها إلى نهاية الشارع،كانت يائسة لأنها حاولت كثيراً فيما يبدو ولكن لم يعرها أحد السائقين انتباهه لرقة حالتها المادية والتي تبدو جلية،ألقى نظرة سريعة في المرآة ليقوم بالانعطافة الأخيرة للوصول إلى وجهتي ثم أكمل قائلا :
- أوصلتها حتى نهاية الشارع وساعدتها على إنزال الأغراض، وأعطتني دينارين فأخذتهما راضياً، وعندما هممت بالتحرك بالسيارة وإذا بشخص يحمل حقيبة سفر ينزل من البناية المواجهة لي، بدا متعجلا لدرجة كبيرة وقال لي :
- إلى المطار لو سمحت، سأعطيك مائة دينار إذا وصلنا في الموعد .. !
ثم قال لي مفسراً :
- لو لم أقبل أن أوصل المرأة صاحبة الاثنين دينار وتأخرت قليلا لمساعدتها في إنزال أغراضها من السيارة لما التقيت مع الشخص الذي دفع لي مائة دينار لإيصاله إلى المطار ..
رددت في انبهار :
- سبحان الله العظيم ..
- ولذلك أقول لا تتردد في صنع المعروف مهما كان بسيطا فإنك لا تدري أثره الكبير على غيرك، فلا تدخر جهداً في مساعدة الناس مهما كانت المساعدة بسيطة لأن بانتظارك قدر جميل ومفاجآت سارة ستحدث لك.
عندما تضع نفع الناس ومساعدتهم بما تستطيع هدفا رئيسيا لك في الحياة