المانيا(تاريخ)
Germany - Allemagne
ألمانية تاريخياً
يرجع أصل الشعب الألماني (الجرماني) إلى الشعوب الشمالية المعروفة باسم «نورديك» وموطنها الأصلي البلاد المحيطة ببحر البلطيق. وقد اشتق اسم «الألمان» من كلمة ألِماني Alemanni أو ألَمانيّ Alamanni التي أطلقت على حلف من مجموعات القبائل السوابية Suebian أو السويفية Suevian ذات الأصول الجرمانية التي زاحمت الكلتيين Celts؛ واستوطنت المناطق الواقعة بين نهري الماين والدانوب في وسط أوربة. وقد ورد ذكر هذه القبائل أول مرة في القرن الثالث الميلادي، ويتحدر منها اليوم الناطقون بالألمانية من سكان الألزاس وسويسرة وجنوب غربي ألمانية الحالية. وقد عاشت هذه القبائل مراحل من التغيرات والتحولات الكبيرة، اتسعت فيها حدودها ثم انكمشت، وازداد تعدادها حتى اتخذت ملامح شعب متكامل تكوّن من اتحاد عدد من السلالات والقبائل الجرمانية التي يصعب جداً إيجاد تعريف دقيق محدد لها، لاختلاط الأخبار المتواترة بالأساطير والملاحم، ولشدة تشابك العلاقات فيما بينها. فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وصلت مجموعات محاربة شمالية إلى مناطق الراين السفلى بحثاً عن أراضٍ تستوطنها، وفي القرن الخامس قبل الميلاد تسللت قبائل أخرى إلى أقصى الغرب حتى بلغت إقليمي الأيفل Eifel والآردِن Ardennes.
وفيما بين عامي 120 و102ق.م قاد الكمبريون وحلفاؤهم جيوش الجرمان حتى سواحل البحر المتوسط في صراعهم مع الرومان. لكن القوات الرومانية حالت دون إقامة مستوطنات جرمانية دائمة في أي جزء من الأجزاء الجنوبية فيما يعرف بألمانية اليوم. وفي عام 58ق.م واجه القائد الروماني يوليوس قيصر حشداً هائلاً من الجرمان يغزون الكلتيين في شرقي فرنسة. ويبدو أن مثل هذه التحركات كانت تحدث باستمرار في الماضي. إلا أن الموقف بدأ يميل إلى الاستقرار في المدة بين القرنين الأول والثالث الميلاديين بسبب سيطرة الرومان على أوربة الغربية، وتبع ذلك هجرة كبيرة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين حولت الامبراطورية الرومانية الغربية إلى مجموعة من الممالك الجرمانية. وقد برز عدد من بين تلك القبائل والمجموعات السكانية الكثيرة أهمها: الفريزيون Frisi والتشوكيون Chauki في المناطق الساحلية، والكمبريون Cimberi والأنغليون Anglii والشارود Charudes في شبه جزيرة غوتلاند، وسكن ألمانية الغربية والوسطى اللانغوبارد (اللومبارديون) Langobardi والشيروسكيون Cherusci والبروكتريون Bructeri والشاتيون Chatii والهلفتيون Helvetii والماركومانيون Marcomanni والسويفيون Suevi (السوابيون أو الأَلَماني Alamanni) والسمنونيون Semnones، وفي شرقي ألمانية سكن الفندال Vandali والبرغنديون Burgandiones. واستقر بعض القبائل الجرمانية في القرب من الراين مثل الأوبيون Ubii والتونغريون Tungri في حين امتزجت القبائل الأخرى بمن سبقها لتؤلف شعوباً مختلطة الأصول هجينة مثل التريفريون Treveri.
وفي القرن الثالث الميلادي حدثت تبدلات مهمة في توزع القبائل وتجانسها، وذابت وحدات قديمة كثيرة في اتحادات جديدة فظهر السكسون Saxones في شمالي ألمانية. وفي القرن الخامس استوطن هؤلاء السكسون مع غيرهم من الشعوب الشمالية كالأنغلز والفريزيين الأجزاء الجنوبية الشرقية من بريطانية. واتخذ الفرانك Franci (الفرنجة) موطنهم شرقي الحوض الأدنى لنهر الراين؛ على طول الحدود مع الامبراطورية الرومانية التي كانت تعدهم «حلفاء محاربين» وسرعان ما احتلوا أكثر بلاد الغال، واستقروا في المناطق المتاخمة للمجرى الأعلى للراين في المناطق الحدودية الرومانية بين الراين والدانوب (259- 260م). وهاجرت مجموعات قبلية أخرى إلى مناطق شاسعة في أحوال تاريخية معروفة. فتحرك القوط الشرقيون Ostrogothi غرباً واحتلوا إيطالية، وعبروا منها إلى جنوبي بلاد الغال ثم إلى إسبانية. وغزا الفاندال Vandali بلاد الغال وإسبانية وعبروا من هناك إلى شمالي إفريقية. وفي نهاية عام 476م كان هناك ست ممالك جرمانية في غربي أوربة، وهي ممالك أدواكر والفاندال والقوط الغربيين والبرغنديين والفرنجة والسويفي.
دولة الفرنجة (481- 919م)
كان أهم حدث في تاريخ الغزوات الجرمانية قيام دولة الفرنجة، وهي الدولة الجرمانية الوحيدة التي استطاعت البقاء والاستمرار داخل حدود الامبراطورية. وتألفت من مملكتين متعاقبتين هما الميروفنجيون والكارولنجيون.
1ـ مملكة الميروفنجيين (481-751م) Merovingi: احتدم الصراع بين قبائل الألماني وقبيلة الفرنجة، لكن قبيلة الفرنجة برزت أقوى القبائل، وسيطر الميروفنجيون على تلك القبيلة، التي تمكنت في منتصف القرن الخامس من احتلال غالية حتى نهر السوم. وكان أقدم ملوك الميروفنجيين كلوديون وبعده ميروفتش ثم شيلدريك وبعده كلوفيس (481- 511م) Clovis الذي أسس دولة قوية، ومدّ نفوذ الفرنجة على الجهات الشمالية من غالية. توفي كلوفيس بعد أن قسّم مملكته بين أبنائه الأربعة، واستطاع ابنه لوثار الأول (كلوثار Chlothar) توحيد مملكة الفرنجة عام 558م بعد وفاة أخوته الثلاثة، أي أنه حكم جميع مملكة كلوفيس ومناطق أخرى. توفي لوثار الأول سنة 561م. وانقسمت مملكة الفرنجة مجدداً إلى ثلاث ممالك بين أبنائه. ونتيجة لضعف ملوك الفرنجة في الممالك الثلاث أضحت الدولة المفككة تحت رحمة رجال البلاط، الذين زاد نفوذهم زيادة كبيرة حتى أصبحت كلمتهم هي الأولى في الدولة.
2ـ مملكة الكارولنجيين (751- 919م) Karolingi : وبرز من بين رجال البلاط في ممالك الفرنجة بيت الكارولنجيين، الذين جعلوا وظائف البلاط وراثية. وبرز من أسرة الكارولنجيين بيبان الأول (622م) Pippin وخلفه بيبان الثاني ثم ابنه شارل مارتل Charles Martel أي شارل المطرقة (681- 741م)، الذي أصبح رئيساً للبلاط في الممالك الثلاث وإليه ينسب الكارولنجيون. واستطاع أن يدعم نفوذه، حتى أصبحت السلطة الفعلية في يديه سنة 719م فشنَّ سلسلة من الحروب على السكسون والفريزيين والألِماني والبافاريين وأوقف تقدم المسلمين عند بواتيه (بلاط الشهداء) عام 114هـ/732م.
وكان شارل مارتل قبل موته قد قسّم المملكة بين ولديه كارلومان Karloman وبيبان القصير (741- 768م) Pippin ، ولكن كارلومان دخل الدير، مما أفسح في المجال لبيبان القصير أن يصبح رئيس البلاط، ثم اعتلى عرش الفرنجة، بعد أن خلع آخر ملوك الميروفينجيين ونادى بنفسه ملكاً، وبذلك انتهت الأسرة الميروفنجية من سلالة كلوفيس وبدأ عهد الأسرة الكارولنجية. وعند وفاة بيبان القصير قسمت مملكته بين ولديه شارلمان وكارلومان، ونشب صراع بينهما انتهى بوفاة كارلومان سنة 771م، مما أتاح لشارلمان[ر] (768-814م) Charlemagne فرصة توحيد مملكة الفرنجة تحت سيادته. وبعد وفاته خلفه ابنه لويس Louis التقي (814- 840م)، ولم يكن الشخص الذي يستطيع حكم الامبراطورية بسبب ضعفه وتزايد الخطر الخارجي، فقام بتقسيم الامبراطورية بين أبنائه الثلاثة، إلا أن حرباً أهلية نشبت بينهم انتهت باتفاقية فردان الشهيرة سنة 843م. ومع ذلك استمرت الخلافات بين الأبناء الثلاثة. وقد حكم لويس الألماني ابن لويس التقي مملكة ألمانية منذ سنة 843 حتى سنة 876م. وبعد موته اقتسم أبناؤه الثلاثة (كارلومان، لويس الشاب، شارل السمين) حكم المملكة الألمانية. وعندما مات لويس الشاب وكارلومان غدا شارل السمين Karl III ملكاً وحيداً على ألمانية. وقد قام بضم فرنسة وإيطالية وعادت وحدة الممالك الكارولنجية بعد التجزئة الطويلة.
ومنذ نهاية القرن التاسع الميلادي، انتقلت السلطة الحقيقية إلى أيدي الدوقات كما كان الحال أيام القبائل الجرمانية. وكان أهم حكام ألمانية من البيت الكارولنجي في أواخر القرن التاسع الملك أرنولف (887- 899م) Arnulf، ثم خلفه لويس الطفل (899- 911م)، الذي اتَّسم حكمه باستمرار الحروب والمنازعات. وبعد وفاته اختير كونراد الأول (911- 919م) Konrad I ملكاً وفي عهده قويت النزعة الانفصالية.
Germany - Allemagne
ألمانية تاريخياً
يرجع أصل الشعب الألماني (الجرماني) إلى الشعوب الشمالية المعروفة باسم «نورديك» وموطنها الأصلي البلاد المحيطة ببحر البلطيق. وقد اشتق اسم «الألمان» من كلمة ألِماني Alemanni أو ألَمانيّ Alamanni التي أطلقت على حلف من مجموعات القبائل السوابية Suebian أو السويفية Suevian ذات الأصول الجرمانية التي زاحمت الكلتيين Celts؛ واستوطنت المناطق الواقعة بين نهري الماين والدانوب في وسط أوربة. وقد ورد ذكر هذه القبائل أول مرة في القرن الثالث الميلادي، ويتحدر منها اليوم الناطقون بالألمانية من سكان الألزاس وسويسرة وجنوب غربي ألمانية الحالية. وقد عاشت هذه القبائل مراحل من التغيرات والتحولات الكبيرة، اتسعت فيها حدودها ثم انكمشت، وازداد تعدادها حتى اتخذت ملامح شعب متكامل تكوّن من اتحاد عدد من السلالات والقبائل الجرمانية التي يصعب جداً إيجاد تعريف دقيق محدد لها، لاختلاط الأخبار المتواترة بالأساطير والملاحم، ولشدة تشابك العلاقات فيما بينها. فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وصلت مجموعات محاربة شمالية إلى مناطق الراين السفلى بحثاً عن أراضٍ تستوطنها، وفي القرن الخامس قبل الميلاد تسللت قبائل أخرى إلى أقصى الغرب حتى بلغت إقليمي الأيفل Eifel والآردِن Ardennes.
وفيما بين عامي 120 و102ق.م قاد الكمبريون وحلفاؤهم جيوش الجرمان حتى سواحل البحر المتوسط في صراعهم مع الرومان. لكن القوات الرومانية حالت دون إقامة مستوطنات جرمانية دائمة في أي جزء من الأجزاء الجنوبية فيما يعرف بألمانية اليوم. وفي عام 58ق.م واجه القائد الروماني يوليوس قيصر حشداً هائلاً من الجرمان يغزون الكلتيين في شرقي فرنسة. ويبدو أن مثل هذه التحركات كانت تحدث باستمرار في الماضي. إلا أن الموقف بدأ يميل إلى الاستقرار في المدة بين القرنين الأول والثالث الميلاديين بسبب سيطرة الرومان على أوربة الغربية، وتبع ذلك هجرة كبيرة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين حولت الامبراطورية الرومانية الغربية إلى مجموعة من الممالك الجرمانية. وقد برز عدد من بين تلك القبائل والمجموعات السكانية الكثيرة أهمها: الفريزيون Frisi والتشوكيون Chauki في المناطق الساحلية، والكمبريون Cimberi والأنغليون Anglii والشارود Charudes في شبه جزيرة غوتلاند، وسكن ألمانية الغربية والوسطى اللانغوبارد (اللومبارديون) Langobardi والشيروسكيون Cherusci والبروكتريون Bructeri والشاتيون Chatii والهلفتيون Helvetii والماركومانيون Marcomanni والسويفيون Suevi (السوابيون أو الأَلَماني Alamanni) والسمنونيون Semnones، وفي شرقي ألمانية سكن الفندال Vandali والبرغنديون Burgandiones. واستقر بعض القبائل الجرمانية في القرب من الراين مثل الأوبيون Ubii والتونغريون Tungri في حين امتزجت القبائل الأخرى بمن سبقها لتؤلف شعوباً مختلطة الأصول هجينة مثل التريفريون Treveri.
وفي القرن الثالث الميلادي حدثت تبدلات مهمة في توزع القبائل وتجانسها، وذابت وحدات قديمة كثيرة في اتحادات جديدة فظهر السكسون Saxones في شمالي ألمانية. وفي القرن الخامس استوطن هؤلاء السكسون مع غيرهم من الشعوب الشمالية كالأنغلز والفريزيين الأجزاء الجنوبية الشرقية من بريطانية. واتخذ الفرانك Franci (الفرنجة) موطنهم شرقي الحوض الأدنى لنهر الراين؛ على طول الحدود مع الامبراطورية الرومانية التي كانت تعدهم «حلفاء محاربين» وسرعان ما احتلوا أكثر بلاد الغال، واستقروا في المناطق المتاخمة للمجرى الأعلى للراين في المناطق الحدودية الرومانية بين الراين والدانوب (259- 260م). وهاجرت مجموعات قبلية أخرى إلى مناطق شاسعة في أحوال تاريخية معروفة. فتحرك القوط الشرقيون Ostrogothi غرباً واحتلوا إيطالية، وعبروا منها إلى جنوبي بلاد الغال ثم إلى إسبانية. وغزا الفاندال Vandali بلاد الغال وإسبانية وعبروا من هناك إلى شمالي إفريقية. وفي نهاية عام 476م كان هناك ست ممالك جرمانية في غربي أوربة، وهي ممالك أدواكر والفاندال والقوط الغربيين والبرغنديين والفرنجة والسويفي.
دولة الفرنجة (481- 919م)
كان أهم حدث في تاريخ الغزوات الجرمانية قيام دولة الفرنجة، وهي الدولة الجرمانية الوحيدة التي استطاعت البقاء والاستمرار داخل حدود الامبراطورية. وتألفت من مملكتين متعاقبتين هما الميروفنجيون والكارولنجيون.
1ـ مملكة الميروفنجيين (481-751م) Merovingi: احتدم الصراع بين قبائل الألماني وقبيلة الفرنجة، لكن قبيلة الفرنجة برزت أقوى القبائل، وسيطر الميروفنجيون على تلك القبيلة، التي تمكنت في منتصف القرن الخامس من احتلال غالية حتى نهر السوم. وكان أقدم ملوك الميروفنجيين كلوديون وبعده ميروفتش ثم شيلدريك وبعده كلوفيس (481- 511م) Clovis الذي أسس دولة قوية، ومدّ نفوذ الفرنجة على الجهات الشمالية من غالية. توفي كلوفيس بعد أن قسّم مملكته بين أبنائه الأربعة، واستطاع ابنه لوثار الأول (كلوثار Chlothar) توحيد مملكة الفرنجة عام 558م بعد وفاة أخوته الثلاثة، أي أنه حكم جميع مملكة كلوفيس ومناطق أخرى. توفي لوثار الأول سنة 561م. وانقسمت مملكة الفرنجة مجدداً إلى ثلاث ممالك بين أبنائه. ونتيجة لضعف ملوك الفرنجة في الممالك الثلاث أضحت الدولة المفككة تحت رحمة رجال البلاط، الذين زاد نفوذهم زيادة كبيرة حتى أصبحت كلمتهم هي الأولى في الدولة.
2ـ مملكة الكارولنجيين (751- 919م) Karolingi : وبرز من بين رجال البلاط في ممالك الفرنجة بيت الكارولنجيين، الذين جعلوا وظائف البلاط وراثية. وبرز من أسرة الكارولنجيين بيبان الأول (622م) Pippin وخلفه بيبان الثاني ثم ابنه شارل مارتل Charles Martel أي شارل المطرقة (681- 741م)، الذي أصبح رئيساً للبلاط في الممالك الثلاث وإليه ينسب الكارولنجيون. واستطاع أن يدعم نفوذه، حتى أصبحت السلطة الفعلية في يديه سنة 719م فشنَّ سلسلة من الحروب على السكسون والفريزيين والألِماني والبافاريين وأوقف تقدم المسلمين عند بواتيه (بلاط الشهداء) عام 114هـ/732م.
وكان شارل مارتل قبل موته قد قسّم المملكة بين ولديه كارلومان Karloman وبيبان القصير (741- 768م) Pippin ، ولكن كارلومان دخل الدير، مما أفسح في المجال لبيبان القصير أن يصبح رئيس البلاط، ثم اعتلى عرش الفرنجة، بعد أن خلع آخر ملوك الميروفينجيين ونادى بنفسه ملكاً، وبذلك انتهت الأسرة الميروفنجية من سلالة كلوفيس وبدأ عهد الأسرة الكارولنجية. وعند وفاة بيبان القصير قسمت مملكته بين ولديه شارلمان وكارلومان، ونشب صراع بينهما انتهى بوفاة كارلومان سنة 771م، مما أتاح لشارلمان[ر] (768-814م) Charlemagne فرصة توحيد مملكة الفرنجة تحت سيادته. وبعد وفاته خلفه ابنه لويس Louis التقي (814- 840م)، ولم يكن الشخص الذي يستطيع حكم الامبراطورية بسبب ضعفه وتزايد الخطر الخارجي، فقام بتقسيم الامبراطورية بين أبنائه الثلاثة، إلا أن حرباً أهلية نشبت بينهم انتهت باتفاقية فردان الشهيرة سنة 843م. ومع ذلك استمرت الخلافات بين الأبناء الثلاثة. وقد حكم لويس الألماني ابن لويس التقي مملكة ألمانية منذ سنة 843 حتى سنة 876م. وبعد موته اقتسم أبناؤه الثلاثة (كارلومان، لويس الشاب، شارل السمين) حكم المملكة الألمانية. وعندما مات لويس الشاب وكارلومان غدا شارل السمين Karl III ملكاً وحيداً على ألمانية. وقد قام بضم فرنسة وإيطالية وعادت وحدة الممالك الكارولنجية بعد التجزئة الطويلة.
ومنذ نهاية القرن التاسع الميلادي، انتقلت السلطة الحقيقية إلى أيدي الدوقات كما كان الحال أيام القبائل الجرمانية. وكان أهم حكام ألمانية من البيت الكارولنجي في أواخر القرن التاسع الملك أرنولف (887- 899م) Arnulf، ثم خلفه لويس الطفل (899- 911م)، الذي اتَّسم حكمه باستمرار الحروب والمنازعات. وبعد وفاته اختير كونراد الأول (911- 919م) Konrad I ملكاً وفي عهده قويت النزعة الانفصالية.
تعليق