امام
جابر اسماعيل
قضى أكثر من عشرين عاماً إماماً لمسجد بإحدى دول الخليج ، قرر بعدها العودة إلى قريته المصرية البسيطة !
اشترى قطعة أرض ليبني عليها مسجدا لأهل القرية بما أفاض الله عليه من مال!
بدأ العمال في بناء المسجد وبينما كان هو يشاركهم في الإشراف على البناء أحس بالتعب وتلطخ جلبابه ببعض الغبار ! فجلس على الرصيف المقابل للمسجد واضعا رأسه بين يديه ليستريح قليلا!
مرت به امرأة عجوز وضعت في يده جنيها معدنيا !
رفع رأسه مذهولا فرآها سيدة سبعينية بالية الثوب رسمت سنوات الفقر على ملامحها علامات واضحة وعميقة !
ناداها بسرعة : إيه ده يا حاجة؟!
ليخبرها إنه لا يتسول وأنه........
بادرته المرأة العجوز معتذرة: والله يا ابني الجنيه ده هوه كل اللي معايا ! كنت هاركب بيه أروَّح .. سامحني يابني !!
يااااا الله...
هي ظنت أنه يستقل الجنيه وتعتذر له لأنها لم تعطه أكثر.
لم يستطع الكلام... فنادي على سائقه وأمره أن يصطحب هذه السيدة العجوز إلى بيتها ويأتيه بتفاصيل حياتها كاملة !
رجع السائق إليه بما رآه !
هي أرملة لديها اربع بنات تزوجت إحداهن وماتت هي وزوجها في حادث وتركت لها اربعة أطفال فصارت الأسرة ٧ أفراد تخرج هي للعمل من أجل النفقة عليهن!
وبينما كان الشيخ يفكر في كيفية مساعدة هذه المرأة مالياً
إذا باتصال هاتفي من أحد الأمراء الذي كان يصلي خلفه في الدولة الخليجية !
مرحبا سمو الأمير !
قال الأمير للشيخ: حان وقت إخراجنا زكاة المال (أنا وإخوتي) فهل لديك في بلدك فقراء تعرفهم ؟!
دارت رأس الشيخ من هول المفاجأة ، وعلى الفور قص على الأمير قصة صاحبة "الجنيه "!
ما إن انتهى الشيخ من مكالمة الأمير حتى قال له : اشتري قطعة أرض كبيرة وابن لها ولبناتها وحفيداتها بيتاً كبيراً ، وضع لها رصيدا في البنك تنفق منه طول عمرها وتُزوج أولادها واحفادها !
سبحان الله....
دفعت كل ما تملك لله..
أراد الله أن يجعل ثمرة نيتها الطيبة بيت كبير لها وستر أعظم منه سبحانه لها ولذريتها من بعدها.
فالسر هو إخلاص النية لله وحده
قال الرسول عليه الصلاة والسلام- سبق درهمٌ مائةَ ألفٍ كان لرجلٍ درهمانِ فتصدَّقَ أجودُهما وانطلق رجلٌ إلى عرضِ مالِه فأخذ منها مائةَ ألفٍ فتصدقَ بها صحيح النسائى هي صدقت في صدقتها والله الكريم اكرمها
اللهم ارزقنا الاخلاص والقبول بفضلك وإحسانك ورحمتك يا واسع الفضل والعطاء
جلال اسماعيل