ألب أرسلان - Alp Arslan عضد الدولة ثالث سلاطين السلاجقةمشهورين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألب أرسلان - Alp Arslan عضد الدولة ثالث سلاطين السلاجقةمشهورين


    الب ارسلان

    Alp-Arslan - Alp Arslan

    ألب أرسلان
    (424 ـ 465هـ/1032 ـ 1072م)

    عضد الدولة أبو شجاع محمد بن جغري بك داوود بن ميكائيل بن سلجوق، ثالث سلاطين السلاجقة المشهورين (455-465هـ/1063-1072م). عمه السلطان الشهير طغرلبك. ألب أرسلان اسم تركي معناه: الأسد الشجاع.
    كان أبوه صاحب بلخ في خراسان، وفيها توفي سنة 450هـ، ونقل جثمانه إلى مرو ودفن في مدرستها، وخلفه ابنه ألب أرسلان. وبعد وفاة السلطان طغرلبك سنة 455هـ/1063م من دون عَقِب، أُجلِس مكانه سليمان بن جغري بك داوود، شقيق ألب أرسلان تنفيذاً لوصية عمه طغرلبك، وقيل إن سبب هذه الوصية هو أن أم سليمان كانت عند طغرلبك فأوصى بولدها إرضاءً لها. وحين تسلم سليمان مقاليد السلطة ثار عليه أخوه ألب أرسلان، وخُطِب له في قزوين والري أولاً، وجرت بين الأخوين حروب، انتهت بانتصار ألب أرسلان، وغدا سلطاناً بمساعدة الأمراء ورغبتهم، واستقرت سلطته بعد القضاء على مقاومة بعض الأقرباء والطامعين، ومن هؤلاء عمه فخر الملك الذي أعلن عصيانه في هراة، فسار إليه ألب وحاصره، حتى استولى على المدينة، لكنه صفح عنه وأكرمه. ثم توجه إلى صغانيان وكان أميرها موسى قد خرج على طاعته، فاقتحم القلعة وأسر موسى وقتله.
    وواجه ألب عصيان أحد أقوى الطامعين بالسلطة، وهو ابن عم أبيه شهاب الدولة قتلمش ابن إسرائيل بن سلجوق (الذي سيكون ابنه سليمان جد الملوك من سلاجقة الروم)، وكانت له حصون وقلاع كثيرة منها كُردكُوه، فعدا على بلاد الري، واشتد أمره ورفض الصلح والأمان، فالتقاه ألب أرسلان في موضع قريب من الري وهزمه، ولما انجلى الأمر وُجِد قتلمش ميتاً، لا يُدرى كيف كان موته، فشق ذلك على ألب أرسلان، وقعد لعزائه إكراماً وإجلالاً له. وكان ممن خرج عليه كذلك أخوه قاورد بن داوود المستولي على كرمان وشيراز، فتغلب ألب أرسلان عليه.
    ولما قدم ألب أرسلان إلى الري ومعه وزيره نظام الملك أبو علي الحسن بن علي الطوسي، تلقاه عميد الملك محمد بن منصور الكندري وزير عمه طغرلبك بالحفاوة والتعظيم. فاستبقاه ألب أرسلان في الوزارة، ولكن نظام الملك غار من تعاظم نفوذه وخوّف السلطان من أمره فحبسه مدة، ثم أرسل إليه غلامين قتلاه سنة 457هـ/1065م.
    اتخذ ألب أرسلان نيسابور عاصمة له، وأرسل إلى الخليفة القائم بأمر الله العباسي في بغداد طالباً أن يُخطَب له، ويُلقَّب بالمؤيد. فأجابه الخليفة إلى ما طلب، ولقبه بضياء الدين وعضد الدولة. وعقد مجلساً عاماً قلّد فيه ألب أرسلان السلطنة في شهر جمادى الأولى سنة 456هـ/نيسان 1064م، وبعث إليه بالخِلَع مع نقيب النقباء الشريف طراد بن محمد الزينبي لأخذ البيعة، فتلقاها ألب أرسلان ولبس الخِلْعة وبايع الخليفة. ولم يقيض له أن يرى بغداد، مع أنها كانت داخلة في ملكه، وأنفق أموالاً عظيمة يذكر له منها ما أنفقه على بناء قبر الإمام أبي حنيفة.
    وكان في جملة ما أجراه لتوطيد سلطانه أنه قام بتزويج ولديه ملكشاه ابنة خاقان بلاد ما وراء النهر، وأرسلان شاه ابنة صاحب غزنة.
    عظُمت مملكة ألب أرسلان ورُهب جانبه، وفتح من البلاد ما لم يكن لعمه طغرلبك مع سعة ملكه، ومد سلطانه إلى ديار بكر، ثم قصد الشام وانتهى إلى حلب (463هـ/1070م) وصاحِبهُما يومئذٍ محمود بن نصر بن صالح ابن مرداس الكلابي فحاصره مدة حتى أخرجه إليه ومعه أمه طالِبَين الصفح، مُعلِنَين الولاء، فتلقاهما بالجميل ورَدَّ محموداً إلى إمارته، ورحل عنها. وسار ألب أرسلان إلى أذربيجان، فسمع هناك بزحف جيوش الروم البيزنطيين في شرق الأناضول نحو ديار الإسلام يقودهم الامبراطور رومانوس الرابع (ديوجينوس). فعاد مسرعاً لملاقاته مع قلة عساكره وكثرة عساكر عدوه، ونادى بالجهاد، والتقى الجيشان في موقعة منازكرد (ملاذكرد) في شهر ذي القعدة سنة 463هـ/آب1071م وكانت حاسمة هُزم فيها الجيش البيزنطي هزيمة منكرة وأُسر الامبراطور، وكانت تلك أول مرة يقع فيها امبراطور روماني أسيراً بيد المسلمين، فأحسن السلطان معاملته وأطلق سراحه بفدية وفي نية الفريقين الصلح، لكن هذا الامبراطور نحي عن السلطة في قومه، وخلفه ميخائيل السابع، فصار الصلح المأمول غير قائم. ويعد باحثون كثيرون هذه الموقعة سبباً رئيساً ومباشراً للغزو الأوربي للوطن العربي (1096-1291م) الذي يطلق عليه اسم الحروب الصليبية. غير أن السلطان لم يتابع الحرب بنفسه مع الروم، بل قصد بلاد الترك فيما وراء النهر بجيش ضخم، وفي حصن بلدة على ضفة نهر جيحون اسمها فَربْر قبض العسكر على «مستحفظ» الحصن واسمه يوسف الخوارزمي، لجريمة ارتكبها، وحملوه إلى السلطان الذي أمر بفك قيوده، وجرت ملاحاة بينهما، فثارت ثائرة السلطان، ونزل عن سريره، فعثر ووقع على وجهه، وانتهز السجين الفرصة فطعن السلطان بسكين كان قد أخفاها في ثيابه، فسارع أحد الحراس إلى قتل السجين، ونُقل ألب أرسلان جريحاً إلى خيمة أخرى، ومات بعد ثلاثة أيام، فنقل إلى مرو ودُفن هناك عند قبر أبيه وعمه. وقبيل وفاته أوصى بالملك لابنه ملكشاه الذي خلفه سلطاناً على السلاجقة. وقد خلَّف ألب أرسلان من البنين ملكشاه وتكش وإياز وتتش وأرسلان وبوري.
    كان ألب أرسلان محارباً جسوراً، يتقدم جنده عندما تشتد الأمور، موفور النشاط، نبيل الخلق، باراً بالرعية، يرعى حرمة أقربائه فيما لا يهدد سلطانه، ومع أنه كان أمياً فقد وُصف بالحصافة والكياسة وحسن التدبير، وكان محباً للعمران، وترك لابنه دولة حسنة الإدارة والتنظيم.


يعمل...
X