ميكا ڤالتري Mika Waltari، واحد من أهم الأدباء الفنلنديين في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميكا ڤالتري Mika Waltari، واحد من أهم الأدباء الفنلنديين في القرن العشرين

    ڤالتري (ميكا -)
    (1908-1979)

    ميكا ڤالتري Mika Waltari، واحد من أهم الأدباء الفنلنديين في القرن العشرين، ومع أنه اشتهر عالمياً بصفته روائياً تاريخياً، لكن أهميته تكمن في غنى إبداعه وغزارته على صعيد القصة والمسرحية والقصيدة والسيناريو وكتب الرحلات وكتب الأطفال المصورة.
    ولد ڤالتري في هلسنكي Helsinki وعاش وتوفي فيها. وهو سليل عائلة مثقفة متوسطة الحال، إذ كان والده قساً بروتستنتياً ومدرّساً، وكانت والدته موظّفة في مؤسسة الخدمات الاجتماعية. وكان أحد عميّه دكتوراً في اللاهوت والآخر مهندساً كبير الاهتمام بالآداب والفنون، مما أثر في تطور ڤالتري الذي عايش تجربة الحرب الأهلية الفنلندية (1917-1918) بين الحمر والبيض. درس ڤالتري اللاهوت في جامعة هلسنكي، ثم تحول إلى الأدب وعلم الجمال حتى حصل على درجة الماجستير عام 1929، وكان موضوع أطروحته حـول العلاقة بين الـديـن والإيروسية (الشبقية) eroticism في روايات الفرنسي بول موران Paul Morand ما بين (1888-1976).
    بدأ ڤالتري نشاطه الأدبي بقصائد دينية، وبقصص رعب في الوقت نفسه، متأثراً بالكاتب الأمريكي إدغار ألن بو E.A.Poe، وكتب أولى رواياته «الوهم الكبير» Suuri illusioni عام (1928) في أثناء إقامته في باريس، وسرعان ما صار ڤالتري المعبِّر عن مشاعر الجيل الجديد وما سمي في اسكندناڤيا بالثورة البوهيمية، فترجمت الرواية إلى بقية اللغات الاسكندناڤية. وفي الثلاثينات صار الكاتب بأعماله أحد رواد «حركة حملة المشعل» The Torchbearers، التي استلهمت أفكار الحركة المستقبلية futurism الروسية والإيطالية، في حين أنه تطور على الصعيد الشخصي إلى محافظ متطرف، وكتب عام 1937 مسرحية سخر فيها من هذيان الجيل الشاب. وفي الأربعينات كتب ڤالتري مقالات في النقد الأدبي في كبريات الصحف الفنلندية، وقام برحلات عديدة عبر أوربا نشر على إثرها تقارير (ريبورتاجات) لافتة عن الأماكن التي زارها والشخصيات التي التقاها. ونشر عام 1935 «المرشد في الكتابة الأدبية» Aiotko Kirjailijaksi الذي ألهم عدداً من الأدباء الشباب. أما أهم أعماله في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية فهي رواية «غريب جاء إلى المزرعة» Vieras mies tuli taloon عام (1937) التي فازت بالجائزة الأولى في مسابقة العام نفسه وترجمت إلى عشر لغات أوربية. وفي أثناء حرب الشتاء الفنلندية 1939- 1940 وحرب السنوات 1941-1944 عمل ڤالتري في المركز الحكومي للمعلومات وألّف أربعة كتب عن احتلال بلدان البلطيق وعن الجاسوسية السوڤييتية، مُنعت جميعها من التداول بعد توقيع اتفاقية السلام بين فنلندا والاتحاد السوڤييتي، وعلى أثرها التفت الكاتب كلياً إلى الموضوعات التاريخية القديمة، فكتب عام 1942 رواية عن حياة ملك السويد إريك الرابع عشر، ورواية أخرى عام 1944 عن حياة قيصر روسيا ألكسندر الأول.
    وبسبب مواظبته المذهلة على الكتابة، وضميره المهني أدبياً، إن جاز التعبير، أصيب ڤالتري بأرقٍ مزمن وإحباط اضطره إلى اللجوء إلى العلاج الطبي، إلى أن صار يخصص فصل الربيع للكتابة في الريف. وفي أثناء هذه الرحلة كتب عدداً من روايات الألغاز طوَّر فيها شخصية المحقق بالمو Palmu وشارك في مسابقات على مستوى اسكندناڤيا وفاز بجوائز عدة، ثم تحولت رواياته إلى أفلام، ومن أشهرها «من قتل السيدة سكروفين؟» Kuka murhasi rouva Skrofin? عام (1939)، وقد استمرت هذه المزاوجة بين الكتابة الروائية والاقتباس السينمائي حتى نهاية السبعينات مع أشهر المخرجين والممثلين الفنلنديين.
    كتب ڤالتري قبل الحرب العالمية الثانية أولى مسرحياته التاريخية «أخناتون»Akhnaton عام (1938) التي عرضها المسرح الوطني في هلسنكي في العام نفسه. وفي عام 1945 عاد إلى الموضوعة نفسها في روايته التي أسست شهرته العالمية «سِنوحي المصري» Sinuhe egyptianen التي تدور أحداثها في حقبة الأسرة الثامنة عشرة، نحو 1300ق.م، وقد اختار للرواية منظوراً سردياً مختلفاً عن المسرحية، فالرواية والبطل هنا هو سنوحي طبيب البلاط الخاص بالفرعون أخناتون الذي يروي بعد اختمار تجربته الحياتية في أروقة البلاط المصري والمنفى السوري تفاصيل مؤامرة قيادة الجيش مع كهنة المعبد لإخفاق خطة الفرعون أخناتون ولإزاحة الآلهة القديمة من أجل إحلال ديانة التوحيد مكانها، ورأى النقاد أن الرواية تصور بأسلوب الإسقاط التاريخي انكسار أحلام البرجوازية الفنلندية وتحطم قيمها على صخرة الحرب ومآسيها. ومنذ منتصف الخمسينات حصر ڤالتري اهتمامه بتاريخ حوض البحر المتوسط في العصور القديمة، فنشر عام 1955 رواية «الإتروسكي» Turms kuolematon، وعام 1964 رواية «الروماني» Ihmiskunnan viholliset، ووقف اهتمامه على الحضارة البيزنطية وتطورها حتى اندحارها وسقوطها على يد العثمانيين، فنشر «يوهانِّس الملاك» Johannes Angelos عام (1952) و«الملاك الأسود يوهانِّس» Nuori Johannes عام (1975). لقد وفر العالم القديم للكاتب حرية التحرك على صعيد تصوير الأحداث والأفكار والمصائر بغرض التقاط لحظة المواجهة الحاسمة بين السائد المهيمن والجديد المطالب بالتغيير تحقيقاً لطموحاته وأفكاره، ولاسيما على الصعيد الديني، وهذا ما برز أيضاً في روايتيه «فيليكس السعيد» Feliks onnelinen عام (1958)، و«لغز المملكة» Valtakunnan Salaisuus عام (1959).
    بين عام 1957-1978 كان الأديب ڤالتري عضواً دائماً في الأكاديمية الفنلندية.
    م ن ح
يعمل...
X