فاطمة الزهراء
(… -11هـ/… -632م)
سيدة نساء العالمين في زمانها البَضْعَةُ النبوية، والجهة المصطفوية أم أبيها «إذ كانت تكنى بأم أبيها» بنت سيد الخلق محمد بن عبد الله r، وأمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما.
ولدت قبل البعثة بقليل، وقريش تبني الكعبة، والنبي r ابن خمس وثلاثين سنة، وذلك قبل النبوة بخمس سنين، وذُكر في الاستيعاب لابن عبد الَبر: وُلِدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي r.
وفي شرح البخاري للعجلوني: أنها وُلِدت قبل البعثة بسبع سنين وستة أشهر. وهي أصغر بنات الرسول r، وهو الذي تواترت به الأخبار في ترتيب بنات الرسول r؛ أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء.
خطبها أبو بكر وعمر إلى النبي r، وكان قوله لكل منهما أنتظر بها القضاء، وكان القضاء أن خطبها علي ابن أبي طالب، ودخل بها بعد وقعة أحد، فولدت له الحسن، والحسين، ومحسناً، وأم كلثوم، وزينب، وكان سنها يوم ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف الشهر، وكان سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.
روت عن أبيها، وروى عنها ابنها الحسن، وروت عنها عائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم، وروايتها في الكتب الستة، حيث روت عن النبي r ثمانية عشر حديثاً، أُخرج لها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه في مسند عائشة، وروى لها الترمذي وابن ماجه وأبو داود.
لفاطمة الزهراء مناقب كثيرة، وغزيرة، فقد كان النبي r يحبها ويكرمها ويُسِرُّ إليها. وكانت صابرة خيِّرة شاكرة لله تعالى. غضب لها النبي r لما بلغه أن علياً هم بالزواج من ابنة أبي جهل (عمرو بن هشام) وقال: «والله لا تجتمع بنت رسول الله r وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يُريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها»؛ فترك علي الخطبة من بنت أبي جهل رعاية لها، فما تزوج عليها ولا تسرى، فلما توفيت تزوج وتسرى رضي الله عنهما.
وقد استدل السُهيلي بحديث النبي r على أن من سب فاطمة يكفر، إذ سوَّى بين غضبها وغضب النبي r، ومن أغضب النبي يكفر.
وعن عائشة أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله r من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبلها.
سُئلت عائشة: «أي الناس كان أحب إلى رسول الله r؟ قالت: فاطمة، قيل: ومن الرجال؟ قالت: زوجها».
وقال ابن الجوزي: «كان للنبي r بنات فَضُلتْهُنَّ فاطمة، وزوجات سبقتهن عائشة عدا خديجة بنت خويلد».
لما توفي أبوها حزنت عليه وبكته كثيراً وقالت: «يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه أجاب رباً دعاه، جنة الفردوس مأواه».
وقد قال لها أبوها r في مرض موته: «إني مقبوض في مرضي هذا» فبكت، وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به، وأنها سيدة نساء هذه الأمة، فضحكت بما أسر إليها. أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء - باب علاقات النبوة في الإسلام.
وقد اختُلف في تاريخ وفاتها، فروي أنها توفيت بعد النبي r بثلاثة أشهر، وروي أنها توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر. وقيل: إنها عاشت بعد أبيها سبعين يوماً، ولكن الصحيح من هذه الأقوال كما ذكر العلماء: أنها عاشت بعد النبي r ستة أشهر، وكانت وفاتها ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سـنة 11هـ، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها.
وقد نعاها زوجها علي بن أبي طالب بعد دفنها بقوله: «السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك. قَلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري وَرَقَّ عنها جلدي، إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز».
أحمد أبو ضاهر
(… -11هـ/… -632م)
سيدة نساء العالمين في زمانها البَضْعَةُ النبوية، والجهة المصطفوية أم أبيها «إذ كانت تكنى بأم أبيها» بنت سيد الخلق محمد بن عبد الله r، وأمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما.
ولدت قبل البعثة بقليل، وقريش تبني الكعبة، والنبي r ابن خمس وثلاثين سنة، وذلك قبل النبوة بخمس سنين، وذُكر في الاستيعاب لابن عبد الَبر: وُلِدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي r.
وفي شرح البخاري للعجلوني: أنها وُلِدت قبل البعثة بسبع سنين وستة أشهر. وهي أصغر بنات الرسول r، وهو الذي تواترت به الأخبار في ترتيب بنات الرسول r؛ أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء.
خطبها أبو بكر وعمر إلى النبي r، وكان قوله لكل منهما أنتظر بها القضاء، وكان القضاء أن خطبها علي ابن أبي طالب، ودخل بها بعد وقعة أحد، فولدت له الحسن، والحسين، ومحسناً، وأم كلثوم، وزينب، وكان سنها يوم ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف الشهر، وكان سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.
روت عن أبيها، وروى عنها ابنها الحسن، وروت عنها عائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم، وروايتها في الكتب الستة، حيث روت عن النبي r ثمانية عشر حديثاً، أُخرج لها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه في مسند عائشة، وروى لها الترمذي وابن ماجه وأبو داود.
لفاطمة الزهراء مناقب كثيرة، وغزيرة، فقد كان النبي r يحبها ويكرمها ويُسِرُّ إليها. وكانت صابرة خيِّرة شاكرة لله تعالى. غضب لها النبي r لما بلغه أن علياً هم بالزواج من ابنة أبي جهل (عمرو بن هشام) وقال: «والله لا تجتمع بنت رسول الله r وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يُريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها»؛ فترك علي الخطبة من بنت أبي جهل رعاية لها، فما تزوج عليها ولا تسرى، فلما توفيت تزوج وتسرى رضي الله عنهما.
وقد استدل السُهيلي بحديث النبي r على أن من سب فاطمة يكفر، إذ سوَّى بين غضبها وغضب النبي r، ومن أغضب النبي يكفر.
وعن عائشة أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله r من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبلها.
سُئلت عائشة: «أي الناس كان أحب إلى رسول الله r؟ قالت: فاطمة، قيل: ومن الرجال؟ قالت: زوجها».
وقال ابن الجوزي: «كان للنبي r بنات فَضُلتْهُنَّ فاطمة، وزوجات سبقتهن عائشة عدا خديجة بنت خويلد».
لما توفي أبوها حزنت عليه وبكته كثيراً وقالت: «يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه أجاب رباً دعاه، جنة الفردوس مأواه».
وقد قال لها أبوها r في مرض موته: «إني مقبوض في مرضي هذا» فبكت، وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به، وأنها سيدة نساء هذه الأمة، فضحكت بما أسر إليها. أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء - باب علاقات النبوة في الإسلام.
وقد اختُلف في تاريخ وفاتها، فروي أنها توفيت بعد النبي r بثلاثة أشهر، وروي أنها توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر. وقيل: إنها عاشت بعد أبيها سبعين يوماً، ولكن الصحيح من هذه الأقوال كما ذكر العلماء: أنها عاشت بعد النبي r ستة أشهر، وكانت وفاتها ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سـنة 11هـ، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها.
وقد نعاها زوجها علي بن أبي طالب بعد دفنها بقوله: «السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك. قَلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري وَرَقَّ عنها جلدي، إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز».
أحمد أبو ضاهر