الفاروقي (ملا، محمود بن محمد -)
(993-1062هـ/1585-1652م)
محمود بن محمد العُمري الجونفوري الفاروقي الهندي، العالم العلامة وأحد رجالات العلم الكبار من المسلمين بشبه القارة الهندية في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي.
ولد بجونفور إلى الشرق من مدينة دلهي عاصمة الهند، ونشأ في مهد جده الشيخ شاه محمد وقرأ عليه الكتب المدرسية، ثم لازم الشيخ محمد أفضل ابن حمزة العثماني الجونفوري، وأخذ عنه العلم، وأقبل على المنطق والحكمة إقبالاً كلياً حتى برز وفاق أقرانه، وساعده على ذلك ما تمتع به من الذكاء والفطنة وسيلان الذهن وقوة الحفظ، والإدراك، وكان يحضر المجالس والمحافل في صغره فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان بلدته في العلم، وقيل: إنه لم ينهض من الهند أحد مثله في الحكمة والمعاني والبيان، وقد فكر في بناء مرصد لنفسه فمنع من ذلك، ورحل في سبيل ذلك إلى «أكره» ولقي فيها آصف خان أحد مساعدي السلطان شاهجان فلم يفلح في إقناعه، فعاد إلى جونفور، ودرَّس فيها وأفاد ردحاً من الدهر، ثم استقدمه شجاع بن شاهجان إلى بنكالة فسار إليه، وقرأ عليه الشجاع كتباً في العلوم الحكمية، وفي أثناء وجوده في بنكالة لقي الشيخ نعمة الله بن عطاء الله الفيروزبوري فجلس إليه وأخذ عنه، وكان شديد الاعتداد بنفسه حتى قيل: إنه ما صدر عنه قول طول العمر ورجع عنه، وكان إذا سأله سائل عن مسألة ما من مسائل العلم، وكان فكره حاضراً، أجاب، وإلا اعتذر إلى سائله بقوله: «أنا غير نشيط ولا يحضرني الجواب الآن». وقيل: لم يظهر في الهند من أمثاله في العلم إلا القليل، ومع ذلك فأخبار سيرته الذاتية في المصادر التي ترجمت له قليلة، والاهتمام بكتبه أوسع من أخبار سيرته لدى من ترجم له. وقد أخذ العلم عنه عدد من مشاهير العلماء في الهند آنذاك.
وقد خلَّف المترجم له مصنَّفات عديدة في علوم مختلفة، منها «الشمس البازغة أو الحكمة البالغة» وهو في المنطق والحكمة، و«حرز الإيمان» وهو في السلوك، و«الفرائد» وهو شرح لكتاب «الفوائد الغياثية» للعضد الإيجي، وهو في المعاني والبيان والبديع، وعلَّق عليه حاشية أحسن فيها كل الإحسان، و«الدوحة الميادة» وهو في الصورة والمادة، ورسالة في «أقسام النساء» وله «ديوان شعر» بالفارسية. مات بجونفور ودفن فيها.
محمود الأرناؤوط
(993-1062هـ/1585-1652م)
محمود بن محمد العُمري الجونفوري الفاروقي الهندي، العالم العلامة وأحد رجالات العلم الكبار من المسلمين بشبه القارة الهندية في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي.
ولد بجونفور إلى الشرق من مدينة دلهي عاصمة الهند، ونشأ في مهد جده الشيخ شاه محمد وقرأ عليه الكتب المدرسية، ثم لازم الشيخ محمد أفضل ابن حمزة العثماني الجونفوري، وأخذ عنه العلم، وأقبل على المنطق والحكمة إقبالاً كلياً حتى برز وفاق أقرانه، وساعده على ذلك ما تمتع به من الذكاء والفطنة وسيلان الذهن وقوة الحفظ، والإدراك، وكان يحضر المجالس والمحافل في صغره فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان بلدته في العلم، وقيل: إنه لم ينهض من الهند أحد مثله في الحكمة والمعاني والبيان، وقد فكر في بناء مرصد لنفسه فمنع من ذلك، ورحل في سبيل ذلك إلى «أكره» ولقي فيها آصف خان أحد مساعدي السلطان شاهجان فلم يفلح في إقناعه، فعاد إلى جونفور، ودرَّس فيها وأفاد ردحاً من الدهر، ثم استقدمه شجاع بن شاهجان إلى بنكالة فسار إليه، وقرأ عليه الشجاع كتباً في العلوم الحكمية، وفي أثناء وجوده في بنكالة لقي الشيخ نعمة الله بن عطاء الله الفيروزبوري فجلس إليه وأخذ عنه، وكان شديد الاعتداد بنفسه حتى قيل: إنه ما صدر عنه قول طول العمر ورجع عنه، وكان إذا سأله سائل عن مسألة ما من مسائل العلم، وكان فكره حاضراً، أجاب، وإلا اعتذر إلى سائله بقوله: «أنا غير نشيط ولا يحضرني الجواب الآن». وقيل: لم يظهر في الهند من أمثاله في العلم إلا القليل، ومع ذلك فأخبار سيرته الذاتية في المصادر التي ترجمت له قليلة، والاهتمام بكتبه أوسع من أخبار سيرته لدى من ترجم له. وقد أخذ العلم عنه عدد من مشاهير العلماء في الهند آنذاك.
وقد خلَّف المترجم له مصنَّفات عديدة في علوم مختلفة، منها «الشمس البازغة أو الحكمة البالغة» وهو في المنطق والحكمة، و«حرز الإيمان» وهو في السلوك، و«الفرائد» وهو شرح لكتاب «الفوائد الغياثية» للعضد الإيجي، وهو في المعاني والبيان والبديع، وعلَّق عليه حاشية أحسن فيها كل الإحسان، و«الدوحة الميادة» وهو في الصورة والمادة، ورسالة في «أقسام النساء» وله «ديوان شعر» بالفارسية. مات بجونفور ودفن فيها.
محمود الأرناؤوط