التهابات لثه
Gingivitis - Gingivite
التهابات اللثة
يعد تعبير التهاب اللثَة gingivite دلالة سريرية على أمراض لِثَويّة كثيرة. ويعد الالتهاب من وجهة النظر هذه عَرَضاً وليس مرضاً بحد ذاته. ويقال، وهو خطأ شائع، إن أمراض اللثة ترجمة لمجال الاختصاص الذي يدرس هذه الأمراض، والأصح أن يقال أمراض الأنسجة الداعمة، أو الأنسجة المحيطة بالسن وهي تضم: اللثَة gencive والعظم السنخي os alveolaire والرباط السنخي السني ligament alvéolo-dentaire والِملاط cément. وقد تصيب الأمراض هذه المجموعة من الأنسجة كلها وتسمى عندئذٍ: أمراض الأنسجة الداعمة، أو تصيب اللثة فقط وتسمى عندئذٍ: أمراض اللثة.
أما الالتهاب اللثوي بصوره المختلفة فهو عرض مرضي أو نهج مرضي وليس مرضاً بحد ذاته.
النواحي التشريحية في التهابات اللّثة
لابد لفهم الآلية المرضية من الحديث عن المنطقة التي يقع فيها الالتهاب وفيها أربعة أنسجة تتظاهر فيها أمراض الأنسجة الداعمة، مجتمعة أو في واحد منها، وهذه الأنسجة هي: اللثة، والعظم السنخي أو الداعم أو المحيط بالسن، والملاط، والرباط السنخي السني أو الغشاء السنخي السني أو الغشاء حول السن أو الرباط المعلِّق كما يسمى في اللغة الإنكليزية.
1ـ اللثة: هي النسيج الرخو الذي يحيط بالسن ويغلف العظم السنخي ويبدو سريرياً بلون وردي فاتح، ولتغير هذا اللون إلى أي درجة من درجات اللون الأحمر دلالة مرضية. وتقسم اللثة إلى ثلاثة أجزاء رئيسة (الشكل 1):
أ ـ اللثة الحرة أو الحفافية أو الهامشية: وهي الجزء الذي يحيط بعنق السن دهليزياً ولسانياً أو حنكياً محدداً بهذه المجاورة فراغاً بينه وبين السن يُدعى التلَم اللثوي السني sillon gingivo dentaire ويعدّ تحول هذا التلَم إلى عمق يتجاوز 3مم دلالة مرضية صريحة ويدعى التلم عندئذ الجيب اللثوي poche gingivale.
ب ـ اللثة الحليمية أو بين الأسنان أو اللسينات اللثوية: وهي الجزء من اللثة الذي يتوضع في الفرجات بين الأسنان من الجهة الدهليزية واللسانية أو الحنكية، ويأخذ شكلاً هرمياً ومثلثياً، وتتصل الحليمة اللثوية الدهليزية مع مثيلتها الحنكية أو اللسانية بجزء آخر صغير يدعى عنق اللثة ويتوضع في أسفل نقطة التماس بين الأسنان.
ج ـ اللثة الثابتة أو الملتصقة: ويؤلف هذا الجزء استمراراً تشريحياً للجزأين السابقين فهو يغطي العظم السنخي، ويتصل به بألياف غرائية كثيفة ومتينة لتقاوم فعل المضغ، ويتصل دهليزياً بالغشاء المخاطي الدهليزي ولسانياً بمخاطية الفم اللسانية وحنكياً بأنسجة قبة الحنك.
وهناك جزء نسيجي من اللثة يُدعى الارتباط الظهاري attache epitheliale يؤلف قاع التلم اللثوي، ويتحد مع سطح السن فيكوّن سداً محكماً وفاصلاً بين التلم الدهليزي والفم من جهة والأنسجة العميقة من جهة أخرى، ويتخرّب هذا الارتباط في سياق المرض اللثوي فيزداد عمق التلم ويتحول إلى جيب مرضي.
2ـ العظم السنخي: يقصد بهذا الجزء ما يسمى تشريحياً الناتئ السنخي procis alvéolaire من الفك السفلي الذي يتألف من صفيحة خارجية وأخرى داخلية، وهذه الأخيرة تؤلف الأسناخ alvéoles أو الحفر التي تتوضع فيها جذور الأسنان، ومن هنا يُتوقّع وجود حجب أو ارتفاعات عظمية بين الأسنان والجذور. وتدعى الصفيحة الداخلية اصطلاحاً بالصفيحة القاسية lamina-dura، وتتبدل أوصافها مرضياً عندما يصاب العظم بنقص التكلس أو الارتشاف الشاقولي أو الأفقي بحسب العامل المرضي المسبب. ويخضع هذا الجزء من العظم لجميع العوامل العامة التي تسيطر على العظام، من عوامل هرمونية ومرضية جرثومية أو مناعية أو استحالية، إضافة إلى تعرضه للعوامل الفموية الموضعية من ميكانيكية وجرثومية ومناعية.
3ـ الرباط السنخي السني: هو النسيج الضّام الكثيف الذي يشغل الفراغ المحيط بجذر السن ويربط بين ملاط السن من جهة والعظم من جهة أخرى ويتألف أساساً من ألياف ضامة غرائية تتوزع وفق مجموعات مختلفة تتناسب واتجاه القوة المطبقة على تاج السن، ويبدو أنّ السن ليست ملتصقة بالعظم بل هي معلقة به بوساطة هذه الألياف مما يزيد من مرونتها وتحملها للقوى الميكانيكية، وتعدّ ظاهرة الالتصاق بين السن والعظم ظاهرة مرضية.
يتمتّع هذا النسيج بكل مقومات النسيج الضام، فهو ذو أوعية دموية وعناصر عصبية وله مادة أساسية وعناصر خلوية مختلفة وله فعلٌ داعمٌ ومبدد للقوى ومغذٍ ومرمم.
4ـ الملاط: هو النسيج القاسي المتمعدن الذي يغطي جذر السن، ويصنف ضمن الأنسجة الداعمة لمشاركته في ضم ألياف الرباط السنخي السني، وهو طبقة رقيقة تزداد ثخانة بدءاً من عنق السن وباتجاه نهاية جذرها، ويحدث أن يفقد هذا الملاط معادنه أو يتلين أو يتقشر أو يرتشف في سياق الأمراض المختلفة التي تصادف في إصابات الأنسجة الداعمة.
التشريح النسيجي
ويقتصر البحث فيه على دراسة نسيج اللثة لأن دراسته تنعكس على الناحية السريرية وطرائق العلاج. ويمكن القول فيما يتصل بتشريح اللثة النسيجي إنّ اللثة نسيج ضام مغطى بالبشرة الرصفية المطبقة التي تتقرن في مستوى اللثة الملتصقة، وتصبح غير متقرنة أو نظيرة المتقرّنة في مستوى مركز بشرة الحليمات اللثوية، وغير متقرنة نهائياً في مستوى اللثة الحرة وعنق اللثة والارتباط الظهاري. ويختلف عدد طبقات خلايا البشرة من منطقة إلى أخرى. فهو عدد نموذجي في اللثة الملتصقة أي إن هذه البشرة تتمتع بطبقة قاعدية مولِّدة وطبقة خلايا شائكة ثم طبقة خلايا حبيبية وأخيراً طبقة خلايا متقرنة، في حين أن طبقة التقرن تغيب في اللثتين الحرة والحليمية وأن طبقة التقرن والطبقة الحبيبية تغيبان في عنق اللثة والارتباط الظهاري. وتتصل خلايا البشرة فيما بينها بما يسمى الجسيمات الرابطة desmosomes التي توجد بكثرة في اللثة الملتصقة وتكون قليلة جداً في بشرة الارتباط، الأمر الذي يعني زيادة المسافات بين الخلايا ويعني نقطة ضعف مهمة جداً.
تُفصل البشرة عن النسيج الضام بما يسمى الغشاء القاعدي الذي يتألف من الجسيمات الرابطة النصفية والطبقة الشافَّة lamina lucida والطبقة الكثيفة lamina densa وبعض الألياف الغرائية المقوية الآتية من النسيج الضام والتي تنغرز في الصفيحة الكثيفة لتزيد في التثبيت. أما النسيج الضام المبطِّن للثة فهو نسيج ضام تقليدي ذو أوعية دموية وعناصر عصبية وغني جداً بالعناصر الدفاعية الخلوية والبروتينية المناعية التي يمكن أن تهاجر منه ومن خلال البشرة والتلم مؤلفة ما يسمى السائل اللثوي.
Gingivitis - Gingivite
التهابات اللثة
يعد تعبير التهاب اللثَة gingivite دلالة سريرية على أمراض لِثَويّة كثيرة. ويعد الالتهاب من وجهة النظر هذه عَرَضاً وليس مرضاً بحد ذاته. ويقال، وهو خطأ شائع، إن أمراض اللثة ترجمة لمجال الاختصاص الذي يدرس هذه الأمراض، والأصح أن يقال أمراض الأنسجة الداعمة، أو الأنسجة المحيطة بالسن وهي تضم: اللثَة gencive والعظم السنخي os alveolaire والرباط السنخي السني ligament alvéolo-dentaire والِملاط cément. وقد تصيب الأمراض هذه المجموعة من الأنسجة كلها وتسمى عندئذٍ: أمراض الأنسجة الداعمة، أو تصيب اللثة فقط وتسمى عندئذٍ: أمراض اللثة.
أما الالتهاب اللثوي بصوره المختلفة فهو عرض مرضي أو نهج مرضي وليس مرضاً بحد ذاته.
النواحي التشريحية في التهابات اللّثة
لابد لفهم الآلية المرضية من الحديث عن المنطقة التي يقع فيها الالتهاب وفيها أربعة أنسجة تتظاهر فيها أمراض الأنسجة الداعمة، مجتمعة أو في واحد منها، وهذه الأنسجة هي: اللثة، والعظم السنخي أو الداعم أو المحيط بالسن، والملاط، والرباط السنخي السني أو الغشاء السنخي السني أو الغشاء حول السن أو الرباط المعلِّق كما يسمى في اللغة الإنكليزية.
أ ـ اللثة الحرة أو الحفافية أو الهامشية: وهي الجزء الذي يحيط بعنق السن دهليزياً ولسانياً أو حنكياً محدداً بهذه المجاورة فراغاً بينه وبين السن يُدعى التلَم اللثوي السني sillon gingivo dentaire ويعدّ تحول هذا التلَم إلى عمق يتجاوز 3مم دلالة مرضية صريحة ويدعى التلم عندئذ الجيب اللثوي poche gingivale.
ب ـ اللثة الحليمية أو بين الأسنان أو اللسينات اللثوية: وهي الجزء من اللثة الذي يتوضع في الفرجات بين الأسنان من الجهة الدهليزية واللسانية أو الحنكية، ويأخذ شكلاً هرمياً ومثلثياً، وتتصل الحليمة اللثوية الدهليزية مع مثيلتها الحنكية أو اللسانية بجزء آخر صغير يدعى عنق اللثة ويتوضع في أسفل نقطة التماس بين الأسنان.
ج ـ اللثة الثابتة أو الملتصقة: ويؤلف هذا الجزء استمراراً تشريحياً للجزأين السابقين فهو يغطي العظم السنخي، ويتصل به بألياف غرائية كثيفة ومتينة لتقاوم فعل المضغ، ويتصل دهليزياً بالغشاء المخاطي الدهليزي ولسانياً بمخاطية الفم اللسانية وحنكياً بأنسجة قبة الحنك.
وهناك جزء نسيجي من اللثة يُدعى الارتباط الظهاري attache epitheliale يؤلف قاع التلم اللثوي، ويتحد مع سطح السن فيكوّن سداً محكماً وفاصلاً بين التلم الدهليزي والفم من جهة والأنسجة العميقة من جهة أخرى، ويتخرّب هذا الارتباط في سياق المرض اللثوي فيزداد عمق التلم ويتحول إلى جيب مرضي.
2ـ العظم السنخي: يقصد بهذا الجزء ما يسمى تشريحياً الناتئ السنخي procis alvéolaire من الفك السفلي الذي يتألف من صفيحة خارجية وأخرى داخلية، وهذه الأخيرة تؤلف الأسناخ alvéoles أو الحفر التي تتوضع فيها جذور الأسنان، ومن هنا يُتوقّع وجود حجب أو ارتفاعات عظمية بين الأسنان والجذور. وتدعى الصفيحة الداخلية اصطلاحاً بالصفيحة القاسية lamina-dura، وتتبدل أوصافها مرضياً عندما يصاب العظم بنقص التكلس أو الارتشاف الشاقولي أو الأفقي بحسب العامل المرضي المسبب. ويخضع هذا الجزء من العظم لجميع العوامل العامة التي تسيطر على العظام، من عوامل هرمونية ومرضية جرثومية أو مناعية أو استحالية، إضافة إلى تعرضه للعوامل الفموية الموضعية من ميكانيكية وجرثومية ومناعية.
3ـ الرباط السنخي السني: هو النسيج الضّام الكثيف الذي يشغل الفراغ المحيط بجذر السن ويربط بين ملاط السن من جهة والعظم من جهة أخرى ويتألف أساساً من ألياف ضامة غرائية تتوزع وفق مجموعات مختلفة تتناسب واتجاه القوة المطبقة على تاج السن، ويبدو أنّ السن ليست ملتصقة بالعظم بل هي معلقة به بوساطة هذه الألياف مما يزيد من مرونتها وتحملها للقوى الميكانيكية، وتعدّ ظاهرة الالتصاق بين السن والعظم ظاهرة مرضية.
يتمتّع هذا النسيج بكل مقومات النسيج الضام، فهو ذو أوعية دموية وعناصر عصبية وله مادة أساسية وعناصر خلوية مختلفة وله فعلٌ داعمٌ ومبدد للقوى ومغذٍ ومرمم.
4ـ الملاط: هو النسيج القاسي المتمعدن الذي يغطي جذر السن، ويصنف ضمن الأنسجة الداعمة لمشاركته في ضم ألياف الرباط السنخي السني، وهو طبقة رقيقة تزداد ثخانة بدءاً من عنق السن وباتجاه نهاية جذرها، ويحدث أن يفقد هذا الملاط معادنه أو يتلين أو يتقشر أو يرتشف في سياق الأمراض المختلفة التي تصادف في إصابات الأنسجة الداعمة.
التشريح النسيجي
ويقتصر البحث فيه على دراسة نسيج اللثة لأن دراسته تنعكس على الناحية السريرية وطرائق العلاج. ويمكن القول فيما يتصل بتشريح اللثة النسيجي إنّ اللثة نسيج ضام مغطى بالبشرة الرصفية المطبقة التي تتقرن في مستوى اللثة الملتصقة، وتصبح غير متقرنة أو نظيرة المتقرّنة في مستوى مركز بشرة الحليمات اللثوية، وغير متقرنة نهائياً في مستوى اللثة الحرة وعنق اللثة والارتباط الظهاري. ويختلف عدد طبقات خلايا البشرة من منطقة إلى أخرى. فهو عدد نموذجي في اللثة الملتصقة أي إن هذه البشرة تتمتع بطبقة قاعدية مولِّدة وطبقة خلايا شائكة ثم طبقة خلايا حبيبية وأخيراً طبقة خلايا متقرنة، في حين أن طبقة التقرن تغيب في اللثتين الحرة والحليمية وأن طبقة التقرن والطبقة الحبيبية تغيبان في عنق اللثة والارتباط الظهاري. وتتصل خلايا البشرة فيما بينها بما يسمى الجسيمات الرابطة desmosomes التي توجد بكثرة في اللثة الملتصقة وتكون قليلة جداً في بشرة الارتباط، الأمر الذي يعني زيادة المسافات بين الخلايا ويعني نقطة ضعف مهمة جداً.
تُفصل البشرة عن النسيج الضام بما يسمى الغشاء القاعدي الذي يتألف من الجسيمات الرابطة النصفية والطبقة الشافَّة lamina lucida والطبقة الكثيفة lamina densa وبعض الألياف الغرائية المقوية الآتية من النسيج الضام والتي تنغرز في الصفيحة الكثيفة لتزيد في التثبيت. أما النسيج الضام المبطِّن للثة فهو نسيج ضام تقليدي ذو أوعية دموية وعناصر عصبية وغني جداً بالعناصر الدفاعية الخلوية والبروتينية المناعية التي يمكن أن تهاجر منه ومن خلال البشرة والتلم مؤلفة ما يسمى السائل اللثوي.
تعليق