امريكي قديم (فن)
Ancient American art - Art américain ancien
الأمريكي القديم (الفن ـ)
الفن الأمريكي القديم Ancient Art of America هو الفن الذي أنتجته شعوب القارة الأمريكية قبل وصول كريستوف كولومبوس إليها. وقد عرفت أمريكة الوسطى والمكسيك حضارات راقية على يد شعوب المايا Maya والأزتيك Aztec، كما قامت في البيرو (أمريكة الجنوبية) حضارة مماثلة على يد شعب الإنكا Inca وبلغت هاتان الحضارتان أوجهما في القرنين السابقين لوصول كولومبوس إلى أمريكة سنة 1492 واستكشافها. ثم جاء الغزاة الإسبان عام 1519 وقضوا على جميع مظاهر الحضارة القديمة.
استطاع علماء الآثار الكشف عن نماذج واضحة لحقبة خصبة من تاريخ المناطق المذكورة وحضارتها، وبقيت مناطق واسعة منها تنتظر التنقيب الأثري مثل غابات الشياباس Chiapas ووديان الأنديز العليا.
وكانت العلاقات بين شعوب هذه المناطق ومنطقة أمريكة الشمالية محدودة مما سبب تنوع الملامح الحضارية فيها مع وجود تشابه في كثير من الأمور، كإيمان تلك الشعوب بالعقائد الأسطورية للمجتمعات الزراعية، والتقويم الموحد لها وممارستها الكتابة الهيروغليفية وانتشار عمارة الأهرام في الأنحاء التي سكنتها.
وقد حاول المؤرخ الفرنسي روبير هاركور R.Harcourt أن يؤكد الأواصر بين جميع مظاهر الحضارة في الأمريكتين قبل كولومبوس، ومع ذلك فإن «العقيدة الشمسية» والأساطير تختلف في القارة الأولى عنها في الثانية، وإن اللغات مختلفة فيما عدا لغة الشياباس التي يشترك فيها سكان الحدود من الطرفين.
حضارات أمريكة الشمالية والوسطى قبل كولومبوس وفنونها وتطور ثقافتها: حظيت أمريكة قبل كولومبوس برؤية كونية ألَّف فيها الناس والآلهة والطبيعة كلاً لا يتجزأ في الوقت الذي كانت فيه أوربة تتأقلم مع التقانة و«العلمنة»، وكان الإنسان الأوربي تتملكه إرادة السيطرة على الكون بعد أن حسب ذاته مركزاً لهذا الكون.
وقد كان فن الشعوب يدور حول مجموعة من الأساطير والطقوس والأفكار تجمع كلها على أن الكون مبني على الإنسان ودأبه على العيش المشترك، لذا فمفهوم الفن ودوره عند تلك الأقوام كان مغايراً لمفهوم الفن الأوربي المتعلق بالإرث الإغريقي.
1ـ حضارات أمريكة الوسطى وفنونها: إن أمراً مهماً ما يزال قليل الوضوح، وهو أصل الشعوب التي تبنت الحضارة قبل كولومبوس في أمريكة. إذ يعتقد أكثر علماء الآثار أن تلك الحضارة محلية نشأت في أمريكة ذاتها، ويرى بعضهم أن قسماً منها جاء من آسيا عن طريق أمريكة الشمالية.
إن سلسلتي جبال سيرا مادري الشرقية والغربية في المكسيك هما امتداد سلسلتي الجبال الصخرية في أمريكة الشمالية (جبال روكي)، ولقد انفتح السهل المركزي لبلاد المكسيك أمام هجرات مستمرة لقبائل السهوب الشمالية، وتوزعت المستوطنات على مدى التاريخ في مناطق أربع هي: وادي المكسيك وواكساكة ومنطقة الخليج ومنطقة المايا التي تجاوزت حدود المكسيك. ونشأت في هذه المناطق حضارات مختلفة منذ عام 1500 ق.م إلى 1500 ميلادي.
ولا بد من ذكر الحضارة التي ظهرت قبل ذلك في منطقة السهل المركزي والتي تسمى الحضارة الوسطى، فمنذ عام 2000 قبل الميلاد تقريباً ظهرت حضارت زراعية في كوبيلكو زاكاتنكو Copilco Zacatenco استمرت سبعمئة عام، ثم ظهرت حضارة أخرى هي كويكويلكو تيكومان Cuicuilco Ticoman عاشت ثلاثمئة عام. وقد عثر من المرحلة الأولى على أوان فخارية، وعثر من المرحلة الثانية في لافينتا La Venta على تماثيل خزفية تمثل نسوة ذوات كشوح عريضة وأطراف دقيقة ومزخرفة، وهي تشبة تماثيل تعود إلى حضارة الأولميك Olmec التي ازدهرت في منطقة خليج المكسيك.
ـ حضارة الأولميك: إن أقدم حضارة واضحة المعالم ظهرت في أمريكة كانت حضارة الأولميك التي امتدت على الشواطئ الجنوبية لخليج المكسيك منذ عام 1200 حتى 600ق.م، وظهرت إبانها مدن ما زالت قائمة إلى اليوم مثل لافينتا. ثم استمرت تلك الحضارة واضحة في واكساكة Oaxaka حتى عام 100ق.م.
إن قبائل الأولميك هي الأولى التي مارست طقوساً مأتمية، وينسب إليها وضع أول تقويم وتبنّي النظام العشري في القارة الأمريكية، وهي أول من أوجد نوعاً من الكتابة. وكان المجتمع في مدينة لافينتا منظّماً، إذ انصرف العمّال المهرة فيها إلى إبداع منحوتات ضخمة ترتفع أكثر من مترين ويصل قطر الواحدة منها إلى ستة أمتار ومن أشهرها رأس فينتا الذي يزن عشرين طناً، وتمثال المقاتل. يضاف إلى ذلك أقنعة وتماثيل صغيرة من حجر اليَشْم jade على شكل دمية أو ربة ذات بطن واسع وفم مستدير.
ـ حضارة الزابوتيك Zapotec والميكستيك Mixtec: ظهرت قبائل الزابوتيك ثم المكستيك في منطقة واكساكة التي تقع في أقصى جنوبي المكسيك. ولقد عثر عام 1932م على آثار مهمة وقبور في منطقة مونت ألبان تنتسب إلى قبائل الزابوتيك والميكستيك، وتعود هذه الآثار إلى حقبة قديمة تمتد من نحو 900ق.م إلى عام 1000 ميلادي وبلغت قمتها في عهد قبائل الزابوتيك (300م - 700م) الذين اشتهروا بالمهارة اليدوية وتركوا آثاراً نحتية مهمة تعود إلى نهاية القرن السادس حين ظهر فن متميز يحدد ملامح شخصية حضارة الزابوتيك متمثلاً بتلك المنشأة الضخمة التي عثر عليها في مونت ألبان، ومن بقاياها أنصاب عليها صور شخصيات وكتابات ورؤوس بارزة كانت تزين الجدران، كما عثر على حلي من قلادات وعقود من اليشم والأحجار الكريمة الأخرى وعلى مئات الجرار لحفظ الموتى مزخرفة برسوم أشخاص وآلهة.
أما الميكستيك (700م - 1000م) فهي قبائل أقامت في منطقة الزابوتيك نفسها وعرفت بصناعة الحلي من الذهب والفضة المرصعة بالأحجار الكريمة، وقد تأثرت بأساليب صناعة الحلي المستوردة من كولومبية والبيرو وقلدتها بمهارة وقد عثر على شواهدها في مونت ألبان.
ومن آثار الميكستيك أيضاً منشآت مزينة بعناصر زخرفية بارزة وهندسية ما تزال باقية إلى اليوم، كما اشتهر الميكستيك أيضاً بمقدرتهم البارعة على التصوير الملوّن.
ـ حضارة التوتوناك Totonac والهواكستيك Huaxtec: عثر في شمالي فيراكروز وفي مواقع سمبوالان وبابانتيلا على آثار حضارة أخرى تسمى حضارة التوتوناك التي استمرت من عام 400م إلى 1000م تقريباً في شمالي منطقة خليج المكسيك.
وفي شمالي منطقة التوتوناك كانت حضارة الهواكستيك ومركزها في ريو بانوكو Rio Panuco، وهم من سلالة المايا، ومازالت لهجتهم الحالية تؤكد ذلك، مع أن فنهم لا ينتمي إلى فن المايا الكلاسيكي.
ومن آثار التوتوناك هرم التاجن Tajin الذي يتميّز بمنحنياته الغائرة التي يبلغ عددها 365 بعدد أيام السنة على سطوحه الأربعة. وكذلك تماثيل من الحجر القاسي منها تمثال رأس ذي قبعة عالية على شكل قلنسوة وتمثال خزفي لوجه ضاحك بملامح صينية.
أما الهواكستيك فمن آثارهم تماثيل عثر عليها في تاموان، وهي غالباً مسطحة ولكنها حافلة بالزخرفة الدقيقة.
ويختلف خزف الهواكستيك عن أي نوع آخر ظهر في المكسيك القديمة، ومن أمثلته مزهريات ذات مساكب وعرى مزينة باللون الأسود على خلفية بيضاء.
ـ حضارة التولتيك Toltec: من القبائل التي استقرت في الخليج المكسيكي أيضاً قبيلة التولتيك، وكانت أوكسمال Uxmal من أهم مراكز التولتيك، ثم احتلوا بعد القرن العاشر تيوتيهواكان Teotihuacan وكانت تولا Tula وهي العاصمة من أهم مراكزهم التي تركوا فيها منشآت مهمة وكذلك في يوكان وشيشن إيتزا Shishen Itza، وهي مبان حجرية ذات أفاريز مزينة بمنحوتات على هيئات فهود أو رجال وثعابين وعصافير وثمة عضادات على وجوهها الأربعة نحت بارز لمحاربين. وفي تولا تمثال شهير يسمى شاك مول يمثل الإنسان الإله يرتدي ملابس ملكية وهو مضطجع وعلى بطنه وعاء التقدمة وقد ظهر مثل هذا التمثال عند المايا أيضاً.
امريكي قديم (فن)
Ancient American art - Art américain ancien
الأمريكي القديم (الفن ـ)
الفن الأمريكي القديم Ancient Art of America هو الفن الذي أنتجته شعوب القارة الأمريكية قبل وصول كريستوف كولومبوس إليها. وقد عرفت أمريكة الوسطى والمكسيك حضارات راقية على يد شعوب المايا Maya والأزتيك Aztec، كما قامت في البيرو (أمريكة الجنوبية) حضارة مماثلة على يد شعب الإنكا Inca وبلغت هاتان الحضارتان أوجهما في القرنين السابقين لوصول كولومبوس إلى أمريكة سنة 1492 واستكشافها. ثم جاء الغزاة الإسبان عام 1519 وقضوا على جميع مظاهر الحضارة القديمة.
استطاع علماء الآثار الكشف عن نماذج واضحة لحقبة خصبة من تاريخ المناطق المذكورة وحضارتها، وبقيت مناطق واسعة منها تنتظر التنقيب الأثري مثل غابات الشياباس Chiapas ووديان الأنديز العليا.
وكانت العلاقات بين شعوب هذه المناطق ومنطقة أمريكة الشمالية محدودة مما سبب تنوع الملامح الحضارية فيها مع وجود تشابه في كثير من الأمور، كإيمان تلك الشعوب بالعقائد الأسطورية للمجتمعات الزراعية، والتقويم الموحد لها وممارستها الكتابة الهيروغليفية وانتشار عمارة الأهرام في الأنحاء التي سكنتها.
وقد حاول المؤرخ الفرنسي روبير هاركور R.Harcourt أن يؤكد الأواصر بين جميع مظاهر الحضارة في الأمريكتين قبل كولومبوس، ومع ذلك فإن «العقيدة الشمسية» والأساطير تختلف في القارة الأولى عنها في الثانية، وإن اللغات مختلفة فيما عدا لغة الشياباس التي يشترك فيها سكان الحدود من الطرفين.
حضارات أمريكة الشمالية والوسطى قبل كولومبوس وفنونها وتطور ثقافتها: حظيت أمريكة قبل كولومبوس برؤية كونية ألَّف فيها الناس والآلهة والطبيعة كلاً لا يتجزأ في الوقت الذي كانت فيه أوربة تتأقلم مع التقانة و«العلمنة»، وكان الإنسان الأوربي تتملكه إرادة السيطرة على الكون بعد أن حسب ذاته مركزاً لهذا الكون.
وقد كان فن الشعوب يدور حول مجموعة من الأساطير والطقوس والأفكار تجمع كلها على أن الكون مبني على الإنسان ودأبه على العيش المشترك، لذا فمفهوم الفن ودوره عند تلك الأقوام كان مغايراً لمفهوم الفن الأوربي المتعلق بالإرث الإغريقي.
1ـ حضارات أمريكة الوسطى وفنونها: إن أمراً مهماً ما يزال قليل الوضوح، وهو أصل الشعوب التي تبنت الحضارة قبل كولومبوس في أمريكة. إذ يعتقد أكثر علماء الآثار أن تلك الحضارة محلية نشأت في أمريكة ذاتها، ويرى بعضهم أن قسماً منها جاء من آسيا عن طريق أمريكة الشمالية.
إن سلسلتي جبال سيرا مادري الشرقية والغربية في المكسيك هما امتداد سلسلتي الجبال الصخرية في أمريكة الشمالية (جبال روكي)، ولقد انفتح السهل المركزي لبلاد المكسيك أمام هجرات مستمرة لقبائل السهوب الشمالية، وتوزعت المستوطنات على مدى التاريخ في مناطق أربع هي: وادي المكسيك وواكساكة ومنطقة الخليج ومنطقة المايا التي تجاوزت حدود المكسيك. ونشأت في هذه المناطق حضارات مختلفة منذ عام 1500 ق.م إلى 1500 ميلادي.
ولا بد من ذكر الحضارة التي ظهرت قبل ذلك في منطقة السهل المركزي والتي تسمى الحضارة الوسطى، فمنذ عام 2000 قبل الميلاد تقريباً ظهرت حضارت زراعية في كوبيلكو زاكاتنكو Copilco Zacatenco استمرت سبعمئة عام، ثم ظهرت حضارة أخرى هي كويكويلكو تيكومان Cuicuilco Ticoman عاشت ثلاثمئة عام. وقد عثر من المرحلة الأولى على أوان فخارية، وعثر من المرحلة الثانية في لافينتا La Venta على تماثيل خزفية تمثل نسوة ذوات كشوح عريضة وأطراف دقيقة ومزخرفة، وهي تشبة تماثيل تعود إلى حضارة الأولميك Olmec التي ازدهرت في منطقة خليج المكسيك.
ـ حضارة الأولميك: إن أقدم حضارة واضحة المعالم ظهرت في أمريكة كانت حضارة الأولميك التي امتدت على الشواطئ الجنوبية لخليج المكسيك منذ عام 1200 حتى 600ق.م، وظهرت إبانها مدن ما زالت قائمة إلى اليوم مثل لافينتا. ثم استمرت تلك الحضارة واضحة في واكساكة Oaxaka حتى عام 100ق.م.
إن قبائل الأولميك هي الأولى التي مارست طقوساً مأتمية، وينسب إليها وضع أول تقويم وتبنّي النظام العشري في القارة الأمريكية، وهي أول من أوجد نوعاً من الكتابة. وكان المجتمع في مدينة لافينتا منظّماً، إذ انصرف العمّال المهرة فيها إلى إبداع منحوتات ضخمة ترتفع أكثر من مترين ويصل قطر الواحدة منها إلى ستة أمتار ومن أشهرها رأس فينتا الذي يزن عشرين طناً، وتمثال المقاتل. يضاف إلى ذلك أقنعة وتماثيل صغيرة من حجر اليَشْم jade على شكل دمية أو ربة ذات بطن واسع وفم مستدير.
ـ حضارة الزابوتيك Zapotec والميكستيك Mixtec: ظهرت قبائل الزابوتيك ثم المكستيك في منطقة واكساكة التي تقع في أقصى جنوبي المكسيك. ولقد عثر عام 1932م على آثار مهمة وقبور في منطقة مونت ألبان تنتسب إلى قبائل الزابوتيك والميكستيك، وتعود هذه الآثار إلى حقبة قديمة تمتد من نحو 900ق.م إلى عام 1000 ميلادي وبلغت قمتها في عهد قبائل الزابوتيك (300م - 700م) الذين اشتهروا بالمهارة اليدوية وتركوا آثاراً نحتية مهمة تعود إلى نهاية القرن السادس حين ظهر فن متميز يحدد ملامح شخصية حضارة الزابوتيك متمثلاً بتلك المنشأة الضخمة التي عثر عليها في مونت ألبان، ومن بقاياها أنصاب عليها صور شخصيات وكتابات ورؤوس بارزة كانت تزين الجدران، كما عثر على حلي من قلادات وعقود من اليشم والأحجار الكريمة الأخرى وعلى مئات الجرار لحفظ الموتى مزخرفة برسوم أشخاص وآلهة.
أما الميكستيك (700م - 1000م) فهي قبائل أقامت في منطقة الزابوتيك نفسها وعرفت بصناعة الحلي من الذهب والفضة المرصعة بالأحجار الكريمة، وقد تأثرت بأساليب صناعة الحلي المستوردة من كولومبية والبيرو وقلدتها بمهارة وقد عثر على شواهدها في مونت ألبان.
ومن آثار الميكستيك أيضاً منشآت مزينة بعناصر زخرفية بارزة وهندسية ما تزال باقية إلى اليوم، كما اشتهر الميكستيك أيضاً بمقدرتهم البارعة على التصوير الملوّن.
ـ حضارة التوتوناك Totonac والهواكستيك Huaxtec: عثر في شمالي فيراكروز وفي مواقع سمبوالان وبابانتيلا على آثار حضارة أخرى تسمى حضارة التوتوناك التي استمرت من عام 400م إلى 1000م تقريباً في شمالي منطقة خليج المكسيك.
وفي شمالي منطقة التوتوناك كانت حضارة الهواكستيك ومركزها في ريو بانوكو Rio Panuco، وهم من سلالة المايا، ومازالت لهجتهم الحالية تؤكد ذلك، مع أن فنهم لا ينتمي إلى فن المايا الكلاسيكي.
ومن آثار التوتوناك هرم التاجن Tajin الذي يتميّز بمنحنياته الغائرة التي يبلغ عددها 365 بعدد أيام السنة على سطوحه الأربعة. وكذلك تماثيل من الحجر القاسي منها تمثال رأس ذي قبعة عالية على شكل قلنسوة وتمثال خزفي لوجه ضاحك بملامح صينية.
أما الهواكستيك فمن آثارهم تماثيل عثر عليها في تاموان، وهي غالباً مسطحة ولكنها حافلة بالزخرفة الدقيقة.
ويختلف خزف الهواكستيك عن أي نوع آخر ظهر في المكسيك القديمة، ومن أمثلته مزهريات ذات مساكب وعرى مزينة باللون الأسود على خلفية بيضاء.
ـ حضارة التولتيك Toltec: من القبائل التي استقرت في الخليج المكسيكي أيضاً قبيلة التولتيك، وكانت أوكسمال Uxmal من أهم مراكز التولتيك، ثم احتلوا بعد القرن العاشر تيوتيهواكان Teotihuacan وكانت تولا Tula وهي العاصمة من أهم مراكزهم التي تركوا فيها منشآت مهمة وكذلك في يوكان وشيشن إيتزا Shishen Itza، وهي مبان حجرية ذات أفاريز مزينة بمنحوتات على هيئات فهود أو رجال وثعابين وعصافير وثمة عضادات على وجوهها الأربعة نحت بارز لمحاربين. وفي تولا تمثال شهير يسمى شاك مول يمثل الإنسان الإله يرتدي ملابس ملكية وهو مضطجع وعلى بطنه وعاء التقدمة وقد ظهر مثل هذا التمثال عند المايا أيضاً.
Ancient American art - Art américain ancien
الأمريكي القديم (الفن ـ)
الفن الأمريكي القديم Ancient Art of America هو الفن الذي أنتجته شعوب القارة الأمريكية قبل وصول كريستوف كولومبوس إليها. وقد عرفت أمريكة الوسطى والمكسيك حضارات راقية على يد شعوب المايا Maya والأزتيك Aztec، كما قامت في البيرو (أمريكة الجنوبية) حضارة مماثلة على يد شعب الإنكا Inca وبلغت هاتان الحضارتان أوجهما في القرنين السابقين لوصول كولومبوس إلى أمريكة سنة 1492 واستكشافها. ثم جاء الغزاة الإسبان عام 1519 وقضوا على جميع مظاهر الحضارة القديمة.
استطاع علماء الآثار الكشف عن نماذج واضحة لحقبة خصبة من تاريخ المناطق المذكورة وحضارتها، وبقيت مناطق واسعة منها تنتظر التنقيب الأثري مثل غابات الشياباس Chiapas ووديان الأنديز العليا.
وكانت العلاقات بين شعوب هذه المناطق ومنطقة أمريكة الشمالية محدودة مما سبب تنوع الملامح الحضارية فيها مع وجود تشابه في كثير من الأمور، كإيمان تلك الشعوب بالعقائد الأسطورية للمجتمعات الزراعية، والتقويم الموحد لها وممارستها الكتابة الهيروغليفية وانتشار عمارة الأهرام في الأنحاء التي سكنتها.
وقد حاول المؤرخ الفرنسي روبير هاركور R.Harcourt أن يؤكد الأواصر بين جميع مظاهر الحضارة في الأمريكتين قبل كولومبوس، ومع ذلك فإن «العقيدة الشمسية» والأساطير تختلف في القارة الأولى عنها في الثانية، وإن اللغات مختلفة فيما عدا لغة الشياباس التي يشترك فيها سكان الحدود من الطرفين.
حضارات أمريكة الشمالية والوسطى قبل كولومبوس وفنونها وتطور ثقافتها: حظيت أمريكة قبل كولومبوس برؤية كونية ألَّف فيها الناس والآلهة والطبيعة كلاً لا يتجزأ في الوقت الذي كانت فيه أوربة تتأقلم مع التقانة و«العلمنة»، وكان الإنسان الأوربي تتملكه إرادة السيطرة على الكون بعد أن حسب ذاته مركزاً لهذا الكون.
وقد كان فن الشعوب يدور حول مجموعة من الأساطير والطقوس والأفكار تجمع كلها على أن الكون مبني على الإنسان ودأبه على العيش المشترك، لذا فمفهوم الفن ودوره عند تلك الأقوام كان مغايراً لمفهوم الفن الأوربي المتعلق بالإرث الإغريقي.
1ـ حضارات أمريكة الوسطى وفنونها: إن أمراً مهماً ما يزال قليل الوضوح، وهو أصل الشعوب التي تبنت الحضارة قبل كولومبوس في أمريكة. إذ يعتقد أكثر علماء الآثار أن تلك الحضارة محلية نشأت في أمريكة ذاتها، ويرى بعضهم أن قسماً منها جاء من آسيا عن طريق أمريكة الشمالية.
إن سلسلتي جبال سيرا مادري الشرقية والغربية في المكسيك هما امتداد سلسلتي الجبال الصخرية في أمريكة الشمالية (جبال روكي)، ولقد انفتح السهل المركزي لبلاد المكسيك أمام هجرات مستمرة لقبائل السهوب الشمالية، وتوزعت المستوطنات على مدى التاريخ في مناطق أربع هي: وادي المكسيك وواكساكة ومنطقة الخليج ومنطقة المايا التي تجاوزت حدود المكسيك. ونشأت في هذه المناطق حضارات مختلفة منذ عام 1500 ق.م إلى 1500 ميلادي.
ـ حضارة الأولميك: إن أقدم حضارة واضحة المعالم ظهرت في أمريكة كانت حضارة الأولميك التي امتدت على الشواطئ الجنوبية لخليج المكسيك منذ عام 1200 حتى 600ق.م، وظهرت إبانها مدن ما زالت قائمة إلى اليوم مثل لافينتا. ثم استمرت تلك الحضارة واضحة في واكساكة Oaxaka حتى عام 100ق.م.
إن قبائل الأولميك هي الأولى التي مارست طقوساً مأتمية، وينسب إليها وضع أول تقويم وتبنّي النظام العشري في القارة الأمريكية، وهي أول من أوجد نوعاً من الكتابة. وكان المجتمع في مدينة لافينتا منظّماً، إذ انصرف العمّال المهرة فيها إلى إبداع منحوتات ضخمة ترتفع أكثر من مترين ويصل قطر الواحدة منها إلى ستة أمتار ومن أشهرها رأس فينتا الذي يزن عشرين طناً، وتمثال المقاتل. يضاف إلى ذلك أقنعة وتماثيل صغيرة من حجر اليَشْم jade على شكل دمية أو ربة ذات بطن واسع وفم مستدير.
أما الميكستيك (700م - 1000م) فهي قبائل أقامت في منطقة الزابوتيك نفسها وعرفت بصناعة الحلي من الذهب والفضة المرصعة بالأحجار الكريمة، وقد تأثرت بأساليب صناعة الحلي المستوردة من كولومبية والبيرو وقلدتها بمهارة وقد عثر على شواهدها في مونت ألبان.
ومن آثار الميكستيك أيضاً منشآت مزينة بعناصر زخرفية بارزة وهندسية ما تزال باقية إلى اليوم، كما اشتهر الميكستيك أيضاً بمقدرتهم البارعة على التصوير الملوّن.
ومن آثار التوتوناك هرم التاجن Tajin الذي يتميّز بمنحنياته الغائرة التي يبلغ عددها 365 بعدد أيام السنة على سطوحه الأربعة. وكذلك تماثيل من الحجر القاسي منها تمثال رأس ذي قبعة عالية على شكل قلنسوة وتمثال خزفي لوجه ضاحك بملامح صينية.
أما الهواكستيك فمن آثارهم تماثيل عثر عليها في تاموان، وهي غالباً مسطحة ولكنها حافلة بالزخرفة الدقيقة.
ويختلف خزف الهواكستيك عن أي نوع آخر ظهر في المكسيك القديمة، ومن أمثلته مزهريات ذات مساكب وعرى مزينة باللون الأسود على خلفية بيضاء.
امريكي قديم (فن)
Ancient American art - Art américain ancien
الأمريكي القديم (الفن ـ)
الفن الأمريكي القديم Ancient Art of America هو الفن الذي أنتجته شعوب القارة الأمريكية قبل وصول كريستوف كولومبوس إليها. وقد عرفت أمريكة الوسطى والمكسيك حضارات راقية على يد شعوب المايا Maya والأزتيك Aztec، كما قامت في البيرو (أمريكة الجنوبية) حضارة مماثلة على يد شعب الإنكا Inca وبلغت هاتان الحضارتان أوجهما في القرنين السابقين لوصول كولومبوس إلى أمريكة سنة 1492 واستكشافها. ثم جاء الغزاة الإسبان عام 1519 وقضوا على جميع مظاهر الحضارة القديمة.
استطاع علماء الآثار الكشف عن نماذج واضحة لحقبة خصبة من تاريخ المناطق المذكورة وحضارتها، وبقيت مناطق واسعة منها تنتظر التنقيب الأثري مثل غابات الشياباس Chiapas ووديان الأنديز العليا.
وكانت العلاقات بين شعوب هذه المناطق ومنطقة أمريكة الشمالية محدودة مما سبب تنوع الملامح الحضارية فيها مع وجود تشابه في كثير من الأمور، كإيمان تلك الشعوب بالعقائد الأسطورية للمجتمعات الزراعية، والتقويم الموحد لها وممارستها الكتابة الهيروغليفية وانتشار عمارة الأهرام في الأنحاء التي سكنتها.
وقد حاول المؤرخ الفرنسي روبير هاركور R.Harcourt أن يؤكد الأواصر بين جميع مظاهر الحضارة في الأمريكتين قبل كولومبوس، ومع ذلك فإن «العقيدة الشمسية» والأساطير تختلف في القارة الأولى عنها في الثانية، وإن اللغات مختلفة فيما عدا لغة الشياباس التي يشترك فيها سكان الحدود من الطرفين.
حضارات أمريكة الشمالية والوسطى قبل كولومبوس وفنونها وتطور ثقافتها: حظيت أمريكة قبل كولومبوس برؤية كونية ألَّف فيها الناس والآلهة والطبيعة كلاً لا يتجزأ في الوقت الذي كانت فيه أوربة تتأقلم مع التقانة و«العلمنة»، وكان الإنسان الأوربي تتملكه إرادة السيطرة على الكون بعد أن حسب ذاته مركزاً لهذا الكون.
وقد كان فن الشعوب يدور حول مجموعة من الأساطير والطقوس والأفكار تجمع كلها على أن الكون مبني على الإنسان ودأبه على العيش المشترك، لذا فمفهوم الفن ودوره عند تلك الأقوام كان مغايراً لمفهوم الفن الأوربي المتعلق بالإرث الإغريقي.
1ـ حضارات أمريكة الوسطى وفنونها: إن أمراً مهماً ما يزال قليل الوضوح، وهو أصل الشعوب التي تبنت الحضارة قبل كولومبوس في أمريكة. إذ يعتقد أكثر علماء الآثار أن تلك الحضارة محلية نشأت في أمريكة ذاتها، ويرى بعضهم أن قسماً منها جاء من آسيا عن طريق أمريكة الشمالية.
إن سلسلتي جبال سيرا مادري الشرقية والغربية في المكسيك هما امتداد سلسلتي الجبال الصخرية في أمريكة الشمالية (جبال روكي)، ولقد انفتح السهل المركزي لبلاد المكسيك أمام هجرات مستمرة لقبائل السهوب الشمالية، وتوزعت المستوطنات على مدى التاريخ في مناطق أربع هي: وادي المكسيك وواكساكة ومنطقة الخليج ومنطقة المايا التي تجاوزت حدود المكسيك. ونشأت في هذه المناطق حضارات مختلفة منذ عام 1500 ق.م إلى 1500 ميلادي.
ـ حضارة الأولميك: إن أقدم حضارة واضحة المعالم ظهرت في أمريكة كانت حضارة الأولميك التي امتدت على الشواطئ الجنوبية لخليج المكسيك منذ عام 1200 حتى 600ق.م، وظهرت إبانها مدن ما زالت قائمة إلى اليوم مثل لافينتا. ثم استمرت تلك الحضارة واضحة في واكساكة Oaxaka حتى عام 100ق.م.
إن قبائل الأولميك هي الأولى التي مارست طقوساً مأتمية، وينسب إليها وضع أول تقويم وتبنّي النظام العشري في القارة الأمريكية، وهي أول من أوجد نوعاً من الكتابة. وكان المجتمع في مدينة لافينتا منظّماً، إذ انصرف العمّال المهرة فيها إلى إبداع منحوتات ضخمة ترتفع أكثر من مترين ويصل قطر الواحدة منها إلى ستة أمتار ومن أشهرها رأس فينتا الذي يزن عشرين طناً، وتمثال المقاتل. يضاف إلى ذلك أقنعة وتماثيل صغيرة من حجر اليَشْم jade على شكل دمية أو ربة ذات بطن واسع وفم مستدير.
أما الميكستيك (700م - 1000م) فهي قبائل أقامت في منطقة الزابوتيك نفسها وعرفت بصناعة الحلي من الذهب والفضة المرصعة بالأحجار الكريمة، وقد تأثرت بأساليب صناعة الحلي المستوردة من كولومبية والبيرو وقلدتها بمهارة وقد عثر على شواهدها في مونت ألبان.
ومن آثار الميكستيك أيضاً منشآت مزينة بعناصر زخرفية بارزة وهندسية ما تزال باقية إلى اليوم، كما اشتهر الميكستيك أيضاً بمقدرتهم البارعة على التصوير الملوّن.
ومن آثار التوتوناك هرم التاجن Tajin الذي يتميّز بمنحنياته الغائرة التي يبلغ عددها 365 بعدد أيام السنة على سطوحه الأربعة. وكذلك تماثيل من الحجر القاسي منها تمثال رأس ذي قبعة عالية على شكل قلنسوة وتمثال خزفي لوجه ضاحك بملامح صينية.
أما الهواكستيك فمن آثارهم تماثيل عثر عليها في تاموان، وهي غالباً مسطحة ولكنها حافلة بالزخرفة الدقيقة.
ويختلف خزف الهواكستيك عن أي نوع آخر ظهر في المكسيك القديمة، ومن أمثلته مزهريات ذات مساكب وعرى مزينة باللون الأسود على خلفية بيضاء.
تعليق