ما هي قواعد الزخرفة
كتابة: نغم محمود آخر تحديث: 03 ديسمبر 2022 , 00:28
من قواعد الزخرفة
يعتقد البعض أنَّ فن الزخرفة وتحديدًا الزخرفة الإسلامية قد تطوّر أثر تحريم فن النحت، لذا وجد فنانون العصر الإسلامي طريقهم نحو فن الزخرفة بأنواعه المختلفة، لهذا السبب نجد معظم الزخارف المميزة للغاية قد ظهرت منذ العصر الإسلامي، إذ صاحبها الإبداع والابتكار.
كانت الزخارف حينها تسلك نمطًا يُعبّر عن شخصيتها وخصوصيتها، كما تميّزت في شكلها وتكويناتها ونجد ذلك بيّنًا في الزخرفة الهندسية، حيثُ ظهرت الزخارف على هيئة عمليات حسابيَّة دقيقة للغاية بمقصد التفكير الرياضي العلمي.
وضع فنانون الزخرفة بعض القواعد والنظم، التي تقوم بدورها في الجمع بين الوحدات الزخرفية المتعددة بصورةٍ متوازنة، من أجل تنظيم وتسهيل العمل، وإنتاج مجموعة أعمال زخرفية إبداعيَّة، ومن بين تلك القواعد «التوازن ـ التماثل ـ التشعب ـ التكرار» وكذلك النسبة والتباين ـ التسلسل والتماسك.
التوازن: يعد التوازن القاعدة الرئيسية لتوزيع وتنسيق الوحدات الزخرفية، في أي عمل زخرفي لإخراج تصميم سليم، إذ يعني التوازن عملاً فنيًا متكاملاً، لأنه بمجرد توزيع الوحدات بشكلها السليم، سيكون العمل الخزفي في الأخير متناسقًا للغاية من ناحية الألوان، ودرجتها، والشكل النهائي.
إذ يجب تحقيق فكرة التوازن عن طريق توزيع الحشوات الخزفية، وتنظيم الفراغات، ومدى حجم السطوع، والتوزيع بين وحدات العمل الصغيرة والكبيرة، وغيرها من الأشياء التي تُحدد التوازن في العمل الخزفي.
التماثل: يعني التماثل «التشابه» أي تماثل طرفين أو جهتين في تكوين العمل الزخرفي، على سبيل المثال تشابه نصفي العمل سواء كان العمل الفني بشكل دائري أو بيضاوي أو غيرها من الأشكال الهندسيّة.
إذ يكون العمل الفني متساويًا في نصفيه ليُكمل كل نصف النصف الآخر، ويكون مترابطًا معه ليظهر العمل الزخرفي متكاملاً، وبمعنى آخر من الصعب حذف أي جزء من الجزئين كي لا يظهر العمل غير مترابطًا، أو متكاملاً.
التكرار: يتم اتباع طريقة التكرار تبعًا لأنماط وأساليب متعددة، للجمع بين الكثير من الوحدات الزخرفية، وتشمل أنواع التكرار «التكرار العادي – التكرار المتناثر – التكرار المتساقط» فضلاً عن بعض الأنواع الأخرى كالتكرار المتوالد والدائري والعكسي.
التشعب: يُعد التشعب أحد قواعد الفن الزخرفي، ويتم تقسيمه إلى أربعة أقسام أبرزها التشعب من نقطة واحدة حيث يتم عن طريق انبثاق بعض خطوط الوحدة الزخرفية أو التصميم من نقطة واحدة نحو الخارج، ويتم اتباع هذا النمط كثيرًا في أشكال النباتات وبعض الزهور.
والقسم الآخر هو التشعب من خط على أساس تماثلي، حيث يتم خروج بعض التشعبات وفروع الوحدات الزخرفية من الخطوط المنحنية والمستقيمة، من أحد الجوانب أو من الجانبين معًا مثل تصميم سعف النخيل، أما آخر نوعين من الشعب فهما «التشعب من نقطة على أساس توازني، والتشعب من خط على أساس توازني».
من قواعد الزخرفة التماثل والتوازن والتكرار
اعتمدت قواعد الزخرفة الإسلاميّة على التماثل، والتوازن، والتكرار، لإنتاج تصاميم زخرفية إبداعيّة مازالت تُدرّس حتى يومنا هذا، وبدون تطبيق مثل هذه القواعد الأساسية لن يخرج العمل الزخرفي كما يجب أنّ يكون.
وذلك لأنَّ فن الزخرفة عبارة عن بعض الخطوط والأشكال الهندسيّة، والنباتات والكلمات المُتداخلة، التي يجب توظيفها في العمل بشكلٍ متوازن ودقيق، حتى تعكس طبيعتها ولا يختل التصميم والشكل النهائي.[2]
أنواع الزخرفة
زخرفة نباتية: اعتمد تصميم الزخرفة النباتيَّة على تصميم أشكال، وألوان مختلفة من النباتات والزهور بشكلٍ عام، وعادةً ما تظهر عناصرها ووحداتها الزخرفيّة بشكلٍ متناظر، ومتداخل، ومتشابك، ومتكرر أيضًا فجميعها من قواعد وأساسيات الزخرفة.
الزخرفة الهندسيّة: كانت بدايات الزخرفة الإسلامية الهندسيّة منذ العصر الأموي، حيث كانت ومازالت حديثًا لمحبين فن الزخرفة، كونها جمعت إبداعات فنانين العصر الإسلامي بشكلٍ خيالي لم يُرى مثيلاً له في أيّ من الحضارات الأخرى، بالرغم من اعتماد الزخرفة الهندسيّة على أشكال بسيطة للغاية، كاستخدام الدوائر المتداخلة والمُتقاطعة، والمثلثات والمربعات وغيرها.
ولكن النمط الذي تم اتباعه في تكوين تلك الأشكال البسيطة، جعل منها فنًا خُرافيًا لا يُضاهى، لهذا السبب كانت الزخرفة الهندسيّة هي أساس الزخرفة الإسلاميّة عمومًا، حيث تميّزت بطابع هندسي قويًا وواضحًا.
وانعكس ذلك أيضًا على انتشار الأطباق النجميّة إذ تزيّنت به عمائر العصر الإسلامي، وانتشرت في بلاد الشام وعهد السلاجقة بالعراق، امتدادًا نحو بلاد الأندلس والمغرب.
الزخرفة الكتابيّة: نظرًا لأنَّ الخط العربي كان ومازال وسيلةً للعلم، ركز فنانون العصر الإسلامي على استخدامه كعنصر زخرفي مميّز، فمع تحسّن رسم الخطوط وتطور الخط باستمرار جاءت فكرة تكوينه على هيئة أعمال فنيّة زخرفية، وتنوّعت أشكاله الزخرفيّة فوصلت نحو 80 نوعًا في العهد العباسي.
ظهر الخط الكوفي في الزخرفة بشكلٍ شائع وبأنواعٍ فنيّة عديدة، فكان الخط السائد في العصر العباسي ما بين «الخط الكوفي البسيط، والخط الكوفي الموّرّق، والخط الكوفي المُزهَّر، والخط الكوفي المُضفَّر”، حتى ظهر خط النسخ ومُشتقاته فبدأ في مزاحمة الخط الكوفي في الزخرفة.
أخذ خط النسخ والثُلث وغيرها من أنواع الخطوط العربيّة الإسلاميّة نمطًا زخرفيًا، فتشكّلت به الزخارف النباتيّة والحيوانيّة، وكان الخط الغُباري صورة من صور خط النسخ، إذ كان يُصوّر بنمطٍ صغيرًا ودقيقًا للغاية وكأنه شيء من الغُبار، وظهر ذلك في إبداع بعض الخطاطين في نقش القرآن على حبة أرز، وبيضة دجاجة.
الزخرفة التصويرية: عُرفت أيضًا بالزخرفة الحيوانيّة أو الآدميّة، حيثُ صوّرت أشكالاً عدّة من زخرفة الحيوانات، والبشر، وبالرغم من تجاهلها في بداية الأمر ورفضها في الحياة الإسلامي، إلا أنها بدأت في الظهور والانتشار تدريجيًا، مع دمجها بالزخرفة النباتيّة.
عكست الزخرفة التصويرية تمثيل الحيوانات والطيور وتحوير الأجنحة والأرجل بوحدات زخرفيّة نباتيّة، من ثم بدأت الرسومات الآدميّة للبشر في الظهور، وكثُرت تحديدًا بالمدرسة الفارسيّة والتي نقلت فكرتها إلى المدراس الفنيّة الإسلامية الأخرى، إلى أن أصبحت سمة من سمات الفن الاسلامي، فزُيّنت بها المخطوطات والجدران، وبعض أشكال التحف الفنيّة.
استبعد فنانون العصر الإسلامي زخرفة البشر والحيوانات على المصاحف، أو جدران المساجد، كما استبعدوا أيضًا رسم أو زخرفة أىّ من الأحداث الدينيّة، ومع ذلك قد وُجِد بعض المخطوطات الزخرفيّة التي تُحاكي بعضًا من الأحداث وشرح للقصص الدينيّة، ولكنها نادرة للغاية نظرًا لأنها لم تنال رضا رجال الدين.
تعتمد الزخرفة الهندسية على
تداخل الأشكال الهندسيّة من «المثلثات، والمربعات، والدوائر» وغيرها .
ظهرت الزخرفة الهندسية بشكلٍ هندسي رياضي للغاية، فلم تعتمد على تصوير أي شيء سوى تداخل المربعات والدوائر وغيرها بنمطٍ وتوازن مُعيّن، وبعيدًا عن أنواع الزخارف الأخرى، كانت الزخرفة الهندسيّة أساس الزخرفة الإسلاميّة، نظرًا لمدى إبداعها.
تعتمد الزخرفة النباتية على
التعبيرات والأشكال النباتيّة .
حيثُ اعتمدت على تصوير أنواعًا عديدة من النباتات والزهور، وفقًا لقواعد الزخرفة ما بين التوازن والتكرار، والتشعب، إذ وُجد الكثير من الزخارف النباتية ومنها، زخرفة نبات القرنفل والرمان، وزهرة التوليب والسوسن وغيرها الكثير من الزخرفة المُصوّر للأوراق والسيقان، والأغصان.
متى بدأت الزخرفة الإسلامية
منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان .
حيث انشغل الخليفة عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما بالفتوحات الإسلاميّة، فبدأ التفكير يتجه نحو بناء أماكن للعبادة تُشبه الموجودة في بلاد فارس، وكان عبد الملك بن مروان أول من اهتم بفن الزخرفة نظرًا لعنايته بقبة الصخرة في القدس، لتُصبح أحد أهم الرموز المعمارية الزخرفيّة الإسلامية.[1]
كتابة: نغم محمود آخر تحديث: 03 ديسمبر 2022 , 00:28
من قواعد الزخرفة
- التوازن.
- التماثل
- التكرار.
- التشعب.
يعتقد البعض أنَّ فن الزخرفة وتحديدًا الزخرفة الإسلامية قد تطوّر أثر تحريم فن النحت، لذا وجد فنانون العصر الإسلامي طريقهم نحو فن الزخرفة بأنواعه المختلفة، لهذا السبب نجد معظم الزخارف المميزة للغاية قد ظهرت منذ العصر الإسلامي، إذ صاحبها الإبداع والابتكار.
كانت الزخارف حينها تسلك نمطًا يُعبّر عن شخصيتها وخصوصيتها، كما تميّزت في شكلها وتكويناتها ونجد ذلك بيّنًا في الزخرفة الهندسية، حيثُ ظهرت الزخارف على هيئة عمليات حسابيَّة دقيقة للغاية بمقصد التفكير الرياضي العلمي.
وضع فنانون الزخرفة بعض القواعد والنظم، التي تقوم بدورها في الجمع بين الوحدات الزخرفية المتعددة بصورةٍ متوازنة، من أجل تنظيم وتسهيل العمل، وإنتاج مجموعة أعمال زخرفية إبداعيَّة، ومن بين تلك القواعد «التوازن ـ التماثل ـ التشعب ـ التكرار» وكذلك النسبة والتباين ـ التسلسل والتماسك.
التوازن: يعد التوازن القاعدة الرئيسية لتوزيع وتنسيق الوحدات الزخرفية، في أي عمل زخرفي لإخراج تصميم سليم، إذ يعني التوازن عملاً فنيًا متكاملاً، لأنه بمجرد توزيع الوحدات بشكلها السليم، سيكون العمل الخزفي في الأخير متناسقًا للغاية من ناحية الألوان، ودرجتها، والشكل النهائي.
إذ يجب تحقيق فكرة التوازن عن طريق توزيع الحشوات الخزفية، وتنظيم الفراغات، ومدى حجم السطوع، والتوزيع بين وحدات العمل الصغيرة والكبيرة، وغيرها من الأشياء التي تُحدد التوازن في العمل الخزفي.
التماثل: يعني التماثل «التشابه» أي تماثل طرفين أو جهتين في تكوين العمل الزخرفي، على سبيل المثال تشابه نصفي العمل سواء كان العمل الفني بشكل دائري أو بيضاوي أو غيرها من الأشكال الهندسيّة.
إذ يكون العمل الفني متساويًا في نصفيه ليُكمل كل نصف النصف الآخر، ويكون مترابطًا معه ليظهر العمل الزخرفي متكاملاً، وبمعنى آخر من الصعب حذف أي جزء من الجزئين كي لا يظهر العمل غير مترابطًا، أو متكاملاً.
التكرار: يتم اتباع طريقة التكرار تبعًا لأنماط وأساليب متعددة، للجمع بين الكثير من الوحدات الزخرفية، وتشمل أنواع التكرار «التكرار العادي – التكرار المتناثر – التكرار المتساقط» فضلاً عن بعض الأنواع الأخرى كالتكرار المتوالد والدائري والعكسي.
التشعب: يُعد التشعب أحد قواعد الفن الزخرفي، ويتم تقسيمه إلى أربعة أقسام أبرزها التشعب من نقطة واحدة حيث يتم عن طريق انبثاق بعض خطوط الوحدة الزخرفية أو التصميم من نقطة واحدة نحو الخارج، ويتم اتباع هذا النمط كثيرًا في أشكال النباتات وبعض الزهور.
والقسم الآخر هو التشعب من خط على أساس تماثلي، حيث يتم خروج بعض التشعبات وفروع الوحدات الزخرفية من الخطوط المنحنية والمستقيمة، من أحد الجوانب أو من الجانبين معًا مثل تصميم سعف النخيل، أما آخر نوعين من الشعب فهما «التشعب من نقطة على أساس توازني، والتشعب من خط على أساس توازني».
من قواعد الزخرفة التماثل والتوازن والتكرار
اعتمدت قواعد الزخرفة الإسلاميّة على التماثل، والتوازن، والتكرار، لإنتاج تصاميم زخرفية إبداعيّة مازالت تُدرّس حتى يومنا هذا، وبدون تطبيق مثل هذه القواعد الأساسية لن يخرج العمل الزخرفي كما يجب أنّ يكون.
وذلك لأنَّ فن الزخرفة عبارة عن بعض الخطوط والأشكال الهندسيّة، والنباتات والكلمات المُتداخلة، التي يجب توظيفها في العمل بشكلٍ متوازن ودقيق، حتى تعكس طبيعتها ولا يختل التصميم والشكل النهائي.[2]
أنواع الزخرفة
- زخرفة نباتية.
- زخرفة هندسيّة.
- زخرفة كتابيّة.
- زخرفة تصويريّة.
زخرفة نباتية: اعتمد تصميم الزخرفة النباتيَّة على تصميم أشكال، وألوان مختلفة من النباتات والزهور بشكلٍ عام، وعادةً ما تظهر عناصرها ووحداتها الزخرفيّة بشكلٍ متناظر، ومتداخل، ومتشابك، ومتكرر أيضًا فجميعها من قواعد وأساسيات الزخرفة.
الزخرفة الهندسيّة: كانت بدايات الزخرفة الإسلامية الهندسيّة منذ العصر الأموي، حيث كانت ومازالت حديثًا لمحبين فن الزخرفة، كونها جمعت إبداعات فنانين العصر الإسلامي بشكلٍ خيالي لم يُرى مثيلاً له في أيّ من الحضارات الأخرى، بالرغم من اعتماد الزخرفة الهندسيّة على أشكال بسيطة للغاية، كاستخدام الدوائر المتداخلة والمُتقاطعة، والمثلثات والمربعات وغيرها.
ولكن النمط الذي تم اتباعه في تكوين تلك الأشكال البسيطة، جعل منها فنًا خُرافيًا لا يُضاهى، لهذا السبب كانت الزخرفة الهندسيّة هي أساس الزخرفة الإسلاميّة عمومًا، حيث تميّزت بطابع هندسي قويًا وواضحًا.
وانعكس ذلك أيضًا على انتشار الأطباق النجميّة إذ تزيّنت به عمائر العصر الإسلامي، وانتشرت في بلاد الشام وعهد السلاجقة بالعراق، امتدادًا نحو بلاد الأندلس والمغرب.
الزخرفة الكتابيّة: نظرًا لأنَّ الخط العربي كان ومازال وسيلةً للعلم، ركز فنانون العصر الإسلامي على استخدامه كعنصر زخرفي مميّز، فمع تحسّن رسم الخطوط وتطور الخط باستمرار جاءت فكرة تكوينه على هيئة أعمال فنيّة زخرفية، وتنوّعت أشكاله الزخرفيّة فوصلت نحو 80 نوعًا في العهد العباسي.
ظهر الخط الكوفي في الزخرفة بشكلٍ شائع وبأنواعٍ فنيّة عديدة، فكان الخط السائد في العصر العباسي ما بين «الخط الكوفي البسيط، والخط الكوفي الموّرّق، والخط الكوفي المُزهَّر، والخط الكوفي المُضفَّر”، حتى ظهر خط النسخ ومُشتقاته فبدأ في مزاحمة الخط الكوفي في الزخرفة.
أخذ خط النسخ والثُلث وغيرها من أنواع الخطوط العربيّة الإسلاميّة نمطًا زخرفيًا، فتشكّلت به الزخارف النباتيّة والحيوانيّة، وكان الخط الغُباري صورة من صور خط النسخ، إذ كان يُصوّر بنمطٍ صغيرًا ودقيقًا للغاية وكأنه شيء من الغُبار، وظهر ذلك في إبداع بعض الخطاطين في نقش القرآن على حبة أرز، وبيضة دجاجة.
الزخرفة التصويرية: عُرفت أيضًا بالزخرفة الحيوانيّة أو الآدميّة، حيثُ صوّرت أشكالاً عدّة من زخرفة الحيوانات، والبشر، وبالرغم من تجاهلها في بداية الأمر ورفضها في الحياة الإسلامي، إلا أنها بدأت في الظهور والانتشار تدريجيًا، مع دمجها بالزخرفة النباتيّة.
عكست الزخرفة التصويرية تمثيل الحيوانات والطيور وتحوير الأجنحة والأرجل بوحدات زخرفيّة نباتيّة، من ثم بدأت الرسومات الآدميّة للبشر في الظهور، وكثُرت تحديدًا بالمدرسة الفارسيّة والتي نقلت فكرتها إلى المدراس الفنيّة الإسلامية الأخرى، إلى أن أصبحت سمة من سمات الفن الاسلامي، فزُيّنت بها المخطوطات والجدران، وبعض أشكال التحف الفنيّة.
استبعد فنانون العصر الإسلامي زخرفة البشر والحيوانات على المصاحف، أو جدران المساجد، كما استبعدوا أيضًا رسم أو زخرفة أىّ من الأحداث الدينيّة، ومع ذلك قد وُجِد بعض المخطوطات الزخرفيّة التي تُحاكي بعضًا من الأحداث وشرح للقصص الدينيّة، ولكنها نادرة للغاية نظرًا لأنها لم تنال رضا رجال الدين.
تعتمد الزخرفة الهندسية على
تداخل الأشكال الهندسيّة من «المثلثات، والمربعات، والدوائر» وغيرها .
ظهرت الزخرفة الهندسية بشكلٍ هندسي رياضي للغاية، فلم تعتمد على تصوير أي شيء سوى تداخل المربعات والدوائر وغيرها بنمطٍ وتوازن مُعيّن، وبعيدًا عن أنواع الزخارف الأخرى، كانت الزخرفة الهندسيّة أساس الزخرفة الإسلاميّة، نظرًا لمدى إبداعها.
تعتمد الزخرفة النباتية على
التعبيرات والأشكال النباتيّة .
حيثُ اعتمدت على تصوير أنواعًا عديدة من النباتات والزهور، وفقًا لقواعد الزخرفة ما بين التوازن والتكرار، والتشعب، إذ وُجد الكثير من الزخارف النباتية ومنها، زخرفة نبات القرنفل والرمان، وزهرة التوليب والسوسن وغيرها الكثير من الزخرفة المُصوّر للأوراق والسيقان، والأغصان.
متى بدأت الزخرفة الإسلامية
منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان .
حيث انشغل الخليفة عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما بالفتوحات الإسلاميّة، فبدأ التفكير يتجه نحو بناء أماكن للعبادة تُشبه الموجودة في بلاد فارس، وكان عبد الملك بن مروان أول من اهتم بفن الزخرفة نظرًا لعنايته بقبة الصخرة في القدس، لتُصبح أحد أهم الرموز المعمارية الزخرفيّة الإسلامية.[1]