متى بدأت تظهر شخصية الزخارف المجردة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متى بدأت تظهر شخصية الزخارف المجردة

    متى بدأت تظهر شخصية الزخارف المجردة


    كتابة: الرميصاء رضا آخر تحديث: 14 يناير 2023 , 18:05
    بدأت تظهر شخصية الزخارف المجردة


    في القرن التاسع الميلادي في العصر العباسي .

    الفن الإسلامي باختلاف أنواعه وأشكاله فن أصيل يتميز بالأصالة والتراث الذي لا يمكن أي إنسان ينشد الجمال في حياته، فالناظر له يدرك مدى إتقان وحرفية الفنانين المسلمين في القرون المختلفة لما لهم من لمسات فنية لا يستطيع أي فنان من أي حقبة أخرى الإتيان بها.

    الفن الإسلامي عبارة عن مجموعة متنوعة من الفن القادم من الكثير من الثقافات الإسلامية في العالم فدين الإسلام امتد لمدة طويلة من الزمن 1400 عام أو يزيد ويعتنقه ملايين من الناس في كل أنحاء العالم لذلك يتنوع الفن الإسلامي بحسب كل ثقافة إلا أن النزعة الإسلامية لا تفارق أي منهم.

    الإسلام لا يرفض الفن بشكل عام بل يرفض بعض الأشياء التي تشوبه مثل الأشخاص لذلك غالبًا ما يتميز الفن الإسلامي بأنه غير تمثيلي أي يحتوي على الكثير من الأشكال والألوان المتداخلة التي من الممكن ألا تعبر عن شيء ما فقط هي أشياء بألوان مختلفة متداخلة، لذلك كثرت الزخارف المجردة فيه.

    بدأت تظهر شخصية الزخارف المجردة في الفن الإسلامي في القرن التاسع الميلادي وتحديدًا في العصر العباسي، ومن المعروف أن الدولة العباسية كانت دولة منفتحة بخلاف ما قبلها مثل الدولة الأموية، لذلك انفتحت الدولة على الفرس والروم، وأخذوا منهم الكثير من العلوم والفنون ولكن طوروها حتى أصبحت شيء يميز الحضارة الإسلامية في العهد العباسي.

    كان مما ظهر في الدولة العباسية بالنسبة للفنون الزخارف المجردة التي كانت تتميز بالبساطة وتجريد الأشياء من حقيقتها وإعطائها مضامين أخرى مختلفة تعبر عن معنى اللوحة، والفن التجريدي نابع بشكل ما من إيمان المسلمين بأن الله واحد أحد وهو الخالق الوحيد لذلك لا يسعون لإظهار أي من الأشياء المادية التي قد تدخلهم في الكثير من الشبهات غير المرغوبة.

    اعتمد الفنانون على الأشكال الهندسية بكثرة بجانب الكثير من الأشكال النباتية والخط العربي الذي ميز الكثير من الجدران في المساجد، وتميزت الزخارف الإسلامية بشكل كبير عن الزخارف المسيحية والدينية، لأنها لم تقتصر على الدين فقط بل تعدتها للكثير من جوانب الحياة المختلفة أي كانت شمولية بطريقة كبيرة.[1][2]


    تاريخ الزخارف المجردة في الفن الإسلامي


    الفن التجريدي هو عبارة عن تجريد وحدات زخرفية معينة وتعديلها إلى أشكال جديدة تعطي انطباعًا بالاستمرارية والخلود، وهو أكثر سمات الزخرفة الإسلامية حيث اعتمد الفنانون على تجريد وتعديل الشكل الطبيعي للتصاميم النباتية للزهور والأوراق إلى شكل جديد وذلك بتداخلها مع أشكال وألوان أخرى، وبدأ هذا النوع من الفن يدخل في الزخرفة الإسلامية في القرن التاسع الميلادي في العصر العباسي الذي اشتهر بازدهاره في الكثير من المجالات وخاصة مجالات الفنون.

    ظهر مفهوم الفن التجريدي أو الزخارف المجردة والذي يعتبر نوعًا من أنواع الفن الإسلامي كمفهوم حدث في التاسع الميلادي كشكل جديد من أشكال الفن، والزخرفة هي واحدة من أساسيات الفن البصري الإسلامي بجانب التصاميم الهندسية والخط، ولكن يمكن أن يتحد الثلاثة مع بعضهم البعض لإنتاج أشكال زخرفية ولوحات مميزة، والفن الإسلامي عمومًا نتج متأثرًا بالكثير من الحضارات القديمة مثل بلاد فارس ومصر واليونان، بالإضافة إلى الفن المسيحي.

    هناك الكثير من الأمثلة للفن الإسلامي، حيث يشمل الفن الإسلامي العديد من التقاليد الفنية المميزة وأغلبها تعتمد على الزخارف المجردة، وذلك عكس الفن المسيحي الذي اهتم بكثرة بالدين حيث أنه اعتمد بشكل أساسي على إظهار التعاليم الدينية والرموز الدينية في الرسم والزخرفة، وتميزت الزخارف المجردة في الفن الإسلامي أن تصاميمها جذابة تشمل الزمان والمكان بالإضافة إلى الاختلافات الكثيرة في اللغة والثقافة بين الناس.[2]


    الأرابيسك والزخارف المجردة


    الأرابيسك هو نوع من الزخرفة الإسلامية التي اشتهرت منذ الخلافة العباسية وحتى وقت قصير، والأرابيسك هو مثال واضح للزخرفة المجردة، والأرابيسك عبارة عن سلاسل متكررة من الأشكال الهندسية والنباتية المتداخلة بجانب الكثير من الأشكال المختلفة من الطيور والحيوانات بعد تجريدها بالطبع، والغريب أن الفنانين المسلمين لم يستدعوا أشكالًا جديدة بل استخدموا الأشكال المعروفة وطورها حتى أصبح الأرابيسك الإسلامي فريدًا من نوعه.

    يعتمد الأرابيسك على ملئ الفراغات برسومات متكررة بعدد غير محدود، وكأنهم كانوا يخافون الفراغ، ومن المثير للدهشة في هذا للفن أن تكرار التصميمات وتعقيدها يعطي سطحًا أحادي البعد، ولكن يظهر للناظر بأنه ثلاثي الأبعاد، ويرمز للأرابيسك بأنه وحدة الإيمان وإدراك الثقافة الإسلامية التقليدية، فالأرابيسك يعكس قوة الله المطلقة أي الإله الواحد بجانب أن الفنان المسلم من خلال الأرابيسك يقوم بعكس الروحانيات الإسلامية لدى المسلمين.

    بالرغم من أن الأرابيسك معروف بأنه من الفنون البسيطة إلا أنه يتمتع بإمكانية كبيرة للإبداع، كما أنه ينتج تأثيرًا مريحًا ومهدئًا كما أنه ينقل الجوهر العظيم للفن والزخارف الإسلامية حيث يعكس الطابع الإسلامي المسالم الذي يشجع الإبداع والفن، واستخدم الأرابيسك بكثرة في تزيين المساجد والقصور والمنازل القديمة، بزخارف نباتية وهندسية تضفي الراحة والبهجة على الأماكن، بالإضافة إلى تزيين الأعمدة والمنبر والمشربية والنوافذ والأبواب والأثاث.[3]






يعمل...
X