ازدهر فن الحفر على الخشب في العصور الاسلامية المختلفة
كتابة: ايمان حسني آخر تحديث: 29 يناير 2023 , 03:47
ازدهر فن الحفر على الخشب في العصور الاسلامية المختلفة
ازدهر فن الحفر على الخشب في العصور الاسلامية المختلفة حيث كان الآباء والأجداد يعيشون في بيوت لها خصوصية في تصميم المبنى الخاص بها من حيث الخامات المستخدمة للعمارة التقليدية التراثية، فكانوا في المنطقة الوسطى يجدون الخامة الأساسية المستخدمة لتنفيذ البيوت من مادة الطين مع خشب الآثل وجذوع من النخل، مما يعطي قيم فنية وجمالية، أما في المنطقة الغربية بالمملكتم تنفيذ الرواشين الخشبية ووضعت لها نوافذ تلائم التراث وطبيعة المناخ كون البيوت أسمنتية أيضاً.[1]
الحفر على الخشب في العصور الإسلامية
الحفر على الخشب من أهم طرق التشكيل التي استخدمها النجارون في الفن الاسلامي، لتشكل سطح المشغولات الخشبية مع تعدد الطرق المستخدمة للحفر والتي باتت متأثرة لحد كبير بالأسلوب الفني المتبع قبل الإسلام، حيث نقل الفن الاسلامي أهم عناصر وأساليب الحضارة السابقة وهي الحضار الهللينستية، ولهذا وجدت الزخرفيات متأثرة بالحضارة الساسانية ثم تطورت حد الكمال في العصر العباسي، مستخدمة طرق الحفر المختلفة، والخشب هو تلك الألياف الدقيقة التي يتخللها الفراغ الهوائي ويتركب من مادة السليولوز والخشبيين، ويختلف التركيب الخشبي الخلوي طبقاً لاختلاف الخشب لأن المادة الخشبية تجعل بعض الأنواع ثقيلة وبعضها خفيف والبعض الآخر صلداً.[2]
فن الحفر الخشبي وأشكاله
طريقة الحز: الحز هو الطريقة المستخدمة للحفر بشكل غير عميق، وتستخدم بمفردها أو مع طرق الحفر الأخرى لتحديد التفاصيل الدقيقة في الزخارف، وقد استخدمت مصر في العصور الاسلامية بالفترة العثمانية الحفر البارز فيما يسمى الحشوات تتواجد في الفن الاسلامي مع تنفيذ العنصر الزخرفي البارز وهي عبارة عن أسدين متقابلين على شكل تمثال واستخدمت طريقة الحز لتحديد التفاصيل الدقيقة بشكل طبيعي، اما طريقة الحفر بالحز فظهر منها أنواع مثل الحفر الغائر والبارز المستخدمين بشكل مناسب، لتشكيل الزخارف الخشبية بطريقة تسمى التجميع ومن أمثلة ذلك زخارف درج منبر مسجد أبو ذهب بشكل الزجزاج المنفذ بطريقة الحز وزخارف درج المنبر في مسجد محمود محرم.
الحفر البسيط: هي طريقة تكون فيها الزخارف مرتفعة عن الارضية بأكثر من 0.56 سم، وقد استخدمت هذه الطريقة لتنفيذ المشغولات الذهبية في العصر العثماني رغم قلة استخدامها في العصر المملوكي، الا انهم اعتمدوا على طرق أخرى كالحفر العميق والمشطوف والبارز ، كما تم استخدام حشوات زخرفية من العنصر النباتي وعناقيد العنب بشكل الأوراق الثلاثية، وأفرع نباتية متموجة بطريقة الحفر وهذا يرجع إلى القرن الأول الهجري وهي محفوظة في المتحف الاسلامي وهناك نماذج للحفر البسيط منها زخرف الاطار لأبواب وشبابيك، ومن أمثلة ذلك مسجد سارية الجبل الذي استخدم فيه الحفر البسيط وهو عبارة عن أفرع نباتية متموجة.
الحفر الغائر: يتم استخدام الحفر الغائر لتشكيل سطح المشغولات الخشبية حيث تكون هذه الزخارف من الأمور الأكثربروزاً وعُمقاً في الأرضية على أن تكون بمستوى وعمق واحد ويطلق عليها الاويمة الغائرة، وتوارث النجارون المسلمون الفن الهللينسي كما أسلفنا الذكر وظهر ذلك في حشوة العصر الاموي وزخارفها كحشوات مستطيلة بدلف الدواليب الحائطية بمسجد سارية الجبل، ومسجد داود باشا المنفذ بطريقة الحفر الغائر للزخرف النباتي.
الصناعات الخشبية في العصور الاسلامية
التجميع والتعشيق: وهي طريقة مستخدمة في تقطيع الخشب لقطع هندسية بسمك معين مع جمع السطح الخشبي المعد للزخرفة للتعشيق داخل الاطارات مكوناً شكلاً هندسياً وأشكال نجمية متنوعة، وساعد على ذلك الجوانب والزوايا التي تساعد على الاندماج الكامل بين الحشوات التي ابتكرها النجارين المسلمين بدقة فائقة، وتم ابتكار تلك الطريقة بسبب ندرة الأخشاب والعوامل الجوية التي تؤدي لتمدد وانكماش الألواح الخشبية، وتم تسميتها نجارة التعاشيق الخشبية وهي من أدق وأجمل فنون الحفر على الخشب في العصور الاسلامية.
التطعيم: نوع من أنواع التطعيم للاخشاب بخامات لها سعر ثمين ويتم العملالزخارف بواسطة الحفر في الاجزاء المتخصصة لملئ الفراع الناتج عن الحفر، ويستخدم في التطعيم العاج أو العظم أو الأخشاب الثمينة مع باقي سطح المشغولات الخشبية وهما نوعان من التطعيم الأول يتم فيه الحفر بمساحة أعمق ثم يوضع في المنطقة المحفورة الخشب الثمين أو العاج حسب الشكل المناسب، مع استعمال ما يسمى مستريكات وهي حشوات انتشرت في العصرالأيوبي والمملوكي، أما النوع الثاني يسمى الزرنشان وهو عبارة عن تفريغ المساحة المراد زخرفتها عن طريق رص القطع الصغيرة بأنواع مختلفة من اخشاب الابنوس والساج الهندي والصندل والعاج، لملئ الفراغات على شكل مثلثٍ صغير يتم ملؤه بمعجون لاصق حتى يظهر الخشب الثمين عن الخشب الأقل جودة.
التفريغ: يتم اعتماد تلك الطريقة لتشكيل الزخارف ولتحديد الزخارف المستخدمة فيها المشغولات الخشبية بما يسمى الصناعات الخشبية بالتفريغ للأجزاء الغير مزخرفة بالارضية ويتم التفريغ بشرط محدد، وهو أن يكون في اتجاه ألياف الخشب حتى لا يحدث كسر للخشب مع اعتماد عملية التفريغ على ما يسمى الضفر والأزاميل من أجل اظهار الشكل الاساسي وحذف ما حوله بشكل جزئي أو كلي، ويمكن استخدام ماكينة الاركت لتناسب تخانة الخشب السميك والتصنيع الدقيق.
تطور فن الخشب
العصر الاموي: ظلت الاساليب الساسانية سائدة في كل من ايران والعراق والشام ومصر باتباع فن الحفر على الخشب وظهر ذلك التأثير في اطلال الفسطاط وعين البصيرة مع ظهور تأثيرات هيلينستية في الكوابيل الخشبية في سقف البلاطة الوسطى بالمسجد الاقصى بالقدس، حيث وجد في تلك الكوابيل زخارف نباتية من أوراق الاكانتس في شكل وحدات هندسية وعثر على أشكال لفن الخشب الاسلامي في تكريت بشمال العراق وهو عبارة عن اجزاء من ابواب ومنابر تتألف زخارفها من كيزان الصنوبر، كما وجد ألواح خشبية بمتحف الفن الاسلامي بالقاهرة.
العصر العباسي: منبر جامع القيروان وهو من احسن أمثلة الخشب المحفور في العصر العباسي لصناعته من خشب الساج الهندي على شكل صفوف هندسية وحشوات بشكل مستطيل تزينه زخارف وتفريعات من ورق العنب، وفي متحف المتروبوليتان بنيويورك عدة قطع من الاخشاب التي استخدمت الحفر الغائر للقطع الخشبية مثل التيجان والاعمدة في جامع عمرو بن العاص بالفسطاط، أما عن انحصار الزخارف في اوراق الاكنتس والسهم وأغصان العنب فكانت نتاج تأثر بالفن اليوناني قديماً ثم انتقلت للفن الروماني والبيزنطي والقبطي حتى وصلت للفن الاسلامي.
العصر الطولوني: انتشر في العصر الطولوني الاساليب الفنية للعصر العباسي الذي ازدهر في سامراء وتوجد ألواح خشبية محفورة متميزة بالزخارف والعناصر التجريدية مع استخدام الحفر المائل المشطوف، وقد نقل احمد بن طولون إلى مصر الكثير من أصول الفن العباسي في سمراء والتي نشأ منها تأثيث زخرفة مسجد بن طولون الذي تميز بعروق محفورة من الخشب مثلت الطابع الطولوني في الحفر، وازدهر فن الخشب بأشكال أكثر تجريدية بخطوط حلزونية مستخدمين رسم تخطيطي لازواج من الطيور مع أوراق مجنح
كتابة: ايمان حسني آخر تحديث: 29 يناير 2023 , 03:47
ازدهر فن الحفر على الخشب في العصور الاسلامية المختلفة
ازدهر فن الحفر على الخشب في العصور الاسلامية المختلفة حيث كان الآباء والأجداد يعيشون في بيوت لها خصوصية في تصميم المبنى الخاص بها من حيث الخامات المستخدمة للعمارة التقليدية التراثية، فكانوا في المنطقة الوسطى يجدون الخامة الأساسية المستخدمة لتنفيذ البيوت من مادة الطين مع خشب الآثل وجذوع من النخل، مما يعطي قيم فنية وجمالية، أما في المنطقة الغربية بالمملكتم تنفيذ الرواشين الخشبية ووضعت لها نوافذ تلائم التراث وطبيعة المناخ كون البيوت أسمنتية أيضاً.[1]
الحفر على الخشب في العصور الإسلامية
الحفر على الخشب من أهم طرق التشكيل التي استخدمها النجارون في الفن الاسلامي، لتشكل سطح المشغولات الخشبية مع تعدد الطرق المستخدمة للحفر والتي باتت متأثرة لحد كبير بالأسلوب الفني المتبع قبل الإسلام، حيث نقل الفن الاسلامي أهم عناصر وأساليب الحضارة السابقة وهي الحضار الهللينستية، ولهذا وجدت الزخرفيات متأثرة بالحضارة الساسانية ثم تطورت حد الكمال في العصر العباسي، مستخدمة طرق الحفر المختلفة، والخشب هو تلك الألياف الدقيقة التي يتخللها الفراغ الهوائي ويتركب من مادة السليولوز والخشبيين، ويختلف التركيب الخشبي الخلوي طبقاً لاختلاف الخشب لأن المادة الخشبية تجعل بعض الأنواع ثقيلة وبعضها خفيف والبعض الآخر صلداً.[2]
فن الحفر الخشبي وأشكاله
- طريقة الحز.
- الحفر البسيط.
- الحفر الغائر.
طريقة الحز: الحز هو الطريقة المستخدمة للحفر بشكل غير عميق، وتستخدم بمفردها أو مع طرق الحفر الأخرى لتحديد التفاصيل الدقيقة في الزخارف، وقد استخدمت مصر في العصور الاسلامية بالفترة العثمانية الحفر البارز فيما يسمى الحشوات تتواجد في الفن الاسلامي مع تنفيذ العنصر الزخرفي البارز وهي عبارة عن أسدين متقابلين على شكل تمثال واستخدمت طريقة الحز لتحديد التفاصيل الدقيقة بشكل طبيعي، اما طريقة الحفر بالحز فظهر منها أنواع مثل الحفر الغائر والبارز المستخدمين بشكل مناسب، لتشكيل الزخارف الخشبية بطريقة تسمى التجميع ومن أمثلة ذلك زخارف درج منبر مسجد أبو ذهب بشكل الزجزاج المنفذ بطريقة الحز وزخارف درج المنبر في مسجد محمود محرم.
الحفر البسيط: هي طريقة تكون فيها الزخارف مرتفعة عن الارضية بأكثر من 0.56 سم، وقد استخدمت هذه الطريقة لتنفيذ المشغولات الذهبية في العصر العثماني رغم قلة استخدامها في العصر المملوكي، الا انهم اعتمدوا على طرق أخرى كالحفر العميق والمشطوف والبارز ، كما تم استخدام حشوات زخرفية من العنصر النباتي وعناقيد العنب بشكل الأوراق الثلاثية، وأفرع نباتية متموجة بطريقة الحفر وهذا يرجع إلى القرن الأول الهجري وهي محفوظة في المتحف الاسلامي وهناك نماذج للحفر البسيط منها زخرف الاطار لأبواب وشبابيك، ومن أمثلة ذلك مسجد سارية الجبل الذي استخدم فيه الحفر البسيط وهو عبارة عن أفرع نباتية متموجة.
الحفر الغائر: يتم استخدام الحفر الغائر لتشكيل سطح المشغولات الخشبية حيث تكون هذه الزخارف من الأمور الأكثربروزاً وعُمقاً في الأرضية على أن تكون بمستوى وعمق واحد ويطلق عليها الاويمة الغائرة، وتوارث النجارون المسلمون الفن الهللينسي كما أسلفنا الذكر وظهر ذلك في حشوة العصر الاموي وزخارفها كحشوات مستطيلة بدلف الدواليب الحائطية بمسجد سارية الجبل، ومسجد داود باشا المنفذ بطريقة الحفر الغائر للزخرف النباتي.
الصناعات الخشبية في العصور الاسلامية
- التجميع والتعشيق.
- التطعيم.
- الترصيع.
- التفريغ.
التجميع والتعشيق: وهي طريقة مستخدمة في تقطيع الخشب لقطع هندسية بسمك معين مع جمع السطح الخشبي المعد للزخرفة للتعشيق داخل الاطارات مكوناً شكلاً هندسياً وأشكال نجمية متنوعة، وساعد على ذلك الجوانب والزوايا التي تساعد على الاندماج الكامل بين الحشوات التي ابتكرها النجارين المسلمين بدقة فائقة، وتم ابتكار تلك الطريقة بسبب ندرة الأخشاب والعوامل الجوية التي تؤدي لتمدد وانكماش الألواح الخشبية، وتم تسميتها نجارة التعاشيق الخشبية وهي من أدق وأجمل فنون الحفر على الخشب في العصور الاسلامية.
التطعيم: نوع من أنواع التطعيم للاخشاب بخامات لها سعر ثمين ويتم العملالزخارف بواسطة الحفر في الاجزاء المتخصصة لملئ الفراع الناتج عن الحفر، ويستخدم في التطعيم العاج أو العظم أو الأخشاب الثمينة مع باقي سطح المشغولات الخشبية وهما نوعان من التطعيم الأول يتم فيه الحفر بمساحة أعمق ثم يوضع في المنطقة المحفورة الخشب الثمين أو العاج حسب الشكل المناسب، مع استعمال ما يسمى مستريكات وهي حشوات انتشرت في العصرالأيوبي والمملوكي، أما النوع الثاني يسمى الزرنشان وهو عبارة عن تفريغ المساحة المراد زخرفتها عن طريق رص القطع الصغيرة بأنواع مختلفة من اخشاب الابنوس والساج الهندي والصندل والعاج، لملئ الفراغات على شكل مثلثٍ صغير يتم ملؤه بمعجون لاصق حتى يظهر الخشب الثمين عن الخشب الأقل جودة.
التفريغ: يتم اعتماد تلك الطريقة لتشكيل الزخارف ولتحديد الزخارف المستخدمة فيها المشغولات الخشبية بما يسمى الصناعات الخشبية بالتفريغ للأجزاء الغير مزخرفة بالارضية ويتم التفريغ بشرط محدد، وهو أن يكون في اتجاه ألياف الخشب حتى لا يحدث كسر للخشب مع اعتماد عملية التفريغ على ما يسمى الضفر والأزاميل من أجل اظهار الشكل الاساسي وحذف ما حوله بشكل جزئي أو كلي، ويمكن استخدام ماكينة الاركت لتناسب تخانة الخشب السميك والتصنيع الدقيق.
تطور فن الخشب
- العصر الاموي.
- العصر العباسي.
- العصر الطولوني.
العصر الاموي: ظلت الاساليب الساسانية سائدة في كل من ايران والعراق والشام ومصر باتباع فن الحفر على الخشب وظهر ذلك التأثير في اطلال الفسطاط وعين البصيرة مع ظهور تأثيرات هيلينستية في الكوابيل الخشبية في سقف البلاطة الوسطى بالمسجد الاقصى بالقدس، حيث وجد في تلك الكوابيل زخارف نباتية من أوراق الاكانتس في شكل وحدات هندسية وعثر على أشكال لفن الخشب الاسلامي في تكريت بشمال العراق وهو عبارة عن اجزاء من ابواب ومنابر تتألف زخارفها من كيزان الصنوبر، كما وجد ألواح خشبية بمتحف الفن الاسلامي بالقاهرة.
العصر العباسي: منبر جامع القيروان وهو من احسن أمثلة الخشب المحفور في العصر العباسي لصناعته من خشب الساج الهندي على شكل صفوف هندسية وحشوات بشكل مستطيل تزينه زخارف وتفريعات من ورق العنب، وفي متحف المتروبوليتان بنيويورك عدة قطع من الاخشاب التي استخدمت الحفر الغائر للقطع الخشبية مثل التيجان والاعمدة في جامع عمرو بن العاص بالفسطاط، أما عن انحصار الزخارف في اوراق الاكنتس والسهم وأغصان العنب فكانت نتاج تأثر بالفن اليوناني قديماً ثم انتقلت للفن الروماني والبيزنطي والقبطي حتى وصلت للفن الاسلامي.
العصر الطولوني: انتشر في العصر الطولوني الاساليب الفنية للعصر العباسي الذي ازدهر في سامراء وتوجد ألواح خشبية محفورة متميزة بالزخارف والعناصر التجريدية مع استخدام الحفر المائل المشطوف، وقد نقل احمد بن طولون إلى مصر الكثير من أصول الفن العباسي في سمراء والتي نشأ منها تأثيث زخرفة مسجد بن طولون الذي تميز بعروق محفورة من الخشب مثلت الطابع الطولوني في الحفر، وازدهر فن الخشب بأشكال أكثر تجريدية بخطوط حلزونية مستخدمين رسم تخطيطي لازواج من الطيور مع أوراق مجنح