النحت
ان التطور الذي أبعد التصوير عن الواقعية في أواخر القرن الماضي ، قد ظهر في النحت أيضاً . بيد أن عدد رواده غير كبير ، فاذا استثنينا ديغا » و « « غوغان على اعتبار أن اسهامهما في هذا المضمار ليس بسيطاً ، لا يبقى سوى نحات واحد أعطانا انتاجا قيماً من حيث القوة و التجديد ، انه رودان على أن انتاجه ليس كله بجديد ، فرودان معجب بـ « ميكيل آنج» وهو وريث الباروكية والرومانسية ، لا يهاجم الأدب قط ، ولاهو غير مبال بعلم النفس . اذا مثل « حواء » أو «بورجوازيي كاليه ، فان للموضوع لديه وزناً لا وجود له لدى «رونوار» أو «سيزان» وحتى لدى «غوغان » . . وفي آخر تحليل يبتعد « رودان » بموضوعاته عن النحت الأكاديمي أقل مما يبتعد بعمق مشاعره وحيوية أشكاله .
يظهر ( رودان ) أولا كمجسم ، كرجل يحب عجن الطين يحرك سطح حجومه بتضاريس متعددة بغية خلق لعبة حركية من الأنوار ظلال تتكشف تدريجياً الا نوره يعكس انفعال روحه أكثر مما يعود العالم الخارجي. وبصورة عامة « رودان » انطباعي أقل مما يقال عنه أحياناً . وللاقتناع بذلك يكفي أن نقارن منحوتاته البرونزية مع مثيلاتها من صنع ( ديغا ) : فمهما تكن أوضاع الراقصات والخيول في انتاج هذا الأخير غير متوقعة ، ومهما كانت غاية الفنان جلية في أن يجعل من الجسد مجموعة حجوم تعارض بعضها بعضا في توازن غير مستقر ، يظل المهم في التكوين الجسدي ومن المفاصل محترما . بينما يبدو رودان » في انتاجه للراقصات في أواخر عمره ه كأنه يريد تمثيل فكرة الحركات اللينة والمتجاسنة أكثر من تمثيله الأجساد التي تتحرك .
على كل حال ، بما أنه تجاوز الواقعية التي اعتنقها في بداية أعماله فان الحالم يميل عنده إلى التفوق على الملاحظ وحين يحقق ذلك دون تحفظ فاننا نلحظ ولادة أكثر آثاره تعبيراً ، ولاشيء يبرهن على ذلك أكثر من خلق تمثال « بالزاك » . فبعد أن أراد الايحاء بقوة الكاتب عن طريق بنية قوية لفلاح عار قرر ( رودان ) ستر الجسم تحت ثوب فضفاض وبقدر ما يتحول هذا الثوب ليتخذ شكل صخرة وعرة متعرجة ، بقدر ما يصبح الوجه بسيطاً وشيطانيا ، وبكلمة واحدة بقدر ما ينجح الفنان في ازالة كل قاسم مشترك بين خالق الكوميديا الانسانية والانسان العادي ، بقدر ما يتوصل إلى أن يشعرنا بالحقيقة الواقعية للروائي الذي لا ينضب انتاجه .
وينم غوغان في تماثيله المنحوتة عن نفس الروح التي تشيع في لوحاته الا أن الأولى تظهر الناحية البربرية ، والنتوءات التي يبردها في الخشب تعطي قسوة مفقودة لدى لوحاته. فبالاضافة إلى طابع تماثيله البدائي ، فانه يعطيها رصانة بسيطة كان الفن الغربي قد فقدها منذ قرون ، وقد سعى بعده الكثير من الفنانين إلى استردادها .
ان التطور الذي أبعد التصوير عن الواقعية في أواخر القرن الماضي ، قد ظهر في النحت أيضاً . بيد أن عدد رواده غير كبير ، فاذا استثنينا ديغا » و « « غوغان على اعتبار أن اسهامهما في هذا المضمار ليس بسيطاً ، لا يبقى سوى نحات واحد أعطانا انتاجا قيماً من حيث القوة و التجديد ، انه رودان على أن انتاجه ليس كله بجديد ، فرودان معجب بـ « ميكيل آنج» وهو وريث الباروكية والرومانسية ، لا يهاجم الأدب قط ، ولاهو غير مبال بعلم النفس . اذا مثل « حواء » أو «بورجوازيي كاليه ، فان للموضوع لديه وزناً لا وجود له لدى «رونوار» أو «سيزان» وحتى لدى «غوغان » . . وفي آخر تحليل يبتعد « رودان » بموضوعاته عن النحت الأكاديمي أقل مما يبتعد بعمق مشاعره وحيوية أشكاله .
يظهر ( رودان ) أولا كمجسم ، كرجل يحب عجن الطين يحرك سطح حجومه بتضاريس متعددة بغية خلق لعبة حركية من الأنوار ظلال تتكشف تدريجياً الا نوره يعكس انفعال روحه أكثر مما يعود العالم الخارجي. وبصورة عامة « رودان » انطباعي أقل مما يقال عنه أحياناً . وللاقتناع بذلك يكفي أن نقارن منحوتاته البرونزية مع مثيلاتها من صنع ( ديغا ) : فمهما تكن أوضاع الراقصات والخيول في انتاج هذا الأخير غير متوقعة ، ومهما كانت غاية الفنان جلية في أن يجعل من الجسد مجموعة حجوم تعارض بعضها بعضا في توازن غير مستقر ، يظل المهم في التكوين الجسدي ومن المفاصل محترما . بينما يبدو رودان » في انتاجه للراقصات في أواخر عمره ه كأنه يريد تمثيل فكرة الحركات اللينة والمتجاسنة أكثر من تمثيله الأجساد التي تتحرك .
على كل حال ، بما أنه تجاوز الواقعية التي اعتنقها في بداية أعماله فان الحالم يميل عنده إلى التفوق على الملاحظ وحين يحقق ذلك دون تحفظ فاننا نلحظ ولادة أكثر آثاره تعبيراً ، ولاشيء يبرهن على ذلك أكثر من خلق تمثال « بالزاك » . فبعد أن أراد الايحاء بقوة الكاتب عن طريق بنية قوية لفلاح عار قرر ( رودان ) ستر الجسم تحت ثوب فضفاض وبقدر ما يتحول هذا الثوب ليتخذ شكل صخرة وعرة متعرجة ، بقدر ما يصبح الوجه بسيطاً وشيطانيا ، وبكلمة واحدة بقدر ما ينجح الفنان في ازالة كل قاسم مشترك بين خالق الكوميديا الانسانية والانسان العادي ، بقدر ما يتوصل إلى أن يشعرنا بالحقيقة الواقعية للروائي الذي لا ينضب انتاجه .
وينم غوغان في تماثيله المنحوتة عن نفس الروح التي تشيع في لوحاته الا أن الأولى تظهر الناحية البربرية ، والنتوءات التي يبردها في الخشب تعطي قسوة مفقودة لدى لوحاته. فبالاضافة إلى طابع تماثيله البدائي ، فانه يعطيها رصانة بسيطة كان الفن الغربي قد فقدها منذ قرون ، وقد سعى بعده الكثير من الفنانين إلى استردادها .
تعليق