سلطانة كيروز
أنتجت الحركة السريالية جواهر فريدة من نوعها، ذات معنى فني عميق. حركة فنية ولدت في أوائل القرن العشرين، لتبرز من خلالها ذروة الفنون الحرفية في تصاميم جسدت الواقع بكل تفاصيله وكائناته بأسلوب خيالي مبهر. من أجزاء الجسم إلى الأشكال الهندسية والورود والحيوانات، التي تباهت دور المجوهرات بتنفيذ تفاصيلها بعناية ودقة، مبرزة قدرة حرفييها على الإبداع. نستكشف تأثير الحركة السريالية على عالم المجوهرات وأبرز خصائصها.
إبداع غير محدود وقّعه الرسام سلفادور دالي Salvador Dali في عالم المجوهرات السرّيالية، تاركاً بصمته حتى يومنا هذا، تنهل منها دور المجوهرات قطعاً خيالية مبهرة.
في العام 1920 في باريس، ولدت حركة فنية حديثة سمّيت بالسرّيالية، واستحوذت على جميع المجالات الإبداعية، من الشعر والنثر إلى الرسم، والتي سعت إلى جمع الواقع في تركيبات غريبة وغير متوقّعة. وما بدأ آنذاك كمشروع أدبيّ، سرعان ما انتقل إلى الفنون. واتسمت أبرز رموز السرّيالية بابتكار أشكال هندسية غير مألوفة، إذ لطالما عمل السرّياليون بأشكال معقّدة، محاولين تجاوز الهندسة التقليدية الكلاسيكية. إلى جانب ذلك حرصوا على تجسيد الكائنات الحيّة بأسلوب فنيّ ممتع، كصياغة خاتم على شكل سمكة ذهبية، أو نمر متموضع بفخر، لتبدو صور الحيوانات الرائعة كأنّها منحدرة من لوحات السرّياليين. بالإضافة إلى تجسيد أجزاء من الجسم في قطع غير اعتيادية، من العيون إلى الشفاه، وأشهرها مشبك ابتكره سلفادور دالي Salvador Dali في عام 1949 تحت عنوان «الشفاه»، والمكوّن من 13 لؤلؤة بيضاء والياقوت الأحمر. تم تخصيص هذه القطعة للممثلة الأمريكية بوليت جودارد Paulette Goddard.
و تعدّ العيون المجوهرة من أبرز تصاميم السرّيالية، وقد جسّدت بطريقة فائقة الدقة، وتحمل رموزاً ضاربة جذورها في تاريخ البشرية، منذ زمن الفراعنة مروراً بالرومان وحتى يومنا هذا.
ازدهرت المجوهرات بأشكال هندسية خيالية تحاكي الأسلوب التكعيبي والمستقبلي. فبرزت كأنها قطع فنيّة مذهلة، وتضيف الدوائر والمربّعات والمستطيلات عناصر مثيرة وجذابة إلى القلائد والأقراط المتدلية، وأساور الكف وغيرها.
دور عريقة نقشت أسماءها على تصاميم مدهشة وفاخرة، مستوحاة من عالم الحيوان، من الأفعى رمز الولادة الجديدة، إلى النمر الذي يجسد قوة الإرادة، والفراشات التي تعطي الأمل بأيام جميلة.