ابن الفوطي (كمال الدين عبد الرزاق -)
(642-723هـ/1244-1323م)
أبو الفضل كمال الدين عبد الرزاق ابن أحمد بن محمد المروزي الأصل، البغدادي الأخباري، الإمام، الكاتب المؤرخ الحنبلي، ابن الصابوني، ويعرف بابن الفُوطي نسبةً إلى بيع الفُوط، وكان الفوطي منسوباً لجدّه لأمه. ولد بدار الخلافة بغداد، وسمع بها من الصاحب محيي الدين بن الجوزي، كان مشرفاً على الكتب بالمستنصرية، وأُسر في واقعة التتار ببغداد، خلّصه نصير الدين الطوسي الوزير المشهور، فلازمه وأخذ عنه علم النجوم، واشتغل على غيره في اللغة والأدب، حتى برع ومهر في التاريخ، والشعر، وأيام العرب، وأقام بمراغة مدة، وولي بها خزانة الرصد بضع عشرة سنة والتي كانت تضم وفقاً لما رويَ أربعمئة ألف مصنف ومجلد، وتمكن من الاطلاع على العديد من نفائس الكتب التي لم يكن متاحاً له الوصول إليها، وهكذا فقد أتيحت له الفرصة للحصول على مجموعةٍ من الكتب القيّمة، وحصَّل فيها من كتب التاريخ ما لا مزيد عليه، وسمع بها من عددٍ من أعلامها البارزين قيل إن عددهم يزيد على خمسمئة شيخ وعالم، منهم المبارك بن المستعصم بالله سنة 666هـ/1267م، ثم عاد إلى بغداد، وبقي فيها حتى وفاته. وذكر في بعض مؤلفاته أنه طالع تواريخ الإسلام فسردها، وسرد شيئاً كثيراً جداً، سمع ببغداد الكثير، وعُنى بالحديث، وعُدَّ من الحُفاظ، حتى ذكره الذهبي في طبقاتهم، قال: «له النظم، والنثر، والباع الأطول في ترصيع تراجم الناس، وله ذكاءُ مفرط، وخط منسوب رشيق، وفضائل كثيرة، كان روضة معارف، وبحر أخبار، وسمع منه الكثير، وعُني بهذا الشأن، وجمع وأفاد، فلعل الحديث أن يُكفّرَّ عنه به، وكتب من التواريخ ما لا يوصف، وعمل تاريخاً كبيراً لم يبيضه، ثم عمل آخر دوّنه في خمسين مجلداً، سماه «مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب» طبع بتحقيق مصطفى جواد ونشرته وزارة الثقافة السورية بدمشق 1383هـ، وله كتاب «درر الأصداف في غرر ـ وقيل بحور ـ الأوصاف» وهو كبير جداً، ذكر أنه جمعه من ألف مصنف، وكتاب «المؤتلف والمختلف» رتبَّه مجدولاً، وكتاب «التاريخ على الحوادث»، وكتاب «الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة» وإلى أن مات طُبِعَ منه جزء منسوبٌ إليه، وكتاب «نظم الدرر الناصعة في شعر المائة السابعة» في مجلدات عدة، ذكر الذهبي في المعجم المختصر أنه خرّج معجماً لشيوخه بلغوا خمسمئة شيخ بالسماع والإجازة.
وله «تلقيح الأفهام في تنقيح الأوهام»، وله أشياء كثيرة في الأنساب وغير ذلك. قال ابن رجب: «تكلم في عقيدته، وفي عدالته، وسمعت من شيوخنا ببغداد شيئاً من ذلك، روى عنه ولده ببغداد، وسمع منه محمود بن خليفة وآخرون. وهو بالجملة أخباري، علامة، ما هو دون أبي الفرج الأصبهاني، له شعرٌ حسن، له نظرٌ في علوم الأوائل، كان ظريفاً، متواضعاً، حسن الأخلاق، وكانت وفاته ببغداد ودفن بالشونيزية، تلك المقبرة الموجودة بالجانب الغربي من بغداد».
عبد الله محمود حسين
(642-723هـ/1244-1323م)
أبو الفضل كمال الدين عبد الرزاق ابن أحمد بن محمد المروزي الأصل، البغدادي الأخباري، الإمام، الكاتب المؤرخ الحنبلي، ابن الصابوني، ويعرف بابن الفُوطي نسبةً إلى بيع الفُوط، وكان الفوطي منسوباً لجدّه لأمه. ولد بدار الخلافة بغداد، وسمع بها من الصاحب محيي الدين بن الجوزي، كان مشرفاً على الكتب بالمستنصرية، وأُسر في واقعة التتار ببغداد، خلّصه نصير الدين الطوسي الوزير المشهور، فلازمه وأخذ عنه علم النجوم، واشتغل على غيره في اللغة والأدب، حتى برع ومهر في التاريخ، والشعر، وأيام العرب، وأقام بمراغة مدة، وولي بها خزانة الرصد بضع عشرة سنة والتي كانت تضم وفقاً لما رويَ أربعمئة ألف مصنف ومجلد، وتمكن من الاطلاع على العديد من نفائس الكتب التي لم يكن متاحاً له الوصول إليها، وهكذا فقد أتيحت له الفرصة للحصول على مجموعةٍ من الكتب القيّمة، وحصَّل فيها من كتب التاريخ ما لا مزيد عليه، وسمع بها من عددٍ من أعلامها البارزين قيل إن عددهم يزيد على خمسمئة شيخ وعالم، منهم المبارك بن المستعصم بالله سنة 666هـ/1267م، ثم عاد إلى بغداد، وبقي فيها حتى وفاته. وذكر في بعض مؤلفاته أنه طالع تواريخ الإسلام فسردها، وسرد شيئاً كثيراً جداً، سمع ببغداد الكثير، وعُنى بالحديث، وعُدَّ من الحُفاظ، حتى ذكره الذهبي في طبقاتهم، قال: «له النظم، والنثر، والباع الأطول في ترصيع تراجم الناس، وله ذكاءُ مفرط، وخط منسوب رشيق، وفضائل كثيرة، كان روضة معارف، وبحر أخبار، وسمع منه الكثير، وعُني بهذا الشأن، وجمع وأفاد، فلعل الحديث أن يُكفّرَّ عنه به، وكتب من التواريخ ما لا يوصف، وعمل تاريخاً كبيراً لم يبيضه، ثم عمل آخر دوّنه في خمسين مجلداً، سماه «مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب» طبع بتحقيق مصطفى جواد ونشرته وزارة الثقافة السورية بدمشق 1383هـ، وله كتاب «درر الأصداف في غرر ـ وقيل بحور ـ الأوصاف» وهو كبير جداً، ذكر أنه جمعه من ألف مصنف، وكتاب «المؤتلف والمختلف» رتبَّه مجدولاً، وكتاب «التاريخ على الحوادث»، وكتاب «الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة» وإلى أن مات طُبِعَ منه جزء منسوبٌ إليه، وكتاب «نظم الدرر الناصعة في شعر المائة السابعة» في مجلدات عدة، ذكر الذهبي في المعجم المختصر أنه خرّج معجماً لشيوخه بلغوا خمسمئة شيخ بالسماع والإجازة.
وله «تلقيح الأفهام في تنقيح الأوهام»، وله أشياء كثيرة في الأنساب وغير ذلك. قال ابن رجب: «تكلم في عقيدته، وفي عدالته، وسمعت من شيوخنا ببغداد شيئاً من ذلك، روى عنه ولده ببغداد، وسمع منه محمود بن خليفة وآخرون. وهو بالجملة أخباري، علامة، ما هو دون أبي الفرج الأصبهاني، له شعرٌ حسن، له نظرٌ في علوم الأوائل، كان ظريفاً، متواضعاً، حسن الأخلاق، وكانت وفاته ببغداد ودفن بالشونيزية، تلك المقبرة الموجودة بالجانب الغربي من بغداد».
عبد الله محمود حسين