متحف «م» ببيروت.. تحف فنية من صنع الطبيعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متحف «م» ببيروت.. تحف فنية من صنع الطبيعة



    متحف «م» ببيروت.. تحف فنية من صنع الطبيعة
      • 1
      • 2
      • 3
      • 4
      • 5
    صورة2/5


    المصدر:
    • دبي - نهى حوّا
    التاريخ:
    06 أغسطس 2023


    ت +ت -الحجم الطبيعي
    متحف «م»، الذي يلفظ بـ «ميم» وفقاً لحروف الأبجدية العربية، هو متحف خاص في بيروت يحوي أحد أهم المجموعات الخاصة من المعدنيات في العالم.
    كل قطعة في المتحف عبارة عن تحفة فنية بحد ذاتها، ويصح تسمية بعضها بالجواهر لأنها كذلك بالفعل.
    ففي إحدى قاعات المتحف يجري عرض معدنيات (ذهب وفضة) وأحجار كريمة (الماس وياقوت وتوباز وزمرد وبيريدوت وصفير وما إلى ذلك). لكن الأحجار النفيسة ليست وحدها ما يبهر الزائر في ذاك المكان، ذلك أن كل بلورة لفظتها الأرض من جوفها تفيض بألوان وأشكال وبريق وأضواء تعجز لوحة أي فنان أمامها. وهي إلى جانب جماليتها التي تسر العين، تبعث بنوع من الطاقة في المكان.

    مجموعات خاصة
    يشير الكتيب الترويجي للمتحف إلى أنها واحدة من أجمل المجموعات الخاصة في العالم. تضم أكثر من ألفي نوع من المعدنيات تمثل 450 نوعاً مختلفاً من 70 دولة، وكان صاحب المجموعة، سليم إده، قد باشر بجمعها بدءاً من عام 1997، ثم ألهمته جدته بإنشاء متحف خاص بقولها له «يا تيتا، ما بعمرو حدا أخذ شي معو».
    وقد اختار للمتحف تسمية «م» لأنه الحرف الأول من الكلمات الثلاث التي تلخص المشروع: متحف، ومعدن ومنجم، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، علماً أن المتحف إلى جانب المعدنيات، يستضيف معرضاً لأحفوريات لبنان، يقال إن تاريخها يعود إلى نحو 100 مليون سنة.

    جانب جمالي
    افتتح المتحف عام 2013 داخل حرم جامعة القديس يوسف، وهو يسلط الضوء على «الجانب الجمالي» أكثر من الجانب العملي والمعدني، على الرغم من توفير شاشات تعمل باللمس لتعميق معرفة الزوار بالقطع المعروضة التي تأتي من مجموعات خاصة شهيرة وأخرى تعود لمتاحف، بالإضافة إلى عمليات استخراج معاصرة.
    وكانت قد شهدت فترة السبعينيات ظاهرة صعود مجموعات خاصة معروضة للجمهور، في مقابل تخلي مؤسسات عريقة عن مجموعاتها ذات الأهمية التاريخية، وأبرزها مجموعة أكاديمية العلوم الطبيعية في فيلادلفيا التي بدأت تجميعها منذ عام 1812.
    انخرط، سليم إده، في شراء مجموعته بدءاً من السبعينيات، فاشترى عينات ذهب من فنزويلا وأفضل المعدنيات المكسيكية، كما حاز على معدنية «اللجراندايت» الساحرة الملقبة بـ «شمس الآزتيك». كما اشترى أجمل العينات من مجموعة متحف هيوستن، وشهدت سنة 2013 عمليات بيع المعدنيات الفرنسية من نوع معدن «فلوريتات».
    وإلى هذه المجموعات الهامة تضاف المعدنيات المتحصلة من أنشطة التجار. كتب سليم اده عن انبهاره بتلك البلورات قائلاً «كيف تسنى لهذا الانتظام الباهر أن يولد من رحم الطينة الهيولية»، مضيفاً «هو اللغز الذي طالما استحوذ عليّ إزاء التنوع المذهل للأشكال الهندسية التي نشأت عن هذا الانتظام وحيال تلك الأسطح التي صقلتها الطبيعة غاية في الاكتمال، واستواء الزوايا فيما بينها بدقة متناهية».
    يشير الكتيب إلى أنه من أصل 4 آلاف نوع معدني التي تم إحصاؤها حتى اليوم، هناك ما بين 250 إلى 300 نوع معدني فقط تقدم للعالم عينات جديرة بأن تُعرض للجمهور (أما الأنواع الأخرى فتقدم بلورات مجهرية وعينات حجرية لا تتحلى بأي ميزة).
    ويصعب العثور على عينات جيدة من الأنواع الأندر غير المعروفة، كما أن البلورات الكبيرة تعد استثناءات في الطبيعة.

    روائع الطبيعة
    غالباً ما يتم استخراج المعدنيات بغاية تحويلها إلى معادن أو منتجات كيماوية أو أحجار كريمة بالتالي فإن غالبيتها يتبدد مع استحالة إعادة تشكيله. وعليه يرى الهدف الذي ترمي إليه متاحف المعدنيات هو حفظ عينات المعدنيات التي تعتبر بحق روائع الطبيعة جديرة بمتحف.
    أما عن مهمة متحف المعدنيات «م»، فهي تكمن في إبراز الجوانب التاريخية والصناعية والاقتصادية، فضلاً عن الجمالية التي تتحلى بها التعدين غير الحاضر في المشهد المتحفي في لبنان والشرق الأوسط. وعن تلك الجمالية التي تنضح من المجموعة، فهي مدعمة بتقنيات حديثة في الإنارة لتتجلى روعتها بألوانها وبريقها وأشكالها.


يعمل...
X