منذ ٧ سنوات
شاهد ذكرياتك
تحسين صباغ مع خلدون الخن
٢٦ مارس ٢٠١٥ ·
شخصيات من بلدي
الشخصية الثامنة والعشرين
الأستاذ هشام الحمصي – أديب الخطباء وخطيب الأدباء
فقدت دمشق والعالم الأسلامي منذ خمسة أيام اديبأ من ادبائها
الاستاذ هشام الحمصي
تعرفت عليه عندما كنت طالب في مدرسة البزم سألت الاستاذ رضا القهوجي سؤالآ فأمسك يدي وذهبنا للمدرسه المقابله وهي بور سعيد وقال له تحسين له سؤال وعرفني على الأستاذ هشام وكان ذلك عام 1974
كان أول لقائي بهذه القامه الأدبيه ولم أعرف فيمن عرفت خطيبًا يتوفر على خطبته البلاغه كما يتوفر عليها الشيخ هشام. ولا أعرف فيمن عرفت راوية للشعر والحكمة والأدب والطرفة يحفظ منها كما يحفظ الشيخ هشام،
استطاع أن يميّز أنه أمام مشروع هامة شامخة من دعاة هذه البلدة , ولاعجب فهو العالم المتعلم ابن أحد العلماء البارزين , فوالده المفتي الشيخ عبدالرزاق الحمصي - رحمه الله – ,
تربى في كنفه ونهل من علمه وعلم معاصريه , كان درس الاستاذ هشام متعة للقلب والعقل , أحببناه واحترمنا شخصه ورِفعة خلقه , كان إذا أراد معاقبتنا لشغب اقترفه البعض , يحرمنا من متعة سماع القرآن الكريم مجوّداً بصوته , فمن هو هشام الحمصي
ولد في دمشق عام 1939م وتوفي يوم الأحد الماضي 22 آذار 2015
يحمل الشهادات الشرعية والعامة في الإعدادي والثانوي وإجازة في الشريعة ودبلوماً في التربية من جامعة دمشق .
درّس في العديد من ثانويات دمشق وحاضر في مادة التفسير والتجويد في جامعة دمشق – كلية الشريعة
درّس في دار المعلمين الأولى بضع سنوات قبل تقاعده ، كما درّس النحو في جامعة أم درمان الخاصة وكلية الشريعة والقانون
أما الخطابة المحكمة فقد شهد لها القاصي والداني ، وتوافدت لسماعها والإفادة منها الجموع الغفيرة من كل حدب وصوب، وحيثما حلّ الشيخ أو ارتحل، بدءاً بمسجد الفردوس، ومرورا بالبدر وسعد بن معاذ، وانتهاءً بالثناء .
ولا تحسبن هذه الجموع – على كثرتها واختلافها وتنوع مشاربها ومواردها – من طَغام الناس وغوغائهم، بل هم النخبة علما وثقافة وفهما وحذقا، فيهم الطبيب والمهندس، والقاضي والمحامي، والوزير والسفير، والأستاذ الجامعي والمدرس المتميز، والضابط والطيار، وما لا أحصي من كرام الناس وعلية القوم، يجمعهم جميعا هم واحد هو الفوز بسماع خطبة بأوجز عبارة، وأحلى بيان، وأحسن استدلال، وأحكم تسلسل، وأجمع موضوع.
ولا غرو فالشيخ يحترم هذه العقول التي تفد إليه، ويقدرها حق القدر، باذلاً وسْعه ومستفرغا جهده في سبيل إفادتها بكل مفيد، وإطرافها بكل ماتع وجديد. وكل من حضر له خطبة من خطبه، يخرج بعلم غزير، وشعر وفير، وبيان عال، وفصاحة معجبة، وبلاغة مطربة. ومما يزيد خطبته بهاء وكمالا، حسن تخيره لما يقرأه من الآيات في صلاة الجمعة بعدها، إذ هي تناسب الموضوع الذي طرقه، وروعة أدائه لما يتلوه من هذه الآيات فيها، إذ هو يحبرها تحبيرا، ويصور ما فيها من معان تصويرا.
وأما الرواية المرسلة فأمرٌ عُرف الشيخ به أنّى حلّ أو ارتحل، فهو نزهة المجالس، وسميرها، ومحدّثها، وواسطة عقدها، يتسابق عارفوه ومحبّوه إلى دعوته، ليحظوا بحديثه الشائق، وحكايته الأخبار وإنشاده الأشعار.
والأستاذ هشام واحد من عُشاق العربية، وحاملي رايتها، الذائدين عنها، المنافحين دونها، العاملين ليل نهار في سبيلها وسبيل قرآنها، وقد اشتهر بين الناس حرصه على اللغة والأدب وكثرة عنايته بهما في خطبه، وإلحاحه على تنبيه الناس على أسرار اللغة وجمال الأدب والشعر، حتى عِيب ذلك عليه، وهو لعمري ليس بعيب، بل مفخرة من مفاخره.
ألّف ثلاثة كتب وهو طالب في الجامعة (أذيعت عبر إذاعة دمشق في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات وهي : 1: مرشد الخطيب وزاد الأديب
2: عبير النبوة
3: حديث الاثنين ( جزآن )
وبعد بلوغه الخمسين من عمره ألف ثلاثة عشر كتاباً جديداً :
1: نظرات في كتاب الله
2: القضاء والقدر حق وعدل
3: الأسرة المثلى مشكلات وحلول
4: الأطفال بهجة الدنيا وأمل المستقبل
5: رحلة الحياة بين الأمل والعمل والأجل
6: دراسات منهجية في النحو والتفسير والفقه والحديث
7: عبق الأزهار في التبصر والاعتبار
8: الجديد في فقه القرآن المجيد
9 : جواهر الفوائد في علوم التفسير واللغة والقواعد
10: الرؤيا تفسيرها وضوابطها
11: عيون الاشعار وروائع الأفكار
12: قطوف الآداب وثمرات الألباب
13 : خير الأدب عند العرب
يَنظُم الشيخ الشعر ويحفظ الكثير منه ، كما خطب على منابر دمشق في عدة مساجد مرموقة مدة 53 سنة مرتجلاً
سافر إلى الولايات المتحدة وكندا في التسعينيات من القرن العشرين عدّة مرات بناءً على دعوة الجالية السورية من الأطباء هناك لإلقاء خطب ومحاضرات في عدّة ولايات .
رافقه في رحلات الحج آلاف من أهل بلدتنا , فأضاف بصحبته الى متعة الحج متعة أُخرى لا ينساها مرافقوه , وكانت صحبته سلوى في لحظات التعب والنصب .
المراجع نقولات ببعض التصرف من صفحة
حي المهاجرين الدمشقي
" أشراف سكنوا المهاجرين "