أكتوبر شهر مميز في الغرب، فهو شهر الانتقال من الخريف إلى الشتاء، وشهر عيد الهالوين.
لشهر أكتوبر مكانة مميزة في عالم المال، تُعرَف بتأثير أكتوبر، وهو أحد الأشهر المخيفة في التقويم المالي.
هل يستحق أكتوبر هذا الخوف؟ في الواقع، يمتد تاريخ الأحداث التي أعطته هذه السمعة السيئة أكثر من مئة عام.
أزمة الذعر المصرفي سنة 1907
هددت حالة ذعر مالي بابتلاع وول ستريت، نتجت من تهديدات باتخاذ إجراءات تشريعية ضد صناديق الائتمان وتقليص الأرصدة. بدأت حالة الذعر في أكتوبر1907 واستمرت 6 أسابيع.
في هذه الفترة سُحبَت الكثير من الودائع من المصارف، واجتاحت سوق الأسهم موجة من البيع بسبب الخوف.
منع التحالف بقيادة بنك جي بي مورغان حدوث انهيار كبير في الولايات المتحدة، إذ عوض غياب الاحتياطي الفدرالي الذي تأسس سنة 1913.
انهيار سوق الأسهم سنة 1929
بدأ الانهيار يوم 24 أكتوبر 1929 بمعدلات غير مسبوقة، إذ كان الكثير من الناس قد استثمروا أموالهم في السوق.
خلّفت هذه الأزمة عدة أيام سوداء مسجلة في التاريخ، سجل كل منها أرقامًا قياسية في انخفاض الأسعار.
الاثنين الأسود
يوم الاثنين 19 أكتوبر1987 حدث ركود مالي وانهيار غير متوقع لسوق الأسهم، لذا يسميه المؤرخون يوم الاثنين الأسود. بدأت يومها عروض البيع لإيقاف الخسائر والعدوى المالية، وسببت أزمة في السوق انتشرت في كل أسواق العالم التي تساقطت مثل أحجار الدومينو.
تدخل الاحتياطي الفدرالي مع عدة بنوك مركزية أخرى لحل المشكلة، وانتعشت بورصة داو بسرعة بعد انخفاضها بنسبة 22%.
هل يُلام أكتوبر بدلًا من سبتمبر؟
يعتقد الكثيرون أن سبتمبر أسوأ من أكتوبر. في الواقع، شهد شهر سبتمبر انهيارات سوقية عبر التاريخ أكثر من أكتوبر.
إن العوامل التي أدت إلى الانهيار سنة 1929 وأزمة الذعر سنة 1907 حدثت في سبتمبر أو قبله، لكن أثرها ظهر في أكتوبر.
بدأت موجة الذعر سنة 1907 في مارس تقريبًا، حين بدأ القلق حول مصير الشركات الائتمانية، لذا كان حدوث الأزمة متوقعًا في أي شهر.
يقول بعض الناس إن انهيار عام 1929 بدأ في فبراير، بعد قرار الاحتياطي الفدرالي منع قروض تداول الهامش ورفع معدلات الفائدة.
(اليوم الأسود) الأصلي
يتفق معظم الأمريكيين على أن (الجمعة الأسود) هو يوم الجمعة الذي يلي عطلة عيد الشكر، يعرض فيه الباعة بضائعهم بحسومات كبيرة وتُفتح أبواب التسوق في العطلة أمام المستهلكين.
لكن يوم (الجمعة الأسود) الأصلي في 24 سبتمبر 1869 لم يكن يومًا جميلًا أبدًا، إذ حاول فيه جاي غولد مع غيره من المضاربين احتكار سوق الذهب بمساعدة عميل من داخل الخزانة، واستمر ارتفاع السعر حتى أحبطت الخزانة هذه المحاولة ببيع ذهب حكومي بقيمة 4 مليون دولار لينخفض سعر الذهب 25 دولارًا في يوم واحد، وأدى ذلك إلى انهيار كارثي ألحق الضرر بالعديد من المضاربين.
الأربعاء الأسود
الأربعاء الأسود هو يوم 16 سبتمبر 1992، إذ شن فيه رجل الأعمال جورج سوروس غارةً على الجنيه الإسترليني.
لكن هذا الحدث ليس مشهورًا خارج أوساط فوريكس (أحد أكبر الأسواق الدولية لصرف العملات)، أما في أوساط فوريكس فتُعد هذه الصفقة إحدى أعظم الصفقات في التاريخ.
أشارت التقارير إلى أن سوروس جنى مليار دولار من هذه الصفقة، لكن الحكومة البريطانية خسرت المليارات وهي تحاول دعم عملتها قبل الاستسلام في نهاية المطاف.
سبتمبر 2001 و2008
كان انخفاض مؤشر بورصة داو في اليوم الواحد في سبتمبر 2001 و2008 أكبر من يوم الاثنين الأسود 1987.
وقعت أزمة 2001 بسبب الهجوم الإرهابي على أبراج التجارة الدولية في الولايات المتحدة، أما انهيار 2008 فقد نتج من أزمة الرهن العقاري.
لم تقتصر خسائر 2008 على اقتصاد الولايات المتحدة، بل كلفت الاقتصاد العالمي 1.2 ترليون دولار.
ملاك متنكر
تاريخيًا، سُجل توقف انخفاض الأسواق في شهر أكتوبر أكثر مما سُجلت بدايات الانخفاض.
لكن بسبب النظرة السلبية تجاه شهر أكتوبر، فقد تتوفر فيه فرص شراء أفضل لمن يريد الاستثمار في الاتجاه المعاكس للسوق.
مع أن أسعار السوق انخفضت في أعوام 1987 و1990 و2001 و2002، انعطفت في شهر أكتوبر من هذه الأعوام واتجهت نحو الارتفاع طويل المدى.
مثلًا كان يوم الاثنين الأسود 1987 من أعظم فرص الشراء في الأعوام الخمسين الأخيرة. انتهز بيتر لينش وغيره من المستثمرين هذه الفرصة لشراء الكثير من الأسهم في شركات كبيرة أخفق في الاستثمار فيها سابقًا، إذ استرجعت معظم هذه الأسهم قيمتها السابقة بعد تعافي السوق، وارتفع سعر بعضها أكثر من السابق بكثير.
تأثير غير مبرر لأكتوبر
ساءت سمعة شهر أكتوبر في عالم المال بعد أن شهد العديد من الأيام السوداء، لكنه تأثير نفسي لا يستند على أسس واقعية، إذ واجه معظم المستثمرين فترات سيئة في سبتمبر أكثر من أكتوبر، وفي الحقيقة لا تتركز الأحداث المالية في أي وقت محدد.
وقع أسوأ أحداث الانهيار المالي 2008-2009 في الربيع، وهو إفلاس ليمان برذرز.
تنخفض العديد من الأسهم في نوفمبر وديسمبر بسبب إعداد ميزانيات نهاية العام، والعديد من الأحداث التي ألحقت الضرر بعالم المال لم تُسم أيامًا سوداء، ببساطة لأن الإعلام لم يقرر منحها هذا اللقب في وقتها. لا يمكن حصر الذعر المالي وانهيارات الأسواق في شهر محدد، إذ إن شهر أكتوبر ليس معرضًا للأزمات أكثر من سواه.
لشهر أكتوبر مكانة مميزة في عالم المال، تُعرَف بتأثير أكتوبر، وهو أحد الأشهر المخيفة في التقويم المالي.
هل يستحق أكتوبر هذا الخوف؟ في الواقع، يمتد تاريخ الأحداث التي أعطته هذه السمعة السيئة أكثر من مئة عام.
أزمة الذعر المصرفي سنة 1907
هددت حالة ذعر مالي بابتلاع وول ستريت، نتجت من تهديدات باتخاذ إجراءات تشريعية ضد صناديق الائتمان وتقليص الأرصدة. بدأت حالة الذعر في أكتوبر1907 واستمرت 6 أسابيع.
في هذه الفترة سُحبَت الكثير من الودائع من المصارف، واجتاحت سوق الأسهم موجة من البيع بسبب الخوف.
منع التحالف بقيادة بنك جي بي مورغان حدوث انهيار كبير في الولايات المتحدة، إذ عوض غياب الاحتياطي الفدرالي الذي تأسس سنة 1913.
انهيار سوق الأسهم سنة 1929
بدأ الانهيار يوم 24 أكتوبر 1929 بمعدلات غير مسبوقة، إذ كان الكثير من الناس قد استثمروا أموالهم في السوق.
خلّفت هذه الأزمة عدة أيام سوداء مسجلة في التاريخ، سجل كل منها أرقامًا قياسية في انخفاض الأسعار.
الاثنين الأسود
يوم الاثنين 19 أكتوبر1987 حدث ركود مالي وانهيار غير متوقع لسوق الأسهم، لذا يسميه المؤرخون يوم الاثنين الأسود. بدأت يومها عروض البيع لإيقاف الخسائر والعدوى المالية، وسببت أزمة في السوق انتشرت في كل أسواق العالم التي تساقطت مثل أحجار الدومينو.
تدخل الاحتياطي الفدرالي مع عدة بنوك مركزية أخرى لحل المشكلة، وانتعشت بورصة داو بسرعة بعد انخفاضها بنسبة 22%.
هل يُلام أكتوبر بدلًا من سبتمبر؟
يعتقد الكثيرون أن سبتمبر أسوأ من أكتوبر. في الواقع، شهد شهر سبتمبر انهيارات سوقية عبر التاريخ أكثر من أكتوبر.
إن العوامل التي أدت إلى الانهيار سنة 1929 وأزمة الذعر سنة 1907 حدثت في سبتمبر أو قبله، لكن أثرها ظهر في أكتوبر.
بدأت موجة الذعر سنة 1907 في مارس تقريبًا، حين بدأ القلق حول مصير الشركات الائتمانية، لذا كان حدوث الأزمة متوقعًا في أي شهر.
يقول بعض الناس إن انهيار عام 1929 بدأ في فبراير، بعد قرار الاحتياطي الفدرالي منع قروض تداول الهامش ورفع معدلات الفائدة.
(اليوم الأسود) الأصلي
يتفق معظم الأمريكيين على أن (الجمعة الأسود) هو يوم الجمعة الذي يلي عطلة عيد الشكر، يعرض فيه الباعة بضائعهم بحسومات كبيرة وتُفتح أبواب التسوق في العطلة أمام المستهلكين.
لكن يوم (الجمعة الأسود) الأصلي في 24 سبتمبر 1869 لم يكن يومًا جميلًا أبدًا، إذ حاول فيه جاي غولد مع غيره من المضاربين احتكار سوق الذهب بمساعدة عميل من داخل الخزانة، واستمر ارتفاع السعر حتى أحبطت الخزانة هذه المحاولة ببيع ذهب حكومي بقيمة 4 مليون دولار لينخفض سعر الذهب 25 دولارًا في يوم واحد، وأدى ذلك إلى انهيار كارثي ألحق الضرر بالعديد من المضاربين.
الأربعاء الأسود
الأربعاء الأسود هو يوم 16 سبتمبر 1992، إذ شن فيه رجل الأعمال جورج سوروس غارةً على الجنيه الإسترليني.
لكن هذا الحدث ليس مشهورًا خارج أوساط فوريكس (أحد أكبر الأسواق الدولية لصرف العملات)، أما في أوساط فوريكس فتُعد هذه الصفقة إحدى أعظم الصفقات في التاريخ.
أشارت التقارير إلى أن سوروس جنى مليار دولار من هذه الصفقة، لكن الحكومة البريطانية خسرت المليارات وهي تحاول دعم عملتها قبل الاستسلام في نهاية المطاف.
سبتمبر 2001 و2008
كان انخفاض مؤشر بورصة داو في اليوم الواحد في سبتمبر 2001 و2008 أكبر من يوم الاثنين الأسود 1987.
وقعت أزمة 2001 بسبب الهجوم الإرهابي على أبراج التجارة الدولية في الولايات المتحدة، أما انهيار 2008 فقد نتج من أزمة الرهن العقاري.
لم تقتصر خسائر 2008 على اقتصاد الولايات المتحدة، بل كلفت الاقتصاد العالمي 1.2 ترليون دولار.
ملاك متنكر
تاريخيًا، سُجل توقف انخفاض الأسواق في شهر أكتوبر أكثر مما سُجلت بدايات الانخفاض.
لكن بسبب النظرة السلبية تجاه شهر أكتوبر، فقد تتوفر فيه فرص شراء أفضل لمن يريد الاستثمار في الاتجاه المعاكس للسوق.
مع أن أسعار السوق انخفضت في أعوام 1987 و1990 و2001 و2002، انعطفت في شهر أكتوبر من هذه الأعوام واتجهت نحو الارتفاع طويل المدى.
مثلًا كان يوم الاثنين الأسود 1987 من أعظم فرص الشراء في الأعوام الخمسين الأخيرة. انتهز بيتر لينش وغيره من المستثمرين هذه الفرصة لشراء الكثير من الأسهم في شركات كبيرة أخفق في الاستثمار فيها سابقًا، إذ استرجعت معظم هذه الأسهم قيمتها السابقة بعد تعافي السوق، وارتفع سعر بعضها أكثر من السابق بكثير.
تأثير غير مبرر لأكتوبر
ساءت سمعة شهر أكتوبر في عالم المال بعد أن شهد العديد من الأيام السوداء، لكنه تأثير نفسي لا يستند على أسس واقعية، إذ واجه معظم المستثمرين فترات سيئة في سبتمبر أكثر من أكتوبر، وفي الحقيقة لا تتركز الأحداث المالية في أي وقت محدد.
وقع أسوأ أحداث الانهيار المالي 2008-2009 في الربيع، وهو إفلاس ليمان برذرز.
تنخفض العديد من الأسهم في نوفمبر وديسمبر بسبب إعداد ميزانيات نهاية العام، والعديد من الأحداث التي ألحقت الضرر بعالم المال لم تُسم أيامًا سوداء، ببساطة لأن الإعلام لم يقرر منحها هذا اللقب في وقتها. لا يمكن حصر الذعر المالي وانهيارات الأسواق في شهر محدد، إذ إن شهر أكتوبر ليس معرضًا للأزمات أكثر من سواه.