ذو نون مصري
Dhu al-Noun al-Masri - Dhu al-Noun al-Masri
ذو النون المصري
(180-246هـ/796-860م)
أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم المصري الأخميمي المشهور بذي النون، أحد الزهاد العباد المشهورين من أهل مصر. صنعوي كيميائي، اهتم بدراسة الطب إلى جانب الاعتناء بالحديث النبوي، فكان يجلس معظم أوقاته في مجالس رجال الحديث، وكان يروي الموطّأ عن الإمام مالك بن أنس[ر] (ت179هـ/795م)، كما عرف بالورع وبالتقوى على أساس الغنوصية (نزعة فكرية ترمي إلى مزج الفلسفة بالدين وتعتمد التأمل المعرفي ولها أهلها المؤهلون بالتصوف[ر]) إلا أنه لم يخرج عن نطاق أهل السنة ومبادئهم وعلوم الفقهاء من أهل الظاهر وقد سبب له اتجاهه الصوفي هجوم أصحاب المذهب المالكي، كما تعرض من ناحية أخرى إلى هجوم المعتزلة[ر] العنيف بسبب اعتقاده بقدم القرآن.
ولد ذو النون ببلدة أخميم جنوبي مصر ونسب إليها، وقد كان والده نوبياً من موالي قريش، كما يروي محمد بن يوسف الكندي في كتابه «تاريخ الموالي بمصر».
وكان ذو النون محباً للتنقل والأسفار طلباً للعلم والتوسع به. فقد زار مكة ودمشق وأنطاكية. ويروى أنه زار بغداد بدعوة مـن الخليفة العباسي بالعــراق المتوكل على الله[ر] (ت247هـ/861م). وبعد عودته من بغداد إلى القاهرة حيث توفي فيها ودفن من يومه بجنازة مهيبة نظراً لورعه وتقواه، ولهذا فقد شُيد على قبره في القرافة الصغرى مشهد كان يزوره معظم أهل مصر الذين كانوا يجلّونه، ويعد ذو النون رأس الصوفية، وأول من فسر الإشارات الصوفية وتكلم على المعرفة بقوله: إنها على ضروب ثلاثة: هي معرفة العامة، ومعرفة المتكلمين والحكماء، ومعرفة الخاصة من الأولياء والمقربين الذين يعرفون الله بقلوبهم، وهي أسمى وأيقن لأنها لا تحصل عن التعلم والكسب والاستدلال ولكنها إلهام يفيضه الله على قلب عبده، وعنده أن بين الرب والعبد حباً متبادلاً، ومن ذاق الحب الإلهي عرف الذات الإلهية وتحقيق وحدانيتها وأصبح من العارفين المقربين».
تحدث بعض العلماء والمجتهدين عن مآثره ومناقبه. كان منهم محيي الدين محمد بن عربي[ر] (ت638هـ/1240م) وألف كتاباً بعنوان «الكوكب الدري في مناقب ذي النون المصري»، كما صنف السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر[ر] (ت911هـ/1505م) كتاباً بعنوان «السر المكنون في مناقب ذي النون».
مؤلفاته وآثاره: يقول بروكلمان في صدد مؤلفاته ومصنفاته التي تنسب إليه في كتابه «تاريخ الأدب العربي»: «يبدو أن مثل التصوف ارتبطت عند ذي النون المصري بأوهام الكيمياء ولكن ليس من الثابت أن المصنفات المنسوبة إليه هي له حقاً».
بينما يؤكد سيزكين في كتابه «تاريخ التراث العربي» اشتغال ذي النون المصري بعلم الصنعة وأنه صنف بعض الكتب بالكيمياء، وذلك بالاستناد إلى ما أورده النديم[ر] في «الفهرست» منها، وإلى المقتبسات التي وردت في كتب بعض الصنعويين القدماء الذين أتوا بعده. من أهم مؤلفاته : كتاب «الركن الكبير» أو«الركن الأكبر»، وكتاب «الثقة بالصنعة» ذكرهما النديم في الفهرست، وكتاب «المجريات» يشمل على جملة من الوصفات الطبية والكيميائية والسحر والطلاسم، له نسخة خطية في مكتبة باريس الوطني، و«القصيدة في الصنعة الكريمة»، نسخها الخطية في مكتبة باريس الوطنية وفي المتحف البريطاني نسخة ضمن مجموع في الكيمياء وفي مكتبة نور عثمانية في اصطنبول، نسخة بعنوان «أرجوزة في علم الصنعة». وضع لهذه القصيدة أيدمر الجلدكي[ر] (ت743/1342م) شرحاً بعنوان «الدر المكنون في شرح قصيـدة ذي النون» كما شرحها آخرون. «رسالة في العناصر الثلاثة»، لها نسخة بالفارسية في مكتبـة سراي أحمـد الثالث في اصطنبول بـرقم (02075) ضمن مجموع رسالة في خواص الأكسير، نسخها الخطية في مكتبة فاتح في اصطنبول، «رسالة في تدبير الحجر المكرم أو الكريم»، نسخها الخطية في حاجي محمود في اصطنبول. كتاب «صفة المؤمن والمؤمنة»، في المكتبة الظاهرية ضمن مجموع. رسالة تشمل على أقواله والأحاديث التي رواها إضافة إلى سيرة موجزة لحياته نسخها الخطية في مكتبة برلين، ضمن مجموع برقم (1397)، وأقاصيص تربوية: نسخها الخطية في برلين ضمن مجموع برقم (4347).
زهير حميدان
Dhu al-Noun al-Masri - Dhu al-Noun al-Masri
ذو النون المصري
(180-246هـ/796-860م)
أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم المصري الأخميمي المشهور بذي النون، أحد الزهاد العباد المشهورين من أهل مصر. صنعوي كيميائي، اهتم بدراسة الطب إلى جانب الاعتناء بالحديث النبوي، فكان يجلس معظم أوقاته في مجالس رجال الحديث، وكان يروي الموطّأ عن الإمام مالك بن أنس[ر] (ت179هـ/795م)، كما عرف بالورع وبالتقوى على أساس الغنوصية (نزعة فكرية ترمي إلى مزج الفلسفة بالدين وتعتمد التأمل المعرفي ولها أهلها المؤهلون بالتصوف[ر]) إلا أنه لم يخرج عن نطاق أهل السنة ومبادئهم وعلوم الفقهاء من أهل الظاهر وقد سبب له اتجاهه الصوفي هجوم أصحاب المذهب المالكي، كما تعرض من ناحية أخرى إلى هجوم المعتزلة[ر] العنيف بسبب اعتقاده بقدم القرآن.
ولد ذو النون ببلدة أخميم جنوبي مصر ونسب إليها، وقد كان والده نوبياً من موالي قريش، كما يروي محمد بن يوسف الكندي في كتابه «تاريخ الموالي بمصر».
وكان ذو النون محباً للتنقل والأسفار طلباً للعلم والتوسع به. فقد زار مكة ودمشق وأنطاكية. ويروى أنه زار بغداد بدعوة مـن الخليفة العباسي بالعــراق المتوكل على الله[ر] (ت247هـ/861م). وبعد عودته من بغداد إلى القاهرة حيث توفي فيها ودفن من يومه بجنازة مهيبة نظراً لورعه وتقواه، ولهذا فقد شُيد على قبره في القرافة الصغرى مشهد كان يزوره معظم أهل مصر الذين كانوا يجلّونه، ويعد ذو النون رأس الصوفية، وأول من فسر الإشارات الصوفية وتكلم على المعرفة بقوله: إنها على ضروب ثلاثة: هي معرفة العامة، ومعرفة المتكلمين والحكماء، ومعرفة الخاصة من الأولياء والمقربين الذين يعرفون الله بقلوبهم، وهي أسمى وأيقن لأنها لا تحصل عن التعلم والكسب والاستدلال ولكنها إلهام يفيضه الله على قلب عبده، وعنده أن بين الرب والعبد حباً متبادلاً، ومن ذاق الحب الإلهي عرف الذات الإلهية وتحقيق وحدانيتها وأصبح من العارفين المقربين».
تحدث بعض العلماء والمجتهدين عن مآثره ومناقبه. كان منهم محيي الدين محمد بن عربي[ر] (ت638هـ/1240م) وألف كتاباً بعنوان «الكوكب الدري في مناقب ذي النون المصري»، كما صنف السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر[ر] (ت911هـ/1505م) كتاباً بعنوان «السر المكنون في مناقب ذي النون».
مؤلفاته وآثاره: يقول بروكلمان في صدد مؤلفاته ومصنفاته التي تنسب إليه في كتابه «تاريخ الأدب العربي»: «يبدو أن مثل التصوف ارتبطت عند ذي النون المصري بأوهام الكيمياء ولكن ليس من الثابت أن المصنفات المنسوبة إليه هي له حقاً».
بينما يؤكد سيزكين في كتابه «تاريخ التراث العربي» اشتغال ذي النون المصري بعلم الصنعة وأنه صنف بعض الكتب بالكيمياء، وذلك بالاستناد إلى ما أورده النديم[ر] في «الفهرست» منها، وإلى المقتبسات التي وردت في كتب بعض الصنعويين القدماء الذين أتوا بعده. من أهم مؤلفاته : كتاب «الركن الكبير» أو«الركن الأكبر»، وكتاب «الثقة بالصنعة» ذكرهما النديم في الفهرست، وكتاب «المجريات» يشمل على جملة من الوصفات الطبية والكيميائية والسحر والطلاسم، له نسخة خطية في مكتبة باريس الوطني، و«القصيدة في الصنعة الكريمة»، نسخها الخطية في مكتبة باريس الوطنية وفي المتحف البريطاني نسخة ضمن مجموع في الكيمياء وفي مكتبة نور عثمانية في اصطنبول، نسخة بعنوان «أرجوزة في علم الصنعة». وضع لهذه القصيدة أيدمر الجلدكي[ر] (ت743/1342م) شرحاً بعنوان «الدر المكنون في شرح قصيـدة ذي النون» كما شرحها آخرون. «رسالة في العناصر الثلاثة»، لها نسخة بالفارسية في مكتبـة سراي أحمـد الثالث في اصطنبول بـرقم (02075) ضمن مجموع رسالة في خواص الأكسير، نسخها الخطية في مكتبة فاتح في اصطنبول، «رسالة في تدبير الحجر المكرم أو الكريم»، نسخها الخطية في حاجي محمود في اصطنبول. كتاب «صفة المؤمن والمؤمنة»، في المكتبة الظاهرية ضمن مجموع. رسالة تشمل على أقواله والأحاديث التي رواها إضافة إلى سيرة موجزة لحياته نسخها الخطية في مكتبة برلين، ضمن مجموع برقم (1397)، وأقاصيص تربوية: نسخها الخطية في برلين ضمن مجموع برقم (4347).
زهير حميدان