شمس الدين الذهبي Al-Dhahabi أحد أعلام المؤرخين الكبار.مواليد الشامزمن المماليك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شمس الدين الذهبي Al-Dhahabi أحد أعلام المؤرخين الكبار.مواليد الشامزمن المماليك

    ذهبي (شمس دين)

    Al-Dhahabi (Shams ed Din-) - Al-Dhahabi (Shams ed Dine-)

    الذهبي (شمس الدين -)
    (673-748هـ/1274-1348م)

    أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الفارقي التركماني الدمشقي الشافعي شمس الدين، الإمام العلامة الحافظ المؤرخ المفنن دُرة القرن الثامن الهجري وأحد أعلام المؤرخين الكبار. ولد بدمشق في العصر المملوكي وعاش تحت ظله إلى أن مات، وعاش طفولته بين أكناف أسرة علمية متدينة، وأخذ مبادئ العلوم عن عدد من الشيوخ، وسمع ما لا يحصى كثرةً من كتب الحديث الكبار، ومن الأجزاء، وأجازه عدد من الشيوخ بالشام ومصر والعراق والمغرب، وبلغ عدد شيوخه في «معجمه الكبير» نحو ألف وثلاثمئة بالسماع والإجازة، وخرج لجماعة من شيوخه وجرّح وعدّل، وفرّع وأصّل، وصحح وعلل، واستدرك وأفاد، وانتقى، واختصر كثيراً من تواليف المتقدمين والمتأخرين، وصنف الكتب المفيدة السائرة في الآفاق، سكن قرية كفر بطنا من قرى غوطة دمشق، وخطب بمسجدها عدة سنوات، ثم ولي مشيخة الظاهرية قديماً ثم مشيخة النفيسية والفاضلية والسكرية، وغير ذلك. رحل في طلب العلم إلى بعلبك وحمص وحماة وطرابلس الشام والمعرة وبُصرى ونابلس والرملة والقدس وتبوك، ثم رحل إلى القاهرة والإسكندرية، وقصد الديار المقدسة لأداء مناسك الحج فسمع من عدد من الشيوخ هناك، واهتم بالكتب التاريخية ومعجمات الشيوخ وقرن ذلك بالاتصال بأكبر شيوخ دمشق في عصره، كتقي الدين ابن تيمية، وجمال الدين المزي، وعلم الدين البرزالي فأفاد منهم وأفادوا منه، ولم يزل يكتب ويدأب حتى أصابه العمى قبل وفاته بسبعة أعوام.
    كان حريصاً على إنصاف أقرانه ممن أفاد منهم وأفادوا منه على مدى سنوات طويلة، وعُني بتسميع أولاده وانتفع الناس بما سَمَّعه لهم، وسئل عن مسائل وقيّد عنه جوابه فيها.
    كان الذهبي متبحراً في معرفة المتقدمين والمتأخرين، ولا يحابي منهم أحداً ولا يتحامل على أحد، ويوضح ما يقع في كلام غيره من إسراف في جرح أو انتقاد فيما يحكيه عن الرواة، وكان كثير الحفظ للمتون والآثار، جيد الخبرة بعلل الحديث العالي والنازل، مليح العبارة في تصانيفه وتعاليقه.
    أقام في دمشق يُرحل إليه من سائر البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد، وهو بين أكنافها ذخر لأهليها وشرف تفتخر وتزهو به الدنيا وما فيها إلى أن توفي ودفن بمقبرة باب الصغير ولم يخلف بعده في علوم الحديث مثله، وقد رثاه تلميذه الإمام تاج الدين السبكي بقصيدة منها هذه الأبيات:
    من للحديث وللسارين في الطلب
    من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي
    من للرواية والأخبار ينشرها
    بين البرية من عُرب ومن عجم
    من للدراية والآثار يحفظها
    بالنقد من وضع أهل الغي والكذب
    وقد خلّف الذهبي عدداً كبيراً من المؤلفات والمختصرات والمنتقيات زادت على المئتين، فثلث تقريباً للمؤلفات وفيها يظهر علم الذهبي ومكانه الكبير لا بسبب ضخامتها فحسب ولكن لما فيها من المعلومات القيمة، وثلث للسير المفردة والتراجم، وثلث للمختصرات والمنتقيات المختلفة، وهو أحد أهم من عُني بجمع المعلومات في أثناء أيام التاريخ المنصرمة شأنه في ذلك شأن ابن عساكر والسمعاني والخطيب البغدادي ممن كان قبله، والسيوطي، وابن طولون، وابن المبرد ممن جاء بعده، وكان في النقد والجرح والتعديل مدرسة قائمة بذاتها، وعلى يده تخرج الكثير من العلماء والحفاظ، وجميع من جاء من بعده من المؤرخين عالة عليه فيما صنفوه من المؤلفات المتصلة بتراجم الأعلام والتواريخ المتعلقة بحوادث الزمان، ويُكتفى بذكر بعض مؤلفاته الشهيرة المهمة في فنون وألوان مختلفة والتي لا يغني أحدها عن الآخر ولا الكبير منها عن الصغير، ولاسيما في شؤون التاريخ وتراجم الأعلام.
    فمن مؤلفاته في الحديث النبوي ومصطلحه:
    - «الأربعين في صفات رب العالمين»: وهو أربعون حديثاً في صفات الخالق عز وجل.
    - «الموقظة في علم مصطلح الحديث»: وهو رسالة صغيرة مهمة في شؤون مصطلح الحديث وما يتصل بشروط العمل به.
    ومن مؤلفاته في التاريخ:
    - «تاريخ الإسلام» وهو أعظم مؤلفاته قيمة على الإطلاق، وقد صنفه على الطبقات وجعل الطبقة عشر سنوات فجاء كتابه المذكور من سبعين طبقة وتوقف فيه عند تاريخ أحداث سنة سبعمئة هجرية، وصدّره بالسيرة النبوية الشريفة وسير الخلفاء الراشدين.
    - «العبر في خبر من عبر»: وهو تاريخه المتوسط وأحد أشهر مؤلفاته التي نقل عنها المؤرخون ممن جاؤوا بعده كابن العماد الحنبلي في «شذرات الذهب» الذي استوعب في كتابه معظم مادته.
    - «دول الإسلام»: وهو تاريخه الصغير، وقد لخص فيه الأحداث والوفيات من السنة الأولى للهجرة حتى سنة أربع وأربعين وسبعمئة، وقد كثر النقل عنه في مصنفات المؤرخين من بعده.
    ومن مؤلفاته في تراجم الإعلام:
    - «سير أعلام النبلاء»: وهو أهم مؤلفاته في هذا النوع من التأليف وأشهرها على الإطلاق، وقد أورد فيه تراجم مشاهير المسلمين من الصدر الأول حتى سنة أربعين وسبعمئة هجرية، وضمّنه تراجم الخلفاء والأمراء والوزراء والأدباء والمحدثين والفقهاء والقُراء والمفسرين والشعراء والأطباء والقادة وغيرهم ممن طبقت شهرتهم الآفاق، وقد ذيل عليه تقي الدين الفاسي مؤرخ مكة بذيل سماه «تعريف ذوي العلا بمن لم يذكره الذهبي من النبلا».
    - «الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة»: وهو يضم تراجم الرواة للأحاديث في «صحيح البخاري» و«صحيح مسلم» و«سنن أبي داود» و«سنن الترمذي» و«المجتبى من سنن النسائي» باختصار.
    - «معرفة القرّاء الكبار»: وقد ترجم فيه لمشاهير القراء الذين اتجهت عنايتهم نحو خدمة كتاب الله عز وجل، وقد قسمه إلى ثماني عشرة طبقة بدءاً من عصر الصحابة وانتهاء بعصره وقد جعل الطبقة السابعة عشرة والطبقة الثامنة عشرة منه في طبقة بتداخل مادتهما.
    ومن مؤلفاته في البلدان:
    - «الأربعون البلدانية»: وقد استخرجها من «المعجم الصغير» للطبراني تحدث فيه عن بعض البلدان الإسلامية وشيوخ العلم فيها تقليداً منه لأبي طاهر السلفي وابن عساكر الدمشقي وغيرهما ممن ألف في البلدان الإسلامية وشيوخ العلم الذين أنجبتهم.
    - «الثلاثون البلدانية»: وهي على غرار الأربعين البلدانية التي تقدم ذكرها.
    - «الأمصار ذوات الآثار»: وهو رسالة صنفها لبيان أسماء الأمصار الإسلامية التي أسهمت في الحركة العلمية أيام ازدهار الدولة الإسلامية في قرونها الزاهية الأولى، وذكر أهم من أنجبتهم تلك الأمصار من العلماء في فنون مختلفة.
    ومن مختصراته:
    - مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر: في عشرة مجلدات.
    - مختصر الأنساب للسمعاني.
    - مختصر تاريخ نيسابور لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري: وهو في ذكر أعلام ذلك البلد العريق.
    ومن منتقياته:
    - المنتقى من الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر: وهو في تراجم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
    - المنتقى من تاريخ خوارزم لابن أرسلان الخوارزمي: وهو في ذكر أعلام ذلك الإقليم الكبير.
    - المنتقى من معجمي الطبراني الأوسط الصغير ومن مسند المقلين لدعلج، وهو في الحديث النبوي الشريف.
    محمود الأرناؤوط
يعمل...
X