اسلام (جغرافيا) Islam

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسلام (جغرافيا) Islam

    الإسلام (جغرافيا)

    اسلام (جغرافيا)

    Islam - Islam


    التوزع الجغرافي للمسلمين في العالم

    اختلف توزع المسلمين في العالم على مر العصور، كما اختلفت جغرافية البقاع التي انتشر فيها الإسلام منذ ظهوره وحتى اليوم، وقد استطاع الدين الإسلامي أن يمد جذوره ويعمقها في مختلف أرجاء المعمورة على ما شهده من مد وجزر ونوائب في تاريخه الطويل. وكان انتشار الإسلام الأسرع والأكثر رسوخاً في عصر الفتوحات التي استمرت من وفاة الرسول e حتى نهاية العصر الأموي، ثم أخذ يتباطأ توسعه تدريجياً بعد ذلك التاريخ، إلا أنه لم يتوقف إلى اليوم. ولم تكن الفتوحات الإسلامية نفسها السبب الأول في انتشار الإسلام، بل كانت وسيلة لدخول الدين الجديد البلاد المفتوحة، ولم يدخل الإسلام بلداً وخرج منها خلا ما حدث في أوربة تحت الضغط والاضطهاد والتهجير، وكذلك في وسط الهند وجنوبيها.
    والأهم من ذلك أن انتشار الإسلام في الأجزاء الهامشية من دياره، بحسب المفهوم التاريخي، جاء سلماً على يد التجار والرحالة ورجال الدين من سكان تلك البلاد، وتعمقت جذوره فيها حتى غدت ركناً أساسياً من العالم الإسلامي اليوم. وقد اعتنقت الإسلام شعوب وأمم من أصول مختلفة وتتحدث لغات مختلفة ولا يجمع بينها سوى لغة القرآن.
    تعرض العالم الإسلامي للتراجع في بعض مواطنه السابقة مع تزايد التعصب الديني الأوربي والدعوة الصليبية كما حدث في شبه جزيرة إيبرية، حين أخرج العرب من الأندلس عام 1492م، وفي بقاع أخرى من أوربة كجنوبي فرنسة وقلورية (إيطالية) وصقلية وجزر المتوسط، كما تراجع في أجزاء مختلفة من شبه جزيرة الدكن (الهند) وجنوب شرقي آسيا ومناطق أخرى من المحيطين الهندي والهادئ مع المد الاستعماري الأوربي في القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر، ثم وقع العالم الإسلامي كله تقريباً في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، باستثناء مناطق محدودة منه، في براثن الاستعمار، الذي وقف من الإسلام وقفة عداء واضطهاد، وشجع مجيء البعثات التبشيرية تحت حماية القوات المسلحة الاستعمارية، كان هدف الاستعمار تنصير المستعمرات المختلفة بشتى الأساليب والطرق. وظل أكثر المسلمين يرزح تحت وطأة الاستعمار حتى الحرب العالمية الثانية حين تمكنت البلاد المستَعْمَرة ومنها الدول الإسلامية من التحرر والاستقلال الواحدة تلو الأخرى، وكان آخرها تحرر الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى من الهيمنة السوفييتية عام 1990، ثم أذربيجان عام 1991، وأخيراً إريترية عام 1993. ومع استرداد العالم الإسلامي حريته في دوله المختلفة، واجه مشكلات خلفها المستعمر لا حصر لها، وفي مقدمتها ترك مناطق مختلف عليها عند حدودها مع جاراتها، كانت وما تزال من أسباب الخلافات والصراعات التي يعيشها عدد من الدول الإسلامية داخلياً أو مع جاراتها. حتى إن نسبة اللاجئين المسلمين ارتفعت إلى 83% من مجموع اللاجئين في العالم لعام 1999 (الفلسطينيون والأفغانيون والصوماليون والبوسنيون والبورميون والألبانيون من كوسوفو وغيرهم).
    وفي المقابل أخذت الشعوب الإسلامية تتجه نحو التعاون فيما بينها وتوحيد جهودها لإيجاد روابط متينة تربط بعضها ببعض، فتأسست «رابطة العالم الإسلامي» في أيار 1962، ثم منظمة «المؤتمر الإسلامي» التي انبثقت عن مؤتمر القمة الإسلامية الأول في الرباط سنة 1969، وأقرها مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، ثم أعلن قيامها رسمياً عام 1972، وهي منظمة دولية لها أمانة عامة مقرها في جدة. وبحسب القواعد المتبعة في منظمة المؤتمر الإسلامي فإن ما يسمى بالعالم الإسلامي اليوم يضم جميع الدول الإسلامية التي تكون فيها نسبة المسلمين 50% أو أكثر، سواء كانت تلك الدول عضواً في المنظمة أو غير عضو فيها. وكان عدد دول العالم الإسلامي 49 دولة حتى عام 1993، ثم زادت سبعاً بعد ذلك بإضافة جمهوريات تركستان الخمس وأذربيجان وإريترية. وتبقى مسألة انتساب جمهورية الصحراء الغربية في إفريقية إلى المنظمة معلقة لحين بت أمرها نهائياً. ولا يمكن اليوم حصر الرقعة الجغرافية التي تضم المسلمين في العالم، ولكن يمكن القول إن الخريطة الحديثة للعالم الإسلامي الذي يضم دولاً أكثر سكانها من المسلمين تكاد تقتصر على آسيا وإفريقية، وأجزاء محدودة في أوربة (تراقية والبوسنة والهرسك وألبانية).
    تنتشر دول العالم الإسلامي في قارتي إفريقية (28 دولة) وآسيا (27 دولة) وفي أوربة دولة إسلامية واحدة هي ألبانية وقد تصبح جمهورية البوسنة دولة إسلامية بحسب المعيار المذكور، إذا تمكنت من إثبات وجودها مستقلة عن الأقاليم الكرواتية والصربية المسيحية لأن جمهورية البوسنة والهرسك[ر] التي قامت بعد عام 1992 تتألف من الاتحاد البوسني ـ الكرواتي وسكانه مسلمون ومسيحييون، ومن جمهورية صربية وسكانها مسيحييون. ويبين الجدول التالي دول العالم الإسلامي وتوزعها على القارات الثلاث:
    في آسيا: (1992)
    الدولة المساحة (كم2) عدد السكان الكثافة (ن/كم2) نسبة المسلمين (%)
    أذربيجان 86600 7581000 88 90
    الأردن 97740 4312000 48 80
    أفغانستان 652225 24167000 37 100 تقريباً
    الإمارات العربية 77700 2532000 33 96
    إندونيسية 1904443 197055000 104 87
    أوزبكستان 447400 23228000 52 90
    إيران 1648000 62509000 38 99
    الباكستان 796095 133510000 168 98
    البحرين 707 599000 847 90
    بروناي 5765 290000 50 67
    بنغلادش 143998 121671000 825 87
    تركمنستان 488100 4598000 9.4 88
    تركية 779452 62697000 80 99
    السعودية 2240000 19409000 8.7 98
    سورية 185180 17000000 78 90
    طاجكستان 143100 5927000 41 75
    العراق 438317 21366000 49 95
    عُمان 309500 2173000 7 75
    فلسطين 21946 5692000 259 -
    قرغيزية 198500 4576000 23 75
    قطر 11427 658000 58 92
    كازاخستان 2717300 16471000 6.1 51
    الكويت 17818 1590000 89 95
    لبنان 10452 4079000 390 61
    المالديف 298 256000 859 99.9
    ماليزية 329759 20565000 62 53
    اليمن 536869 15778000 29 99
    المجموع 14.107.396 777.791.000 55.1 ن/كم2 85.7%
    ملاحظات:
    1ـ فلسطين= الأراضي المحتلة، ورقم السكان لا يشمل اللاجئين خارج الحدود.
    2ـ لم ترد جمهورية قبرص التركية في هذا الجدول، لأنها جزء من الجزيرة ولم تعترف بها إلا تركية.
    في إفريقية
    الدولة المساحة (كم2) عدد السكان الكثافة (ن/كم2) نسبة المسلمين (%)
    إثيوبية 1133380 58234000 51 50
    إريترية 121144 3698000 31 53
    إفريقية الوسطى 622984 3344000 5.4 50
    بوركينافاسو 274200 10669000 39 58
    بنين 112622 5632000 50 50
    تشاد 1248000 6611000 5.1 70
    تنزانية 945087 30494000 32 50
    توغو 56785 4230000 75 50
    تونس 163610 9132000 56 99
    الجزائر 2381741 28734000 12.1 99
    جزر القمر 8162 505000 271 99
    جيبوتي 23200 619000 27 99
    ساحل العاج 322462 14347000 45 50
    السنغال 196722 8534000 43 95
    السودان 2505813 27272000 10.9 70
    سيراليون 71740 4630000 65 70
    صحراء غربية 252120 252146 1 100
    الصومال 637657 9805000 15.4 99.8
    غامبية 11295 1147000 102 95
    غينية 245857 6759000 28 98
    غينية بيساو 36125 1094000 30 65
    الكمرون 475442 13676000 29 55
    ليبية 1775500 5167000 2.9 99
    مالي 1240192 9999000 8.1 90
    مصر 1002000 59272000 59 94
    المغرب 458730 27020000 59 98
    موريتانية 1030700 2332000 2.3 100
    النيجر 126700 9335000 7.4 90
    نيجيرية 923768 114568000 124 57
    المجموع 19.461.116 464.802.146 23.8 ن/كم2 77.6%
    في أوربة:
    الدولة المساحة (كم2) عدد السكان الكثافة (ن/كم2) نسبة المسلمين (%)
    ألبانية 28748 3286000 114 80
    البوسنة 51129 4510000 88 44
    المجموع 79877 7856000 98 ن/كم2 62%
    وعلى هذا النحو تبلغ مساحة بلدان العالم الإسلامي 33.597.260 كم2 أي نحو 6،6% من مساحة الكرة الأرضية أو 22.7% من مساحة اليابسة. وعدد سكانه لعام 1996 نحو 1.245.879.146 نسمة (تضم هذه الأرقام مساحة الصحراء الغربية وعدد سكانها لكنها لا تضم البوسنة) وبإضافة البوسنة بحدودها القائمة المتنازع عليها تصبح مساحة العالم الإسلامي 33.648.389كم2 وعدد سكانه 1.250.389.146 نسمة. تشمل هذه الأرقام غير المسلمين ومساحات مواطنهم في أراضي العالم الإسلامي كل بلد بحسب النسبة المئوية للسكان المبينة في الجدول السابق. أما نسبة سكان العالم الإسلامي فتقدر بـ21% من مجموع سكان العالم البالغ عددهم 5.770.000.000 نسمة (1996).
    تجدر الإشارة إلى تضارب الأرقام والإحصاءات، بحسب المصادر المأخوذة عنها، فأعداد المسلمين في المصادر غير الإسلامية أو المعادية للإسلام متدنية، ونسبة المسلمين إلى السكان منخفضة، ولاسيما في الدول غير العربية وكثير من الدول الإفريقية والآسيوية التي ينشط فيها التبشير ومحاربة الإسلام كما في بلدان جنوب آسيا وجنوب شرقيها، وبلدان إقليم السودان ما وراء الصحراء في إفريقية، وجمهوريات آسيا الوسطى والقفقاس في العهدين القيصري والشيوعي، وجمهورية البوسنة في أوربة. وقد يغالي آخرون فيزيدون العدد ولكن بقدر. والسبب في الحالتين افتقار معظم البلدان المعنية إلى إحصاءات ديمغرافية دقيقة، وعدم تفريقها بين أبناء الديانات المختلفة فيها، مثال ذلك دولة تشاد التي تذكر المصادر الفرنسية والمسيحية أن نسبة المسلمين فيها هي 44% والمسيحيين 23% والوثنيين 33% في حين قد تبالغ بعض المصادر الإسلامية فترفع نسبة المسلمين إلى 80% أو تعتدل فتقدر النسبة بنحو 70%.
    الموقع الجغرافي للعالم الإسلامي وطبيعته
    يقع العالم الإسلامي بين درجتي عرض 55 شمالاً عند حدود كازاخستان مع سيبيرية و12 جنوباً عند جزر القمر في المحيط الهندي، ودرجتي طول 20 غرباً عند سواحل السنغال على المحيط الأطلسي و140 شرقاً عند حدود إندونيسية مع بابوا ـ غينية الجديدة في المحيط الهادئ الجنوبي الغربي. أي إنه يمتد من نطاق العروض الجغرافية المعتدلة والمعتدلة الباردة في الشمال حتى العروض الاستوائية، مروراً بالعروض المدارية وفوق المدارية، وأغلبه في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ويشتمل العالم الإسلامي على نطاقات جغرافية تبدأ بنطاق السهوب الغابية والسهوب في الشمال، فالسهوب وأشباه الصحارى والصحارى في العروض المعتدلة، ثم بنطاق الغابة الرطبة والغابة الموسمية المختلطة والغابات والأحراج المتوسطية، فالبراري والأحراج ثم السهوب والصحارى وأشباهها في العروض فوق المدارية. يلي ذلك وباتجاه خط الاستواء نطاق الغابات والسافانا والصحارى وأشباهها في العروض المدارية، ثم غابات النطاقات الاستوائية وهوامشها. وأكثر من 65% من مجموع سكان العالم الإسلامي يقطن مساحات غير صحراوية أو شبه صحراوية مع أن الصحارى وأشباهها تحتل مساحات شاسعة من العالم الإسلامي.
    إن امتداد العالم الإسلامي على عروض جغرافية ونطاقات مناخية نباتية كثيرة في أجزاء قارية داخلية وأخرى ساحلية تطل على البحار والمحيطات العالمية، منحه ثروات ضخمة من الموارد الطبيعية وإمكانات كبيرة لزراعة شتى أنواع الزراعات وتربية الحيوانات واستثمار الغطاء النباتي الغني والمتنوع الأصناف. ويحتل العالم الإسلامي المركز الأول في العالم في إنتاج كثير من المحصولات الزراعية كالتمور والكاكاو والفواكه والمطاط والفول السوداني، وكذلك في تربية الحيوان كالغنم، كما يمتلك العالم الإسلامي ثروات معدنية كثيرة ومصادر للطاقة يأتي النفط والغاز الطبيعي في طليعتها. فهو يحتل المرتبة الأولى في العالم في إنتاج النفط واحتياطه، والمرتبة الثانية في إنتاج الغاز الطبيعي. كذلك منح الموقع الجغرافي العالم الإسلامي المركز الأول في العالم من حيث استثمار الطاقة الشمسية. طاقة المستقبل البديلة والنظيفة.
    الأقليات الإسلامية في العالم
    ويقصد بذلك جميع المسلمين في البلدان من خارج العالم الإسلامي، الذين تقل نسبتهم فيها عن 50% من مجموع سكان البلاد. ولما كان المسلمون موزعين على أنحاء العالم فلا يكاد يخلو بلد من مجموعة إسلامية مهما صغرت. وهنا تظهر فروق ملحوظة بين أرقام تقديرات المصادر المختلفة أحياناً.
    في آسيا: تعد الهند أبرز دولة آسيوية غير مسلمة وتضم ثالث أكبر مجموعة إسلامية في العالم بعد إندونيسية والباكستان، لكن نسبة المسلمين إلى مجموع سكان الهند البالغ عددهم 945.121.000 نسمة لعام 1996، لا تزيد على 12%، أي أكثر من 113.4 مليون مسلم أغلبهم في مقاطعات ومناطق أتاربرادش والبنغال الغربية وكيرالا وكشمير وجمو وجزر لاكاديف وغيرها، ويعيش مسلمو الهند صراعاً تقليدياً مع أتباع الهندوسية وغيرها.
    يؤلف المسلمون في الفيليبين نسبة تقدرها مصادر بـ10% وأخرى بـ5% من مجموع السكان البالغ 71.899.000نسمة، وأبرز مواطنهم في جزر مندناو وسولو وبالاوان وفي مدينة مانيلة العاصمة وأرباضها. ويعاني مسلمو الفيليبين من حرب معلنة منذ عام 1972 هدمت مساجدهم وحرَّقت قراهم ومزارعهم وقتلت الآلاف منهم على يد قوات نظامية وغير نظامية بتشجيع من بعثات التبشير والطوائف الأخرى. وفي تايلاند عدد كبير من المسلمين يتركز أكثرهم في مقاطعة فطاني في أقصى الجنوب وحول العاصمة بانكوك وفي داخلها. وتقدر نسبتهم إلى السكان البالغ عددهم 60.003.000 نسمة بنحو 12% في أغلب المصادر وبنحو 6% في مصادر الدولة المعادية للمسلمين. وهناك أعداد كثيرة من المسلمين في دول آسيوية أخرى مثل سري لانكة حيث يؤلف المسلمون 8% من مجموع السكان البالغ عددهم 18.300.000 نسمة ونيبال 3% من أصل 22.037.000 نسمة ومَيْنَمار (بورمة سابقاً) 4% من أصل 45.883.000 نسمة. ولقد قامت الحكومة المينمارية (البورمية) بطرد كثير من المسلمين وأغلبهم من قوم الروهنغيا، من البلاد وأصبحوا لاجئين في بنغلادش. كذلك يوجد نحو 13- 17% من المسلمين في سنغافورة وسكانها 3.044.000 نسمة. وفي فييتنام نحو 2% من أصل 75.355.000 نسمة، وفي كمبودية 2.5% من أصل 10.275.000 نسمة. وفي لاوس 1.24% من أصل 4.726.000 نسمة ونحو 3% في منغولية من أصل 2.516.000 نسمة وقرابة 4.8% في بهوتان من أصل 715.000 نسمة ونحو 60.000 مسلم في تايوان (الصين الوطنية) من أصل 21.471.000 نسمة، ونحو 29.000 مسلم في اليابان من أصل 125.761.000 نسمة، وقرابة 13.000 نسمة في كورية الجنوبية من أصل 45.545.000 نسمة. أما في الصين الشعبية فترتفع أعداد المسلمين إلى 5000000 نسمة في الأرقام الرسمية وإلى نحو 89000000 مسلم في المصادر غير الرسمية، وذلك من أصل 1.221.725.000 نسمة، أي إن النسبة المئوية للمسلمين تراوح بين 0.4% و7.6% ويميل الرأي إلى قبول نسبة قريبة من 7% أي ما يعادل 85.5 مليون مسلم لأن الصين من البقاع الأولى التي انتشر فيها الإسلام مبكراً، ولأن السلطات الشيوعية والإحصاءات الرسمية تنحو نحو تقليل أعداد المنتمين إلى الإسلام وغيره. وتعد مناطق سينكيانغ (تركستان الصينية أو الشرقية) وكانسو ومقاطعتا نينغ سياهو وسِتشوان القريبتان منها من مراكز الثقل الإسلامي في الصين، تليها مقاطعات يونان وشنسي وشانسي وكوانغ سي شوانغ وغيرها من مقاطعات الداخل، ثم مقاطعات السواحل مثل كوانغ تونغ وفوكين وشنغهاي وغيرها ثم في مقاطعة العاصمة بكين.
    يتوزع المسلمون في أنحاء سيبيرية (القسم الآسيوي من روسية الاتحادية). وتقدر بعض المصادر أعدادهم فيها بنحو 8000000 نسمة، وأغلبهم من السكان المحليين إضافة إلى المنفيين في العهدين القيصري والشيوعي من مسلمي القرم والقفقاس الشمالي وتركستان. أما في قبرص فنسبتهم 20% من أصل 740.000 نسمة.
    إفريقية: تعد إفريقية قارة إسلامية لارتفاع معدل نسبة المسلمين في دولهم الإسلامية وغير الإسلامية إلى أكثر من 50%. وينتشر المسلمون في كل مكان فيها تقريباً، مع أن مصادر كثيرة لا تشير إلى أعدادهم ولا إلى وجودهم في عدد من دول القارة، وإن فعلت خفضت نسبتهم إلى أدنى الحدود مقابل رفع نسبة المسيحيين، وعبدة الأرواح والأوثان. لذا تراوح النسب المئوية للمسلمين في كثير من بلدانها بين أرقام عالية وأخرى منخفضة.
    يتوزع المسلمون في الدول غير الإسلامية من إفريقية في ليبيرية ونسبتهم فيها 15-22% من السكان، وفي غانة 15.7-22% أغلبهم من أبناء الجالية السورية واللبنانية، وفي كينية 6-30% وفي الغابون 1-40% ومدغشقر (مالاغاشي) 5 -22% وموزامبيق 10- 25% وموريشيوس 16- 18% وأوغندة 6- 32% والكونغو الديمقراطية 10% وزامبية 1-2% وزمبابوي 0.7- 4%، وفي رواندة 9-20% وبوروندي 5 -20% وبتسوانة 1- 5% وملاوي 20- 35% وليسوتو 1- 5% وسوازيلند 1- 5% وأنغولة 4- 15% واتحاد جنوب إفريقية 1.5% وريئونيون 20%. كما يوجد آلاف المسلمين في جزر المحيط الأطلسي والهندي التابعة لإفريقية. وعموماً فإن إفريقية اليوم هي ساحة تنافس بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، ومحاولات نشرهما بين سكانها من عبدة الأرواح والوثنيين الذين يميلون إلى اعتناق الإسلام، على الرغم من تراجع اللغة العربية (لغة القرآن الكريم) مع استقلال الشعوب ونمو الشعور القومي عندها، وتبنيها اللغات المحلية ولغات المستعمرين السابقين لغات رسمية.
    أوربة: تحتل روسية الاتحادية المركز الأول بعدد المسلمين في أوربة إذ يقدر عددهم في جمهورياتها المختلفة بنحو 11- 13 مليون مسلم، في جمهوريات شمال القفقاس وهي: الأديغيي (أديغية)، والقرتشاي ـ شركِسْية، والقبرتاي ـ بلقارية وأوسيتية (الشمالية والجنوبية) وإنغوشية وتشيشانية وداغستان ويضاف إليها جمهورية أبخازية الشركسية، ثم في جمهوريات الأورال ـ الفولغا وأواسط روسية وهي: بشكيرية وتتارستان والأودمورت وموردفية وماري والتشوفاش وأورانبرغ. وتراوح نسب المسلمين في هذه الجمهوريات بين 30-93% من مجموع سكانها، وكانت السلطات القيصرية والشيوعية قد وطنت ملايين الروس والأوكرانيين وغيرهم بينهم بهدف القضاء على الهويات القومية والدينية للسكان الأصليين.
    تأتي فرنسة في المرتبة الثانية بعدد مسلميها البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين مسلم (1996) أغلبهم من أبناء شمالي إفريقية ومستعمرات فرنسة السابقة، تليها ألمانية وفيها مايزيد على 3 ملايين مسلم أغلبهم من الأتراك والعرب (تونس) والألبان والشركس، ثم المملكة المتحدة وفيها أكثر من 1.5 مليون مسلم، ثم يوغوسلافية (سابقاً) حيث يصل عدد المسلمين في الأقاليم التي كانت تتألف منها أكثر من 1.6 مليون معظمهم في صربية (كوسوفو) والباقي في الجبل الأسود. ثم بلغارية ويزيد عدد مسلميها على 1.2 مليون مسلم أغلبهم من الأتراك فالبلغار (البوماق) وقلة من الغجر والشركس، تليها مقدونية وفيها 770000 مسلم من أصول ألبانية وتركية وقلة من الصرب والشركس، ثم هولندة وفيها 465.500 مسلم أغلبهم من أبناء مستعمراتها السابقة في جنوب شرقي آسيا، فإسبانية وتضم 300000 مسلم، فبلجيكة وفيها 250000 مسلم، واليونان وفيها أكثر من 210000 مسلم أغلبهم من أصول تركية وألبانية وشركسية، وإيطالية وفيها نحو 200000 مسلم من أصول عربية وإثيوبية وإفريقية أخرى، والنمسة وفيها نحو 160000 مسلم. وتقل أعداد المسلمين في باقي دول أوربة فلا تزيد في رومانية على 55000 نسمة، وفي البرتغال على 15000 نسمة، وفي مالطة على 40000 نسمة، وفي جبل طارق على 3000 نسمة.
    أمريكة الشمالية وبلدان البحر الكاريبي: ينتشر المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق مختلفة أهمها نيويورك وباترسون وشيكاغو وواشنطن وغيرها. ويقدر عددهم فيها بنحو 4.8 مليون مسلم من أصول مختلفة كثيرة آسيوية وإفريقية بالدرجة الأولى ومن السكان المحليين. ثم في كندا وعددهم يصل إلى 100000 نسمة، ثم في ترينيداد وتوباغو 158000 نسمة، وبنمة 108000 نسمة، وغواتيمالة 200000 نسمة والمكسيك 17000 نسمة، وجمايكة 20000 نسمة، وأقل من ذلك في باقي البلدان والجزر.
    أمريكة الجنوبية: توجد أكبر التجمعات الإسلامية في الأرجنتين 425000 نسمة والبرازيل 375000 نسمة، وتليهما سورينام التي يعيش فيها أكثر من 114000 نسمة، وغويانة 100000 نسمة، وغويانة الفرنسية 80000 نسمة، ثم فنزويلة وفيها نحو 60000 نسمة، فالمكسيك وفيها قرابة 17000 نسمة، وكولومبية 15000 نسمة. أما باقي دول أمريكة الجنوبية فلا يزيد عدد المسلمين في أي منها على 10000 نسمة. ويرجع مسلمو الأمريكتين إلى أصول إفريقية (ولاسيما السود) وهندية وإندونيسية وعربية وقلة من المسلمين الأوربيين.
    أوقيانوسية: ويقرب عدد المسلمين في أرخبيلاتها وجزرها الكبرى من 270000 نسمة تقريباً، أغلبهم في أسترالية (نحو 110000 مسلم)، وهناك مصادر تقدر عددهم بنحو 340000 وأخرى بنحو 76000 نسمة، ثم في أرخبيل فيجي حيث يعيش أكثر من 71000 مسلم. وتراوح أعدادهم بين بضع مئات وبضعة آلاف في كاليدونية الجديدة ونيوزيلندة وجزر سليمان وغلبرت وأليس وتونغة في المحيط الهادئ. وأغلبهم من مسلمي جنوب شرقي آسيا والهند والبلاد العربية.
    عادل عبد السلام
يعمل...
X