فَرْوة بن مُسَيك المراديّ
(…- نحو 30هـ/… - نحو 650م)
أبو عُمير، فَرْوة بن مُسَيك بن الحارث بن سلمة بن الحارث بن الذُّؤيب الغُطَيْفيّ المراديّ، ينتهي نسبه إلى قبيلة مَذْحِج. فارس شجاع شاعرٌ ذو شرفٍ وإقدام، كان له غَناء عظيم في الجاهلّية والإسلام، صحابيّ من الولاة، أسلم عام الفتح، ذُكِر أنّه كان في الجاهليّة موالياً لملوك كندة، ثم فارقهم لمّا شرح الله له صدره، ويسّر له أمره، فأسلم وحسن إسلامه.
وفد على النّبيّ r وهو في المدينة، فأنزله سعدُ بنُ عُبادة عليه، ثم غدا على الرسول r فسلّم عليه ثم قال: يا رسول الله، أنا لِمَن ورائي من قومي. فأجازه الرسول r باثنتي عشرة أُوْقِيّة (والأوقية = 40 درهماً)، وحمله على بعير نجيب، وأعطاه حلّةً من نسج عُمان.
كان يحضر مجلس الرسول r ويتعلّم القرآن وفرائض الإسلام، فسأله الرسولr ذات يومٍ عن يوم الرَّزْم - وهو يوم كان بين مُراد وهَمْدان وبني الحارث ابن كعب، غُلِبت فيه مراد، ووُسِّدت التراب جلّة ساداتها وأشرافها - قائلاً: «يا فَرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرَّزْم؟» قال: «يا رسول الله، مَنْ ذا يصيب قومه ما أصاب قومي لا يسوؤه!» فقال رسول الله r: «أمَا إنّ ذلك لم يزدْ قومك في الإسلام إلا خيرًا». وفي هذا اليوم يقول فروة - مظهراً جلداً وصبراً عظيمين لما أصاب قومه، مؤمنًا بدَُولة الدّهر وتصاريفه - من قصيدته النّونيّة المشهورة:
فإِنْ نَغْلِبْ فغَلاّبون قِدْمًا
وإِنْ نُغْلَبْ فغيرُ مُغَلَّبِيْنا
وما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكنْ
مَنايانا وطُعْمَةُ آخرينا
كذاك الدّهرُ دَُولتُهُ سِجالٌ
تَكُرُّ صُروفُهُ حِيْنًا فحينا
فلو خَلَدَ الملوكُ إذن خَلَدْنا
ولو بقي الكرامُ إذن بقينا
فأَفْنَى ذلكمْ سَرواتِ قومي
كما أَفْنَى القرونَ الأوّلينا
استعمله رسول الله على صدقات زُبيد ومراد ومَذْحِج، ولمّا ظهر الأسود العنسيّ المُتَنَبِّئ باليمن، وانخدع به خلقٌ عظيم، من عَنْس وزُبيد ومَذْحِج، فارتدّوا، ودانت لهم اليمن من نجران إلى حضرموت، ثبت فروة على دينه وعضّ عليه بالنّواجذ، وقاتل المرتدّين، وفيهم عمرو بن معدي كرب الزُّبيديّ، أشدّ قتال؛ وفي ذلك يقول عمرو:
وجدنا مُلْكَ فروةَ شرَّ مُلكٍ
وبعده من قصيدة له يذمّ فيها فروة:
وإنّك لو رأيتَ أبا عُميرٍ
ملأتَ يديكَ من غَدْرٍ وخَتْرِ
بقي على صدقات مَذْحِج حتى خلافة عمر بن الخطّاب t على قول بعضهم، ثم سكنَ بأَخَرَةٍ من عمره الكوفة، فكان فيها من وجوه قومه وأشرافهم، روى عن الرسول r أحاديث عدّة.
مقبل التّامّ عامر الأحمديّ
(…- نحو 30هـ/… - نحو 650م)
أبو عُمير، فَرْوة بن مُسَيك بن الحارث بن سلمة بن الحارث بن الذُّؤيب الغُطَيْفيّ المراديّ، ينتهي نسبه إلى قبيلة مَذْحِج. فارس شجاع شاعرٌ ذو شرفٍ وإقدام، كان له غَناء عظيم في الجاهلّية والإسلام، صحابيّ من الولاة، أسلم عام الفتح، ذُكِر أنّه كان في الجاهليّة موالياً لملوك كندة، ثم فارقهم لمّا شرح الله له صدره، ويسّر له أمره، فأسلم وحسن إسلامه.
وفد على النّبيّ r وهو في المدينة، فأنزله سعدُ بنُ عُبادة عليه، ثم غدا على الرسول r فسلّم عليه ثم قال: يا رسول الله، أنا لِمَن ورائي من قومي. فأجازه الرسول r باثنتي عشرة أُوْقِيّة (والأوقية = 40 درهماً)، وحمله على بعير نجيب، وأعطاه حلّةً من نسج عُمان.
كان يحضر مجلس الرسول r ويتعلّم القرآن وفرائض الإسلام، فسأله الرسولr ذات يومٍ عن يوم الرَّزْم - وهو يوم كان بين مُراد وهَمْدان وبني الحارث ابن كعب، غُلِبت فيه مراد، ووُسِّدت التراب جلّة ساداتها وأشرافها - قائلاً: «يا فَرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرَّزْم؟» قال: «يا رسول الله، مَنْ ذا يصيب قومه ما أصاب قومي لا يسوؤه!» فقال رسول الله r: «أمَا إنّ ذلك لم يزدْ قومك في الإسلام إلا خيرًا». وفي هذا اليوم يقول فروة - مظهراً جلداً وصبراً عظيمين لما أصاب قومه، مؤمنًا بدَُولة الدّهر وتصاريفه - من قصيدته النّونيّة المشهورة:
فإِنْ نَغْلِبْ فغَلاّبون قِدْمًا
وإِنْ نُغْلَبْ فغيرُ مُغَلَّبِيْنا
وما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكنْ
مَنايانا وطُعْمَةُ آخرينا
كذاك الدّهرُ دَُولتُهُ سِجالٌ
تَكُرُّ صُروفُهُ حِيْنًا فحينا
فلو خَلَدَ الملوكُ إذن خَلَدْنا
ولو بقي الكرامُ إذن بقينا
فأَفْنَى ذلكمْ سَرواتِ قومي
كما أَفْنَى القرونَ الأوّلينا
استعمله رسول الله على صدقات زُبيد ومراد ومَذْحِج، ولمّا ظهر الأسود العنسيّ المُتَنَبِّئ باليمن، وانخدع به خلقٌ عظيم، من عَنْس وزُبيد ومَذْحِج، فارتدّوا، ودانت لهم اليمن من نجران إلى حضرموت، ثبت فروة على دينه وعضّ عليه بالنّواجذ، وقاتل المرتدّين، وفيهم عمرو بن معدي كرب الزُّبيديّ، أشدّ قتال؛ وفي ذلك يقول عمرو:
وجدنا مُلْكَ فروةَ شرَّ مُلكٍ
وبعده من قصيدة له يذمّ فيها فروة:
وإنّك لو رأيتَ أبا عُميرٍ
ملأتَ يديكَ من غَدْرٍ وخَتْرِ
بقي على صدقات مَذْحِج حتى خلافة عمر بن الخطّاب t على قول بعضهم، ثم سكنَ بأَخَرَةٍ من عمره الكوفة، فكان فيها من وجوه قومه وأشرافهم، روى عن الرسول r أحاديث عدّة.
مقبل التّامّ عامر الأحمديّ