قال:
البسيط
لولا فواكهُ أَيلولٍ إذا اجتمعتْ من كل نوعٍ ورَقَّ الجوُّ والماءُ
إذاَ لَمَا حَفَلتْ نفسي متى اشتملتْ عليَّ هائلةُ الجالَيْن غبراءُ
يا حَبَّذَا ليلُ أيلولٍ إذا بردتْ فيه مَضاجِعُنا والريحُ سَجْواءُ
وجَمَّش القُرُّ فيه الجلدَ فائتلفتْ من الضَّجيعينِ أحشاءٌ وأحشاءُ
وأَسفر القمرُ الساري فصفحتُه ريَّا لها من صفاءِ الجوِّ لألاءُ
يا حبذا نفحة من ريحهِ سَحَراً تأتيك فيها من الريحان أنباءُ
قلْ فيه ما شئتَ من شهرٍ تعهَّدُهُ في كلّ يومٍ يدٌ للَّهِ بيضاءُ
وقال أيضاً:
الوافر
ألم تَرَ لابن بلبلَ إذ حماني مَواردَهُ وأَوْرادِي ظِماءُ
سألت الأرضَ تنكيراً عليه فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ
وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ
رعى هذا الأنامَ فكان ذئباً أحصَّ وما الذئابُ وما الرِّعاءُ
وقال أيضاً:
مخلع البسيط
لم يَلهُ في المِهْرجانِ أَوْلَى باللهوِ فيه من ابن يحيى
لأنه شابَهُ بجودٍ أحيا به الناسَ كلَّ مَحْيا
جدَّدَ عهدَ النبيِّ بِرٌّ من ابنِ يحيى وفَضْلُ تقوى
وعهدَ كِسْرى نعيمُ عيشٍ من ابن كسرى وحسنُ ملهى
فظلَّ في المهرجان عيدٌ يجمعُ ديناً له ودُنيا
وليس بِدعاً ولا عجيباً أنْ يَنْظِمَ المعنيين معنى
فاللَّهُ يُبقيه ألفَ عامٍ وما رأى في البقاء بُقْيا
يَسْمو به جَدُّهُ فيَحْظى وتارةً مجدُه فيَعْلى
ولم تزلْ أعينُ الأعادي بنعمة اللَّه فيه تَقْذى
يُوقَى بهم أسهمَ المنايا إذا ألمَّتْ به ويُفدى