تويت
الفاسي (عبد السلام بن محمد -)
(1246-1323هـ/1830-1905م)
عبد السلام بن محمد العلمي الفاسي، طبيب مغربي، عالم بالميقات. من أهل فاس مولداً ووفاة. تخرّج في مدرسة الطب بالقاهرة، وأنشأ مصحة صغيرة في بلده، وقـد أشار «رينـو» المستشرق الفرنسي والأستاذ في معـهد الـدراسات المغربية العليا في الـرباط، إلى اجتماع عقـده أربعة من علماء فـاس في شوال سنة 1310هـ/1892م لامتحان طبيب مغربي، فشهدوا له بذلك بعد اطّلاعهم على تضلّعه من الطب وقوانينه.
وقد ذكر «رينو» أن عبد السلام هذا أسس مصحة صغيرة قرب الحرم الإدريسي بفاس ثم مرض، ولكنه انكب مع ذلك طوال 18 سنة على إتمام كتابه «ضياء النبراس» حتى قبيل وفاته.
وقد ذكر عبد السلام أنه عندما كان طالباً في مصر عام 1291هـ، فكّر في تأليف كتاب موسوم بالأسرار المحكمة في حل رموز الكتب المترجمة لتفسير المصطلحات الفنية في العلوم العصرية الدخيلة في العربية، وأنه اقتصر مؤقتاً على تصنيف مختصر لشرح تذكرة داود الأنطاكي وهو «ضياء النبراس في حل مفردات الأنطاكي بلغة فاس» فطبع فيها سنة 1318هـ/1900م، فسر فيه المفردات الواردة في تذكرة الشيخ داود.
وقد علّق «رينو» على هذا الكتاب أن المؤلف أعطى مفردات بربرية مرادفة للمصطلحات الطبية العربية، وأنه أضاف إليها في نهاية الكتاب، بعض المفردات الحديثة وتفسيرها.
ويعدُّ هذا الكتاب نقطة تحول مهمة في تاريخ الطب المغربي، إذ حاول المؤلف التوفيق بين الشهور والبروج والأدوية وأنواع النباتات المتداولة في الشرق والغرب وفي المغرب، مصحّحاً في بعض الأحيان أغلاط سلفه ومنظراً بين المصادر المطبوعة ودروسه في مصر وتقاليد أطباء المغرب وصيادلته وما يسميه بالطب الجديد والكيمياء الجديدة بأوربا وأمريكا، ويأتي أحياناً بأسماء الدواء بالعربية ومختلف لهجاتها ثم باللاتينية والإفرنجية، مع ذكر المصطلحات الحديثة العامة، كالتصعيد والتقطير، وقد نقل من مصر نماذج عديدة من النباتات والعقاقير والأدوية، وحكى عن تجارب شيوخه في القصر العيني وإسهامه الشخصي في هذه التجارب. وذكر أنه شاهد زرافة مصبَّرة بالقصر العيني في أثناء قراءته علم الحيوانات، وشارك في تحضيرات بالمعمل الكيمياوي بمصر.
وقد أشار عبد السلام في ضياء النبراس إلى أنه نظم منظومة سمّاها «مفتاح التشريح»، كما رتّب تذكرة الأنطاكي على الأمراض بدلاً من الحروف، ليسهل الفحص على من يطلب علاج مرض معين، وشرح في كتابه الضياء مفردات «كنوز الصحة»، وذكر أسماء الذين أخذ عنهم، أمثال ابن الخطيب، والوزير الغساني، وأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله بن الحشاء صاحب تفسير الألفاظ الطبية واللغوية الواقعة في الكتاب المنصوري. كما سرد أسماء شيوخه بالقصر العيني في الجراحة وفي الأمراض الباطنة على سرير المريض وفي علم التشريح الهيكلي والعضلي والمفصلي وفي التشريح العصبي والتاريخ الطبيعي والكيمياء الطبية والأقرباذين (الصيدلة). وله أيضاً «الأسرار المحكمة في حل رموز الكتب المترجمة»، و«إرشاد الخل لتحقيق الساعة بربع الشعاع والظل»، و«البدر المنير في علاج البواسير». وللفاسي مؤلفات في علم الميقات، أشهرها: «أبدع اليواقيت على تحرير المواقيت» وهو مطبوع، وشرح لأرجوزة في التوقيت مهّد له بمقدمة مطولة أفردها في كتاب «دستور أبدع اليواقيت على تحرير المواقيت» وهو مخطوط في خزانة المنوني بمكناس.
محسن الخيّر
(1246-1323هـ/1830-1905م)
عبد السلام بن محمد العلمي الفاسي، طبيب مغربي، عالم بالميقات. من أهل فاس مولداً ووفاة. تخرّج في مدرسة الطب بالقاهرة، وأنشأ مصحة صغيرة في بلده، وقـد أشار «رينـو» المستشرق الفرنسي والأستاذ في معـهد الـدراسات المغربية العليا في الـرباط، إلى اجتماع عقـده أربعة من علماء فـاس في شوال سنة 1310هـ/1892م لامتحان طبيب مغربي، فشهدوا له بذلك بعد اطّلاعهم على تضلّعه من الطب وقوانينه.
وقد ذكر «رينو» أن عبد السلام هذا أسس مصحة صغيرة قرب الحرم الإدريسي بفاس ثم مرض، ولكنه انكب مع ذلك طوال 18 سنة على إتمام كتابه «ضياء النبراس» حتى قبيل وفاته.
وقد ذكر عبد السلام أنه عندما كان طالباً في مصر عام 1291هـ، فكّر في تأليف كتاب موسوم بالأسرار المحكمة في حل رموز الكتب المترجمة لتفسير المصطلحات الفنية في العلوم العصرية الدخيلة في العربية، وأنه اقتصر مؤقتاً على تصنيف مختصر لشرح تذكرة داود الأنطاكي وهو «ضياء النبراس في حل مفردات الأنطاكي بلغة فاس» فطبع فيها سنة 1318هـ/1900م، فسر فيه المفردات الواردة في تذكرة الشيخ داود.
وقد علّق «رينو» على هذا الكتاب أن المؤلف أعطى مفردات بربرية مرادفة للمصطلحات الطبية العربية، وأنه أضاف إليها في نهاية الكتاب، بعض المفردات الحديثة وتفسيرها.
ويعدُّ هذا الكتاب نقطة تحول مهمة في تاريخ الطب المغربي، إذ حاول المؤلف التوفيق بين الشهور والبروج والأدوية وأنواع النباتات المتداولة في الشرق والغرب وفي المغرب، مصحّحاً في بعض الأحيان أغلاط سلفه ومنظراً بين المصادر المطبوعة ودروسه في مصر وتقاليد أطباء المغرب وصيادلته وما يسميه بالطب الجديد والكيمياء الجديدة بأوربا وأمريكا، ويأتي أحياناً بأسماء الدواء بالعربية ومختلف لهجاتها ثم باللاتينية والإفرنجية، مع ذكر المصطلحات الحديثة العامة، كالتصعيد والتقطير، وقد نقل من مصر نماذج عديدة من النباتات والعقاقير والأدوية، وحكى عن تجارب شيوخه في القصر العيني وإسهامه الشخصي في هذه التجارب. وذكر أنه شاهد زرافة مصبَّرة بالقصر العيني في أثناء قراءته علم الحيوانات، وشارك في تحضيرات بالمعمل الكيمياوي بمصر.
وقد أشار عبد السلام في ضياء النبراس إلى أنه نظم منظومة سمّاها «مفتاح التشريح»، كما رتّب تذكرة الأنطاكي على الأمراض بدلاً من الحروف، ليسهل الفحص على من يطلب علاج مرض معين، وشرح في كتابه الضياء مفردات «كنوز الصحة»، وذكر أسماء الذين أخذ عنهم، أمثال ابن الخطيب، والوزير الغساني، وأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله بن الحشاء صاحب تفسير الألفاظ الطبية واللغوية الواقعة في الكتاب المنصوري. كما سرد أسماء شيوخه بالقصر العيني في الجراحة وفي الأمراض الباطنة على سرير المريض وفي علم التشريح الهيكلي والعضلي والمفصلي وفي التشريح العصبي والتاريخ الطبيعي والكيمياء الطبية والأقرباذين (الصيدلة). وله أيضاً «الأسرار المحكمة في حل رموز الكتب المترجمة»، و«إرشاد الخل لتحقيق الساعة بربع الشعاع والظل»، و«البدر المنير في علاج البواسير». وللفاسي مؤلفات في علم الميقات، أشهرها: «أبدع اليواقيت على تحرير المواقيت» وهو مطبوع، وشرح لأرجوزة في التوقيت مهّد له بمقدمة مطولة أفردها في كتاب «دستور أبدع اليواقيت على تحرير المواقيت» وهو مخطوط في خزانة المنوني بمكناس.
محسن الخيّر