و الآن لنفترض ان هذا الوصف للعملية الإبداعية وللعلماء المبدعين صحیح ما هي ، وما دام غرضنا هو زيادة الإبداع في العلوم فإن السؤال الهام يكون : الطريقة التربوية التي تزيد عدد الأفراد المبدعين كما تزيد إبداعهم العلمي في الوقت نفسه ؟
وفي الجواب عن هذا السؤال نحب أن نلاحظ اننا لم نزعم ان ما قلناه عن الإبداع والمبدعين حقائق علمية لا يرقى اليها الشك ، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يكون جوابنا على السؤال المطروح ذا طابع تخميني ان المشكلة الأساسية هي اقتراح عملية تربوية تسمح بإتقان الطرائق الصارمة للمحاكمة ، ثم جمع مجموعات كبيرة من الحقائق والنظريات التي تشكل المعرفة الجارية . ثم غرس عادات الاستعمال الكفء للأفكار والحقائق المتوفرة دون سماح بالكبت أو التصلب العقلي الذي يحد من البحث الحر والخيالي والافادة من المعارف والمهارات المكتسبة .
وإذا ركزنا انتباهنا ، حالياً، على حاجات الفرد ، وليس المجتمع، فإننا نستطيع تحديد الصفات الأساسية للعملية التربوية التي تصمم لزيادة الانتاجية في العلوم :
يجب أن نغرس في نفس المتعلم عادة التشكك ، عادة نقد المعلومات أن نشجع ونستثير التفسيرات غير الاتفاقية للخبرة، وهذا أمر ضروري بصورة خاصة في حل المشكلات. ومن الأهمية بمكان عظيم، وبخاصة في الطفولة والحداثة ، أن نشجع الأفكار الجديدة والتطبيقات الطارفة ولا نسارع الى نقدها وشجبها .
وبما ان المعلومات المنظمة أبقى في الذاكرة فإن من الواجب التوكيد على المبادىء والقوانين والعلاقات البنائية وأمثالها . كما يجب أن نشجع تنمية العادات والمهارات في البحث عن الأفكار وإمكان ترابطها والاهتمام بتحقيق النتائج والتثبت من صحتها .
ويجب بعد ذلك أن نساعد الفرد الآخذ بالنضوج على تنمية طريقة متكاملة متناسبة مع شخصيته وقدراته ومعارفه واستخدامها في مقاربة المشكلة بالبحث أو بغيره ، وذلك في ميدان اهتمامه .
وما قلناه عن الباحث العلمي صحيح عن المهندسين الذين من عملهم آفاق العلم والتكنولوجيا .. وسواء أشرنا الى الباحث العلمي أم الى المهندس فإن الإبداع عند كل منهما متوقف على توسيع آفاق معلوماته ولا سيما في ميدان اختصاصه والميادين المتصلة به ومن هنا كان لا بد للمبدع من متابعة التعلم والحصول على المعلومات .
ولنفترض الآن ان ما قلناه سابقاً يعطي المواصفات اللازمة لبرنامج تربوي من أجل الإبداع في العلوم ولكن ماذا نفعل بعد ذلك ؟ ، ، اننا لا نملك الآن طريقة مفيدة للتنبؤ بصورة صادقة ويعتمد عليها عن الأفراد الذين سيكونون مبدعين في العلوم أو في أي ميدان آخر أيا كان الجهد الذي نبذله في تربيتهم . ولسنا نعتقد ان مثل هذه الطريقة ستتبدى في المستقبل القريب ولذلك فإن ( وايسنر ) يرى ان الطريقة أن تأخذ الطلاب الذين يتمتعون بالحد الأدنى من الذكاء اللازم للإبداع في العلوم ، وهو يرى ان هذا (الحد الأدنى ) يجب أن يكون رفيعاً ويقول ان بعض العلماء يقدرونه بحاصل ذكاء (نسبة ذكاء ) لا يقل عن ١٣٠ . وهو يشير الى أن ثمة عدداً كبيراً من الرجال والنساء ممن لهم حاصل الذكاء هذا وممن لم تتح لهم فرص الدخول الى الجامعة . ولذلك فهو يقترح أن توفر لهؤلاء جميعاً ، وبقطع النظر عن عرقهم وجنسهم وقوميتهم فرص الدراسة العليا .
وهو يشير بعد ذلك الى أهمية الإثارة والتشويق ويقول : ان الاهتمام بالعلوم والانقطاع لها لا يمكن أن ينضجا إذا لم توفر فرص التعلم المناسبة والكافية للمتعلمين، وان الإبداع لا يتم إلا إذا كان التعليم مثيراً ومشوقاً . يقترح زيادة حصص العلوم أو مناهجها وإنما يقترح أن تكون الموضوعات التي تعلّم في حصص العلوم علمية حقاً وان تقدم للمتعلمين بالشكل المناسب . كما انه يدعو الى رفع مستوى الرياضيات والعلوم بحيث تناسب قدرات الطلاب. ويؤكد الحقيقة التي أصبحت معروفة الآن والقائلة بأن الأطفال قادرون على التعلم الجدي في سن مبكرة أكثر بكثير مما كان يعتقد في السابق. وهكذا فإن العلوم الصحيحة والرياضيات يمكن تعليمها منذ الصفوف الباكرة .
ويشير ( وايسنر ) الى أنه في الاتحاد السوفياتي مدة الدراسة الابتدائية والثانوية هي عشر سنوات ( مقابل اثنتي عشرة سنة في أميركا ) . ومع ذلك فإن كل طالب يدرس الفيزياء طيلة خمس سنوات والرياضيات طيلة ست سنوات والبيولوجيا طيلة ثلاث سنوات والكيمياء طيلة أربع سنوات وان فحوى الدروس في السنتين الأخيرتين يعادل الدروس التي تعطى في في السنتين الأوليين من الجامعة في أميركا .
وينتقد ( وايسنر ) تدريس العلوم في المدارس الثانوية والجامعات الأميركية على ضوء ما قدمه من أفكار ومقترحات . ويقترح أن يكون قبول الطلاب الى الفروع العلمية على أساس من امتحانات للقدرات صارمة . ويقول ان الحاجة ماسة لإصلاح تدريس العلوم في المستوى الجامعي أيضاً . وهو يعتقد ان التشديد الحاضر على التعلم الصوري في الكليات والجامعات وعدم اللجوء الى البحث العلمي الحقيقي في المستوى الجامعي الأول أمر مضر جداً . وهو يشير أخيراً الى وجوب بذل الجهد لاجتذاب خير الأدمغة لدراسة العلوم وقصر الاستخدام على أولئك الذين دربوا تدريباً حسناً .
وفي الجواب عن هذا السؤال نحب أن نلاحظ اننا لم نزعم ان ما قلناه عن الإبداع والمبدعين حقائق علمية لا يرقى اليها الشك ، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يكون جوابنا على السؤال المطروح ذا طابع تخميني ان المشكلة الأساسية هي اقتراح عملية تربوية تسمح بإتقان الطرائق الصارمة للمحاكمة ، ثم جمع مجموعات كبيرة من الحقائق والنظريات التي تشكل المعرفة الجارية . ثم غرس عادات الاستعمال الكفء للأفكار والحقائق المتوفرة دون سماح بالكبت أو التصلب العقلي الذي يحد من البحث الحر والخيالي والافادة من المعارف والمهارات المكتسبة .
وإذا ركزنا انتباهنا ، حالياً، على حاجات الفرد ، وليس المجتمع، فإننا نستطيع تحديد الصفات الأساسية للعملية التربوية التي تصمم لزيادة الانتاجية في العلوم :
يجب أن نغرس في نفس المتعلم عادة التشكك ، عادة نقد المعلومات أن نشجع ونستثير التفسيرات غير الاتفاقية للخبرة، وهذا أمر ضروري بصورة خاصة في حل المشكلات. ومن الأهمية بمكان عظيم، وبخاصة في الطفولة والحداثة ، أن نشجع الأفكار الجديدة والتطبيقات الطارفة ولا نسارع الى نقدها وشجبها .
وبما ان المعلومات المنظمة أبقى في الذاكرة فإن من الواجب التوكيد على المبادىء والقوانين والعلاقات البنائية وأمثالها . كما يجب أن نشجع تنمية العادات والمهارات في البحث عن الأفكار وإمكان ترابطها والاهتمام بتحقيق النتائج والتثبت من صحتها .
ويجب بعد ذلك أن نساعد الفرد الآخذ بالنضوج على تنمية طريقة متكاملة متناسبة مع شخصيته وقدراته ومعارفه واستخدامها في مقاربة المشكلة بالبحث أو بغيره ، وذلك في ميدان اهتمامه .
وما قلناه عن الباحث العلمي صحيح عن المهندسين الذين من عملهم آفاق العلم والتكنولوجيا .. وسواء أشرنا الى الباحث العلمي أم الى المهندس فإن الإبداع عند كل منهما متوقف على توسيع آفاق معلوماته ولا سيما في ميدان اختصاصه والميادين المتصلة به ومن هنا كان لا بد للمبدع من متابعة التعلم والحصول على المعلومات .
ولنفترض الآن ان ما قلناه سابقاً يعطي المواصفات اللازمة لبرنامج تربوي من أجل الإبداع في العلوم ولكن ماذا نفعل بعد ذلك ؟ ، ، اننا لا نملك الآن طريقة مفيدة للتنبؤ بصورة صادقة ويعتمد عليها عن الأفراد الذين سيكونون مبدعين في العلوم أو في أي ميدان آخر أيا كان الجهد الذي نبذله في تربيتهم . ولسنا نعتقد ان مثل هذه الطريقة ستتبدى في المستقبل القريب ولذلك فإن ( وايسنر ) يرى ان الطريقة أن تأخذ الطلاب الذين يتمتعون بالحد الأدنى من الذكاء اللازم للإبداع في العلوم ، وهو يرى ان هذا (الحد الأدنى ) يجب أن يكون رفيعاً ويقول ان بعض العلماء يقدرونه بحاصل ذكاء (نسبة ذكاء ) لا يقل عن ١٣٠ . وهو يشير الى أن ثمة عدداً كبيراً من الرجال والنساء ممن لهم حاصل الذكاء هذا وممن لم تتح لهم فرص الدخول الى الجامعة . ولذلك فهو يقترح أن توفر لهؤلاء جميعاً ، وبقطع النظر عن عرقهم وجنسهم وقوميتهم فرص الدراسة العليا .
وهو يشير بعد ذلك الى أهمية الإثارة والتشويق ويقول : ان الاهتمام بالعلوم والانقطاع لها لا يمكن أن ينضجا إذا لم توفر فرص التعلم المناسبة والكافية للمتعلمين، وان الإبداع لا يتم إلا إذا كان التعليم مثيراً ومشوقاً . يقترح زيادة حصص العلوم أو مناهجها وإنما يقترح أن تكون الموضوعات التي تعلّم في حصص العلوم علمية حقاً وان تقدم للمتعلمين بالشكل المناسب . كما انه يدعو الى رفع مستوى الرياضيات والعلوم بحيث تناسب قدرات الطلاب. ويؤكد الحقيقة التي أصبحت معروفة الآن والقائلة بأن الأطفال قادرون على التعلم الجدي في سن مبكرة أكثر بكثير مما كان يعتقد في السابق. وهكذا فإن العلوم الصحيحة والرياضيات يمكن تعليمها منذ الصفوف الباكرة .
ويشير ( وايسنر ) الى أنه في الاتحاد السوفياتي مدة الدراسة الابتدائية والثانوية هي عشر سنوات ( مقابل اثنتي عشرة سنة في أميركا ) . ومع ذلك فإن كل طالب يدرس الفيزياء طيلة خمس سنوات والرياضيات طيلة ست سنوات والبيولوجيا طيلة ثلاث سنوات والكيمياء طيلة أربع سنوات وان فحوى الدروس في السنتين الأخيرتين يعادل الدروس التي تعطى في في السنتين الأوليين من الجامعة في أميركا .
وينتقد ( وايسنر ) تدريس العلوم في المدارس الثانوية والجامعات الأميركية على ضوء ما قدمه من أفكار ومقترحات . ويقترح أن يكون قبول الطلاب الى الفروع العلمية على أساس من امتحانات للقدرات صارمة . ويقول ان الحاجة ماسة لإصلاح تدريس العلوم في المستوى الجامعي أيضاً . وهو يعتقد ان التشديد الحاضر على التعلم الصوري في الكليات والجامعات وعدم اللجوء الى البحث العلمي الحقيقي في المستوى الجامعي الأول أمر مضر جداً . وهو يشير أخيراً الى وجوب بذل الجهد لاجتذاب خير الأدمغة لدراسة العلوم وقصر الاستخدام على أولئك الذين دربوا تدريباً حسناً .
تعليق