الطفل المبدع في المدرسة ٣_a .. كتاب الإبداع وتربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطفل المبدع في المدرسة ٣_a .. كتاب الإبداع وتربية

    التعليم من أجل الإبداع

    تحسين القدرات الإبداعية هو - في جزء منه على الأقل لتحسين عملية التفكير ويعني إعادة النظر في العملية التربوية بحيث تساعد على تحسين التفكير هذا . ولعل أهم ما يقال في هذا الصدد في وجوب التفريق بين مجرد الحفظ والتذكر وبين الفهم يجب أن تقنع بتعليم الحقائق البسيطة والتواريخ الدقيقة أو المهارات العادية ( في الجبر مثلاً ) وأن ننسى الحرص على إمكان تطبيق ما تعلمه الطالب في مواقف أخرى. إن ما يجب أن نحرص عليه هو انتقال التعلم وهذا لا يحدث إلا اذا كان تعليمنا مبنياً على أساس من فهم البناءات والمبادىء الأساسية ودفع التلميذ الى تطبيق ما فهمه من أسس وبناءات وما تعلمه من مبادىء في أمكنة ومواقف أخرى. ويجب أن لا نكتفي بتعميم المبادىء بل نتعداها تعميم المهارات ولا سيما في حل المشكلات . وليس معنى هذا نكراننا لقيمة الحقائق، ذلك بأنه هراء أن يقال ان المؤرخ أو العالم يستطيع أن يعمل دون إلمام كاف وواسع بالحقائق. اننا اذا قلنا هذا كنا كمن يقول بأن الشاعر يستطيع أن يبدع الشعر دون إلمام كاف بالكلمات . والحق ان ، ذلك بأن الانسان كلما كان إلمامه بالحقائق أوسع كانت قدرته على الإبداع أعظم .

    على اننا اذا أردنا لطلابنا أن يستعملوا معارفهم بصورة مبدعة فثمة أمور لا أن نقوم بها . هل نسمح لطلابنا أن يستخلصوا التمثيلات من مواضيع أخرى ؟ أو هل نحثهم على الربط بين رموزهم الحسية المختلفة ؟ هل نتيح لهم الفرص لاكتشاف الحقائق وعدم الاكتفاء بتحفيظهم إياها ؟ هل نشجعهم على اللعب بالأفكار والحقائق ولا نقتصر على مطالبتهم بإعادتها ؟ هل تعلمهم أن يكونوا حساسين بالمشكلات ؟ هل نعلمهم ان المشكلة يكون لها عادة تفسيرات وحلول متعددة ؟ وهل نسمح لهم بالسير في طرق مختلفة للوصول الى الجواب المنشود ؟ إن هذه وأمثالها هامة للمعلم الإبداع عند طلابه .

    ثم ان الأجوبة الايجابية عن هذه الأسئلة لا تعني التعليم المثالي بل ان هناك حدوداً وتعقيدات لا بد من أخذها بعين الاعتبار . خذ مثلاً مسألة ( التعليم الاكتشافي ) و ( التعليم الحفظي ) تجد ان التعليمين ليسا متعاكسين تماماً وان الأمر يحتاج الى مزيد من التحليل ، ذلك بأن هناك درجات مختلفة من التعليم الاكتشافي ، وان التعاون بين الاكتشاف والحفظ أمر يختلف من طالب إلى آخر ومن موضوع الى آخر .. ويبقى الأمر موضع سؤال .

    هذا وقد أجريت بعض التجارب في محاولة لزيادة السلوك الإبداعي عند تلامذة المدارس الابتدائية بصورة عامة وبصورة منفصلة عن البرامج والطرائق الخاصة التي المحنا اليها في الفصول السابقة والتي تتصل بحل المشكلات . وفيما يلي بعض النتائج الهامة التي توصل اليها ( تورانس ) عام ١٩٦٤ والتي استخلصها من عدد من الدراسات التي شملت تلامذة المدارس الابتدائية ومعلميهم . بعد دراسة توجيهية مخصصة لتدريب المعلمين على طرائق مكافأة سلوك الأطفال الإبداعي ظهر ان المعلمين أصبحوا يريدون إثابة التفكير المبدع ، ولكن الكثيرين منهم كانوا عاجزين عن فعل ذلك بصورة ناجعة بسبب من عوامل من مثل صفاتهم الشخصية الخاصة وإدراكاتهم للتوقعات الاجتماعية. ولقد تبين ان المعلمين الذين خضعوا لهذه البرامج التدريبية الخاصة بتنمية التفكير المبدع لم يميلوا لاستجرار الفاعليات المبدعة أكثر من زملائهم ممن لم ينالوا مثل تدريبهم . ولقد ظهر ان الأعمال غير المقومة نزعت الى انتاج المزيد من الاصالة والتوسع والحساسية أكثر الأعمال المقومة في معظم الأحيان ما عدا مستوى الصف السادس ( ١١ سنة ) . كما ظهر ان التنافس في الصفوف التي تتراوح بین الأول والسادس زاد في الطلاقة والمرونة والاصالة ، وذلك في المهمات التي تحتاج الى تفكير مبدع. ثم ان التدريب والتحمس لم يقضيا على أثر التنافس وقد بدا ان الأفراد ميالون الى زيادة الانجاز فيما يكافأون عليه ، فهم إذا كوفئوا من أجل الاصالة ( في حالة تلامذة الصف السادس ) انتجوا ضعفين من الأفكار الأصيلة أكثر مما لو انهم لم يكافأوا. وقد لوحظ انه حين يكون عضو في الفريق متفوقاً على الآخرين في قابلياته الفكرية الإبداعية فإنه كان يضغط عليه ليقلل من إبداعه أو اصالته بدلاً من أن يكافأ لمساهمته في إنجاح الفريق . (وفي هذا الاكتشاف يجعل المتحمسين لمزايا العمل في فرق يتمهلون قليلاً في حماسهم ويعيدون النظر فيه ) . كما لوحظ ان التجميع ، تجميع الأطفال في فرق من أجل التفكير الإبداعي كان يخفف التوتر الاجتماعي ويمكن الأعضاء الأقل إبداعاً من أن يصبحوا أغزر انتاجاً فقد استخلص ( تورانس ) ان الأطفال في الصفوف التي تتراوح بين الثالث والسادس يمكن اثارتهم للقيام بمزيد من الكتابة بمبادرتهم الشخصية، وذلك حين تقدم لهم الأسباب لفعل ذلك ومثاله أن تكون هناك مجلة مدرسية يكتبون لها .

    اذا كان (تورانس) قد وجد ان تدريب المعلمين على طرائق إثابة السلوك الإبداعي أمر غير نافع تماماً فإنه قد لاحظ فروقاً بين المعلمين في هذا الصدد تتوقف على شخصياتهم . ولقد وجد ان الأطفال في روضة الأطفال والصفوف الابتدائية الثلاثة الأولى الذين يعلمهم معلمون يتصفون بحماسة مبدعة يتقدمون أكثر من الأطفال الذين يعلمهم معلمون تنقصهم مثل هذه الحماسة ( تورانس عام ١٩٦٥ ) . إن ما يستخلص من الفقرة السابقة هو تأكيدنا بأننا اذا أردنا إحداث تغيرات إبداعية في المدرسة فعلينا أن نبدأ لا بالطرائق المستعملة في التعليم ولكن بالأشخاص الذين يعلمون وأن نقنعهم بتغيير مفاهيمهم ومواقفهم .

    التخصص بالآداب أو العلوم

    تخصص الطالب العربي في المرحلة الثانوية بالآداب أو العلوم أمر يقوم على أساس من التخمين والتلمس يقوم بهما الطالب وأهله، وقد تشارك فيه المدرسة بمعلميها وإدارتها . واذا ذكرنا ان هذا الاختيار يؤثر في دراسة الطالب الجامعية واختياره لهذا الفرع أو ذاك وذكرنا ان توجيه الطلاب في الدراسة الجامعية بقوم على أساس من مجموع علامات الطالب وعلامات بعض المواضيع - قدرنا خطر ذلك كله لا على حياة الطالب وحده وانما على مستقبل البلاد ؟ من أن ان الطب يحتاج الى ( ذكاء ) أكثر من الفلسفة ؟ وما هي القابليات الخاصة اللازمة لدراسة العلوم ؟ ومن هم الطلاب الذين يقبلون على دراسة الآداب ؟ إن هذه الأسئلة وأمثالها أسئلة هامة جداً ولا بد للمعنيين بأمور التربية من محاولة ذا الذي يستطيع يزعم الجواب عليها جواباً علمياً .

    لقد وجد ( هدسون ) عام ١٩٦٦ ان المتخصصين في الآداب والفنون هم بالدرجة الأولى مفرقون بمعنى انهم يحسنون أن يجيبوا على اختبارات التفريق خيراً مما يجيبون على اختبارات التجميع. في حين ان علماء الفيزياء يكونون في معظمهم مجمعين . ولقد لاحظ ( هدسون ) ان عدداً من المفرقين أكبر بكثير من عدد المجمعين يدرسون الانكليزية والتاريخ واللغات الحديثة ، حين ان عدداً أكبر من المجمعين يدرسون الرياضيات والفيزياء والكيمياء . كما لاحظ ان الكلاسيكيات تنتمي الى العلوم الفيزيائية، في حين ان البيولوجيا والجغرافية والاقتصاد تجتذب المفرقين والمجمعين . وحين كرر ( هدسون) تجاربه عام ١٩٦٨ توصل الى بمقدار متساو نتائج مماثلة .

    ومن جهة أخرى لوحظ ان البنات أميل الى دراسة الآداب في حين ان الصبيان أميل الى دراسة العلوم ، كما لوحظ ان الذين يختارون دراسة مختلطة من الآداب والعلوم تكون علاماتهم التفريقية أدنى ( حاصل ذكائهم أعلى ) من الطلاب الذين يختارون دراسات متخصصة .

    اننا بحاجة ماسة الى مثل هذه الدراسات في عالمنا العربي لكي نستطيع أن نتخلص من التوجيه الاعتباطي للطلاب ولكي نضع الطالب المناسب في الدراسة المناسبة .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.21 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	86.3 كيلوبايت 
الهوية:	141487 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.22_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	92.0 كيلوبايت 
الهوية:	141488 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.22 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	92.8 كيلوبايت 
الهوية:	141489 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.23_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	84.5 كيلوبايت 
الهوية:	141490 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.23 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	54.2 كيلوبايت 
الهوية:	141491

  • #2

    Education for creativity

    Improving creative abilities is - in part at least to improve the thinking process and means reconsidering the educational process so that it helps to improve this thinking. Perhaps the most important thing to be said in this regard is the necessity of differentiating between memorization and memorization and understanding. You must be satisfied with teaching simple facts, accurate dates, or ordinary skills (for example, in algebra), and forget about the possibility of applying what the student has learned in other situations. What we must be keen on is the transfer of learning, and this does not happen unless our education is based on an understanding of the basic structures and principles and prompts the student to apply what he understood of the foundations and constructions and the principles he learned in other places and situations. We must not be content with generalizing principles, but rather generalizing skills, especially in problem-solving. This does not mean that we deny the value of the facts, because it is nonsense to say that the historian or the scientist can work without sufficient and wide knowledge of the facts. If we said this, we would be as if we were saying that the poet can create poetry without sufficient knowledge of the words. The truth is that the more a person knows the facts, the greater his ability to create.

    However, if we want our students to use their knowledge creatively, there are things we should not do. Do we allow our students to draw representations from other subjects? Or do we urge them to associate their different sensory symbols? Do we give them opportunities to discover facts and not just memorize them? Do we encourage them to play with ideas and facts and not just ask them to repeat them? Do you teach them to be sensitive to problems? Do we teach them that the problem usually has multiple interpretations and solutions? Do we allow them to walk in different ways to reach the desired answer? This and its likes are important for the teacher to be creative with his students.

    Moreover, the positive answers to these questions do not mean an ideal education, but rather that there are limits and complications that must be taken into consideration. Take, for example, the issue of (discovery education) and (memorization education). You find that the two educations are not completely opposite and that the matter needs further analysis, because there are different degrees of discovery education, and that cooperation between discovery and memorization differs from one student to another and from one topic to another. ...and it remains a matter of question.

    Some experiments have been conducted in an attempt to increase the creative behavior of primary school students in general and separately from the special programs and methods that we referred to in the previous chapters, which are related to solving problems. The following are some of the important results reached by Torrance in 1964, which he drew from a number of studies that included primary school students and their teachers. After a pilot study dedicated to training teachers on methods of rewarding children's creative behavior, it appeared that teachers wanted to reward creative thinking, but many of them were unable to do so effectively due to factors such as their own personal characteristics and their perceptions of social expectations. It was found that the teachers who underwent these training programs for the development of creative thinking did not tend to attract creative actors more than their colleagues who did not receive similar training. It has been shown that the non-evaluated works tended to produce more originality, expansion and sensitivity than the evaluated works in most cases, except for the sixth grade level (11 years). It also appeared that the competition in grades ranging from the first to the sixth increased in fluency, flexibility and originality, in the tasks that need creative thinking. Moreover, training and enthusiasm did not eliminate the effect of competition, and it seemed that individuals tended to increase achievement in what they were rewarded for. If they were rewarded for originality (in the case of sixth-grade students), they produced twice as many original ideas than if they were not rewarded. It was observed that when a member of the team was superior to others in his creative intellectual capabilities, he was pressured to reduce his creativity or originality instead of being rewarded for his contribution to the success of the team. (In this discovery, it makes those who are enthusiastic about the benefits of working in teams slow down a bit in their enthusiasm and reconsider it). It was also noted that grouping, grouping children into teams for creative thinking relieved social tension and enabled the less creative members to become more prolific. Torrance concluded that children in grades between third and sixth could be provoked to do more writing on their own initiative, and that When you give them the reasons for doing so, and for example there is a school magazine for which they write.

    If (Torrance) had found that training teachers on methods of rewarding creative behavior is completely unhelpful, then he had noticed differences between teachers in this regard that depended on their personalities. It was found that children in kindergarten and the first three elementary grades who are taught by teachers who are characterized by creative enthusiasm progress more than children who are taught by teachers who lack such enthusiasm (Torrance 1965). What can be extracted from the previous paragraph is our assertion that if we want to bring about creative changes in the school, we must start not with the methods used in education, but with the people who teach and convince them to change their concepts and attitudes.

    Majoring in arts or sciences

    The specialization of the Arab student at the secondary level in arts or sciences is a matter based on speculation and groping by the student and his family, and the school may participate in it with its teachers and administration. And if we mentioned that this choice affects the student’s undergraduate study and his choice of this or that branch, and we mentioned that guiding students in university study is based on the sum of the student’s scores and the scores of some subjects – do we estimate the danger of all that, not only to the student’s life, but to the future of the country? Is it that medicine needs (intelligence) more than philosophy? What are the special abilities needed to study science? Who are the students who accept the study of Arts? These and similar questions are very important, and it is imperative for those concerned with education matters to attempt the one who can claim to answer them scientifically.

    Hudson found in 1966 that specialists in arts and literature are primarily dispersed, meaning that they are better at answering differentiation tests than they are answering grouping tests. While physicists are mostly unanimous. (Hudson) noticed that a much larger number of collectors than the number of collectors study English, history and modern languages, while a greater number of collectors study mathematics, physics and chemistry. He also noted that the classics belong to the physical sciences, while biology, geography, and economics attract dispersers and compilers. And when (Hudson) repeated his experiments in 1968, he reached an equal amount of similar results.

    On the other hand, it was noted that girls tend to study arts, while boys tend to study sciences. It was also noted that those who choose a mixed study of arts and sciences have lower differential marks (their IQ is higher) than students who choose specialized studies.

    We are in dire need of such studies in our Arab world so that we can get rid of the arbitrary guidance of students and put the appropriate student in the appropriate study.

    تعليق

    يعمل...
    X