ب - المشكلات الأساسية في التعليم من أجل الإبداع
في محاضرة عنوانها « المشكلات الأساسية في التعليم من أجل الإبداع» يشير غيلفورد الى انه لا يعتقد ان التعليم المبرمج الذي قال به ( سكنر ) وسواه يشجع الإبداع عند الطلاب ، وهو يشير الى ايمانه بالحاجة القصوى الى مزيد من التشديد على مبادرة التلميذ نفسه وتحقيق حاجاته العقلية من أجل التعليم في سبيل الإبداع . وفي رأيه ان هذا لا يعني مجرد التعليم بقدر أكبر من التخيل ، ولكن تنمية المهارات الإبداعية والمواقف الإبداعية عند الطلاب . وهو في سبيل ذلك ، وبالاستناد الى نظريته في الذكاء المعروفة ببناء العقل Structure of Intellect والى العوامل التي اكتشفها في الإبداع وسبقت الاشارة اليها - يتقدم ببعض المبادىء الموجهة :
تقرير ما يجب تعلمه
يقول غيلفورد بما انه من المعتقدين بأن الأمور الأولى يجب أن تأتي أولاً فهو يرى ان ما نحتاجه قبل كل شيء هو أن نملك أفكاراً واضحة وموسعة عما يجب على الطلاب أن يتعلموه . إن مثل هذه المعلومات تشكل الأفكار الرئيسية عن الأهداف التربوية. ومن ثم يجب أن نكون مستعدين للإجابة عن السؤال الثاني ألا وهو : كيف يمكن إتمام التعليم بالطريقة المثلى ؟ فإذا كان الجواب عن هذا السؤال يتطلب وسائل تعليمية من أن نوع خاص وجب نحاول العثور عليها إن كانت موجودة كانت غير موجودة فيجب أن نخترعها . أما اذا قلبنا الأمر وقلنا ها هنا وسائل تعليمية فكيف نفيد منها في تنمية الاختراع ؟ فإننا نكون قد أخطأنا السبيل . إن علينا أولاً أن نقرر كيف نعلم ما نريد تعليمه ثم نتساءل عما اذا كانت هذه الوسيلة أو تلك تفيدنا في تعليمنا المبدع وعن كيفية هذه الاستفادة .
تحديد ما يجب من أجل الإبداع
اننا لا نستطيع أن نذهب بعيداً في تحقيق الهدف الأول دون أن نعمل من أجل هدف مرافق الا وهم فهم طبيعة الظاهرة العقلية التي نتعامل معها . إن الاستعداد للإبداع والقدرات الإبداعية الكامنة كانت موضع دراسات مفصلة وبعدد من الطرق ، وثمة معرفة متزايدة لأنواع الصفات التي تميز المبدعين . وبعض هذه الصفات يتصل بطبيعة المهارات التفكيرية أو قل إذا شئت الستراتيجية التفكيرية ، وبعضها الآخر يقع في الزمرة الاثارية بما في ذلك الحاجات والاهتمامات والمواقف ، وبعضها الثالث يقع في حيز الطبع والمزاج ومن معرفتنا لصفات الأشخاص المبدعين كونياً ، وهي معرفة نملك الكثير منها ، نستطيع أن ننطلق في التعليم من أجل الإبداع. وهذا ما يتم بالفعل في كثير من أنحاء الولايات المتحدة الأميركية .
تقرير الصفات التي تستجيب أكثر من سواها للتدريب
لو أننا كنا قانعين بأن كل الصفات التي تساهم في الإبداع تحددها الوراثة لوجب أن ننفض أيدينا من كل عملية تتعلق بتربية الإبداع، ولكن خبرتنا لا تؤيد هذا الرأي وتجعلنا متفائلين مما يحملنا على المضي في جهودنا من أجل تربية الإبداع. وبالنظر لكثرة الصفات المساهمة في عملية الإبداع من جهة ، وبالنظر لمحدودية الموارد والوقت من جهة أخرى فإن ثمة حاجة ملحة لاختيار ما نصب فيه جهودنا الأولى . ويحدد اختيارنا توفر الطرائق الخاصة للتعليم . ولكن هذا بالطبع أساس ثانوي للاختيار . والأساس الأصح هو التساؤل عن الصفات الأكثر تقبلاً للتدريب وعن يعطي خير النتائج ، لا سيما إذا كانت الجهود متساوية.
ولسوء الحظ فإننا لا نملك معلومات قاطعة عن أي الصفات أكثر تقبلاً للتدريب وعن أيها أقل تقبلاً للتدريب . ومع ذلك فإن ثمة مجالاً للتخمين والتقدير ومثال ذلك القول بأن الصفات الطبيعية أكثر ثباتاً إما بسبب من الوراثة أو بسبب من الخبرات الباكرة ولذلك فإنها أقل تقبلاً للتغير بسبب الخبرة الناتجة عن التدريب. ولكن ثمة أساساً للاعتقاد بأن الصفات الإثارية أكثر تقبلاً للتغير وان كنا لا نعرف مدى هذا التغير بالخبرات التعليمية . أما التغير في القدرات ، بما في ذلك المهارات العقلية ، فهو أسهل من سواه وذلك من خلال أنواع الخبرة المناسبة .
وأما فيما يخص طرائق التدريب فإن الوجوه العقلية تلعب دوراً هاماً . إن من الممكن تطوير طرائق التعليم ولا سيما طريقة تعليم التفكير بحيث تساعد على الإبداع ، أضف الى ذلك ان هذه الطرائق يمكن جعلها أكثر تحديداً واستقامة . وهكذا يمكن الإفادة من هذه الطرائق ولا سيما طريقة ( إمطار الدماغ ) والطرائق التحليلية وسواها في تشجيع التفكير المبدع .
معظم التدريب يجب أن يكون عاماً لا خاصاً
لعل خير ما يميز التفكير المبدع هو انه يحتوي على مظاهر ووجوه جديدة ، جديدة حتى بالنسبة للمفكر ذاته. ومن الواضح ان الاستجابة نفسها لا يمكن أن تكون جديدة ومطبقة في السياق المباشر السابق في الوقت عينه. ولقد سبق أن أشار غيلفورد الى وجود درجة ما من الانتقال في كل عمل من أعمال التفكير الإبداعي. ان المعلومات تستدعى وتستعمل في صلات تختلف عما كانت قد استعملت فيه في السابق ، وبذلك تكون جديدة . ومعنى هذا الذي قلناه وجوب التشديد على الوجوه العامة للمعلومات في عملية التعليم وجوب تعلم استراتيجيات عامة تمكن من الإفادة من المعلومات وتطبيقها في مواضع جديدة .
يجب الاهتمام بالوجوه العقلية الأوسع
لقد بحثت العلاقة بين القدرات الإبداعية والذكاء ( كما كان يعرف تقليدياً ويقاس ) مرات عديدة ، وذلك بحسبان معامل الترابط بين حاصلات الذكاء التي تعطيها روائز الذكاء التقليدية وبين ما تسجله روائز القدرات ذات التفكير المفرق . ولقد ثبت في كل الأحيان ان الترابط بين القدرات الإبداعية والذكاء ترابط إيجابي ولكنه منحط . بيد ان هذه ليست القصة بكاملها . لقد ثبت مثلاً ان الذكاء شرط لازم للإبداع ولكنه غير كاف. كما ثبت انه بسبب كون روائز الذكاء تشير بصورة رئيسية الى المعلومات التي يملكها الفرد فإن ذلك يقود الى القول بأنه لا بد للشخص المبدع من أن يملك القدر الكافي من المعلومات يختزنها في ذاكرته ، أضف الى ذلك ان التفكير المبدع وحل المشكلات يشتملان كلاهما وبصورة أساسية على الأنواع نفسها من الظاهرات العقلية . ان المشكلة الحقيقية الأصيلة هي وضع عقلي إدراكي لا يملك الانسان ستراتيجية مباشرة لمواجهته ، فإذا ما حل الانسان المشكلة مستعملاً ستراتيجية لم يستعملها من قبل أو إذا استعمل ستراتيجية معروفة لم يستعملها بالطريقة نفسها من قبل فإنه يكون قد أظهر نوعاً من السلوك الجديد وبالتالي نوعاً من الإبداع ولو كان يسيراً .
ولكن حل المشكلات واسع سعة السلوك نفسه ويشتمل على أنواع مختلفة من المعلومات وصنوف متبابنة من العمليات اللازمة لتصنيع هذه
في محاضرة عنوانها « المشكلات الأساسية في التعليم من أجل الإبداع» يشير غيلفورد الى انه لا يعتقد ان التعليم المبرمج الذي قال به ( سكنر ) وسواه يشجع الإبداع عند الطلاب ، وهو يشير الى ايمانه بالحاجة القصوى الى مزيد من التشديد على مبادرة التلميذ نفسه وتحقيق حاجاته العقلية من أجل التعليم في سبيل الإبداع . وفي رأيه ان هذا لا يعني مجرد التعليم بقدر أكبر من التخيل ، ولكن تنمية المهارات الإبداعية والمواقف الإبداعية عند الطلاب . وهو في سبيل ذلك ، وبالاستناد الى نظريته في الذكاء المعروفة ببناء العقل Structure of Intellect والى العوامل التي اكتشفها في الإبداع وسبقت الاشارة اليها - يتقدم ببعض المبادىء الموجهة :
تقرير ما يجب تعلمه
يقول غيلفورد بما انه من المعتقدين بأن الأمور الأولى يجب أن تأتي أولاً فهو يرى ان ما نحتاجه قبل كل شيء هو أن نملك أفكاراً واضحة وموسعة عما يجب على الطلاب أن يتعلموه . إن مثل هذه المعلومات تشكل الأفكار الرئيسية عن الأهداف التربوية. ومن ثم يجب أن نكون مستعدين للإجابة عن السؤال الثاني ألا وهو : كيف يمكن إتمام التعليم بالطريقة المثلى ؟ فإذا كان الجواب عن هذا السؤال يتطلب وسائل تعليمية من أن نوع خاص وجب نحاول العثور عليها إن كانت موجودة كانت غير موجودة فيجب أن نخترعها . أما اذا قلبنا الأمر وقلنا ها هنا وسائل تعليمية فكيف نفيد منها في تنمية الاختراع ؟ فإننا نكون قد أخطأنا السبيل . إن علينا أولاً أن نقرر كيف نعلم ما نريد تعليمه ثم نتساءل عما اذا كانت هذه الوسيلة أو تلك تفيدنا في تعليمنا المبدع وعن كيفية هذه الاستفادة .
تحديد ما يجب من أجل الإبداع
اننا لا نستطيع أن نذهب بعيداً في تحقيق الهدف الأول دون أن نعمل من أجل هدف مرافق الا وهم فهم طبيعة الظاهرة العقلية التي نتعامل معها . إن الاستعداد للإبداع والقدرات الإبداعية الكامنة كانت موضع دراسات مفصلة وبعدد من الطرق ، وثمة معرفة متزايدة لأنواع الصفات التي تميز المبدعين . وبعض هذه الصفات يتصل بطبيعة المهارات التفكيرية أو قل إذا شئت الستراتيجية التفكيرية ، وبعضها الآخر يقع في الزمرة الاثارية بما في ذلك الحاجات والاهتمامات والمواقف ، وبعضها الثالث يقع في حيز الطبع والمزاج ومن معرفتنا لصفات الأشخاص المبدعين كونياً ، وهي معرفة نملك الكثير منها ، نستطيع أن ننطلق في التعليم من أجل الإبداع. وهذا ما يتم بالفعل في كثير من أنحاء الولايات المتحدة الأميركية .
تقرير الصفات التي تستجيب أكثر من سواها للتدريب
لو أننا كنا قانعين بأن كل الصفات التي تساهم في الإبداع تحددها الوراثة لوجب أن ننفض أيدينا من كل عملية تتعلق بتربية الإبداع، ولكن خبرتنا لا تؤيد هذا الرأي وتجعلنا متفائلين مما يحملنا على المضي في جهودنا من أجل تربية الإبداع. وبالنظر لكثرة الصفات المساهمة في عملية الإبداع من جهة ، وبالنظر لمحدودية الموارد والوقت من جهة أخرى فإن ثمة حاجة ملحة لاختيار ما نصب فيه جهودنا الأولى . ويحدد اختيارنا توفر الطرائق الخاصة للتعليم . ولكن هذا بالطبع أساس ثانوي للاختيار . والأساس الأصح هو التساؤل عن الصفات الأكثر تقبلاً للتدريب وعن يعطي خير النتائج ، لا سيما إذا كانت الجهود متساوية.
ولسوء الحظ فإننا لا نملك معلومات قاطعة عن أي الصفات أكثر تقبلاً للتدريب وعن أيها أقل تقبلاً للتدريب . ومع ذلك فإن ثمة مجالاً للتخمين والتقدير ومثال ذلك القول بأن الصفات الطبيعية أكثر ثباتاً إما بسبب من الوراثة أو بسبب من الخبرات الباكرة ولذلك فإنها أقل تقبلاً للتغير بسبب الخبرة الناتجة عن التدريب. ولكن ثمة أساساً للاعتقاد بأن الصفات الإثارية أكثر تقبلاً للتغير وان كنا لا نعرف مدى هذا التغير بالخبرات التعليمية . أما التغير في القدرات ، بما في ذلك المهارات العقلية ، فهو أسهل من سواه وذلك من خلال أنواع الخبرة المناسبة .
وأما فيما يخص طرائق التدريب فإن الوجوه العقلية تلعب دوراً هاماً . إن من الممكن تطوير طرائق التعليم ولا سيما طريقة تعليم التفكير بحيث تساعد على الإبداع ، أضف الى ذلك ان هذه الطرائق يمكن جعلها أكثر تحديداً واستقامة . وهكذا يمكن الإفادة من هذه الطرائق ولا سيما طريقة ( إمطار الدماغ ) والطرائق التحليلية وسواها في تشجيع التفكير المبدع .
معظم التدريب يجب أن يكون عاماً لا خاصاً
لعل خير ما يميز التفكير المبدع هو انه يحتوي على مظاهر ووجوه جديدة ، جديدة حتى بالنسبة للمفكر ذاته. ومن الواضح ان الاستجابة نفسها لا يمكن أن تكون جديدة ومطبقة في السياق المباشر السابق في الوقت عينه. ولقد سبق أن أشار غيلفورد الى وجود درجة ما من الانتقال في كل عمل من أعمال التفكير الإبداعي. ان المعلومات تستدعى وتستعمل في صلات تختلف عما كانت قد استعملت فيه في السابق ، وبذلك تكون جديدة . ومعنى هذا الذي قلناه وجوب التشديد على الوجوه العامة للمعلومات في عملية التعليم وجوب تعلم استراتيجيات عامة تمكن من الإفادة من المعلومات وتطبيقها في مواضع جديدة .
يجب الاهتمام بالوجوه العقلية الأوسع
لقد بحثت العلاقة بين القدرات الإبداعية والذكاء ( كما كان يعرف تقليدياً ويقاس ) مرات عديدة ، وذلك بحسبان معامل الترابط بين حاصلات الذكاء التي تعطيها روائز الذكاء التقليدية وبين ما تسجله روائز القدرات ذات التفكير المفرق . ولقد ثبت في كل الأحيان ان الترابط بين القدرات الإبداعية والذكاء ترابط إيجابي ولكنه منحط . بيد ان هذه ليست القصة بكاملها . لقد ثبت مثلاً ان الذكاء شرط لازم للإبداع ولكنه غير كاف. كما ثبت انه بسبب كون روائز الذكاء تشير بصورة رئيسية الى المعلومات التي يملكها الفرد فإن ذلك يقود الى القول بأنه لا بد للشخص المبدع من أن يملك القدر الكافي من المعلومات يختزنها في ذاكرته ، أضف الى ذلك ان التفكير المبدع وحل المشكلات يشتملان كلاهما وبصورة أساسية على الأنواع نفسها من الظاهرات العقلية . ان المشكلة الحقيقية الأصيلة هي وضع عقلي إدراكي لا يملك الانسان ستراتيجية مباشرة لمواجهته ، فإذا ما حل الانسان المشكلة مستعملاً ستراتيجية لم يستعملها من قبل أو إذا استعمل ستراتيجية معروفة لم يستعملها بالطريقة نفسها من قبل فإنه يكون قد أظهر نوعاً من السلوك الجديد وبالتالي نوعاً من الإبداع ولو كان يسيراً .
ولكن حل المشكلات واسع سعة السلوك نفسه ويشتمل على أنواع مختلفة من المعلومات وصنوف متبابنة من العمليات اللازمة لتصنيع هذه
تعليق