الفرنكوفونية
يُنسب مصطلح الفرنكوفونية Francophonie إلى عالم الجغرافيا الفرنسي أونسيم ركلوس Onésime Reclus الذي استخدمه عام 1880، للدلالة على البلاد التي تستخدم اللغة الفرنسية، ولكن في الستينيات من القرن العشرين بدأت حركة الفرنكوفونية بالتطور لتشمل البلاد التي تحررت من الاستعمار الفرنسي، وابتداء من عام 1970 أُضيف بعد سياسي للبعد اللغوي للمصطلح، ليشكل هذا الأخير حسب تعبير الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، أحد الآباء الروحيين للحركة الفرنكوفونية، «رابطة تجمع الدول والشعوب والحكومات المعنية بشكل أمتن مما يفعله المناخ أو الجغرافيا».
في منتصف الثمانينات أضيف إلى فرنسا ومستعمراتها القديمة دول ناطقة باللغة الفرنسية، مثل بلجيكا وسويسرا واللكسمبورغ ومقاطعة كيبك الكندية، وفي عام 1986 عقدت القمة الفرنكوفونية الأولى (قمة فرساي وباريس)، كما أحدثت قمة هانوي في 15/11/1997 منصب الأمين العام للحركة، ليكون سكرتيراًَ عاماً لها، وناطقاً رسمياً باسمها في المحافل والمؤتمرات والمنظمات الدولية، وقد تم انتخاب بطرس بطرس غالي أول أمين عام لها (1997-2002).
تبنت الحركـة ميثـاق الفرنكوفونيـة، الذي يعدُّ ملاكهـا القانونـي. وفي عام 1998، في بوخارسـت أُطلـق مصطلـح «المنظمة الدولية للفرنكوفونية» L’Organisation Internationale de la Francophonie للدلالة على الحركة، إضافة إلى مجموع الهيئات الفرنكوفونية. هذا علماَ أن مصطلح الفرنكوفونية يتضمن الإشارة إلى اللغة «الفرنسية» والناطقين بها، وهو مصطلح مشتق من اللغة اللاتينية، التي هي من عائلة اللغات الهندو- أوربية.
انتشار الفرنكوفونية
يقدر عدد الناطقين باللغة الفرنسية بنحو 170 مليون شخص في العالم، ويغطي مصطلح الفرنكوفونية معانيَ عدة، فهي قد تعني الجماعات والشعوب التي تتحدث بالفرنسية سواء كلغة رسمية أم كلغة ثانية، أو كلغة تواصل أو ثقافة، كما يعني المصطلح مجموعة الدول والحكومات التي تنضوي تحت لواء المنظمة الدولية للفرنكفونية والتي تحـدد اتجاهاتها القمة الفرنكوفونيـة التي تعقد مرة كل عامين برئاسة أمينها العام، ويمثل المجال الفرنكوفوني L’espace francophone الدول التي لها علاقة باللغة الفرنسية جغرافياً أو لغوياً أو ثقافياً.
أهداف الفرنكوفونية
حددت المادة الأولى من ميثاق الفرنكوفونية أهدافها برغبة الحركة في استغلال الروابط التي تجمع الدول التي تتحدث اللغة الفرنسية من أجل خدمة السلام، كما تهدف إلى تحقيق التطور والديمقراطية، ومحاولة الحد والوقاية من النزاعات وتطوير تطبيق قانون حقوق الإنسان، كما تسعى إلى تعميق الحوار بين الحضارات، مما يساعد على تقارب الشعوب والتعارف المتبادل بينها. كل ذلك مع التشديد على مفاهيم عدة، مثل احترام سيادة الدول وثقافات شعوبها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
البنيان المؤسساتي للمنظمة الدولية الفرنكوفونية
للمنظمة ثلاثة أجهزة رئيسة، كما يتبعها عدد من المكاتب والمؤسسات الفرعية على النحو الآتي:
- قمة رؤساء الدول والحكومات: وهي الهيئة العليا للفرنكوفونية، وتجتمع مرة كل عامين، ومن مهامها تحديد خطة عمل المنظمة. تنتخب القمة الأمين العام للمنظمة، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 53 دولة حتى عام 2004، وكانت قد اشتركت في قمة واغادوغوOuagadougou عام (2004) عشر دول، منها الجمهورية العربية السورية بصفة مراقب.
- المؤتمر الوزاري: حيث تُمَّثل الدول على مستوى وزراء الخارجية، ويحضّر المؤتمر جدول أعمال القمة، كما ينفذ القرارات الصادرة عنها، ويتولى كذلك مراقبة توزيع الموازنة للمكتب الفرنكوفوني.
- المجلس الدائم: وهو يتابع أعمال القمة تحت رعاية المؤتمر الوزاري، ويرأسه الأمين العام للفرنكوفونية، وهو مكوّن من ممثلين شخصيين لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في المنظمة.
- الأمين العام للمنظمة: وينتخب لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد، ويعد الناطق السياسي والممثل الرسمي للمنظمة على المستوى العالمي، إضافة إلى مهام أخرى كمسؤوليته عن إحياء التعاون الدولي.
- المكتب الفرنكوفوني: ويعدّ هذا المكتب المنظمة الحكومية الوحيدة على مستوى الدول الفرنكوفونية، ويسهم في نشر اللغة الفرنسية إضافة إلى دعم التعاون بين الشعوب المعنّية، ويحثُّ على حوار الثقافات والحضارات.
- المكتب الجامعي الفرنكوفوني: وهو يساعد على بناء مجال جامعي فرنكوفوني، عن طريق تشجيع التبادل بين جامعات الدول الفرنكوفونية، خاصة في مجال العلاقات بين الجنوب والشمال.
- المحطة التلفزيونية الخامسة TV5، ويوزَّع البث فيها على ثماني أقنية محلية: إفريقيا - أمريكا اللاتينية - آسيا - الولايات المتحدة الأمريكية - أوربا غير الفرنكوفونية - فرنسا وبلجيكا وسويسرا - الشرق الأوسط - كيبك في كندا.
- جامعة سنغور Senghor في الإسكندرية: وهي جامعة للدراسات العليا ناطقة باللغة الفرنسية.
- إضافة إلى الجمعية الدولية لمحافظي المدن الفرنكوفونية، ومعهد الطاقة والبيئة الفرنكوفونية، والمعهد الفرنكوفوني للتكنولوجيا الحديثة للمعلومات.
أمل يازجي
يُنسب مصطلح الفرنكوفونية Francophonie إلى عالم الجغرافيا الفرنسي أونسيم ركلوس Onésime Reclus الذي استخدمه عام 1880، للدلالة على البلاد التي تستخدم اللغة الفرنسية، ولكن في الستينيات من القرن العشرين بدأت حركة الفرنكوفونية بالتطور لتشمل البلاد التي تحررت من الاستعمار الفرنسي، وابتداء من عام 1970 أُضيف بعد سياسي للبعد اللغوي للمصطلح، ليشكل هذا الأخير حسب تعبير الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، أحد الآباء الروحيين للحركة الفرنكوفونية، «رابطة تجمع الدول والشعوب والحكومات المعنية بشكل أمتن مما يفعله المناخ أو الجغرافيا».
في منتصف الثمانينات أضيف إلى فرنسا ومستعمراتها القديمة دول ناطقة باللغة الفرنسية، مثل بلجيكا وسويسرا واللكسمبورغ ومقاطعة كيبك الكندية، وفي عام 1986 عقدت القمة الفرنكوفونية الأولى (قمة فرساي وباريس)، كما أحدثت قمة هانوي في 15/11/1997 منصب الأمين العام للحركة، ليكون سكرتيراًَ عاماً لها، وناطقاً رسمياً باسمها في المحافل والمؤتمرات والمنظمات الدولية، وقد تم انتخاب بطرس بطرس غالي أول أمين عام لها (1997-2002).
تبنت الحركـة ميثـاق الفرنكوفونيـة، الذي يعدُّ ملاكهـا القانونـي. وفي عام 1998، في بوخارسـت أُطلـق مصطلـح «المنظمة الدولية للفرنكوفونية» L’Organisation Internationale de la Francophonie للدلالة على الحركة، إضافة إلى مجموع الهيئات الفرنكوفونية. هذا علماَ أن مصطلح الفرنكوفونية يتضمن الإشارة إلى اللغة «الفرنسية» والناطقين بها، وهو مصطلح مشتق من اللغة اللاتينية، التي هي من عائلة اللغات الهندو- أوربية.
انتشار الفرنكوفونية
يقدر عدد الناطقين باللغة الفرنسية بنحو 170 مليون شخص في العالم، ويغطي مصطلح الفرنكوفونية معانيَ عدة، فهي قد تعني الجماعات والشعوب التي تتحدث بالفرنسية سواء كلغة رسمية أم كلغة ثانية، أو كلغة تواصل أو ثقافة، كما يعني المصطلح مجموعة الدول والحكومات التي تنضوي تحت لواء المنظمة الدولية للفرنكفونية والتي تحـدد اتجاهاتها القمة الفرنكوفونيـة التي تعقد مرة كل عامين برئاسة أمينها العام، ويمثل المجال الفرنكوفوني L’espace francophone الدول التي لها علاقة باللغة الفرنسية جغرافياً أو لغوياً أو ثقافياً.
أهداف الفرنكوفونية
حددت المادة الأولى من ميثاق الفرنكوفونية أهدافها برغبة الحركة في استغلال الروابط التي تجمع الدول التي تتحدث اللغة الفرنسية من أجل خدمة السلام، كما تهدف إلى تحقيق التطور والديمقراطية، ومحاولة الحد والوقاية من النزاعات وتطوير تطبيق قانون حقوق الإنسان، كما تسعى إلى تعميق الحوار بين الحضارات، مما يساعد على تقارب الشعوب والتعارف المتبادل بينها. كل ذلك مع التشديد على مفاهيم عدة، مثل احترام سيادة الدول وثقافات شعوبها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
البنيان المؤسساتي للمنظمة الدولية الفرنكوفونية
للمنظمة ثلاثة أجهزة رئيسة، كما يتبعها عدد من المكاتب والمؤسسات الفرعية على النحو الآتي:
- قمة رؤساء الدول والحكومات: وهي الهيئة العليا للفرنكوفونية، وتجتمع مرة كل عامين، ومن مهامها تحديد خطة عمل المنظمة. تنتخب القمة الأمين العام للمنظمة، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 53 دولة حتى عام 2004، وكانت قد اشتركت في قمة واغادوغوOuagadougou عام (2004) عشر دول، منها الجمهورية العربية السورية بصفة مراقب.
- المؤتمر الوزاري: حيث تُمَّثل الدول على مستوى وزراء الخارجية، ويحضّر المؤتمر جدول أعمال القمة، كما ينفذ القرارات الصادرة عنها، ويتولى كذلك مراقبة توزيع الموازنة للمكتب الفرنكوفوني.
- المجلس الدائم: وهو يتابع أعمال القمة تحت رعاية المؤتمر الوزاري، ويرأسه الأمين العام للفرنكوفونية، وهو مكوّن من ممثلين شخصيين لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في المنظمة.
- الأمين العام للمنظمة: وينتخب لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد، ويعد الناطق السياسي والممثل الرسمي للمنظمة على المستوى العالمي، إضافة إلى مهام أخرى كمسؤوليته عن إحياء التعاون الدولي.
- المكتب الفرنكوفوني: ويعدّ هذا المكتب المنظمة الحكومية الوحيدة على مستوى الدول الفرنكوفونية، ويسهم في نشر اللغة الفرنسية إضافة إلى دعم التعاون بين الشعوب المعنّية، ويحثُّ على حوار الثقافات والحضارات.
- المكتب الجامعي الفرنكوفوني: وهو يساعد على بناء مجال جامعي فرنكوفوني، عن طريق تشجيع التبادل بين جامعات الدول الفرنكوفونية، خاصة في مجال العلاقات بين الجنوب والشمال.
- المحطة التلفزيونية الخامسة TV5، ويوزَّع البث فيها على ثماني أقنية محلية: إفريقيا - أمريكا اللاتينية - آسيا - الولايات المتحدة الأمريكية - أوربا غير الفرنكوفونية - فرنسا وبلجيكا وسويسرا - الشرق الأوسط - كيبك في كندا.
- جامعة سنغور Senghor في الإسكندرية: وهي جامعة للدراسات العليا ناطقة باللغة الفرنسية.
- إضافة إلى الجمعية الدولية لمحافظي المدن الفرنكوفونية، ومعهد الطاقة والبيئة الفرنكوفونية، والمعهد الفرنكوفوني للتكنولوجيا الحديثة للمعلومات.
أمل يازجي