ڤان لو (أسرة -)
ڤان لو، هو اسم الشهرة لأسرة فنية فرنسية، اشتهر بعض أفرادها بفنون الرسم والتصوير في القرن الثامن عشر.
أولاً - جان باتيست ڤان لو Jean-Baptiste Van Loo
وهو الابن الأكبر للويس أبراهام Louis Abraham، وكان مصوراً ورساماً، ولد في إكس -آن - بروڤانس Aix- en-Provence عام 1684 وتوفي فيها عام 1745.
أتم جان باتيست دراسته الفنية في مدينة إكس الفرنسية، ثم تابع في مدينة طولون Toulon، وحين سافر إلى إيطاليا، أقام في مدينتي روما وتورين Turin، وأنجز العديد من اللوحات الفنية التي حظيت باهتمام كبير في الأوساط الإيطالية.
ولما عاد إلى فرنسا، نال مكانة مرموقة في الوسط الفني ولاسيما حين صوّر الملك لويس الخامس عشر Louis XV فارساً عام 1723. كما تمّ تكليفه ترميمَ رواق قصر بريماتيس Primatice في فونتينبلو Fontainebleau، مع أخيه كارل Carle، وعندما سافر إلى لندن أقام فيها، وأنجز عدداً من اللوحات ذات الموضوعات الدينية والأسطورية.
عالج جان باتيست لوحاته بأسلوب باروكي، يعتمد على تكوين العناصر البشرية بحيوية وإكسائها بالألوان الغنية التي تضفي على الأشكال روعة وفخامة، كتلك التي توجد في لوحات روبنز Rubens، إلى جانب عنايته بالتفاصيل والرسوم الزخرفية والتزيينية.
ترك جان باتيست أثره الواضح في أعمال أخيه كارل وابنه لويس ميشيل اللذين تتلمذا في محترفه، وتابعا الاتجاه التصويري ذاته في الموضوعات الدينية والتاريخية والصور الشخصية.
ثانياً - شارل أندريه ڤان لو المعروف بـ كارل Charles- André Van Loo, dit Carle
رسـام فرنسي، ولد في باريس عـام 1705 وتوفي فيها عام 1765. وهو الابـن الثـاني لـ لويس أبراهام Louis Abraham، التحق بأخيه الأكبر جان باتيست الذي كان يقيم في تورين عام 1712، حيث اكتسب المبادىء الأولية لفن الرسم وأسهم مع أخيه في ترميم قصر فونتينبلو. ثم سافر إلى روما وتتلمذ على يد الفنان بنديتو لوتي Benedetto luti.
وحين عاد إلى باريس عام 1719، رسم أولى تشكيلاته الفنية الدينية في كنيسة سان جان، مما جعله في طليعة الرسامين الهواة، ووفّر له فرصة الحصول على الجائزة الأولى في روما عام 1724، مما أتاح له القبول في الأكاديمية الفرنسية في روما عام 1727 حيث بقي فيها حتى عام 1732.
وبعد تخرجه، سافر إلى مدينة تورين وأقام فيها بين عامي 1732- 1734. وصوَّر برعاية ملك سردينيا Sardaigne إحدى عشرة لوحة تناولت موضوعات دينية عن القدس، كما أنجز عدداً كبيراً من اللوحات لبعض المؤسسات الدينية في تورين.
عاد كارل إلى باريس عام 1734، وفي عام 1735 استُقبل بوصفه فناناً أكاديمياً مع لوحته «أبولو يسلخ مارسياس»، وحظي بعدها بعدد من المناصب الفنية المرموقة على الصعيد الرسمي، إذ عُينّ مساعد مدرس في الأكاديمية الفرنسية عام 1736، ثم ارتقى إلى مدرس عام 1737، ثم عُيِّن رئيساً للأكاديمية عام 1752 حتى وفاته عام 1765.
صار كارل المصور الأول للملك لويس الخامس عشر (1762)، ومديراً للأكاديمية من عام 1763 حتى وفاته. وكان قد تقلَّد منصب المحافظ في مدرسة الطلاب الذين يحظون برعاية الدولة.
وقد رأى غريم Grimm أن كارل هو المصور الأول في أوربا وهو واحد من أفضل ممثلي الأسلوب العظيم في الفن الذي يتزعمه كل من روبنز وفان دايك Van Dyck. وهو اتجاه الفن الباروكي الفلمنكي الذي يتسم بحيوية التكوين وروعة التلوين إضافة إلى الاهتمام بالتفاصيل والزخرفة، ولاسيما في اللوحات الدينية والكنائسية.
استطاع كارل أن يؤكد موهبته الفذّة في تصوير الموضوعات الأسطورية والتاريخية والدينية المستمدة من الإنجيل، مما جعله واحداً من كبار الفنانين في القرن الثامن عشر، إضافة إلى مكانته الأكاديمية والتربوية التي حظيت بتقدير تلميذيه دويان Doyen ولبيسييه Lépicié وغيرهما.
ثالثاً - لويس ميشيل ڤان لو Louis Michel Van Loo
رسام فرنسي، ولد في باريس عام 1707 وتوفي فيها عام 1771. تعلّم مبادىء الرسم في محترف والده الفنان جان باتيست في تورين وروما وباريس، وحصل على جائزة روما عام 1725.
أقام في روما مع عمه كارل وأخيه فرانسوا François في الفترة الواقعة بين عامي 1727- 1732، ثم عاد إلى باريس وقدَّم لوحته «أبولو ودافنه» Apollon et Daphné إلى الأكاديمية فقبلته عضواً فيها عام 1733.
سافر إلى إسبانيا عام 1736 وأقام فيها حتى عام 1753، حيث حظي باهتمام البلاط الملكي، وصار في طليعة رسامي الصور الشخصية في بلاط الملك فيليب الخامس. وأنجز مجموعة من اللوحات منها: «برادو»، «رسم سريع لقصر فرساي»، «لويز إيزابيل». وفي عام 1752، عيِّن لويس ميشيل مديراً لأكاديمية سان فرناندو San Fernando، واتسمت لوحاته برهافة شديدة في تصوير الوجوه ومعالجتها بدقة فائقة، وأضفى عليها لطفاً، وبعداً نفسياً يذكّران بأعمال الفنان غروز Greuze.
ولعل من أشهر الصور الشخصية التي أبدعها صورة «ماريفو» Marivaux التي أنجزها عام 1756 (متحف كوميديا فرانسيز في باريس)، وصورة «الأميرة غاليتزين» La princesse Galitzine التي أنجزها عام 1759 (متحف بوشكين بموسكو).
كما برزت رهافة لويس في معالجة اللوحات العائلية، مما جعله مؤهلاً لخلافة عمه كارل في إدارة مدرسة ترعاها الدولة.
طاهر البني
ڤان لو، هو اسم الشهرة لأسرة فنية فرنسية، اشتهر بعض أفرادها بفنون الرسم والتصوير في القرن الثامن عشر.
أولاً - جان باتيست ڤان لو Jean-Baptiste Van Loo
وهو الابن الأكبر للويس أبراهام Louis Abraham، وكان مصوراً ورساماً، ولد في إكس -آن - بروڤانس Aix- en-Provence عام 1684 وتوفي فيها عام 1745.
أتم جان باتيست دراسته الفنية في مدينة إكس الفرنسية، ثم تابع في مدينة طولون Toulon، وحين سافر إلى إيطاليا، أقام في مدينتي روما وتورين Turin، وأنجز العديد من اللوحات الفنية التي حظيت باهتمام كبير في الأوساط الإيطالية.
ولما عاد إلى فرنسا، نال مكانة مرموقة في الوسط الفني ولاسيما حين صوّر الملك لويس الخامس عشر Louis XV فارساً عام 1723. كما تمّ تكليفه ترميمَ رواق قصر بريماتيس Primatice في فونتينبلو Fontainebleau، مع أخيه كارل Carle، وعندما سافر إلى لندن أقام فيها، وأنجز عدداً من اللوحات ذات الموضوعات الدينية والأسطورية.
عالج جان باتيست لوحاته بأسلوب باروكي، يعتمد على تكوين العناصر البشرية بحيوية وإكسائها بالألوان الغنية التي تضفي على الأشكال روعة وفخامة، كتلك التي توجد في لوحات روبنز Rubens، إلى جانب عنايته بالتفاصيل والرسوم الزخرفية والتزيينية.
ترك جان باتيست أثره الواضح في أعمال أخيه كارل وابنه لويس ميشيل اللذين تتلمذا في محترفه، وتابعا الاتجاه التصويري ذاته في الموضوعات الدينية والتاريخية والصور الشخصية.
ثانياً - شارل أندريه ڤان لو المعروف بـ كارل Charles- André Van Loo, dit Carle
كارل فان لو: «صيد النعامة» (متحف بيكاردي، آميان) |
وحين عاد إلى باريس عام 1719، رسم أولى تشكيلاته الفنية الدينية في كنيسة سان جان، مما جعله في طليعة الرسامين الهواة، ووفّر له فرصة الحصول على الجائزة الأولى في روما عام 1724، مما أتاح له القبول في الأكاديمية الفرنسية في روما عام 1727 حيث بقي فيها حتى عام 1732.
وبعد تخرجه، سافر إلى مدينة تورين وأقام فيها بين عامي 1732- 1734. وصوَّر برعاية ملك سردينيا Sardaigne إحدى عشرة لوحة تناولت موضوعات دينية عن القدس، كما أنجز عدداً كبيراً من اللوحات لبعض المؤسسات الدينية في تورين.
عاد كارل إلى باريس عام 1734، وفي عام 1735 استُقبل بوصفه فناناً أكاديمياً مع لوحته «أبولو يسلخ مارسياس»، وحظي بعدها بعدد من المناصب الفنية المرموقة على الصعيد الرسمي، إذ عُينّ مساعد مدرس في الأكاديمية الفرنسية عام 1736، ثم ارتقى إلى مدرس عام 1737، ثم عُيِّن رئيساً للأكاديمية عام 1752 حتى وفاته عام 1765.
صار كارل المصور الأول للملك لويس الخامس عشر (1762)، ومديراً للأكاديمية من عام 1763 حتى وفاته. وكان قد تقلَّد منصب المحافظ في مدرسة الطلاب الذين يحظون برعاية الدولة.
وقد رأى غريم Grimm أن كارل هو المصور الأول في أوربا وهو واحد من أفضل ممثلي الأسلوب العظيم في الفن الذي يتزعمه كل من روبنز وفان دايك Van Dyck. وهو اتجاه الفن الباروكي الفلمنكي الذي يتسم بحيوية التكوين وروعة التلوين إضافة إلى الاهتمام بالتفاصيل والزخرفة، ولاسيما في اللوحات الدينية والكنائسية.
استطاع كارل أن يؤكد موهبته الفذّة في تصوير الموضوعات الأسطورية والتاريخية والدينية المستمدة من الإنجيل، مما جعله واحداً من كبار الفنانين في القرن الثامن عشر، إضافة إلى مكانته الأكاديمية والتربوية التي حظيت بتقدير تلميذيه دويان Doyen ولبيسييه Lépicié وغيرهما.
ثالثاً - لويس ميشيل ڤان لو Louis Michel Van Loo
لويس ميشيل فان لو | |
«صورة شخصية لدوني ديدرو» (1767) | |
(متحف اللوفر) |
أقام في روما مع عمه كارل وأخيه فرانسوا François في الفترة الواقعة بين عامي 1727- 1732، ثم عاد إلى باريس وقدَّم لوحته «أبولو ودافنه» Apollon et Daphné إلى الأكاديمية فقبلته عضواً فيها عام 1733.
سافر إلى إسبانيا عام 1736 وأقام فيها حتى عام 1753، حيث حظي باهتمام البلاط الملكي، وصار في طليعة رسامي الصور الشخصية في بلاط الملك فيليب الخامس. وأنجز مجموعة من اللوحات منها: «برادو»، «رسم سريع لقصر فرساي»، «لويز إيزابيل». وفي عام 1752، عيِّن لويس ميشيل مديراً لأكاديمية سان فرناندو San Fernando، واتسمت لوحاته برهافة شديدة في تصوير الوجوه ومعالجتها بدقة فائقة، وأضفى عليها لطفاً، وبعداً نفسياً يذكّران بأعمال الفنان غروز Greuze.
ولعل من أشهر الصور الشخصية التي أبدعها صورة «ماريفو» Marivaux التي أنجزها عام 1756 (متحف كوميديا فرانسيز في باريس)، وصورة «الأميرة غاليتزين» La princesse Galitzine التي أنجزها عام 1759 (متحف بوشكين بموسكو).
كما برزت رهافة لويس في معالجة اللوحات العائلية، مما جعله مؤهلاً لخلافة عمه كارل في إدارة مدرسة ترعاها الدولة.
طاهر البني