فرس النهر
فرس النهر hippopotame حيوان ضخم الجثة، ينتمي إلى فصيلة أفراس النهر Hippopotamidae، من رتبة مزدوجات الأصابع Artiodactylae، من صف الثدييات Mammalia. كانت تحتل سابقاً بحيرات أفريقيا وأنهارها تحت الصحراء الكبرى، إلا أن انتشارها اقتصر اليوم على أجزاء من شرقي وجنوب شرقي إفريقيا، ممتدة من أعالي النيل في السودان، جنوباً حتى جنوب إفريقيا.
ظهرت هذه الحيوانات في أواخر الميوسين، منذ 5.3 مليون سنة، وانتشرت في آسيا وأوربا إضافة إلى إفريقيا في عصر البليستوسين، منذ 1.6 مليون سنة. بدأت أفراس النهر بالانقراض اليوم لتعرُّضها للصيد الجائر، ولم يبق منها اليوم إلا نوعان اثنان هما فرس النهر الشائع Hippopotamus amphibius وفرس النهر القزم Choeropsis liberiensis.
أخذت هذه الحيوانات اسمها من اليونانية، فهو يعني فرس النهر، لأنه يمضي معظم وقته نهاراً في الماء أو قربه. أما في الليل فإن جماعاته تنتشر، بينما تبقى الإناث مع صغارها قرب الماء. وهي تتبع خط الشاطىء تتناول غذاءها من النباتات لمدة 5-8 ساعات قبل أن تعود إلى الماء قبل طلوع الفجر أو في الصباح الباكر.
فرس النهر الشائع
جسم فرس النهر الشائع يشبه البرميل (الشكل-1)، وأطرافه قصيرة، ورأسه ضخم. يراوح وزن الفرد البالغ منه بين 1100 و1400كغ، وارتفاعه نحو 1.5م، وطوله بدون ذيله بين 4 و5 أمتار، بينما لا يتجاوز طول ذيله خمسين سنتمتراً. والذكر أكبر من الأنثى وأثقل وزناً. له أربع أصابع، فهو من مزدوجات الأصابع.
أسنانه الأمامية طويلة ومقوسة، وأنيابه تشبه أنياب الفيل، وأضراسه أطول من أسنانه الأمامية. وهي دائمة النمو، لكنها تتآكل باحتكاك أسنانه العليا بأسنانه السفلى. ويصل طول الناب الواحد إلى نحو ستين سنتمتراً، لكن يبقى نصفه ضمن اللثة.
جلده سميك رمادي اللون، عار من الشعر إلا من بعض شعرات قاسية خشنة جداً على الرأس والذيل. ويفرز جلده سائلاً زيتياً صافياً يحمي به جلده من الجفاف.
حياته: فرس النهر سباح ماهر، لكنه يفضِّل البقاء مرتكزاً على قاع البحيرات، يتحرك عليه ببطء أو يبقى ساكناً في مياهها، علماً أن فرس النهر البالغ يستطيع البقاء تحت الماء مدة ست دقائق. ويستطيع فرس النهر الركض بسرعة تصل أحياناً إلى نحو 30 كيلومتراً. عيناه جاحظتان وأذناه صغيرتان، ووضع العينين والأذنين والأنف يسمح للحيوان بالرؤية والسمع والتنفس وهو في الماء.
فمه ضخم، يفتحه باتساع قد يصل إلى ما بين 90 و120سم (الشكل-2)، وهو يفعل ذلك لإرهاب أعدائه. ولا تجرؤ الحيوانات الأخرى مهاجمة أفراس النهر البالغة، لكن التماسيح والضباع والأسود تهاجم صغاره. وإذا شعر الحيوان بالخطر التجأ إلى النهر.
تعيش أفراس النهر عادة في قطعان، ما بين 5 و30 فرداً للقطيع الواحد، لكن بعض الباحثين لاحظوا قطعاناً منها تصل إلى 150 فرداً. وتعيش الذكور عادة منفردة، وقد تشكِّل قطعان عُزّاب. ويؤسس فرس النهر الذكر لنفسه منطقة خاصة به، غالباً ما تضم عدة إناث مع مواليدها. وتحتفظ الذكور بمناطقها مدة 4-8 سنوات، تقترن في أثنائها فقط بالإناث الموجودة فيها. ويصل عمر فرس النهر في الطبيعة حتى 45 سنة، وإلى نحو 49 سنة في الأسر.
تكاثره: تنضج الأنثى جنسياً فيما بين السابعة والخامسة عشرة من عمرها، لكنها يمكن أن تنضج عادة في التاسعة. أما الذكور فتنضج فيما بين الرابعة والحادية عشرة، وعادة في السابعة. ويترافق فصل التكاثر مع فصل الأمطار،عندما تتكاثف قطعان أفراس النهر في موارد المياه. ويحدث الاقتران عادة في الماء، عندما تكون الإناث منغمرة به تماماً، لذلك يتوجب على الذكور في أثناء ذلك دفع رأسها فوق سطح الماء لتحصل، من وقت لآخر، على الهواء الجوي.
وتتلاقح أفراس النهر في البرية عادة كل سنتين، ويستمر الحمل نحو سبعة أشهر، وتتم الولادة عادة في فصل الأمطار. وتلد الأنثى على اليابسة أو في المياه الضحلة، مولوداً واحداً فقط، وأحياناً توأمين. ويكون وزن المولود الجديد، الذي يُسمّى العجل، نحو40كغ، تنفصل بعدها الأم مع وليدها عن القطيع مدة 10-14 يوماً. ويتغذَّى الوليد بلبن أمه تحت الماء، ويبدأ بالتغذّي بالأعشاب عندما يصبح فيما بين الشهر الرابع والسادس من عمره، ولكنّها تفطمه بعد ثمانية أشهر. وغالباً ما يمتطي الصغير ظهر أمه متمتعاً بأشعة الشمس.
فرس النهر القزم
صغير الحجم بالمقارنة مع فرس النهر الشائع (الشكل-3)، فوزنه يراوح بين 180 و270كغ، ويصل ارتفاعه إلى نحو 1.5- 1.8م من دون الذيل الذي يصل طوله إلى نحو 15-18سم. يقتصر وجوده اليوم على مناطق محدودة في غربي إفريقيا. جلده مائل للسواد، ويعيش في الغابات قرب الجداول إذ يقضي في الماء وقتاً أقل مما يقضيه فرس النهر الشائع. وهو يعيش في أفراد أو أزواج وليس في قطعان.
الأهمية البيئية لفرس النهر
تؤثر هذه الحيوانات في البيئة التي تعيش فيها تأثيراً كبيراً لضخامتها، إذ إنها تلقي في الماء كماً هائلاً من مخلفات النباتات والحيوانات المائية التي تتغذّى بها. أما على اليابسة فليس لها القيمة نفسها، بل العكس صحيح، فهي، بأرجلها الضخمة وبوزنها الكبير، تسبب تلف النباتات والتربة حول المناطق المائية التي تعيش فيها، لذلك يقوم الأهالي باصطيادها تلافياً لأضرارها وللاستفادة من لحمها الغني بالبروتينات، لدرجة أنها بدأت بالانقراض، لذلك قامت بعض الحكومات، مثل أوغندا، بتنظيم محميات لأفراس النهر تقوم على رعايتها إضافة إلى الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض.
كما تستضيف أفراس النهر كثيراً من الحيوانات، منها بعض اللقالق التي تحط على ظهرها البارز عن الماء تقنص من عليه الحشرات. كما تحط بعض الطيور على ظهورها فتلتقط من على جلدها الذباب والحشرات الأخرى التي تلدغ فرس النهر. وتفيد هذه الطيور أيضاً فرسَ النهر بتخليصه من الديدان المسطَّحة Oculotrema hippopotami، التي تتطفل عليه مسببة إصابة نحو 90% من عيون أفراس النهر، كما تلتقط كثيراً من الأسماك والطحالب والترسبات التي تتوضع على جلد فرس النهر.
يُعدُّ فرس النهر من الحيوانات المهددة بالانقراض، لأن الإنسان يصطاده من أجل لحمه وأسنانه العاجية وجلده. فعاج فرس النهر يمتاز من عاج الفيل بأنه لا يغير لونه الأصفر مع الزمن، مما يجعل من عاج فرس النهر سلعة أكثر طلباً من عاج الفيل.
كما يصطاد الإنسان فرس النهر من أجل لحمه الغني بالبروتينات، ويُصنع من جلده حساءٌ لذيذٌ، ويُصاد أيضاً كرياضة، فقد ظهرت رسوم يصطاد فيها الفراعنة أفراس النهر، إضافة إلى الأسباب التي ذكرت سابقاً، لذلك اقتصر وجود هذه الحيوانات في الوقت الحاضر على مناطق محددة في إفريقيا.
حسن حلمي خاروف
فرس النهر hippopotame حيوان ضخم الجثة، ينتمي إلى فصيلة أفراس النهر Hippopotamidae، من رتبة مزدوجات الأصابع Artiodactylae، من صف الثدييات Mammalia. كانت تحتل سابقاً بحيرات أفريقيا وأنهارها تحت الصحراء الكبرى، إلا أن انتشارها اقتصر اليوم على أجزاء من شرقي وجنوب شرقي إفريقيا، ممتدة من أعالي النيل في السودان، جنوباً حتى جنوب إفريقيا.
ظهرت هذه الحيوانات في أواخر الميوسين، منذ 5.3 مليون سنة، وانتشرت في آسيا وأوربا إضافة إلى إفريقيا في عصر البليستوسين، منذ 1.6 مليون سنة. بدأت أفراس النهر بالانقراض اليوم لتعرُّضها للصيد الجائر، ولم يبق منها اليوم إلا نوعان اثنان هما فرس النهر الشائع Hippopotamus amphibius وفرس النهر القزم Choeropsis liberiensis.
أخذت هذه الحيوانات اسمها من اليونانية، فهو يعني فرس النهر، لأنه يمضي معظم وقته نهاراً في الماء أو قربه. أما في الليل فإن جماعاته تنتشر، بينما تبقى الإناث مع صغارها قرب الماء. وهي تتبع خط الشاطىء تتناول غذاءها من النباتات لمدة 5-8 ساعات قبل أن تعود إلى الماء قبل طلوع الفجر أو في الصباح الباكر.
فرس النهر الشائع
الشكل (1) فرس النهر الشائع | |
الشكل (2) | |
الشكل (3) فرس النهر القزم |
أسنانه الأمامية طويلة ومقوسة، وأنيابه تشبه أنياب الفيل، وأضراسه أطول من أسنانه الأمامية. وهي دائمة النمو، لكنها تتآكل باحتكاك أسنانه العليا بأسنانه السفلى. ويصل طول الناب الواحد إلى نحو ستين سنتمتراً، لكن يبقى نصفه ضمن اللثة.
جلده سميك رمادي اللون، عار من الشعر إلا من بعض شعرات قاسية خشنة جداً على الرأس والذيل. ويفرز جلده سائلاً زيتياً صافياً يحمي به جلده من الجفاف.
حياته: فرس النهر سباح ماهر، لكنه يفضِّل البقاء مرتكزاً على قاع البحيرات، يتحرك عليه ببطء أو يبقى ساكناً في مياهها، علماً أن فرس النهر البالغ يستطيع البقاء تحت الماء مدة ست دقائق. ويستطيع فرس النهر الركض بسرعة تصل أحياناً إلى نحو 30 كيلومتراً. عيناه جاحظتان وأذناه صغيرتان، ووضع العينين والأذنين والأنف يسمح للحيوان بالرؤية والسمع والتنفس وهو في الماء.
فمه ضخم، يفتحه باتساع قد يصل إلى ما بين 90 و120سم (الشكل-2)، وهو يفعل ذلك لإرهاب أعدائه. ولا تجرؤ الحيوانات الأخرى مهاجمة أفراس النهر البالغة، لكن التماسيح والضباع والأسود تهاجم صغاره. وإذا شعر الحيوان بالخطر التجأ إلى النهر.
تعيش أفراس النهر عادة في قطعان، ما بين 5 و30 فرداً للقطيع الواحد، لكن بعض الباحثين لاحظوا قطعاناً منها تصل إلى 150 فرداً. وتعيش الذكور عادة منفردة، وقد تشكِّل قطعان عُزّاب. ويؤسس فرس النهر الذكر لنفسه منطقة خاصة به، غالباً ما تضم عدة إناث مع مواليدها. وتحتفظ الذكور بمناطقها مدة 4-8 سنوات، تقترن في أثنائها فقط بالإناث الموجودة فيها. ويصل عمر فرس النهر في الطبيعة حتى 45 سنة، وإلى نحو 49 سنة في الأسر.
تكاثره: تنضج الأنثى جنسياً فيما بين السابعة والخامسة عشرة من عمرها، لكنها يمكن أن تنضج عادة في التاسعة. أما الذكور فتنضج فيما بين الرابعة والحادية عشرة، وعادة في السابعة. ويترافق فصل التكاثر مع فصل الأمطار،عندما تتكاثف قطعان أفراس النهر في موارد المياه. ويحدث الاقتران عادة في الماء، عندما تكون الإناث منغمرة به تماماً، لذلك يتوجب على الذكور في أثناء ذلك دفع رأسها فوق سطح الماء لتحصل، من وقت لآخر، على الهواء الجوي.
وتتلاقح أفراس النهر في البرية عادة كل سنتين، ويستمر الحمل نحو سبعة أشهر، وتتم الولادة عادة في فصل الأمطار. وتلد الأنثى على اليابسة أو في المياه الضحلة، مولوداً واحداً فقط، وأحياناً توأمين. ويكون وزن المولود الجديد، الذي يُسمّى العجل، نحو40كغ، تنفصل بعدها الأم مع وليدها عن القطيع مدة 10-14 يوماً. ويتغذَّى الوليد بلبن أمه تحت الماء، ويبدأ بالتغذّي بالأعشاب عندما يصبح فيما بين الشهر الرابع والسادس من عمره، ولكنّها تفطمه بعد ثمانية أشهر. وغالباً ما يمتطي الصغير ظهر أمه متمتعاً بأشعة الشمس.
فرس النهر القزم
صغير الحجم بالمقارنة مع فرس النهر الشائع (الشكل-3)، فوزنه يراوح بين 180 و270كغ، ويصل ارتفاعه إلى نحو 1.5- 1.8م من دون الذيل الذي يصل طوله إلى نحو 15-18سم. يقتصر وجوده اليوم على مناطق محدودة في غربي إفريقيا. جلده مائل للسواد، ويعيش في الغابات قرب الجداول إذ يقضي في الماء وقتاً أقل مما يقضيه فرس النهر الشائع. وهو يعيش في أفراد أو أزواج وليس في قطعان.
الأهمية البيئية لفرس النهر
تؤثر هذه الحيوانات في البيئة التي تعيش فيها تأثيراً كبيراً لضخامتها، إذ إنها تلقي في الماء كماً هائلاً من مخلفات النباتات والحيوانات المائية التي تتغذّى بها. أما على اليابسة فليس لها القيمة نفسها، بل العكس صحيح، فهي، بأرجلها الضخمة وبوزنها الكبير، تسبب تلف النباتات والتربة حول المناطق المائية التي تعيش فيها، لذلك يقوم الأهالي باصطيادها تلافياً لأضرارها وللاستفادة من لحمها الغني بالبروتينات، لدرجة أنها بدأت بالانقراض، لذلك قامت بعض الحكومات، مثل أوغندا، بتنظيم محميات لأفراس النهر تقوم على رعايتها إضافة إلى الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض.
كما تستضيف أفراس النهر كثيراً من الحيوانات، منها بعض اللقالق التي تحط على ظهرها البارز عن الماء تقنص من عليه الحشرات. كما تحط بعض الطيور على ظهورها فتلتقط من على جلدها الذباب والحشرات الأخرى التي تلدغ فرس النهر. وتفيد هذه الطيور أيضاً فرسَ النهر بتخليصه من الديدان المسطَّحة Oculotrema hippopotami، التي تتطفل عليه مسببة إصابة نحو 90% من عيون أفراس النهر، كما تلتقط كثيراً من الأسماك والطحالب والترسبات التي تتوضع على جلد فرس النهر.
يُعدُّ فرس النهر من الحيوانات المهددة بالانقراض، لأن الإنسان يصطاده من أجل لحمه وأسنانه العاجية وجلده. فعاج فرس النهر يمتاز من عاج الفيل بأنه لا يغير لونه الأصفر مع الزمن، مما يجعل من عاج فرس النهر سلعة أكثر طلباً من عاج الفيل.
كما يصطاد الإنسان فرس النهر من أجل لحمه الغني بالبروتينات، ويُصنع من جلده حساءٌ لذيذٌ، ويُصاد أيضاً كرياضة، فقد ظهرت رسوم يصطاد فيها الفراعنة أفراس النهر، إضافة إلى الأسباب التي ذكرت سابقاً، لذلك اقتصر وجود هذه الحيوانات في الوقت الحاضر على مناطق محددة في إفريقيا.
حسن حلمي خاروف