فان لوفنهوك (أنطوني -)
(1632-1723)
أنطوني فان لوفنهوك Antony van Leeuwenhoek عالم بصريات وعلوم طبيعية، هولندي الجنسية، اشتُهر باختراعه المجهر. وُلد في دِلْفت Delft في هولندا عام 1632. لم ينل من العلم إلا القليل، وعمل في البداية حاجباً عند رئيس بلدية دِلْفت، ثم عامل تدليك (مسَّاج)، ثم بائع أقمشة وخردوات. وعندما كان يشغل وظيفة حاجب صمَّم عدسات صغيرة محدبة الوجهين رَكَّبَها على حامل وقرَّبها من عينه، واستطاع من خلالها رؤية أجسام دقيقة وضعها على رأس دبوس، مكبرةً نحو 300 مرة، وهي قوة تكبير تفوق قوة تكبير المجاهر الأولى التي صُنِعَت فيما بعد. والواقع أن مجهره البسيط المؤلف من عدسة واحدة كان أقوى من المجهر المركَّب، الذي يتألف من عدسة عينية وأُخرى جسمية، والذي اخترعه قبله ببضع سنوات غاليليو غاليلي G.Galilei. وفي عام 1668 أكد لوفنهوك دراسات جان سوامردام J.Swammerdam وعالم الأحياء الإيطالي مارتشيلو مالبيغي M.Malpighi في الشعيرات الدموية، فَبَيَّن كيف تسير الكريات الحمر في البلازما الدموية في شعيرات أذن الأرنب وقوائم الضفدع. وعلى الرغم من عدم سعة اطلاعه العلمي فقد أسهم في علم البيولوجيا. ففي عام 1673 وصف بدقة كريات الدم الحمر. وكان أول من لاحظ في بركة ماء وفي ماء المطر وفي لعاب الإنسان الحيوانات الدقيقة المعروفة اليوم باسم وحيدات الخلية والبكتريا، وسماها حينئذ الحُييوينات animalcules. ووصف عام 1677 الحيوانات المنوية للحشرات والإنسان، التي كان قد اكتشفها قبله بمدَّة قصيرة ستيفان هام S.Hamm، وبيَّن وجود نوعين من النِّطاف في بعض القشريات تحدِّد الجنس، مما يتوافق والمفاهيم الوراثية الحديثة. وفي عام 1698 شرح لقيصر روسيا دوران الدم في شعيرات إحدى اليرقات Anquilla، وأكَّد، بعد سيرفيت M.Servet وهارفي W.Harvey، دوران الدم.
كان لوفنهوك أحد المعارضين لنظرية التوالد الذاتي spontaneous generation، وبَيَّن أن السُّوس في مخازن الحبوب لا ينشأ من الحبوب، كما لا يتولَّد الذباب وبلح البحر من الرمل، لكنه ينشأ من بيوض هذه الحيوانات.
ثم وصف لوفنهوك دورتي حياة النمل والمنّ مبيِّناً أن اليرقات larvae والعذارى pupae تنشأ من بيوض هذه الحيوانات وليس من التراب. وقد تفحَّص لوفنهوك أيضاً النسج النباتية فوصف بنية ساق النباتات أحاديات الفلقة وثنائياتها، ووصف النقاعيات والدوارات وبراعم الهيدرا ودوران الجنين في بيض بلح الماء العذب. وكذلك وصف العضلات الهيكلية وبنية الأسنان، وعدسة عين الحيوانات الراقية، ودرس العين المركَّبة عند الحشرات، وأعطى وصفاً دقيقاً لثلاثة أنواع من البكتريا، هي العصيَّات bacilli والمكوَّرات cocci واللولبيات spirilla.
حافظ لوفنهوك على سِرِّيةِ اختراعه، حتى نُشِرَت منجزاته التي بلغ عددها 375 اختراعاً في مجلة Phylosophical Transaction التي تصدرها الجمعية الملكية البريطانية في لندن. وتقديراً لاكتشافاته فقد انتُخِب عام 1680 عضواً فيها، كما سُمِّيَ عضواً في أكاديمية العلوم الفرنسية عام 1697، وقام بزيارته عدد من المرموقين من أمثال ملكة إنكلترا الملكة آن Ann، وقيصر روسيا بطرس الأكبر.
حسن حلمي خاروف
(1632-1723)
أنطوني فان لوفنهوك Antony van Leeuwenhoek عالم بصريات وعلوم طبيعية، هولندي الجنسية، اشتُهر باختراعه المجهر. وُلد في دِلْفت Delft في هولندا عام 1632. لم ينل من العلم إلا القليل، وعمل في البداية حاجباً عند رئيس بلدية دِلْفت، ثم عامل تدليك (مسَّاج)، ثم بائع أقمشة وخردوات. وعندما كان يشغل وظيفة حاجب صمَّم عدسات صغيرة محدبة الوجهين رَكَّبَها على حامل وقرَّبها من عينه، واستطاع من خلالها رؤية أجسام دقيقة وضعها على رأس دبوس، مكبرةً نحو 300 مرة، وهي قوة تكبير تفوق قوة تكبير المجاهر الأولى التي صُنِعَت فيما بعد. والواقع أن مجهره البسيط المؤلف من عدسة واحدة كان أقوى من المجهر المركَّب، الذي يتألف من عدسة عينية وأُخرى جسمية، والذي اخترعه قبله ببضع سنوات غاليليو غاليلي G.Galilei. وفي عام 1668 أكد لوفنهوك دراسات جان سوامردام J.Swammerdam وعالم الأحياء الإيطالي مارتشيلو مالبيغي M.Malpighi في الشعيرات الدموية، فَبَيَّن كيف تسير الكريات الحمر في البلازما الدموية في شعيرات أذن الأرنب وقوائم الضفدع. وعلى الرغم من عدم سعة اطلاعه العلمي فقد أسهم في علم البيولوجيا. ففي عام 1673 وصف بدقة كريات الدم الحمر. وكان أول من لاحظ في بركة ماء وفي ماء المطر وفي لعاب الإنسان الحيوانات الدقيقة المعروفة اليوم باسم وحيدات الخلية والبكتريا، وسماها حينئذ الحُييوينات animalcules. ووصف عام 1677 الحيوانات المنوية للحشرات والإنسان، التي كان قد اكتشفها قبله بمدَّة قصيرة ستيفان هام S.Hamm، وبيَّن وجود نوعين من النِّطاف في بعض القشريات تحدِّد الجنس، مما يتوافق والمفاهيم الوراثية الحديثة. وفي عام 1698 شرح لقيصر روسيا دوران الدم في شعيرات إحدى اليرقات Anquilla، وأكَّد، بعد سيرفيت M.Servet وهارفي W.Harvey، دوران الدم.
كان لوفنهوك أحد المعارضين لنظرية التوالد الذاتي spontaneous generation، وبَيَّن أن السُّوس في مخازن الحبوب لا ينشأ من الحبوب، كما لا يتولَّد الذباب وبلح البحر من الرمل، لكنه ينشأ من بيوض هذه الحيوانات.
ثم وصف لوفنهوك دورتي حياة النمل والمنّ مبيِّناً أن اليرقات larvae والعذارى pupae تنشأ من بيوض هذه الحيوانات وليس من التراب. وقد تفحَّص لوفنهوك أيضاً النسج النباتية فوصف بنية ساق النباتات أحاديات الفلقة وثنائياتها، ووصف النقاعيات والدوارات وبراعم الهيدرا ودوران الجنين في بيض بلح الماء العذب. وكذلك وصف العضلات الهيكلية وبنية الأسنان، وعدسة عين الحيوانات الراقية، ودرس العين المركَّبة عند الحشرات، وأعطى وصفاً دقيقاً لثلاثة أنواع من البكتريا، هي العصيَّات bacilli والمكوَّرات cocci واللولبيات spirilla.
حافظ لوفنهوك على سِرِّيةِ اختراعه، حتى نُشِرَت منجزاته التي بلغ عددها 375 اختراعاً في مجلة Phylosophical Transaction التي تصدرها الجمعية الملكية البريطانية في لندن. وتقديراً لاكتشافاته فقد انتُخِب عام 1680 عضواً فيها، كما سُمِّيَ عضواً في أكاديمية العلوم الفرنسية عام 1697، وقام بزيارته عدد من المرموقين من أمثال ملكة إنكلترا الملكة آن Ann، وقيصر روسيا بطرس الأكبر.
حسن حلمي خاروف