ماذا تعرف عن الشاعر المتنبي
يعد المتنبي من أهم الشعراء في زمانه أو أعجوبة عصره إن لم يكن أهمهم، بل يعده بعض المتخصصين أفضل الشعراء العرب في التاريخ.
ميلاده:
ولد أبو الطيب المتنبي في الكوفة عام 915م، واسمه أحمد بن الحسين الكندي الجعفي الكوفي، ويوجد تمثال للمتنبي في شارع يحمل اسمه في بغداد.
سبب تسميته بالمتنبي:
بعض التفسيرات تقول إن المتنبي كان قد ادعى النبوة في إحدى المناطق بالعراق اسمها بادية السماوة وهي تتبع حاليًا محافظة المثنى.
وكان قد تبعه بعض الناس، لكن أمير حمص الإخشيد عندما علم بذلك أسره، ولما عدل المتنبي عن أفكاره فك أسره وتركه لحاله، ونجد قولًا آخر بأنهم سموه بالمتنبي؛ أي متنبئ الشعر؛ لأنه كان يتفوق على أقرانه من الشعراء في قوة شعره ورصانته؛ لذا سمي بهذا الاسم.
اقرأ أيضًا شاعر العرب المتنبي.. حياته وسيرته الشعرية
شخصيته:
كان المتنبي يعتز بنفسه كثيرًا، ويرى نفسه متميزًا من بقية الناس، وكان يتقرب إلى الأمراء والملوك ويمدحهم ليحظى بمنزلة كبرى عندهم.
وقد تحدثه نفسه بأنه ليس بأقل منهم، أو أنه ملك متوج مثلهم، حتى إنه كان يمدح نفسه في القصيدة التي يمدح فيها أحدهم، وكان كل ما يشغله هو أن يحظى بالمنزلة العظمى بينهم، فإذا قل تقديرهم له يتضجر ويبدأ في البحث عن آخرين ليعطوه المكانة التي يبحث عنها.
المتنبي وسيف الدولة الحمداني:
أخذ المتنبي يتنقل بين البلاد ليبحث عن المجد الذي يريده فذهب إلى إمارة أنطاكية وقابل أميرها ابن عم سيف الدولة ولم يمكث طويلًا حتى ذهب إلى حلب ليلتقي أميرها سيف الدولة الحمداني، وعرض عليه بعضًا من أشعاره فأعجب به سيف الدولة إلى أن أصبح الشاعر الأول عنده، وظل يمدحه ويكتب القصائد فيه، ويشحذ الهمم في أثناء المعارك التي يخوضها سيف الدولة، بل قيل إنه كان يذهب معه، ومن أجمل قصائده في ذلك:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه وذلك ما لا تدعيه الضراغم.
وهكذا ظل المتنبي مقربًا من سيف الدولة ويحظى بمكانة عظمى إلى أن حدثت جفوة بينهما.
اقرأ أيضًا المتنبي بين التأمل وإعمال الفكر والعقل
سبب الجفاء بين المتنبي وسيف الدولة وتركه له:
بسبب المكانة الكبيرة التي حظي بها المتنبي عند سيف الدولة تولدت الغيرة والحقد في قلوب رجال البلاط والشعراء تجاه المتنبي.
فدبروا المكايد لإحداث القطيعة بينهما، وأوهموا سيف الدولة بأن المتنبي يكتب قصائد يتغزل فيها بأخته، وهذا لا يصح عند الملوك، فبدأ سيف الدولة يمتعض من المتنبي ولا يدنيه منه حتى وصل به الأمر إلى أن أحد رجاله أهان المتنبي أمامه ولم يأخذ له حقه، وأنشد المتنبي قصيدة يعاتب فيها سيف الدولة يقول فيها:
واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
مالي أكتِّم حبًا قد بري جسدي وتدّعي حب سيف الدولة الأمم
إلى أن قال:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
وبدأ يمدح نفسه فقال:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جرّاها ويختصم
إلى أن قال:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وبعد أن أحس المتنبي بالإهانة كما وضحنا سابقًا قرر أن يترك سيف الدولة ويبحث عن مكان آخر...
المتنبي وكافور الإخشيدي:
عندما ترك المتنبي سيف الدولة قرر الذهاب إلى مصر، والتقى حاكمها كافور الإخشيدي، وعندما رآه المتنبي ببشرة سمراء صدم، وقال في نفسه: هذا عبد أسود، ماذا أفعل لو طلب مني أن أمدحه؟
ولأن كافور كان يعلم أهمية شعر المتنبي، وأنه لو مدحه سوف يصبح مثار الفخر بين الملوك لذا طلب منه أن يمدحه.
فكتب بعض الأشعار، لكنها لم تكن رصينة؛ لأنه غير مقتنع بكافور، ولم يحظ بالتقدير الكافي الذي كان يلقاه سابقًا، ونجد قولًا آخر يقول: إن المتنبي رفض مدح كافور؛ لأنه غير مقتنع به، ثَمّ هرب منه خوفًا من بطشه.
وفاته:
توفي المتنبي سنة 965م ودفن في العراق.
بقلم عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
لدي القدره علي كتابه المقالات في عدد من المجالات وأهوي كتابه الشعر