كارلا باسيل
يعتبر المصمم إيف سان لوران منذ تأسيس داره للأزياء في 4 ديسمبر 1961، حتى وفاته في العام 2008 نتيجة إصابته بسرطان دماغي، جزءً من التراث الثقافي الفرنسي، ويصادف في الأول من أغسطس ذكرى ميلاد المصمم الراحل إيف سان لوران Yves Saint Laurent الذي أحدث ثورة فنية في عالم الموضة وأبدع في بدلة التكسيدو النسائي وطوع هذه القطعة الذكورية لتتكيف مع طبيعة حياة النساء العاملات، لتحقيق مظهر أنثوي للبدلة. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه أبدع بتصاميم منفذة من "حرير ليون"، ففي سن السابعة عشرة كان المصمم الراحل في منزل العائلة في وهران في الجزائر يصنع دمى ويقصها من مجلات موضة كانت تشتريها والدته، وكان يصمم لها ملابس. وعلى ظهر كل قطعة كان يدون اسم إحدى دور ليون التي استخدم قماشها في تصميم ملابس الدمية. وهو كان يعرف هذه الدور بفضل إعلانات يرد فيها اسم المصمم واسم الصانع.
القماش أساس الحركة لديه
ثمة أشخاص ينطلقون من الرسم وثمة من ينطلقون من القماش أما إيف سان لوران فكان يرسم على القماش مباشرة، فمن خلال النظر إلى هذه الرسوم التمهيدية التي تمثل عارضات وهن يتمايلن، يعرف المشرفون والحرفيون العاملون في المشاغل فوراً إذا كان الأمر يتعلق لديه بالموسلين أو الساتان أو التفتا، فالقماش يحدد حركة التصميم لديه وهذا سر عبقريته في عالم الموضة.
وكانت أفكار المصمم أحيانا تحفز الابتكارات كما حصل مع أحد الأقمشة المفضلة لديه وهو قماش "سيغالين" الاصطناعي الذي طورته دار "بوكول" وهو رقيق وخفيف ومتين في آن، وفي حال أراد المصممون استخدام قماش ثقيل مقصب بالذهب، اقتضى اختراع وسيلة وكانت "ليون" التي تعتمد التكنولوجيا المتطورة تستجيب سريعاً لرغبات المصمم. لذا أتت بنوع من البلاستيك المكسو بالذهب وهي مادة مرنة وتستقطب النور ولا تصدأ". فنفذ سان لوران ما يعرف بفستان العرس "شكسبير" الذي عرض العام 1980 وقد استخدمت فيه أقمشة ثمينة من قماش منقوش وبروكار دمشقي، وتول مقصب من خمس دور من ليون.
وكانت دار إيف سان لوران تطلب الكثير من لفافات القماش وتدفع فقط لتلك التي تستخدمها ما يعني ان حائكي الحرير لم يكونوا يكسبون الكثير من المال لكنهم كان يحققون شهرة كبيرة. وكانت مشاغل الحرير هذه تسجل ارتفاعاً قياسياً في مبيعاتها.
وبعد نهاية مرحلة عباقرة الموضة ورحيل جيل مصممي الأزياء الكبار من أمثال إيف سان لوران وأوبير دو حيفنشي وكارل لاغرفيلد لا يزال "مدراء فنيون" يستخدمون مواد استثنائية لكن "علاقتهم بالقماش ليست نفسها.
رسام لكتاب أطفال
وفي العام 2018، أعلنت دار المزادات "كورنيت دو سان سير"رسمات لم يسبق أن كشف عنها يوما للمصمم إيف سان لوران نفذها في مطلع الستينات، لصالح مجموعة الناشر الباريسي الراحل جاك داماس وكانت معدّة لكتاب للأطفال لم يبصر النور في نهاية المطاف.
وطلب داماس من إيف سان لوران أن يجري له هذه الرسوم بعد أن التقاه بواسطة صديقه مصمم الأحذية المعروف روجيه فيفيه Roger Vivier، بحسب ما أوضحت دار المزادات التي قدّرت الرسمات بسعر يتراوح بين 300 و1500 يورو.
نصيحة سان لوران الذهبية: صمموا أزياء تستفيد منها النساء وليس لإرضاء حب الإبداع لديكم
لقد عرف إيف سان لوران الشهرة منذ عرضه الأول للأزياء لدى دار ديور حيث حل مكان مؤسس الدار في العام 1957. وفي تلك الفترة لاقت خطوط "الترابيز" (المربع المنحرف) التي رسمها نجاحاً منقطع النظير.
وفي الرابع من ديسمبر 1961، أسس داره الخاصة بالاشتراك مع بيار بيرجيه واتخذ من شارع سبوتيني في باريس مقراً له، وبات هذا اللوغو بأحرفه الثلاثة السوداء المتداخلة، يرمز الى الأناقة الفرنسية.
كان ايف سان لوران في الخامسة والعشرين عندما قدم أول مجموعة أزياء له في 29 كانون الثاني/يناير 1962. وقد اخترع خزانة المرأة العصرية التي تضم من المعطف القصير وصولاً الى الترنش كوت وانتهاء بالبزة. وتكمن عبقريته في كونه استعار الرموز الذكورية ومنح المرأة حريتها فغدا رمزاً ثورياً لجميع النساء وليس فقط لزبوناته الثريات.
صمم سان لوران لكل الفنون من مسرح ورقص وسينما، وكان صديق للفنانين ونفذ مجموعات تكريمية لفنانين بارزين أمثال ماتيس وكوكتو وفان غوغ وبيكاسو وغيرهم. ومن أبرز تصاميمه المستوحاة من الفنانين فساتينه "موندريان" التي أعدها تيمناً بالرسام الهولندي، وتصاميم البوب آرت فضلا عن أخرى مستوحاة من التراث الإفريقي.
أغلقت دار الأزياء الراقية أبوابها في العام 2002 عندما قرر إيف سان لوران التقاعد. وكانت الدار انتقلت في العام 1974 الى فندق خاص في جادة مارسو الذي يضم الآن مؤسسة ايف سان لوران. التي تنظم اليوم معارض لفنانين مقربين من المصمم لا يزال عالم الموضة ينظم معارض تكريمية لأعمال ايف سان لوران أينما كان في العالم ، وهو لا يزال على قيد الحياة حتى بعد مرور أكثر من 15 عاماً على وفاته، واليوم تحرص الدار أكثر من ذي قبل على إرثه الثمين مستعيدة تصاميمه الأيقونية في كل مجموعة تطلقها.
يعتبر المصمم إيف سان لوران منذ تأسيس داره للأزياء في 4 ديسمبر 1961، حتى وفاته في العام 2008 نتيجة إصابته بسرطان دماغي، جزءً من التراث الثقافي الفرنسي، ويصادف في الأول من أغسطس ذكرى ميلاد المصمم الراحل إيف سان لوران Yves Saint Laurent الذي أحدث ثورة فنية في عالم الموضة وأبدع في بدلة التكسيدو النسائي وطوع هذه القطعة الذكورية لتتكيف مع طبيعة حياة النساء العاملات، لتحقيق مظهر أنثوي للبدلة. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه أبدع بتصاميم منفذة من "حرير ليون"، ففي سن السابعة عشرة كان المصمم الراحل في منزل العائلة في وهران في الجزائر يصنع دمى ويقصها من مجلات موضة كانت تشتريها والدته، وكان يصمم لها ملابس. وعلى ظهر كل قطعة كان يدون اسم إحدى دور ليون التي استخدم قماشها في تصميم ملابس الدمية. وهو كان يعرف هذه الدور بفضل إعلانات يرد فيها اسم المصمم واسم الصانع.
القماش أساس الحركة لديه
ثمة أشخاص ينطلقون من الرسم وثمة من ينطلقون من القماش أما إيف سان لوران فكان يرسم على القماش مباشرة، فمن خلال النظر إلى هذه الرسوم التمهيدية التي تمثل عارضات وهن يتمايلن، يعرف المشرفون والحرفيون العاملون في المشاغل فوراً إذا كان الأمر يتعلق لديه بالموسلين أو الساتان أو التفتا، فالقماش يحدد حركة التصميم لديه وهذا سر عبقريته في عالم الموضة.
وكانت أفكار المصمم أحيانا تحفز الابتكارات كما حصل مع أحد الأقمشة المفضلة لديه وهو قماش "سيغالين" الاصطناعي الذي طورته دار "بوكول" وهو رقيق وخفيف ومتين في آن، وفي حال أراد المصممون استخدام قماش ثقيل مقصب بالذهب، اقتضى اختراع وسيلة وكانت "ليون" التي تعتمد التكنولوجيا المتطورة تستجيب سريعاً لرغبات المصمم. لذا أتت بنوع من البلاستيك المكسو بالذهب وهي مادة مرنة وتستقطب النور ولا تصدأ". فنفذ سان لوران ما يعرف بفستان العرس "شكسبير" الذي عرض العام 1980 وقد استخدمت فيه أقمشة ثمينة من قماش منقوش وبروكار دمشقي، وتول مقصب من خمس دور من ليون.
وكانت دار إيف سان لوران تطلب الكثير من لفافات القماش وتدفع فقط لتلك التي تستخدمها ما يعني ان حائكي الحرير لم يكونوا يكسبون الكثير من المال لكنهم كان يحققون شهرة كبيرة. وكانت مشاغل الحرير هذه تسجل ارتفاعاً قياسياً في مبيعاتها.
وبعد نهاية مرحلة عباقرة الموضة ورحيل جيل مصممي الأزياء الكبار من أمثال إيف سان لوران وأوبير دو حيفنشي وكارل لاغرفيلد لا يزال "مدراء فنيون" يستخدمون مواد استثنائية لكن "علاقتهم بالقماش ليست نفسها.
رسام لكتاب أطفال
وفي العام 2018، أعلنت دار المزادات "كورنيت دو سان سير"رسمات لم يسبق أن كشف عنها يوما للمصمم إيف سان لوران نفذها في مطلع الستينات، لصالح مجموعة الناشر الباريسي الراحل جاك داماس وكانت معدّة لكتاب للأطفال لم يبصر النور في نهاية المطاف.
وطلب داماس من إيف سان لوران أن يجري له هذه الرسوم بعد أن التقاه بواسطة صديقه مصمم الأحذية المعروف روجيه فيفيه Roger Vivier، بحسب ما أوضحت دار المزادات التي قدّرت الرسمات بسعر يتراوح بين 300 و1500 يورو.
نصيحة سان لوران الذهبية: صمموا أزياء تستفيد منها النساء وليس لإرضاء حب الإبداع لديكم
لقد عرف إيف سان لوران الشهرة منذ عرضه الأول للأزياء لدى دار ديور حيث حل مكان مؤسس الدار في العام 1957. وفي تلك الفترة لاقت خطوط "الترابيز" (المربع المنحرف) التي رسمها نجاحاً منقطع النظير.
وفي الرابع من ديسمبر 1961، أسس داره الخاصة بالاشتراك مع بيار بيرجيه واتخذ من شارع سبوتيني في باريس مقراً له، وبات هذا اللوغو بأحرفه الثلاثة السوداء المتداخلة، يرمز الى الأناقة الفرنسية.
كان ايف سان لوران في الخامسة والعشرين عندما قدم أول مجموعة أزياء له في 29 كانون الثاني/يناير 1962. وقد اخترع خزانة المرأة العصرية التي تضم من المعطف القصير وصولاً الى الترنش كوت وانتهاء بالبزة. وتكمن عبقريته في كونه استعار الرموز الذكورية ومنح المرأة حريتها فغدا رمزاً ثورياً لجميع النساء وليس فقط لزبوناته الثريات.
صمم سان لوران لكل الفنون من مسرح ورقص وسينما، وكان صديق للفنانين ونفذ مجموعات تكريمية لفنانين بارزين أمثال ماتيس وكوكتو وفان غوغ وبيكاسو وغيرهم. ومن أبرز تصاميمه المستوحاة من الفنانين فساتينه "موندريان" التي أعدها تيمناً بالرسام الهولندي، وتصاميم البوب آرت فضلا عن أخرى مستوحاة من التراث الإفريقي.
أغلقت دار الأزياء الراقية أبوابها في العام 2002 عندما قرر إيف سان لوران التقاعد. وكانت الدار انتقلت في العام 1974 الى فندق خاص في جادة مارسو الذي يضم الآن مؤسسة ايف سان لوران. التي تنظم اليوم معارض لفنانين مقربين من المصمم لا يزال عالم الموضة ينظم معارض تكريمية لأعمال ايف سان لوران أينما كان في العالم ، وهو لا يزال على قيد الحياة حتى بعد مرور أكثر من 15 عاماً على وفاته، واليوم تحرص الدار أكثر من ذي قبل على إرثه الثمين مستعيدة تصاميمه الأيقونية في كل مجموعة تطلقها.