قصة قصيرة
هكذا كان.. ص....
دخلت مرسمي، لا شيء في مخيلتي، سوى الذي في مخيلة كل مبدع. شارع في عمله، تحقيق ذاته.
أثناء تحضير ذهني للعمل، راودتني كعادة كل فنان، طلقات إبداعية.. منصاتها نفسية وبعضها روحانية، لينطلق منها إبداعي، تمثيله في اللوحة، التي تنتظر ما تحبل به قريحتي، ينمو جنينه بذهني، يعمل عليه في تلك اللحظات، نيتي أن أرسم صورة.. تعبر عن صديق وحبيب، تلهث العظمة وراء عظمته.، أنفاس محبيه تشهد له، درة الخلق، قدوة قدرية، نبراس هدى، أيقونة حب وحياء وشفاعة، لملامحه نبل أسطوري، كل من يراه يعرفه يقينا، لا يسعني أن أدلي بما في وعيي، حفظا لتجليات عبقرية الإبداع التى أنشدها، انجذبت لحتمية انسحابي من خلد الوعي، إلى فردوس اللاوعي، الذي يلزمني فيه توفيقا وإلهاما، ليس بعده غاية سوى تجليه، ثبتت في ذهني جمالياته الخلقية، من أصبو لرسمه، أهيم بتخيل صورته، فلا وجود لها، ولا شبيها له، فقط وصفه وكلماته وأفعاله وتصرفاته، التي أعلمها، كما تعلمونها، هاتفني هاتف..
( تقدم، لا تخف. أنا معك)
فما أوتيت من الإلهام سابقا، يشجعني على استدعاء حظي منه، أعلم أن ما انا مقبل عليه إعجاز فني، لدى البعض إنتحار اخلاقي، استعنت بالمصور البديع المبدع..، ضبط وضع اللوحة، إلى تلك اللحظة. لم تواتني صيغة لصورته، امتطيت خيالي، أرخيت لجامه، حثثته على الإنطلاق، لأنشط اللاوعي.
كان لي ما أردت، حضر اللاوعي، أثبت حضوره وأقام، طال بقاؤه ببصمته وخاتمه، اكتملت الصورة، عدت إلى الوراء خطوات، لأرى.. سبحان الخلاق.. شجرة مكتملة، من جذور وجذع وفروع وأوراق، ياااااالله.كيف هذا؟ لم شجرة بالذات؟ أين كان وعيي؟ لم اتوقع غيابه كليا، لأكن صريحا فجماليات الشجرة بدت إبداعا مثاليا، بتفصيلها ومجملها، دققت النظر، تحديدا في الجذر، وجدته كيانا رائعا بتفرعاته والتواءاته، يشبه العقل بتلافيفه وأنثناءاته وخارطته السطحية، كما درسته في التشريح، أدركت أن اللاوعي. فعل فعلته، ووُفق فيها، حافظت على موقعي، مبتعدا عن الصورة خطوتين، وقّع الجمال بتوقيعه، بثبوت نسبته الذهبية بين مقاييس جذع الشجرة ببقية مجموعها الخضري، دون تعمد قياسها أو تدشينها، تمثلت بلا إرادة مني، أسعدني ذلك، زادني شغفا، بمتابعة ما فرضه
اللاوعي، نفس النسبه تألقت بين الجذر والجذع، بالنظر في هامة الشجرة، كيان أوراقها وأغصانها، اكتشفت إعجازا آخر، في منتصف مجموعها الخضري. وجدت تشابكا بأغصانها كبيرها وصغيرها ودقيقها، ليكون عقلا آخر، كما حدث مع الجذر تماما، معجزة، تمثلت في العقل الذي فرض نفسه، أعطاني صورة خارجية لقلب. ومن الفروع، اكملت علاقة القلب ببقية المجموع الشجري، بأوردته وشرايينه، التي مثلت الأغصان في خريطة ما أبدعها، يبدو أن يومي هذا، يوم تحقيق أسطورتي الذاتية، ركزت النظر، دققته عن قرب في الأوراق، لاحظت أن أكبرها تكون بشبكة عروقها كلمة (حياء) وفي ورقة اخرى كلمة (حب) وفي الثالثة كلمة ( التوحيد) ورابعة ( إخلاص) وخامسة (تقوى)، صدق، أمانة، عفو، إحسان، عدل، رحمة.. وهكذا من مكارم.
أكملت اللوحة على ما وصلت إليه من عبقرية إبداعية، تلونت بوحي من الوعي الكوني، الذي توهج، كان نورانيا، مبهرا لأبعد الحدود. ابتعد عن اللوحة خطوات، ألقيت عليها بنظرة أخيرة قبل مغادرة المرسم، اكتشفت أن الزيغ البصري فعل فعلته مع الجذور، أعطاني نفس صورة القلب، الذي تمثل في قلب مجموعها الخضري فتراه إجماليا بصورة قلب عن بعد، أوردته تشعبت في التربة، تجمعت شرايينه، كونت مبتدأ الجذع، عن قرب ترى هذا القلب عقلا.. شعرت بحكة في أرنبة أنفي، لامستها بأناملي، لم أشم فيها رائحة الألوان، التي اعتدت عليها، مستني رائحة مسك. أفاقني، أعاد إلي وعيي، ذكرني برؤياي في غفوتي، التي أخذتها أول الليل، جاءني فيها..، طلب مني أن أكتب أسفل اللوحة.. هكذا كان فارس النور ..ص.م....
بقلمي
الكاتب /عصام سعد حامد
مصر اسيوط ديروط
13 - 4 - 2023
هكذا كان.. ص....
دخلت مرسمي، لا شيء في مخيلتي، سوى الذي في مخيلة كل مبدع. شارع في عمله، تحقيق ذاته.
أثناء تحضير ذهني للعمل، راودتني كعادة كل فنان، طلقات إبداعية.. منصاتها نفسية وبعضها روحانية، لينطلق منها إبداعي، تمثيله في اللوحة، التي تنتظر ما تحبل به قريحتي، ينمو جنينه بذهني، يعمل عليه في تلك اللحظات، نيتي أن أرسم صورة.. تعبر عن صديق وحبيب، تلهث العظمة وراء عظمته.، أنفاس محبيه تشهد له، درة الخلق، قدوة قدرية، نبراس هدى، أيقونة حب وحياء وشفاعة، لملامحه نبل أسطوري، كل من يراه يعرفه يقينا، لا يسعني أن أدلي بما في وعيي، حفظا لتجليات عبقرية الإبداع التى أنشدها، انجذبت لحتمية انسحابي من خلد الوعي، إلى فردوس اللاوعي، الذي يلزمني فيه توفيقا وإلهاما، ليس بعده غاية سوى تجليه، ثبتت في ذهني جمالياته الخلقية، من أصبو لرسمه، أهيم بتخيل صورته، فلا وجود لها، ولا شبيها له، فقط وصفه وكلماته وأفعاله وتصرفاته، التي أعلمها، كما تعلمونها، هاتفني هاتف..
( تقدم، لا تخف. أنا معك)
فما أوتيت من الإلهام سابقا، يشجعني على استدعاء حظي منه، أعلم أن ما انا مقبل عليه إعجاز فني، لدى البعض إنتحار اخلاقي، استعنت بالمصور البديع المبدع..، ضبط وضع اللوحة، إلى تلك اللحظة. لم تواتني صيغة لصورته، امتطيت خيالي، أرخيت لجامه، حثثته على الإنطلاق، لأنشط اللاوعي.
كان لي ما أردت، حضر اللاوعي، أثبت حضوره وأقام، طال بقاؤه ببصمته وخاتمه، اكتملت الصورة، عدت إلى الوراء خطوات، لأرى.. سبحان الخلاق.. شجرة مكتملة، من جذور وجذع وفروع وأوراق، ياااااالله.كيف هذا؟ لم شجرة بالذات؟ أين كان وعيي؟ لم اتوقع غيابه كليا، لأكن صريحا فجماليات الشجرة بدت إبداعا مثاليا، بتفصيلها ومجملها، دققت النظر، تحديدا في الجذر، وجدته كيانا رائعا بتفرعاته والتواءاته، يشبه العقل بتلافيفه وأنثناءاته وخارطته السطحية، كما درسته في التشريح، أدركت أن اللاوعي. فعل فعلته، ووُفق فيها، حافظت على موقعي، مبتعدا عن الصورة خطوتين، وقّع الجمال بتوقيعه، بثبوت نسبته الذهبية بين مقاييس جذع الشجرة ببقية مجموعها الخضري، دون تعمد قياسها أو تدشينها، تمثلت بلا إرادة مني، أسعدني ذلك، زادني شغفا، بمتابعة ما فرضه
اللاوعي، نفس النسبه تألقت بين الجذر والجذع، بالنظر في هامة الشجرة، كيان أوراقها وأغصانها، اكتشفت إعجازا آخر، في منتصف مجموعها الخضري. وجدت تشابكا بأغصانها كبيرها وصغيرها ودقيقها، ليكون عقلا آخر، كما حدث مع الجذر تماما، معجزة، تمثلت في العقل الذي فرض نفسه، أعطاني صورة خارجية لقلب. ومن الفروع، اكملت علاقة القلب ببقية المجموع الشجري، بأوردته وشرايينه، التي مثلت الأغصان في خريطة ما أبدعها، يبدو أن يومي هذا، يوم تحقيق أسطورتي الذاتية، ركزت النظر، دققته عن قرب في الأوراق، لاحظت أن أكبرها تكون بشبكة عروقها كلمة (حياء) وفي ورقة اخرى كلمة (حب) وفي الثالثة كلمة ( التوحيد) ورابعة ( إخلاص) وخامسة (تقوى)، صدق، أمانة، عفو، إحسان، عدل، رحمة.. وهكذا من مكارم.
أكملت اللوحة على ما وصلت إليه من عبقرية إبداعية، تلونت بوحي من الوعي الكوني، الذي توهج، كان نورانيا، مبهرا لأبعد الحدود. ابتعد عن اللوحة خطوات، ألقيت عليها بنظرة أخيرة قبل مغادرة المرسم، اكتشفت أن الزيغ البصري فعل فعلته مع الجذور، أعطاني نفس صورة القلب، الذي تمثل في قلب مجموعها الخضري فتراه إجماليا بصورة قلب عن بعد، أوردته تشعبت في التربة، تجمعت شرايينه، كونت مبتدأ الجذع، عن قرب ترى هذا القلب عقلا.. شعرت بحكة في أرنبة أنفي، لامستها بأناملي، لم أشم فيها رائحة الألوان، التي اعتدت عليها، مستني رائحة مسك. أفاقني، أعاد إلي وعيي، ذكرني برؤياي في غفوتي، التي أخذتها أول الليل، جاءني فيها..، طلب مني أن أكتب أسفل اللوحة.. هكذا كان فارس النور ..ص.م....
بقلمي
الكاتب /عصام سعد حامد
مصر اسيوط ديروط
13 - 4 - 2023