خواطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خواطر

    خاطرة "أحلام قاتلة".. خواطر وجدانية
    بقلم مصطفي عطية ديسمبر 23, 2022, 12:19 م
    خاطرة "أحلام قاتلة".. خواطر وجدانية
    في الصباح، استيقظتُ من نوم لم يكن هادئاً، كان مزيجاً من صراع وأحلام بداخل أحلام، كنتُ ألهث حين انتشلني الصباح من بين براثن تلك الليلة المُقبضة التي لا أودُّ تذكرها، ولكن صوراً منها تتقاذف بخاطري المرتجف على وقع خفقات قلب هزيل من هول ما رأى في تلك الليلة..

    فحين أغمضت عينيَّ بالأمس بعد عناء يوم طويل، واستسلمت أجفاني بتثاقل خوفاً من مواجهة جديدة في ليلة حالكة السواد ككل ليلة، انزلقت قدماي بداخل حفرة عميقة أشبه بكهف بين أحراش غابة ملعونة كتلك التي أراها في أفلام هيتشكوك..

    وبصراخ مكتوم بين جنبات صدري، ظللت أنزلق لأسفل ولأسفل بلا أدنى مقاومة، وفجأة... تلقفتني أذرع شجرية كثيفة وكأنها أذرع شيطانية وأعمدة الدخان الخانقة تلف المكان من حولي، فلا أرى شيئاً ولا أعلم أين أنا، هنا استوقفتني أصوات كثيرة من حولي دوت كثيراً وظلت تتلاشي رويداً رويداً، وتتباعد كثيراً حتى توقفت، وبقي صوت خافت يأتي من بعيد، وكأنه مقبور تحت ركام سحيق..

    تتقارب حدته ببطء شديد، وأثناء ذلك توغلت بناظري خلال الظلمة الحالكة متلمساً ذلك الصوت عله يكون نجاتي، أثناء بحثي وتنقيبي عن ذلك الصوت كانت تتعثر قدماي بأجسام صلبة حين لامستها أدركت أنها بقايا بشرية لأناس أتوا هنا من قبل، ويتعالى الضجيج بداخلي، إنه المسكين قلبي يصرخ محاولاً الفرار دون جدوى فهو حبيس صدري التعيس الذي أتي به لهذا المكان الملعون..

    ويتزايد الصوت البعيد بلا تمييز له هل هو صوت منقذ أم صوت النهاية الحتمية التي يرتعد منها ذلك القابع بصدري، تخالجني أفكار عما ينتظرني وراء هذا الصوت المجهول، أجهل ما أقوم به حقاً، ولكنني لا أملك سوى الانسياق وراء هذا الصوت، أراه يقترب ويتعالى، ينتزعني من داخلي ويقتلع بقايا ثباتي، ماذا أهو صوت امرأة؟! أم صوت فتاة؟

    أرفع بيدي أكوام من أشياء لا أراها، تشتد رائحة الموت والدخان من حولي، تتزايد برودة أطرافي وتنتصب جذور شعري عبر جسدي...

    وهنا يأتي من بعيد وميض ضوء خافت يزاحم تلك الظلمة التي تطوق عينيا فأحسست وكأن شيء ما ينتزع مقلتي نزعاً،
يعمل...
X