عطور مخترقة
الشارع يفتح ناحية بؤرة مصباح مضئ، الليل يغشى كل الأمكنة سكون ورهبة، ارجله المتعاقبة في السير تخطئ بعض المرات يعلوثم يهبط ،يستعيد استقامته مرة أخرى ،جحوظ عينية يزيد توهج الإضاءة فتعشي انظاره ، يستخدم كفه كغطاء حتى يحجب رؤياه ، ثلاثة نساء ملتصقات يتغامزن و يهمسن لبعضهن عبرن جواره ، التفاته اثارت فضوله ، روائح العود والعطور التي خترقت تجويف روحه قبل انفه استقرت في مكان اخر، خالجته وساوس أيقظت شعر راسه ، عض ابهامه ممتعضا لما غشيته من رغبة ، أفرغ في تلك اللحظة أسئلة في عتمة ذلك الظلام المفخخ، ماذا يتهيأن بتلك الصورة بعيدا عن أزواجهن، ؟الم يكن لهم الاحقية في ذلك أم أن النساء يحببن الإثارة المعروضة والتشويق المؤذي ؟ كان يجد السير بين كل شارع وأخر ،أول مرة يدخل هذا الحي، هو قد أتى من أطراف الهوامش ، قاصدا دار قريبه وهي ما زالت بعيدة بعض الشيء ، الوقت يتسارع احس بالإرهاق والعطش ، مال ناحية بقال تضج مكانه بأسراب الحسان ، أخذ مشروب واستكان على صندوق فارغ ليريح جسده من عناء المسير ، شلالات من العطور تحاصر غريزته ، عيناه تحلقان حول كل مقطع في اجسادهن ، أخذ يباعد جرعات المشروب ،احس كأنه في حفل زفاف، رمقته إحداهن ، أشارت بخنصرها الشمال باتكأة دلال هزت وجدانه، وضع المشروب جانبا ، سار خلفها يتحين فرصة حوار أو جملة تفتح اشارة وصول، كانت مسرعة الخطى ، تبعها بزفرات لاهثه ، تسيل لعابه فتتدفق على ياقة قميصه ، حين انحناءة للشارع اختفت تحت جنح الظلام ، اقتفى كل أثر ،لم يجد لها ملمحا ، صار يسعى ويعود لنفس المكان ، كعصفور التقط الصقر صغاره ، ظل يدور في مكانه ، خفق قلبه وازدادت نبضاته تسارعا ، أحس أن بالأمر حكاية لم تتضح لها بدايه ، ساوره خوف وارتعاش اتسعت حدقات عيونه ، سمع صوت خطوات تهز الأرض تحت أقدامه، وخيالات تتراقص أمام مقلتيه ، كان يصارع دواخله، هل هو حلم أم حقيقة ، لا يدري من أي جهة يأتيه وقع الأقدام، تمنى لو يصحو من ذلك الكابوس المرعب، تسمر في مكانه ،يد كسندان حداد تحيط عنقه وتضغط على حنجرته، سقطت حقيبته من يده ، أراد أن يطلق صيحة استغاثة علها تنجده من هذا المازق ، تلاشى صوته بين تلك الأصابع الغليظة، تلا كل ما خطر بباله من الآيات بسرعة افقدته السيطرة علي الترتيب، كل جسده يرتعش وكأن صب عليه جبل جليد ، كان يغالب الاغماءة للفرار تحت أي سانحة تتيحها الاقدار ، لم يبدي أي فكرة مقاومة فالكف القابضة علي عنقه تكاد تهوي قدميه عن الأرض ، عند الضربة القاضية غاب عن الوعي، حين استيقظ كان الطبيب وقريبه يقفان عند رأسه، ظل يجيب على الأسئلة التي افرغهافي بداية امره ، ،عيوني وانفي والشيطان وكيدهن.
علم الدين ودالريف
الشارع يفتح ناحية بؤرة مصباح مضئ، الليل يغشى كل الأمكنة سكون ورهبة، ارجله المتعاقبة في السير تخطئ بعض المرات يعلوثم يهبط ،يستعيد استقامته مرة أخرى ،جحوظ عينية يزيد توهج الإضاءة فتعشي انظاره ، يستخدم كفه كغطاء حتى يحجب رؤياه ، ثلاثة نساء ملتصقات يتغامزن و يهمسن لبعضهن عبرن جواره ، التفاته اثارت فضوله ، روائح العود والعطور التي خترقت تجويف روحه قبل انفه استقرت في مكان اخر، خالجته وساوس أيقظت شعر راسه ، عض ابهامه ممتعضا لما غشيته من رغبة ، أفرغ في تلك اللحظة أسئلة في عتمة ذلك الظلام المفخخ، ماذا يتهيأن بتلك الصورة بعيدا عن أزواجهن، ؟الم يكن لهم الاحقية في ذلك أم أن النساء يحببن الإثارة المعروضة والتشويق المؤذي ؟ كان يجد السير بين كل شارع وأخر ،أول مرة يدخل هذا الحي، هو قد أتى من أطراف الهوامش ، قاصدا دار قريبه وهي ما زالت بعيدة بعض الشيء ، الوقت يتسارع احس بالإرهاق والعطش ، مال ناحية بقال تضج مكانه بأسراب الحسان ، أخذ مشروب واستكان على صندوق فارغ ليريح جسده من عناء المسير ، شلالات من العطور تحاصر غريزته ، عيناه تحلقان حول كل مقطع في اجسادهن ، أخذ يباعد جرعات المشروب ،احس كأنه في حفل زفاف، رمقته إحداهن ، أشارت بخنصرها الشمال باتكأة دلال هزت وجدانه، وضع المشروب جانبا ، سار خلفها يتحين فرصة حوار أو جملة تفتح اشارة وصول، كانت مسرعة الخطى ، تبعها بزفرات لاهثه ، تسيل لعابه فتتدفق على ياقة قميصه ، حين انحناءة للشارع اختفت تحت جنح الظلام ، اقتفى كل أثر ،لم يجد لها ملمحا ، صار يسعى ويعود لنفس المكان ، كعصفور التقط الصقر صغاره ، ظل يدور في مكانه ، خفق قلبه وازدادت نبضاته تسارعا ، أحس أن بالأمر حكاية لم تتضح لها بدايه ، ساوره خوف وارتعاش اتسعت حدقات عيونه ، سمع صوت خطوات تهز الأرض تحت أقدامه، وخيالات تتراقص أمام مقلتيه ، كان يصارع دواخله، هل هو حلم أم حقيقة ، لا يدري من أي جهة يأتيه وقع الأقدام، تمنى لو يصحو من ذلك الكابوس المرعب، تسمر في مكانه ،يد كسندان حداد تحيط عنقه وتضغط على حنجرته، سقطت حقيبته من يده ، أراد أن يطلق صيحة استغاثة علها تنجده من هذا المازق ، تلاشى صوته بين تلك الأصابع الغليظة، تلا كل ما خطر بباله من الآيات بسرعة افقدته السيطرة علي الترتيب، كل جسده يرتعش وكأن صب عليه جبل جليد ، كان يغالب الاغماءة للفرار تحت أي سانحة تتيحها الاقدار ، لم يبدي أي فكرة مقاومة فالكف القابضة علي عنقه تكاد تهوي قدميه عن الأرض ، عند الضربة القاضية غاب عن الوعي، حين استيقظ كان الطبيب وقريبه يقفان عند رأسه، ظل يجيب على الأسئلة التي افرغهافي بداية امره ، ،عيوني وانفي والشيطان وكيدهن.
علم الدين ودالريف