امريكهشماليه
North America - Amérique du Nord
أمريكة الشمالية
تتخذ أمريكة الشمالية شكلاً مثلثياً قاعدته باتجاه الشمال، ويصل أقصى اتساع لها من الغرب إلى الشرق إلى نحو 6500كم وذلك بين أقصى غرب ألاسكة وأقصى جنوب شرقي الأرض الجديدة المطلة على المحيط الأطلسي، مقابل مسافة قدرها 4200كم بين مدينة سان فرانسيسكو على المحيط الهادئ ومدينة نيويورك على المحيط الأطلسي، في حين أن اتساعها من الشمال إلى الجنوب، أي من أقصى شمالي الأراضي الكندية إلى أقصى جنوبي المكسيك يبلغ 6000كم، مقابل 1050كم للمسافة بين الحدود البنميّة الكولُمبيَّة جنوباً والغواتيمالية المكسيكية شمالاً، وتمتد أمريكة الشمالية إلى الشمال من درجة العرض 83 درجة شمالاً وإلى الشمال من درجة العرض 7 درجة شمالاً مع أمريكة الوسطى، في حين أن القسم الأعظم من كتلة أراضيها محصور بين درجتي العرض 30 درجة و55 درجة شمالاً، أي إن معظمها واقع في المنطقة المعتدلة الباردة. وتتداخل مياه المحيط الأطلسي في الكتلة القارية، وخاصة في قطاعاتها الوسطى والجنوبية لمسافات بعيدة نسبياً، تصل أحياناً إلى نحو 2000كم، كما هي الحال في خليج هدسن وسان لوران وفي خليج المكسيك، وفي الوقت نفسه يتصف ساحلها الشرقي بشدة تسنُّنه وغناه بالمصبات النهرية وذلك بالمقارنة مع الساحل الغربي، كما تتبعثر قبالة سواحل أمريكة الشمالية مجموعة من الجزر وأشباه الجزر أهمها: كاليفورنية السفلى وفلوريدة ويوكاتان، والأرخبيلات والجزر المسننة السواحل ولاسيما تلك الواقعة شمالي كندا وغربي ألاسكة، ولا تزيد المسافة الفاصلة بين أراضي أمريكة الشمالية وأراضي القارة الآسيوية عن 200كم في مضيق برنغ الذي يفصل بين ألاسكة وأقصى شرقي آسيا، ولا يزيد عرض الممر المذكور على 92كم، ولا يتجاوز عمقه في أكثر نقاطه عمقاً الخمسين متراً، في حين أن المسافة بين نيويورك وميناء الهافر الفرنسي تصل إلى نحو 5700كم.
ونظراً للامتداد الشاسع لأمريكة الشمالية بين درجتي العرض 7 درجة و83 درجة شمالاً، فإن أراضيها تتميز بتنوع أحوالها الطبيعية تنوعاً شديداً، وعلى رأسها المناخ، إذ إن توزع النطاقات المناخية وتوالي الفصول على مدار السنة هنا لا يتمان بالآلية المعهودة نفسها، وذلك بسبب المميزات النوعية الخاصة لتضاريسها ولتوزع البر والبحر فيها، إضافة إلى الدور الجوهري الذي تقوم به التيارات البحرية التي تمر قبالة سواحل أمريكة الشمالية، والتي تؤدي إلى تغيير ملحوظ في الشروط المناخية، وهذا ما يترتب عليه تبدل مهم على مستوى الإعمار البشري واستغلال الأراضي الزراعية وتوزع السكان عموماً، وأهم هذه التيارات تيار كاليفورنية البارد الذي يؤثر على طول سواحل شبه جزيرة كاليفورنية وعلى جزء من سواحل أمريكة الوسطى الغربية، في حين تتعرض الأجزاء الشمالية للسواحل الغربية من أمريكة الشمالية المطلة على المحيط الهادئ لتأثير التيارات البحرية الدافئة القادمة من الجنوب، ويمر قبالة السواحل الشرقية المشرفة على المحيط الأطلسي تيار لابرادور البارد الذي يمتد تأثيره حتى مدينة نيويورك، في حين تتأثر الأجزاء الجنوبية لهذا الساحل بتيارات فلوريدة والتيار الاستوائي الشمالي، إضافة إلى تيار البحر الكاريبي الدافئ، ولهذه الأسباب فإن توزع المجموعات النباتية الطبيعية هنا لايخضع للقواعد والنظم نفسها التي يخضع لها هذا التوزع في قارة أوربة مثلاً.
اكتشاف القارة والتوسع العمراني - الاستيطاني
يشير أقرب التقديرات إلى أن عدد الهنود الأمريكيين الحمر في مجمل القارة الأمريكية عند بداية عصر الاكتشافات الجغرافية وبناء المستعمرات في العالم الجديد كان بحدود 12 مليون نسمة، علماً بأن هنالك من يقدر عددهم في هذه الحقبة بأربعة ملايين فقط، وآخرون يقدرونه بنحو 50 مليون نسمة، ومهما يكن، فإن الحقائق الجيولوجية والجيومورفولوجية تشير إلى أن الاتصال بين العالمين القديم والجديد في حقبة ما قبل التاريخ، كان ممكناً عن طريق البر أو عن طريق البحر على حد سواء، ذلك أنه في الحِقَب الأكثر برودة من الحقب الجيولوجي الرابع، والتي رافقها زحوف جليدية ضخمة، كانت هناك مساحات مائية واسعة قد تحولت إلى جليد صلب، وهذا ما أدى إلى انخفاض مستوى سطح البحار والمحيطات (مستوى الأساس العام).
|
تعليق