فالنتينو (رودولف -)
(1895-1926)
رودولف فالنتينو Rudolph Valentino، أصل لقبه غوليلمي Guglielmi، ولد في بلدة صغيرة بجوار مدينة تارنتو Taranto (إيطاليا)، وتوفي في إحدى مشافي نيويورك بعد عدة أيام من الاحتضار، فنظّم له موكب حداد في كل من نيويورك وهوليوود في الوقت نفسه، واللتين تحولتا، في الأيام الثلاثة التي أعقبت موته، إلى مسرح لهيستريا جماعية لم يُر مثيلها من قبل.
استمر فالنتينو، من بين كل نجوم العصر الصامت، أيقونة دائمة في عالم السينما؛ إذ لم يكن فقط المعبود الأول لدى الجمهور ولكنه الأول الذي يموت في سن مبكرة عن 31 عاماً وهو في قمة مجده وبداية مستقبله الفني. وبموته فقد العالم معشوقه الأول، إنه قدر تطابق مع الصورة الرومنسية التي كان يراها فالنتينو. ولكن هذا الرحيل عزز محبة الناس له، وأثار مجموعة من ردات الفعل المتناقضة المشوبة بالغضب.
كان فالنتينو الحبيب اللاتيني الأسطوري ذا التأثير المغنطيسي الذي جعل النساء يُصبن بالإغماء. وأصبح فتى الشاشة الأول بظهوره المميز في أفلام صامته مثل «الشيخ»، و«الخيالة الأربعة من الإيحاء»، وانبثقت معه ظاهرة جديدة للمشاهدين والعرض، ليس فقط تسليط الضوء على الوجه وإنما على الجسد بأكمله.
اكتشفت النساء في الصالات المظلمة ملاكاً بصورة إنسان مصمماً حسب رغباتهن وأهوائهن. هذا الملاك لم يكن أبداً متعالياً، بل كان مألوفاً بصورة غريبة، إنه الفنان المثالي متعدد الأشكال لدرجة أنه قادر أن يحوز إعجاب الجميع.
كان أبوه جوفاني غوليلمي Giovanni Guglielmi نقيباً سابقاً بسلاح الطيران وطبيباً بيطرياً. وأمه بياتريس باربان Béatrice Barbin من أصل فرنسي. بعد وفاة أبيه عام 1906 تدهورت حال عائلته المالية، فأرسل مع أخيه الأكبر ألبيرتو Alberto إلى مدرسة داخلية ليتامى الأطباء في تارنتو، وطرد منها عام 1909، إذ كان رودولف حالماً وقلقاً ومشاكساً في حين كان ألبيرتو بسيطاً وخجولاً. وحاول رودولف أن يدخل الأكاديمية البحرية في مدينة البندقية (فينيسيا) ولكنه أخفق في الاختبارات الطبية.
وعندما بلغ رودولف الثامنة عشرة من عمره أخذ ميراثه من أبيه وهاجر إلى الولايات المتحدة، حيث عمل بستانياً ونادلاً وراقصاً في نيويورك قبل أن ينتقل إلى كاليفورنيا، وهناك وقع بصره على هوليوود. لعب فالنتينو أدواراً ثانوية في الأفلام قبل أن يُعطى الدور الأول في فيلم «الخيالة الأربعة من الإيحاء» (1921) الذي لمع فيه كرومنسي، وسحر الجمهور بتعبيره السهل، والتقاطه الفريد للمواقف. ثمَّ تلى ذلك نجاحه في فيلم «الشيخ» (1921) من إخراج جورج ملفورد Melford، الذي كان نقطة انعطاف جازمة في مهنته. وفاز عن أدائه فيه بنجاح غير مسبوق، مع إيرادات هائلة لشباك التذاكر، وكُرِّس فالنتينو كمعشوق الشاشة الصامتة الذي لا يقاوم، وابتدأ صعوده إلى الشهرة بسرعة. وفي السنتين التاليتين ازدادت شعبيته وقدم أكثر من تسعة أفلام، ثمّ توقف عامين، ليعود ويستأنف نشاطه مع جورج أولمان George Ullman في فيلم «سيد بيوكير» الذي لم يصب نجاحاً كبيراً، ولكن أعطى فيه فالنتينو قدراته الكاملة لدوره فيه، ثم برز أكثر مع فيلم «ابن الشيخ» (1926).
تزوج فالنتينو من الممثلة جين أكير Jean Acker عام 1920، ولكن الزواج لم يدم نتيجة خلافاتهما بأول أيام شهر العسل. ثمَّ عاش بعد ذلك علاقة قوية مع امرأة طموحة اسمها ناتاشا رامبوفا Natacha Rambova التي قامت بدور مستشارته وراعيته إلى نهاية حياته. وكانت نقاشاتهما الفنية هي المحرك لخياراته الإبداعية، كما كانت نقطة تقاطع رئيسة في كل أفلامه المميزة اللاحقة.
من أفلامه (إضافة إلى ما ذكر سابقاً):
«كوبرا» Cobra عام (1925)، و«النّسر» The Eagle عام (1925)، و«شيطان مقدّس»A Sainted Devil عام (1924)، و«الصقر ذو القبعة» The Hooded Falcon عام (1922)، و«الدّم والرّمل» Blood and Sand عام (1922)، و«موران السيدة ليتي»Moran of the Lady Letty عام (1922)، و«القوة القاهرة» The Conquering Power عام (1921)، و«بحار مجهولة» Uncharted Seas عام (1921)، و«مرة لكل امرأة» Once to Every Woman عام (1920)، و«الغشاش» The Cheater عام (1920)، و«مغامرات»An Adventures عام (1920)، و«عيون الشباب»Eyes of Youth عام (1919)، و«لا أحـد في البيت» Nobody Home عـام (1919)، و«غرام غشّاش»A Rogue’s Romance عام (1919)، و«شيطان صغير لذيذ» Delicious Little Devil عام (1919)، و«خراب البيوت» The Home breaker عام (1919)، و«العذراء المتزوجة» The Married Virgin عام (1918)، و«طوال الليل»All Night عام (1918)، و«نفقة» Alimony عام (1917)، و«سبعة عشر»Seventeen عام (1916)، و«العذراء الحمقاء» The Foolish Virgin عام (1916)، و«مطلب الحياة» The Quest of Life عام (1916)، و«زوجتي الرّسمية» My Official Wife عام (1914).
محمد عبيدو
(1895-1926)
رودولف فالنتينو | |
في دوره من فيلم «الشيخ» (1921) |
استمر فالنتينو، من بين كل نجوم العصر الصامت، أيقونة دائمة في عالم السينما؛ إذ لم يكن فقط المعبود الأول لدى الجمهور ولكنه الأول الذي يموت في سن مبكرة عن 31 عاماً وهو في قمة مجده وبداية مستقبله الفني. وبموته فقد العالم معشوقه الأول، إنه قدر تطابق مع الصورة الرومنسية التي كان يراها فالنتينو. ولكن هذا الرحيل عزز محبة الناس له، وأثار مجموعة من ردات الفعل المتناقضة المشوبة بالغضب.
كان فالنتينو الحبيب اللاتيني الأسطوري ذا التأثير المغنطيسي الذي جعل النساء يُصبن بالإغماء. وأصبح فتى الشاشة الأول بظهوره المميز في أفلام صامته مثل «الشيخ»، و«الخيالة الأربعة من الإيحاء»، وانبثقت معه ظاهرة جديدة للمشاهدين والعرض، ليس فقط تسليط الضوء على الوجه وإنما على الجسد بأكمله.
اكتشفت النساء في الصالات المظلمة ملاكاً بصورة إنسان مصمماً حسب رغباتهن وأهوائهن. هذا الملاك لم يكن أبداً متعالياً، بل كان مألوفاً بصورة غريبة، إنه الفنان المثالي متعدد الأشكال لدرجة أنه قادر أن يحوز إعجاب الجميع.
كان أبوه جوفاني غوليلمي Giovanni Guglielmi نقيباً سابقاً بسلاح الطيران وطبيباً بيطرياً. وأمه بياتريس باربان Béatrice Barbin من أصل فرنسي. بعد وفاة أبيه عام 1906 تدهورت حال عائلته المالية، فأرسل مع أخيه الأكبر ألبيرتو Alberto إلى مدرسة داخلية ليتامى الأطباء في تارنتو، وطرد منها عام 1909، إذ كان رودولف حالماً وقلقاً ومشاكساً في حين كان ألبيرتو بسيطاً وخجولاً. وحاول رودولف أن يدخل الأكاديمية البحرية في مدينة البندقية (فينيسيا) ولكنه أخفق في الاختبارات الطبية.
وعندما بلغ رودولف الثامنة عشرة من عمره أخذ ميراثه من أبيه وهاجر إلى الولايات المتحدة، حيث عمل بستانياً ونادلاً وراقصاً في نيويورك قبل أن ينتقل إلى كاليفورنيا، وهناك وقع بصره على هوليوود. لعب فالنتينو أدواراً ثانوية في الأفلام قبل أن يُعطى الدور الأول في فيلم «الخيالة الأربعة من الإيحاء» (1921) الذي لمع فيه كرومنسي، وسحر الجمهور بتعبيره السهل، والتقاطه الفريد للمواقف. ثمَّ تلى ذلك نجاحه في فيلم «الشيخ» (1921) من إخراج جورج ملفورد Melford، الذي كان نقطة انعطاف جازمة في مهنته. وفاز عن أدائه فيه بنجاح غير مسبوق، مع إيرادات هائلة لشباك التذاكر، وكُرِّس فالنتينو كمعشوق الشاشة الصامتة الذي لا يقاوم، وابتدأ صعوده إلى الشهرة بسرعة. وفي السنتين التاليتين ازدادت شعبيته وقدم أكثر من تسعة أفلام، ثمّ توقف عامين، ليعود ويستأنف نشاطه مع جورج أولمان George Ullman في فيلم «سيد بيوكير» الذي لم يصب نجاحاً كبيراً، ولكن أعطى فيه فالنتينو قدراته الكاملة لدوره فيه، ثم برز أكثر مع فيلم «ابن الشيخ» (1926).
تزوج فالنتينو من الممثلة جين أكير Jean Acker عام 1920، ولكن الزواج لم يدم نتيجة خلافاتهما بأول أيام شهر العسل. ثمَّ عاش بعد ذلك علاقة قوية مع امرأة طموحة اسمها ناتاشا رامبوفا Natacha Rambova التي قامت بدور مستشارته وراعيته إلى نهاية حياته. وكانت نقاشاتهما الفنية هي المحرك لخياراته الإبداعية، كما كانت نقطة تقاطع رئيسة في كل أفلامه المميزة اللاحقة.
من أفلامه (إضافة إلى ما ذكر سابقاً):
«كوبرا» Cobra عام (1925)، و«النّسر» The Eagle عام (1925)، و«شيطان مقدّس»A Sainted Devil عام (1924)، و«الصقر ذو القبعة» The Hooded Falcon عام (1922)، و«الدّم والرّمل» Blood and Sand عام (1922)، و«موران السيدة ليتي»Moran of the Lady Letty عام (1922)، و«القوة القاهرة» The Conquering Power عام (1921)، و«بحار مجهولة» Uncharted Seas عام (1921)، و«مرة لكل امرأة» Once to Every Woman عام (1920)، و«الغشاش» The Cheater عام (1920)، و«مغامرات»An Adventures عام (1920)، و«عيون الشباب»Eyes of Youth عام (1919)، و«لا أحـد في البيت» Nobody Home عـام (1919)، و«غرام غشّاش»A Rogue’s Romance عام (1919)، و«شيطان صغير لذيذ» Delicious Little Devil عام (1919)، و«خراب البيوت» The Home breaker عام (1919)، و«العذراء المتزوجة» The Married Virgin عام (1918)، و«طوال الليل»All Night عام (1918)، و«نفقة» Alimony عام (1917)، و«سبعة عشر»Seventeen عام (1916)، و«العذراء الحمقاء» The Foolish Virgin عام (1916)، و«مطلب الحياة» The Quest of Life عام (1916)، و«زوجتي الرّسمية» My Official Wife عام (1914).
محمد عبيدو