فروبل (فريدريش -)
(1782-1852)
فريدريش فروبل Friedrich Froebel مربٍ ألماني، والمؤسس الحقيقي لرياض الأطفال. ولد في مدينة «أوبرويسباش» Oberweissbach، أعطى فروبل الطفل في سنوات حياته الأولى جزءاً كبيراً من اهتمامه وجهده، وأوجد بيوت الحضانة ورياض الأطفال لكي ينشأ الطفل في مساحات واسعة من الاهتمام والعناية، وسمي (أب الطفل).
اعتمد فروبل في بيوته التي أنشأها للأطفال كل ما من شأنه إثارة التفكير والتطلع إلى البيئة المحلية المحيطة بهم، والنظر في مكوناتها. وأولى تفكير الطفل اهتماماً خاصاً، حتى إنه قدس عقل الطفل، واعترف به مفكراً يختلف تفكيره عن تفكير الراشد.
تأثر فروبل بالآراء التربوية الإصلاحية للمربي السويسري بستالوتزي[ر] Pestalozzi صاحب كتاب «يوميات أب» الذي يعد أول مصدر في دراسة سيكولوجية الطفل.
انتسب فروبل في عام 1799 إلى جامعة يينا Jena، ودرس الرياضيات، لكنه لم يكمل دراسته لأسباب مالية. وفي عام 1804 عمل مع مهندس بناء، لكنه اكتشف أن هدفه بناء الرجال وليس بناء البيوت، وأن التعليم غايته المنشودة وبه يمكنه تحقيق ذاته. وفي عام 1811 التحق فروبل مرة أخرى بالجامعة ودرس اللغات الشرقية مثل العربية والعبرية والفارسية، بدافع من إيمانه بأن البشرية وحدة عظمى، ثم اقتصرت دراسته على اللغة اليونانية. وفي عام 1812 رحل فروبل إلى برلين وعمل في التدريس، وفي عام 1826 ألف كتابه «تربية الإنسان».
العوامل المؤثرة في أفكار فروبل
تأثرت أفكار فروبل التربوية بعوامل كثيرة أهمها:
1- تفاعله واتصاله بالطبيعة: زاول فروبل أعمالاً في طفولته مثل مهنة تقطيع الخشب والزراعة، وعمل مسَّاحاً، ومساعداً في متحف الجيولوجيا إضافةً إلى دراسة الطبيعة وعلم النبات، كل ذلك أثر في تطوير علاقته مع الطبيعة وشعوره بالألفة معها.
2- شعوره بالحرمان والانطوائية: وكان سبب هذا الشعور وفاة أمه في الشهور الأولى من حياته ووقوعه تحت رحمة زوجة أبيه، وقد حرمه ذلك من التفاعل الاجتماعي مع أقرانه من الأطفال، والتعلق العاطفي بالأم وحرمه أيضاً الشعور بالأمن والشعور بحب الأفراد المحيطين به، مما كان سبباً في إعاقة نموه النفسي والانفعالي السوي.
3- دراساته العلمية: كدراسة الرياضيات والعلوم والجيولوجيا والنبات وإفادته من التقدم الحاصل في المعرفة الإنسانية، ولاسيما في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
4- دراساته الفلسفية والتربوية: تأثر فروبل بالتربويين والفلاسفة أمثال «كنت» و«هيغل» و«فخته» و«روسو» و«بستالوتزي» وغيرهم. وحضر دروساً تطبيقية كثيرة. ولا تخفى الآثار الناجمة في خبراته واندماجها في خبرات بستالوتزي.
5- ملاحظته لمظاهر نمو الأطفال المختلفة: زادت ملاحظاته لأنشطة الأطفال معرفته بميولهم وخصائص مراحل نموهم، والأنشطة الخاصة في تلك المراحل.
آراء فروبل النفسية والتربوية
من مراجعة كتابات فروبل المختلفة يمكن التوصل إلى آرائه النفسية والتربوية الآتية:
1 - التربية عملية طبيعية يتم فيها تكيف الطفل ليتلاءم مع الطبيعة وقوانينها.
2 - للطفل كيان بيولوجي كلي متكامل، ينمو بالأنشطة الذاتية التي يمر بها الطفل وهو محكوم بقوانين الطبيعة العضوية التلقائية.
3 - تتكون الجماعة من مجموعة أفراد تربطهم علاقة عضوية.
4 - يمثل الكون كياناً كلياً عضوياً تنطوي تحته كل الكيانات الجزئية الصغيرة.
5 - للإنسان صلة أساسية بالأشياء كلها، وهي صلة تعبر عنها أعماله جميعها.
فروبل ورياض الأطفال
في عام 1836 أنشأ فروبل، بعد قيامه بجولات كثيرة، معهده الجديد في مدينة بلانكينبورغ Blankenburg، وأطلق عليه اسم «المدرسة القائمة على غرائز الأطفال الفعالة» ثم غير التسمية السابقة إلى اسم «مدرسة التربية النفسية» Psychological Educational School، وقال إن العلوم النفسية هي أساس الأنشطة التعليمية. وفي عام 1840 أطلق فروبل المصطلح الذي بهره وقفز إلى مخيلته في أثناء خروجه بنزهة وهو «روضة أطفال» kindergarten، وكانت مدرسته التي سميت فيما بعد بالروضة مكاناً يتاح فيه النمو الطبيعي للطفل على أيدي خبراء في التربية.
ويرى فروبل أن للإنسان روابط دائمة، وأن الذاكرة هي أولى هذه الروابط التي تربط الطفل بالبيئة المحلية المحيطة به، ولكن هذه الرابطة تنمو وفق مراحل متتالية في أثناء تفاعل الطفل مع بيئته، ويعرف الطفل ما يحيط به ويتعلمه ضمن نظام علاقات، لذلك فإن الأنشطة التلقائية هي الوسائل التي تجعل الطفل يندمج فيها ويزاول إمكاناته وفعالياته، وأهم هذه الأنشطة «اللعب»[ر] في صوره المتعددة وهو صورة من صور الروابط مع البيئة المحلية المحيطة التي يستطيع بها تعرف البيئة المادية المحيطة.
ويرى فروبل ضرورة توجيه الكبار الراشدين للأطفال في نواحي نموهم، وتهيئة الوسائل التي تسهم في ذلك وتساعد عليه. لذلك أظهر فروبل أهمية اللعب وجعله وسيلة ورابطة، واللعب عنده هو التعبير الأول عن فعالية الطفل وأساس التربية. واعتقد فروبل أيضاً بتفوق اللعب والموسيقى في تربية الأطفال على الإصغاء أو القراءة، كل ذلك منوط بتوافر التوجيه الحسن في أثناء مزاولة الأنشطة، ولهذا يعدُّ فروبل صاحب مبدأ التعلم باللعب.
وفيما يتصل بالوسائل المادية للعب الأطفال فقد اختار فروبل أشكالاً ثلاثة أطلق عليها مكافآت أو هدايا فروبل هي:
الكرة، والمكعب، والأسطوانة.
الكرة: الكرة أفضل الأشكال لدى الطفل، فهو يجد أن الدائرة تمثل صورة لكل شيء حوله وتتضمن المعاني الآتية: السكون والحركة، والخصوص والعموم، والسطح الواحد والسطح كثير الجوانب، والظهور والخفاء. ويرى فروبل أن اللعب بالكرة صرف لطاقات الطفل، ويرى أيضاً أن الكرة لعبة الطفل الأولى، وتشتمل على صفات ينبغي أن تتوافر في لعب الأطفال وهي الفائدة والجمال والصدق.
المكعب: وجد فروبل أن الطفل يشعر باللذة والسرور حين يجد لعبة تشبه لعبته السابقة في أشياء، وتختلف عنها في أشياء أخرى. والمكعب يشبه الكرة ويخالفها في الوقت نفسه، وعليه فلا يجوز الفصل بين الكرة والمكعب. ويتيح المكعب للطفل أن يعرف الحقائق الأولية عن الشكل والحجم والمساحة والعدد معرفة مباشرة ومحسوسة.
الأسطوانة: يتحقق في الأسطوانة توافر حلقة وسطى تجمع بين الكرة والمكعب. وقد لاحظ فروبل ميل الأطفال إلى اللعب بقطع الخشب التي تشبه الأسطوانة. إضافة إلى ذلك، لم يهمل فروبل لعب الأطفال مثل قص الورق واللعب بالعصي والرسم والتمثيل والجري.
أمضى فروبل بقية حياته في مدينة «مارينثال» Marienthal من عام 1850 حتى وفاته.
فياض سكيكر
(1782-1852)
فريدريش فروبل Friedrich Froebel مربٍ ألماني، والمؤسس الحقيقي لرياض الأطفال. ولد في مدينة «أوبرويسباش» Oberweissbach، أعطى فروبل الطفل في سنوات حياته الأولى جزءاً كبيراً من اهتمامه وجهده، وأوجد بيوت الحضانة ورياض الأطفال لكي ينشأ الطفل في مساحات واسعة من الاهتمام والعناية، وسمي (أب الطفل).
اعتمد فروبل في بيوته التي أنشأها للأطفال كل ما من شأنه إثارة التفكير والتطلع إلى البيئة المحلية المحيطة بهم، والنظر في مكوناتها. وأولى تفكير الطفل اهتماماً خاصاً، حتى إنه قدس عقل الطفل، واعترف به مفكراً يختلف تفكيره عن تفكير الراشد.
تأثر فروبل بالآراء التربوية الإصلاحية للمربي السويسري بستالوتزي[ر] Pestalozzi صاحب كتاب «يوميات أب» الذي يعد أول مصدر في دراسة سيكولوجية الطفل.
انتسب فروبل في عام 1799 إلى جامعة يينا Jena، ودرس الرياضيات، لكنه لم يكمل دراسته لأسباب مالية. وفي عام 1804 عمل مع مهندس بناء، لكنه اكتشف أن هدفه بناء الرجال وليس بناء البيوت، وأن التعليم غايته المنشودة وبه يمكنه تحقيق ذاته. وفي عام 1811 التحق فروبل مرة أخرى بالجامعة ودرس اللغات الشرقية مثل العربية والعبرية والفارسية، بدافع من إيمانه بأن البشرية وحدة عظمى، ثم اقتصرت دراسته على اللغة اليونانية. وفي عام 1812 رحل فروبل إلى برلين وعمل في التدريس، وفي عام 1826 ألف كتابه «تربية الإنسان».
العوامل المؤثرة في أفكار فروبل
تأثرت أفكار فروبل التربوية بعوامل كثيرة أهمها:
1- تفاعله واتصاله بالطبيعة: زاول فروبل أعمالاً في طفولته مثل مهنة تقطيع الخشب والزراعة، وعمل مسَّاحاً، ومساعداً في متحف الجيولوجيا إضافةً إلى دراسة الطبيعة وعلم النبات، كل ذلك أثر في تطوير علاقته مع الطبيعة وشعوره بالألفة معها.
2- شعوره بالحرمان والانطوائية: وكان سبب هذا الشعور وفاة أمه في الشهور الأولى من حياته ووقوعه تحت رحمة زوجة أبيه، وقد حرمه ذلك من التفاعل الاجتماعي مع أقرانه من الأطفال، والتعلق العاطفي بالأم وحرمه أيضاً الشعور بالأمن والشعور بحب الأفراد المحيطين به، مما كان سبباً في إعاقة نموه النفسي والانفعالي السوي.
3- دراساته العلمية: كدراسة الرياضيات والعلوم والجيولوجيا والنبات وإفادته من التقدم الحاصل في المعرفة الإنسانية، ولاسيما في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
4- دراساته الفلسفية والتربوية: تأثر فروبل بالتربويين والفلاسفة أمثال «كنت» و«هيغل» و«فخته» و«روسو» و«بستالوتزي» وغيرهم. وحضر دروساً تطبيقية كثيرة. ولا تخفى الآثار الناجمة في خبراته واندماجها في خبرات بستالوتزي.
5- ملاحظته لمظاهر نمو الأطفال المختلفة: زادت ملاحظاته لأنشطة الأطفال معرفته بميولهم وخصائص مراحل نموهم، والأنشطة الخاصة في تلك المراحل.
آراء فروبل النفسية والتربوية
من مراجعة كتابات فروبل المختلفة يمكن التوصل إلى آرائه النفسية والتربوية الآتية:
1 - التربية عملية طبيعية يتم فيها تكيف الطفل ليتلاءم مع الطبيعة وقوانينها.
2 - للطفل كيان بيولوجي كلي متكامل، ينمو بالأنشطة الذاتية التي يمر بها الطفل وهو محكوم بقوانين الطبيعة العضوية التلقائية.
3 - تتكون الجماعة من مجموعة أفراد تربطهم علاقة عضوية.
4 - يمثل الكون كياناً كلياً عضوياً تنطوي تحته كل الكيانات الجزئية الصغيرة.
5 - للإنسان صلة أساسية بالأشياء كلها، وهي صلة تعبر عنها أعماله جميعها.
فروبل ورياض الأطفال
في عام 1836 أنشأ فروبل، بعد قيامه بجولات كثيرة، معهده الجديد في مدينة بلانكينبورغ Blankenburg، وأطلق عليه اسم «المدرسة القائمة على غرائز الأطفال الفعالة» ثم غير التسمية السابقة إلى اسم «مدرسة التربية النفسية» Psychological Educational School، وقال إن العلوم النفسية هي أساس الأنشطة التعليمية. وفي عام 1840 أطلق فروبل المصطلح الذي بهره وقفز إلى مخيلته في أثناء خروجه بنزهة وهو «روضة أطفال» kindergarten، وكانت مدرسته التي سميت فيما بعد بالروضة مكاناً يتاح فيه النمو الطبيعي للطفل على أيدي خبراء في التربية.
ويرى فروبل أن للإنسان روابط دائمة، وأن الذاكرة هي أولى هذه الروابط التي تربط الطفل بالبيئة المحلية المحيطة به، ولكن هذه الرابطة تنمو وفق مراحل متتالية في أثناء تفاعل الطفل مع بيئته، ويعرف الطفل ما يحيط به ويتعلمه ضمن نظام علاقات، لذلك فإن الأنشطة التلقائية هي الوسائل التي تجعل الطفل يندمج فيها ويزاول إمكاناته وفعالياته، وأهم هذه الأنشطة «اللعب»[ر] في صوره المتعددة وهو صورة من صور الروابط مع البيئة المحلية المحيطة التي يستطيع بها تعرف البيئة المادية المحيطة.
ويرى فروبل ضرورة توجيه الكبار الراشدين للأطفال في نواحي نموهم، وتهيئة الوسائل التي تسهم في ذلك وتساعد عليه. لذلك أظهر فروبل أهمية اللعب وجعله وسيلة ورابطة، واللعب عنده هو التعبير الأول عن فعالية الطفل وأساس التربية. واعتقد فروبل أيضاً بتفوق اللعب والموسيقى في تربية الأطفال على الإصغاء أو القراءة، كل ذلك منوط بتوافر التوجيه الحسن في أثناء مزاولة الأنشطة، ولهذا يعدُّ فروبل صاحب مبدأ التعلم باللعب.
وفيما يتصل بالوسائل المادية للعب الأطفال فقد اختار فروبل أشكالاً ثلاثة أطلق عليها مكافآت أو هدايا فروبل هي:
الكرة، والمكعب، والأسطوانة.
الكرة: الكرة أفضل الأشكال لدى الطفل، فهو يجد أن الدائرة تمثل صورة لكل شيء حوله وتتضمن المعاني الآتية: السكون والحركة، والخصوص والعموم، والسطح الواحد والسطح كثير الجوانب، والظهور والخفاء. ويرى فروبل أن اللعب بالكرة صرف لطاقات الطفل، ويرى أيضاً أن الكرة لعبة الطفل الأولى، وتشتمل على صفات ينبغي أن تتوافر في لعب الأطفال وهي الفائدة والجمال والصدق.
المكعب: وجد فروبل أن الطفل يشعر باللذة والسرور حين يجد لعبة تشبه لعبته السابقة في أشياء، وتختلف عنها في أشياء أخرى. والمكعب يشبه الكرة ويخالفها في الوقت نفسه، وعليه فلا يجوز الفصل بين الكرة والمكعب. ويتيح المكعب للطفل أن يعرف الحقائق الأولية عن الشكل والحجم والمساحة والعدد معرفة مباشرة ومحسوسة.
الأسطوانة: يتحقق في الأسطوانة توافر حلقة وسطى تجمع بين الكرة والمكعب. وقد لاحظ فروبل ميل الأطفال إلى اللعب بقطع الخشب التي تشبه الأسطوانة. إضافة إلى ذلك، لم يهمل فروبل لعب الأطفال مثل قص الورق واللعب بالعصي والرسم والتمثيل والجري.
أمضى فروبل بقية حياته في مدينة «مارينثال» Marienthal من عام 1850 حتى وفاته.
فياض سكيكر