لماذا تكلف الكثير من الأشياء بالضبط صفراً؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا تكلف الكثير من الأشياء بالضبط صفراً؟

    هل تساءلت يومًا لماذا تُكلف الكثير من الأشياء بالضبط صفرًا؟ أي أنك لا تدفع شيئًا مقابل استخدامها، ولا تحصل منها على أموال، مثل عمليات البحث على الإنترنت ورسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والراديو والتلفزيون.

    تستطيع شركة فيسبوك -وكذلك غوغل- بطريقتها الخاصة أن تُحمِّل عملائها تكلفة بضعة سنتات مقابل كل استخدام لمنتجاتها، خاصةً إذا كان ذلك يضمن لها أرباحًا إضافية، ويمكنها أيضًا أن تدفع لك مقابل كل استخدام لمنتجاتها إذا كان ذلك يزيد الأرباح، إذ تمكن زيادة عدد المشاهدات هذه الشركات من إضافة المزيد من الإعلانات ومن ثم زيادة الأرباح، لكن لا تستخدم الشركات أيًا من هذه الطرق، لأن أكثر السلع الرقمية تكلف -بالفعل- صفرًا.

    قدم جوشوا جانز -الأستاذ في كلية روتمان للإدارة بجامعة تورنتو- نظريةً جديدة تشرح الأمر في ورقة بحثية نشرها المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية، عنوانها: «الصفة المميزة للصفر».



    كيف لا تُحمل فيسبوك وغوغل وغيرهما العملاء أي رسوم استخدام؟ إن استخدام هذه المنتجات لا يكلف شيئًا ببساطة، فنقل رسالة عبر بريد Gmail أو تحميل صورة على Instagram كلها أنشطة مجانية، لكن لماذا لا يفرضون رسومًا مقابل استخدام منتجاتهم؟ يعد بعض خبراء القانون -مثل فيونا سكوت مورتون من كلية الإدارة في جامعة ييل- هذا دليلًا على قلة المنافسة بين المنصات الرقمية.

    تقول فيونا: «لمَ قد تدفع لنا فيسبوك أو Gmail؟ لأننا نقدم لهذه الشركات البيانات مقابل خدماتهم لا المال، مثل الأماكن التي نذهب إليها عادةً، وماذا نأكل وماذا نشتري، وأكثر من ذلك، نسمح لهم بالاطلاع على محتوى رسائل بريدنا الإلكتروني ليعرفوا بالتحديد إلى أين سنذهب في العطلة، أو إذا رُزقنا بمولود جديد، أو إذا كنا في خصام مع أحد أصدقائنا، أو إذا كان وقت العمل صعبًا، كل هذه الأشياء موجودة داخل بريدنا الإلكتروني ويسهل على المنصة قراءتها ومن ثم استخدامها لتبيعنا المزيد من الأشياء».

    أما جانز فيفسر اختيار الشركات لمجانية الخدمات بالقلق من أن تؤدي المدفوعات إلى تدفق البيانات سيئة الجودة، بسبب روبوتات أو أشخاص ينقرون فقط لجمع المال. يرى جانز أن الشركات تستطيع أن تحدد عملائها الذين تدفع لهم لاستبعاد الروبوتات والانتهازيين، مثلما فعلت شركة مايكروسوفت إذ كافأت بعض عملائها بنقاط لعمليات البحث على Bing، وإن بدت هذه الأموال «مدفوعةً مع كثير من الحزن» على حد تعبيره.

    فسر جانز عدم تنفيذ هذا الأمر على نطاق أوسع بأن البحث عن شريحة محددة من العملاء يتطلب استثمارات كبيرة، وفوائد الحصول على هذه الشريحة لا تتخطى التكاليف داخل السوق المنافس، لذلك تفضل الشركات عدم الدفع على الإطلاق، ما يعني تثبيت السعر عند صفر.

    تُبذل الجهود لتسهيل إثبات أحقية الناس في الحصول على أموال مقابل مشاركة بياناتهم أو استهلاك الإعلانات على الإنترنت، وتعمل مؤسسة الهوية غير الممركزة The Decentralized Identity Foundation -والتي تُعَد IBM ومايكروسوفت من أعضائها- على استخدام تقنية blockchain لحل هذه المشكلة.

    إذا نجحت هذه الجهود، قد لا يصبح الصفر مميزًا بعد الآن.
يعمل...
X