فريدريك (فريدريش) Friedrich بن فريدريك وليم الأول، من أشهر ملوك بروسيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فريدريك (فريدريش) Friedrich بن فريدريك وليم الأول، من أشهر ملوك بروسيا

    فريدريك الثاني الكبير
    (1712-1786)
    فريدريك (فريدريش) Friedrich بن فريدريك وليم الأول، من أشهر ملوك بروسيا، ولقِّب بالكبير der Grosse لنجاحه في المجالات العسكرية. كان ابن عصر التنوير والنخبة الفرنسية، وأحد الحكام المستبدين المستنيرين في القرن الثامن عشر. وكان موسوعياً مولعاً بثقافة العصور الكلاسيكية المتأخرة، ورجل عقل ناقدٍ إزاء كل تقليدي وعاطفي، إضافة وجود تصدّع في نفسيته، وطباعه، واضطراب في سلوكه بسبب ما عاناه في شبابه من قسوة أبيه لعزوفه عن الحياة العسكرية البروسية، وقام صراع بينه وبين والده الذي أراد له نشأة عسكرية صارمة، وتجلّى هذا الصراع بمحاولة الابن الهروب للخارج وذلك بعد حضوره عملية إعدام أفضل صديق له (الملازم فون كاتي)، وكاد هو نفسه يعدم للتهرب من الجيش.
    اهتمَّ فريدريك بالفن والجمال، ودرس الموسيقى وألّف فيها ألحاناً، كما أنه كان يعزف بالناي، ولم يكن أقل اهتماماً بالفلسفة والشعر، فقد نظم أبياتاً شعرية كثيرة إلى جانب أنه أجاد في كتابة التاريخ، وتنافس مع علماء ذلك العصر حول تفسير ظواهر الكون، وتقابل مع فولتير أشهر كتّاب ذلك العصر الذي كان يراسله بالفرنسية.
    ولما أصبح ملكاً سنة 1740 أظهر مقدرة فائقة على الزعامة، والبت بالأمور كافة، فعلى الصعيد الداخلي تابع مسيرة والده في البناء، وأحدث هيئة خاصة تعنى بشؤون التجارة والصناعة، كما أحدث وزارة الحربية وعمل ما في وسعه لجعل قواته على استعداد دائم، وكان يعطي ضباط جيشه دروساً في المبادئ الاستراتيجية.
    اهتمّ بالاقتصاد وفرض رسوماً جمركية عالية،ونهض بالصناعة الوطنيّة لجعلها قادرة على تغطية الاحتياجات الداخلية، كما أصدر قانوناً جديداً لأصول المحاكمات وألغى الأساليب الوحشية المتبعة في استجواب الشهود.
    أخضع المالية للدولة وليس للملك، وبهذا جعل مفهوم الدولة فوق مفهوم الملك، كما اتخذ إجراءات لتخفيض قيمة النقد، فأسفر ذلك عن خسائر فادحة للناس، ولم يلغ نظام العبودية نظراً لمعارضة الأرستقراطية ذلك.
    كما أنه أنشـأ ما يعرف بالنظام الريفي، وهو ضرائب غير مباشرة، وعمد إلى دعم قطاعي المناجم والتعدين، وتأسيس المتجر البحري الذي تطوّر إلى مصرف الدولة البروسي، إضافة إلى الاهتمام بصناعة الحرير، كما أنّه نشر التعليم في البلاد، ولكن ليس على قطاعات الشعب كافة، وعلى الرغم من كرهه للأديان، فقد ساد التسامح الديني والثقافي في عهده، شرط عدم المساس بمصلحة الدولة.
    وتدخـل بكل ثقلـه العسكري المتفـوق في السياسة الأوربيـة، فقد ادعى ملكية بعض أجـزاء مقاطعة شليـزيا Silésia، وبدأ حـرب الـوراثـة النمـساوية (1740-1748) بهجوم مفاجئ على مـاريا تيريزيا Maria Theresia.
    وبعد سلسلة من المعاهدات، (آخرها معاهدة برلين 1742)، استطاع ضم إقليم شليزيا إلى بروسيا، ولكنه ظلّ جزءاً من الرايخ، يعني إقطاعية تابعة لمملكة بوهيميا، التي غزاها أملاً في ضم أجزاء منها، لكن الأوضاع السياسية تبدلت فشعر بالعزلة، مما أدى إلى صدامات عسكرية مع أعدائه، كانت نتيجتها نصراً عسكرياً له قرب المدينة الشليزية هوهنفريدبرغ Hohenfriedberg, وانتهت الحرب في ألمانيا بعدما نجح الإنكليز بعقد معاهدة سلام جديدة في دريسدنDresden عام (1745) تمَّ بموجبها الاعتراف لفريدريك بما أنجز من احتلال أراضي إقليم شليزيا، في حين اعترف هو بفرانس الأول قيصراً، بعدها عمد إلى توقيع اتفاقية ويستمنستر Westminster عام 1756؛ وهي اتفاقية حياد بين بروسيا وإنكلترا للإبقاء على الهدوء في ألمانيا. لكن تلك الحروب مع حرب السنوات السبع (1756-1763) التي انتصر فيها، جعلت بروسيا أول دولة حربية في أوربا، وكان فريدريك المحرك الأول لاقتسام بولونيا عام 1772، الأمر الذي زاد في رقعة مملكته، وقضت حرب الوراثة البافارية (1778-1779)، وإنشاؤه عصبة الأمراء الألمان (1785) على خطط الامبراطور النمساوي جوزيف الثاني بن ماريا تيريزيا، كما أن فريدريك أبدى تعاطفاً مع الأمريكيين واعترف بجمهوريتهم.
    خلفه ابن أخيه فريدريك وليم الثاني على عرش بروسيا التي صارت إحدى القوى الأوربية الكبرى.
    اكتمال إسماعيل
يعمل...
X